أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد حماد قديح - همسة فى رحاب يوم الاسرى الشهداء














المزيد.....

همسة فى رحاب يوم الاسرى الشهداء


فريد حماد قديح

الحوار المتمدن-العدد: 3099 - 2010 / 8 / 19 - 03:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


همسة في رحاب يوم الأسرى الشهداء
في الربع الأخير من الليلة السابعة في رمضان , بعد أن هرب النوم من جفوني لتزاحم الأفكار في مخيلتي التي تمحورت نحو سرب من النجوم التي ساهمت في إنارة ليل شعبنا الطويل,
إنهم أصدقاء وأخوة شاءت الأقدار أن اجتمع بهم جميعا في معتقل عسقلان الذي امضيت خلف جذرانه الصفراء الكالحة عقد ونصف من الزمان .
إنهم أصدقاء غير الأصدقاء الذين تعرفوهم وأحبة غير الأحبة وبشر غير البشر الذين نراهم , فهم أصل الصدق والصداقة ونبع المحبة الصافي , ومنبت الرجولة والشهامة.
استدرجتني افكارى نحو ثلة من الأسرى الفلسطينيين الشهداء... فتذكرت اليوم الأول لدخولي معتقل عسقلان حينا وقف امامى مرحبا بقدومي الأخ الرفيق والأب الحنون القائد الوطني العظيم الإنسان الطيب عمر القاسم ذلك الإنسان الذي لم ينبض إلا بإنسانية ووطنية ومحبة للجميع ... تجد كلمات اللغة مشقة في وصف معانيها , حتى اليوم أتذكر ابتسامته أتذكر وقفته أمام باب الزنزانة رقم واحد قسم ألف في معتقل عسقلان أتذكره وهو جالس على سريره عند شباك تلك الغرفة المطل على ساحة السجن أصبح وأمسى عليه يوميا ... أتذكره وهو يقودنا في طابور الركض صباح كل يوم في ساحة عسقلان وهو شامخ شموخ تلك النخلة المشهورة التي استمرت بشموخها في ساحة عسقلان ورحلت برحيل ذلك العملاق عمر القاسم ... أتذكر قوله لي : أنا يا فريد احتفل كل عام يمضى على وجودي داخل الأسر بساعة ونصف من الركض المتواصل , ونصحني بألا اترك الرياضة وأحرص عليها كل يوم وألا أقترب من التدخين واهتم بالمطالعة , كان فعلا قائدا وطنيا تعالى عن كل أصناف الفئوية.
أتذكره قبيل مغادرته الحياة نحو الجنة إنشاء الله حين صافحته وهو يحمل معه حقيبة ملابس صغيرة مسافرا إلى سجن الرملة للعلاج,
كانت مصافحة عادية لم يتبادر إلى ذهني بأنه ذاهب في رحلة بلا عودة , لم أعرف بأنه مسافر نحو الموت , كنت صافحته بحرارة أكثر وجعلتها لحظات وداع , لم يتبادر إلى ذهن اى أسير بأنها رحلة موت وفراق لذلك الرجل الرياضي القوى المبتسم دوما , توقعت بأنه مسافر لعدة أيام وعائد ليكون بيننا , لكن للأسف لم يعد نراه وبقيت ذكراه شامخة عطرة لم تمحوها السنين, اكتب هذه الكلمات وهو حاضر امامى بابتسامة عريضة عودنا عليها حتى قبيل الرحيل الذي حل في الرابع من حزيران عام 1989م.
وفى هذه الليلة استذكر صديقي الشهيد ابن المكبر حسين عبيدات الذي عشنا معه سنين طويلة بين أسوار عسقلان أتذكر طيبة قلبه وسعة صدره أتذكر عندما كنت أمازحه برفقة اخوتى واصدقائى بلال أبو حسين واحمد عميره أعادهم الله إلى ذويهم سالمين قريبا إنشاء الله , أتذكر حينما شاركنا فرحة الانتهاء من إضراب الحركة الأسيرة الشهير في العام 1992م , فصعقنا بنبأ استشهاد الأخ حسين في اليوم الثاني بعد انتهاء الاظراب في الرابع عشر من أكتوبر عام 1992م ,حيث رحل دون مقدمات كرحيل الشهيد البطل عمر القاسم.
وترحل بى ذاكرتي في هذه الليلة كذلك إلى ذلك الرمز الشيخ الأسير يوسف العرعير الذي كان قد بلغ آنذاك من العمر عتيا وكان رمزا من رموز معتقل عسقلان أحبه الجميع واعتاد أن يكنى " بالخال" وحرص الجميع أن يجلس بجواره يوميا للمزاح معه وتبادل أطراف الحديث الشيق , حيث رحل شهيدا إلى جوار ربه في سجن الرملة عام 1997م بعد أن امضي ثلاث عقود في سجون الاحتلال.
ولن تنسيني ذاكرتي أيضا ذالك الشيخ الشهيد محمد حسن أبو وهدان الذي رحل إلى جوار ربه في الرابع من تشرين ثاني من العام 2004م في سجن الرملة بعد أن مضى على اعتقاله عشرين عاما , أمضى غالبيتها معنا في سجن عسقلان أتذكر حينا عشنا سويا في الزنزانة رقم 23فى قسم "ح" في عسقلان.
أتذكره إنسان بسيط طيب بريئ أبا حنون يتطلع كل يوم للحرية والعودة إلى أحضان أسرته , ويحكى لي حكاياته مع القدس التي ترعرع فيها وعشق هواها ,لم يفارقه الأمل لو للحظه بالعودة ليعيش فيها مرة أخرى , لكن شاءت الأقدار أن يعود إليها من خلف أسوار السجن شهيدا محمولا على الأكتاف ليوارى جسده الطاهر ثرى زهرة المدائن , ويغرس جسده في بوابة السماء على درب من مروا إلى السماء في غرة تشرين الثاني من العام 2004م.
في معية هؤلاء الدرر تزاحمت افكارى فسارع قلمي ليكتب كلمة في حق هؤلاء النخبة ممن رحلوا إلى السماء من خلف أسوار سجون الاحتلال اللعينة,
فهنيئا لكم يا عمر ويا حسين ويا محمد نومتكم الأبدية في القدس تحت عرش الرحمن,مسقط رؤوسكم وحاضنة طفولتكم في أزقة القدس القديمة , متشبثين بترابها وحجارتها العتيقة , فهنيئا لكي ياقدس احتضانك فوارسك الأحرار عمر القاسم وحسين عبيدات ومحمد أبو وهدان .
وهنيئا لك يا غزة هاشم احتضان ترابك الطاهر للختيار البطل يوسف العرعير.
رحمهم الله وطيب ذكراهم على مر السنين وأبقاهم منارات شامخة في حياة الحركة الوطنية الأسيرة.
الكاتب : فريد حماد قديح
[email protected]



#فريد_حماد_قديح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاصيل يوم اسرى خلف الشمس
- مفتاح المصالحة ليس فى يد موسى
- لهو سياسى عنوانه - لم نعلم -


المزيد.....




- متى تتوقعون الهجوم على رفح؟ شاهد كيف أجاب سامح شكري لـCNN
- السعودية.. القبض على شخصين لترويجهما مواد مخدرة بفيديو عبر و ...
- مئات الغزيين على شاطئ دير البلح.. والمشهد يستفز الإسرائيليين ...
- بايدن يعلن فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات على إيران بس ...
- لماذا تعد انتخابات الهند مهمة بالنسبة للعالم؟
- تلخص المأساة الفلسطينية في غزة.. هذه هي الصورة التي فازت بجا ...
- شاهد: لقطات نشرها حزب الله توثق لحظة استهدافه بمُسيرة موقعًا ...
- ألمانيا تطالب بعزل إيران.. وطهران تهدد بمراجعة عقيدتها النوو ...
- مهمات جديدة أمام القوات الروسية
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد حماد قديح - همسة فى رحاب يوم الاسرى الشهداء