أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود غازي سعدالدين - من يخشى الانسحاب الامريكي من العراق ؟















المزيد.....

من يخشى الانسحاب الامريكي من العراق ؟


محمود غازي سعدالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3097 - 2010 / 8 / 17 - 16:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يخشى الانسحاب الامريكي من العراق ؟
كما هو معلوم أنه بموجب الاتفاقية الامنية الموقعة بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية والتي تقتضي بنودها جدولة مواعيد سحب قطعات الجيش الامريكي المقاتلة وانهاء مهامها واكمال انسحابها في مدة اقصاها 31 -8-2010 , ثم أنهاء أنسحابها كاملا بنهاية عام 2011 وبالتنسيق مع الحكومة العراقية .
تضاربت التصريحات العراقية بين من يؤكد جاهزية القوات العراقية لاستلام المهام الامنية العسكرية من هذه القوات وتسليم قيادة المهمات العسكرية الى القوات العراقية , وبين من صرح أن القوات العراقية لن تكون قادرة على استلام الملف الامني وان القوات الامريكية لابد من بقاءها لفترة أطول ولحين تأهيل القوات العراقية .
أبرز هذه التصريحات صدر على لسان رئيس هيئة الاركان (بقدرة قادر اصبح رئيسا لهيئة الاركان والمعروف انه يحمل رتبة ملازم أول , ويطلق عليه ألاكراد من بني جيله لقب ملازم بابكر) صرح الزيباري ان القوات العراقية لن تكون مؤهلة لاستلام المهمات الامنية كاملة من الجانب الامريكي ودعا الى بقاء القوات الامريكية لغاية عام 2020 ولحين بناء قدرات الجيش العراقي .
كما انه كانت هناك تسريبات من الصحافة الامريكية ان هذه الدعوة أيضا دعاها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في زيارته الاخيرة للولايات المتحدة مصرحا بأن القوات العراقية غير مؤهلة البتة للدفاع عن العراق من أية اعتداء خارجي حقيقي يمس أمن العراق حسب قوله .
بينما أكدت الحكومة العراقية جاهزية القوات العراقية لاستلام الملف الامني , وخرجت تصريحات كبار الساسة والضباط الامريكيين حول الالتزام بالمواعيد المنصوص عليها وانه لا رجوع في جدول المواعيد المقررة للانسحاب وسوف تستكمل اجراءات الانسحاب بنهاية شهر اب أغسطس الجاري وتم تاكيده من قبل الرئيس الامريكي باراك اوباما .
التصريح الاكثر أثارة للريبة والدهشة هي تصريحات طارق عزيز لصحيفة الجارديان البريطانية , أن القوات الامريكية لابد من بقاءها في العراق وناشد عبر الجارديان الرئيس اوباما للامتثال لذلك , سؤال يطرح نفسه ما الذي حدا بالبعثي الذي كان للامس القريب يمتليء حنقا وغيضا على المحتل الامريكي (حسب قولهم) ولم يبخل هو ونجله بالظهور سواء في جلسات المحكمة وشاشات الفضائيات في مرات عديدة بالتهجم والتصريح ضد التدخل الامريكي في اشارة لعمليات تحريره في 9 نيسان المباركة .
القيادي البعثي طارق عزيز الذي أعتقل من قبل القوات الامريكية وسلم قبل فترة ليست بالبعيدة الى السلطات العراقية وهو رهن الاعتقال في سجن قرب مدينة الكاظمية الشيعية ويحضى بالرعاية اللازمة للسجناء والمحكومين من ازلام البعث , بات متخوفا من انسحاب القوات الامريكية وتوسلاته لعدم ترك العراق فريسة للذئاب !!
لعل طارق عزيز ليس حريصا على سلامة العراق وشعبه وليصرح بمثل هذه التصريحات ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما السر الذي تطابقت فيه تصريحات البعثيين من امثال طارق عزيز مع دعوات وتصريحات القادة الاكراد الذين دعوا الى بقاء القوات الامريكية اعواما اخرى وهو ماجاء على لسان وزير الخارجية وقائد الاركان الزيباريين , في حين يعلم الجميع أنه كان هناك ترويج من قبل الساسة الاكراد لنظرية ألامن المستتب في الاقليم بشكل جزئي على الاقل ( وليس الامان بمفهومه الواسع الشامل الذي ابتعدوا عنه ) , وهذا ما يؤكده الاختلال الامني ووجود مشاكل حقيقية في المحافظات التي لها امتداد مع اقليمهم الكردي وصولا الى العاصمة بغداد التي شهدت اعمل عنف مسلحة عديدة انتهت بالتفجير الارهابي الانتحاري الذي استهدف المتطوعين امام احدى بنايات وزارة الدفاع , ما برح القادة الامريكيون مرارا وعلى رأسهم قائد القوات الامريكية الجنرال رايموند اوديرنو ليصرحوا بأن العقبة الرئيسية التي تقلق الجيش الامريكي هو التوتر الكردي العربي ومسألة المناطق التي يسميها الاكراد المتنازع عليها والتي وقع بعضها رسميا تحت سيطرتهم وتسمى بالمناطق المحررة وألأخرى تنتظر الفرصة لتحريرها من الاحتلال !!
تصريحات القادة الاكراد صريحة بان جاهزية القوات ليس القصد منه هو التصدي للجماعات الارهابية وجماعات العنف المسلحة التي تعبث بامن العراق بل أشارت بوضوح الى عدم جاهزييتها للتصدي لاي عدوان خارجي حقيقي على العراق فمن هو الطرف الخارجي الاقليمي الذي يخشاه القادة الاكراد وماهية التدخل الذي سيحصل في حال اكتمال الانسحاب الامريكي ؟؟؟
من المعلوم ان دولة مثل سوريا او السعودية ليستا من القدرة للقيام بعمل عسكري كبير ضد العراق حسب قراءة معظم الخبراء العسكريين والمطلعين على الشأن العراقي وانما يقتصر تدخلهما عبر تجنيد وتمويل التنظيمات البعثية المجرمة والتنظيمات الارهابية الاسلامية وفرض أجندات عبر أحزاب قومية واسلامية , تبقى هناك ايران وتركيا , ايران التي لا ينكر احد تدخلها السافر في العراق وتحريكها أدواتها عبر الشمال والجنوب ولكن في خضم الازمة الحالية بين المجتمع الدولي وايران بصدد الملف النووي الايراني وفرض مزيد من العقوبات عليها بات وضعها غير مساعد جدا للتدخل عبر تحرك عسكري واسع على سبيل المثال ضد تنظيمات بيجاك الكردية في العراق الذي تزايد نشاطه في ألآونة الأخيرة على الحدود الأيرانية انطلاقا من الاراضي العراقية , علما انه قبل عامين كانت القادة الايرانيون يصرحون علنا بان في مقدروهم ملأ الفراغ الذي سينجم من انسحاب القوات الامريكية , اذا التدخل الايراني مستبعد حاليا ولا تدخل ضمن سياق التصريحات والمخاوف التي ادلى بها القادة الاكراد حول خطورة التدخلات الخارجية مع محاولة الساسة الاكراد لارضاء الطرف الايراني بأي شكل من الاشكال عبر صفقات تجارية وعمليات تهريب وكسر الحصار الدولي المفروض عليها وعبر التصريحات العلنية لكبار مسؤوليهم ومحاباة الرئيس جلال الطالباني للسفير الايراني الجديد .
تبقى هناك الجارة تركيا التي لم ترتقي علاقاتها مع الاقليم الكردي الى ذلك المستوى لكي نقول بأن الأمور اصبحت كالسمن على العسل عدا السماح لبعض شركات استثمار في مجال البناء والسياحة قد تستغلها تركيا في النفوذ الى الشمال العراقي , بل العكس صحيح ففي الآونة الأخيرة لوحظ تزايد نشاط حزب العمال ضد قواعد وثكنات الجيش والشرطة وسقوط عشرات القتلى بين صفوفهم وصدرت تصريحات قوية من القادة العسكريين الاتراك بشأن تدخل ونشر قوات خاصة في الشمال العراقي والشريط الحدودي قد يصل الى اجتياح عسكري مرتقب بعد استكمال سحب قطعات الجيش الامريكي , انذار الخطر لابد قد استشعره القادة ألأكراد وعلى حين غرة تم اعلان هدنة من قبل حزب العمال ووقف اطلاق نار من جانب واحد ولمدة ثلاثة اسابيع بعد سلسلة من العمليات الدموية عبر الشمال العراقي ضد الدولة التركية .
تزامن هذا كله مع ظهور تصريح وبيان جديد لأيمن الظواهري طالب تركيا بقطع أية علاقات مع اسرائيل وسحب قواتها العسكرية الغير قتالية من افغانستان والتي تقدر بحوالي1835 جنديا , ما السر في هذه التوقيتات والتصريحات ؟ في وقت كسبت تركيا تعاطفا شعبيا على ألأقل من بعض الجماعات الاسلامية المتشددة التي تؤيد حركة حماس في اعقاب أزمة قافلة المساعدات المرسلة من قبل بعض الناشطين الاسلاميين الاتراك ومقتل 9 منهم والتي يشتبه بصلاتها مع جماعات متشددة متهمة بمحاولة تفجير احد المطارات في الولايات المتحدة, أستطاعت تركيا الى حد ما من توجيه أنظار بعض ألأطراف الدولية الى معاناة مواطني قطاع غزة (بسبب سياسات حماس الحمقاء) فهي بذلك دخلت بقوة على المشهد السياسي .
تركيا في نفس الوقت تشهد حملة واسعة ضد التنظيمات الاسلامية المتشددة وشهدت اعتقالات عديدة في اوساط الاسلاميين المتطرفين الذين تربطهم علاقات مع تنظيم القاعدة تنتشر في مناطق جنوب شرقي تركيا , لعل هذه الاحداث كلها وظهور مسلسلات تركية تظهر تطرف بعض الجماعات الاسلامية والتنظيمات الكردية المناهضة للدولة التركية كله تمهيد لأحداث وتطورات جديدة ستلعب فيه تركيا في النهاية دورا فعالا في كبح جماح هذه الجماعات المتطرفة , مع الحفاظ على هوية الدولة التركية العلمانية ومراقبة مستمرة من كبار الضباط الاتراك لتحركات ساسة وبرامج حزب العدالة والتنمية ذو الميول الاسلامية .
تزايد النشاط الاجرامي للتنظيمات الارهابية في الموصل وبغداد وديالى وكركوك خاصة وبعض المناطق المتفرقة الاخرى تزامنا مع الانسحاب الامريكي له عدة اهداف , من جملتها هو وضع الولايات المتحدة امام الامر الواقع لابقاء قواتها فترة اطول تستفيد منها بعض الاطراف السياسية والهدف الآخر هو اظهار الحكومة العراقية المنتهية ولايتها في أسوء صورة ومن ثم اللعب بهذه الورقة وورقة تردي الخدمات الفعلي لنيل مكاسب أكبر في الحكومة القادمة (عودة البعث بقناع جديد) .
تخوف القادة الاكراد وتصريحات طارق عزيز وبيان المساعد الاول لتنظيم القاعدة الارهابي أيمن الظواهري مؤشرات تشير بكل وضوح أن الوضع السياسي العراقي قبيل وبعد الانسحاب يخفي بين جنباته العديد من الامور قد تطفو الى السطح في الاسابيع القليلة القادمة .



#محمود_غازي_سعدالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء المساجد أم بناء العقول , رد على مقال صالح الطائي .
- بناء المساجد أم بناء العقول وصحوة ضمير .
- مخاض تشكيل الحكومة العراقية والنفاق السياسي ..
- حصار غزة وحصار العراق قواسم تطرف مشتركة .
- النبي محمد بن عبد الله يعفو عن الرسام الدانمركي !!
- بعثيون عفالقة وان لم تنتموا !!
- من سن سنة إرهابية فعليه وزرها ..
- عدالة النبي يوسف , وطغيان رئيسنا !!
- تخريف المعمر .. ألقذافي ..
- أيها المسلمون , ألاعتراف بالفضائح فضيلة !!
- موسكو و ديالى , ايدولوجيا ألإرهاب واحدة .
- تصدر علاوي , نتيجة حتمية لإخفاقكم السياسي في إدارة الدولة .
- ألاعتراف بإبادة ألأرمن تأشيرة دخول تركيا للإتحاد الأوربي ..
- بين حانة ومانة لكي لا تضيع لحيانة ..
- خذ الحكمة من أفواه المجانين.
- تعددت أسباب الموت والتطرف واحد ..
- مسيحيو البصرة تعقيب من قبل الكاتب
- مسيحيو البصرة مثال وطني حي و وفي للإمام الحسين .
- المسلمون ازدواجية وتشتت في الفكر والأداء ..
- المسلمون ازدواجية وتشتت في الفكر والأداء ..


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود غازي سعدالدين - من يخشى الانسحاب الامريكي من العراق ؟