أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي - جهاد عقل - أزمة البطالة العالمية بين الشبّان.. الفقراء الكادحين















المزيد.....

أزمة البطالة العالمية بين الشبّان.. الفقراء الكادحين


جهاد عقل
(Jhad Akel)


الحوار المتمدن-العدد: 3093 - 2010 / 8 / 13 - 16:07
المحور: ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي
    


بمناسبة إطلاق "السنة الدولية للشباب" من قبل منظمة الأمم المتحدة ،صدر تقرير خاص أعدّته منظمة العمل الدولية. بعنوان "إتجاهات الإستخدام العالمية للشباب للعام 2010 ". يتناول هذا التقرير الأوضاع التشغيلّية للعمال الشباب والظروف التي يعيشونها في ظل الأزمة الإقتصادية العالمية – الأزمة الرأسمالية .التي أدت إلى إرتجاج كبير في الأوضاع الإقتصادية العالمية ، تَبِعه ركود إقتصادي وإنهيارات مالية لمؤسسات عولمية ، وبطالة وفقر .ليس فقط في الدول المُتقدمة ،بل وفي جميع أنحاء العالم .
وفق هذا التقرير يظهر لنا أنه "من بين 620 مليون شاب ناشط إقتصادياً ضمن الفئة العُمرية المتراوحة بين 15 – 24 عاماً بات 81 مليون منهم في حالة البطالة في نهاية 2009 ، وهذا الرقم هو الأعلى حتى الآن بحيث يفوق المُعدّل المُسَجّل في العام 2007 ب 7.8 مليون شاب عاطل عن العمل .أي إرتفاع معدل بطالة الشباب من 11.9 بالمئة في العام 2007 إلى 13% في العام 2009." ووفقاً لتوقعات المنظمة :"قد يتفاقم مُعَدّل البطالة العالمية لدى الشباب صعوداً من خلال العام 2010 ، ليبلغ 13.1 بالمئة .... كما يُشير التقرير إلى معدّلات البطالة لدى فئة الشباب أَثبتت تأثرّها بالأزمة الإقتصادية أكثر من معدّلات البطالة لدى فئة الراشدين ،وأن إمكانية إنتعاش سوق عمل الشبان والشابات تتخلّف وراء َ إمكانية إنتعاش سوق العمل لدى الراشدين." مِمّا يُؤَكِد لنا أنَّ الضحية الأولى للأزمةِ الإقتصادية هُم شباب وشابات هذا العصر ، لكنَّ أثر هذه الأزمة هُو أكبر بِكثير على شباب الدُول النامية والفقيرة أَو ما يُعرَفْ ب "الإقتصادات الناشئة" حيث :" يَتَجَسَد في إرتفاع نِسبة البَطالة وفي المَخاطر الإجتماعية المُرتَبِطة بالإِحباط والتوقف عن العَمل فترة طويلة ."
ووفقَ التقرير نجد أنه في الإِقتصادات الناميَة :"يعيش 90 بالمئة من الشباب ،تعتبر هذه الفِئَة أكثَر عُرضَةً للبَطالة الجُزئِية والفَقر،أمّا البُلدان المُنْخَفِضَةَ الدَخل ،فإنّ أثَر الأزمَة الإقتصادية أكثر ما يُترجم في تَقْليص ساعات العَمَل وتخفيض الأُجور للقَلائِل الذين إحتَفَظُوا بالوظائف المَدْفُوعَة الأجر والرواتب وفي زيادة الوظائف الهَشّة في إقتِصاد نظامي مُتَفاقِم الإكتِظاظ." أيّ أنّ الأزمة تَعْصِف أكثر وبِقُوَة في الشباب الذي يعيش في الدول الفقيرة ، مما يُعرِضه لأزمة معيشية – إجتماعية خطيرة جداً.

هذه المُعطيات نعتبرها كارثة للمجمع البشري عامة ، خاصة وأنها تتحدث عن خطر ضياع جيل كامل جراء السياسات الإقتصادية والإجتماعية التي تقوم بها قوى رأس المال ، التي تتحكم بالحركة المالية والسياسة الإقتصادية في عالمنا اليوم. من خلال "التكنولوجيا السياسية " التي طَوّرتها تلك السلطات الرأسمالية بهدف التَحَكُم في كُلِ ما يَتَحرّك في عالمنا وفي المُقَدِّمة الإنسان.
لهذا نَجِد في التقرير " أنّ هذه الإتجاهات سيكون لها تَبِعات خطيرة على فِئَة الشباب مع إنضمام الداخِلين حديثاً إلى سوق العمل ،إلى صفوف العاطلين عن العمل مُسبقاً." ويُحذِر من أزمة إرث "الجيل الضائع" المؤلف من شباب تَسَرّبوا من سوق العمل فاقدين أيّ أمَل بالتَمَكُن من العمل لتأمينِ عيشٍ لائق." وعبارة "الجيل الضائع" هي ما إفتَتَح بِه الروائي الأمريكي الشهير إرنست همنغواي روايته الشهيرة "ستشرق الشمس أيضًا " بقوله "إنّكُم جَميعاً جيلٌ ضائع ..! "وكانت روايته الأولى التي صدرت في العام 1926 وتناول فيها أزمة الشباب المُغترب وما أُطلق عليه "الجيل الضائع".
لذلك وضعت المنظمة تحذيرها هذا من تفاقم الأزمة و "إرث الجيل الضائع" ، خاصة وأنّ الأزمة لا تتعلق بالبطالة وحدها . بل هناك " 152 مليون شاباً أو حوالي 28 بالمئة من مجموع العاملين الشباب في العالم ظلّوا يعانون فقراً مُدْقِعاً في أُسَر معيشية تُكافِح للبَقاء بأقل من 1.25 دولار أمريكي يومياً للشخص الواحد عام 2009 ." كما جاءَ في التقرير نفسه والذي يُؤَكِد على أن هذه الأزمة – بطالة الشباب – هي أقسى وأعمق وأكثر قساوة بين جموع الشابات العاملات .
من جهته يقول خوان سومافيا مدير عام منظمة العمل الدولية في البيان الصحفي الصادر عن المنظمة يوم الخميس - 12 أغسطس – آب 2010 بخصوص أخطار تفاقم ظاهرة البطالة بين الشباب:" الأزمة تجتاح حياة الفقراء اليومية في البلدان النامية. فتهدد آثار الأزمة الإقتصادية والمالية بتفاقم العجز الموجود في العمل اللائق لدى الشباب. ونتيجة لذلك، إرتفع عدد الشبّان الفقراء الكادحين وإستمرت دورة كدح الفقراء لتمتد على مدى جيل آخر على الأقل."
أكثريّة الخُبَراء يؤكدون أن الشباب هم مُستقبل المُجتمع البشري، مستقبل التَطوّر والنُمو بما في ذلك الإقتصادي والمالي والإجتماعي، إستمرار تفاقم أزمة البَطالة والفقر وعدم توفير فُرص العمل اللائق والحل اللائِق يؤدي إلى إستمرار الإرتفاع في عدد "الشُبّان الكادحين الفُقَراء" وعليه يؤكد خوان سومافيا ويقول:" إنّ الشباب هُمّ روّاد التَنمِية الإقتصادية ،وإنّ التَخَلِي عن هذه القُوّة ما هو إلاّ تَبْديد وخَسارة إقتصادية من شَأنِه أنّ يُقوّضَ الإستقرار الإجتماعي." ونحن نقول يُقوّضَ الإستقرار السياسي أيضاً . خاصة وأنّ الشباب هُو القوّة الأكثر نَشَاطاً وتَحَرُكاً وراديكاليةً في المجتمعات من أجل التغيير لِمَا هو قائِم وللسياسات التي تأتي عَلَيّنا بالكوارث الإقتصادية - الإجتماعية – السياسية .
هذا التقرير ليس مجرد أرقام وإحصاء قام بإعداده خبراء المُنظمة . بل هو تعبير ما ،عن عُمق الأزمة التي تعيشها المُجتمعات الرأسمالية ، وهو تأكيد صارِخ على فَشَل هذه السياسات، وعَدَم تَقْديمها الحَلّ المطلوب للمجتمعات البشرية. أيّ العدالة الإجتماعية والأمن التشغيلي والضمان الإجتماعي وغيرها من القضايا .
هَمُ أباطرة قوى رأسِ المال تَمحْوَرَ على تطوير أنماط أيديولوجية تخدم أهدافهم . معتمدين في هذه الأنماط على طريق التَحَكُم بالبشر وتطويعهم من أجل تنفيذ مآربهم الرأسمالية الرِبحيّة ،بل مآرب الإستغلال للإنسان وتحويله إلى آلة تغرق في مطالب إستهلاكية يجري من خلالها التعتيم على حقيقة ما تقوم به تلك السلطة الرأسمالية من إستغلال للمواطنين ولشعوب أُخرى .
أمْنِيَة منظمة الأمم المتحدة من خلال مشروعها "السنة الدولية للشباب" أن تقوم من خلالها بالتفاهم المُشترك مع واضعي هذه السياسات من أجل تغيير هذا الواقع السيئ لجمهور الشباب ، وتوفير فُرَص العمل اللاّئِق لهم ،نقول تغيير هذا الواقع لنّ يَتِمّ لا من خِلال التَفَاهُم مع هؤلاء المُستَغِلّين لشباب وشابات هذا العالم ،بل من خلال نَهضَة شبابية نِضَاليّة تؤدي إلى تغيير هذا الواقع ووضع حد لهذا الإستغلال وإنهاء حالة "الجيل الضائع" في خضم البهرجة الإستهلاكية. والعودة للدولة وللنظام الذي يضمن لنا العدالة الإجتماعية وللإشتراكية الحقيقية .



#جهاد_عقل (هاشتاغ)       Jhad_Akel#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى العشرين لشهداء العمل – - الأحد الأسود - في عيون قا ...
- من أورام الرأسمالية ظاهرة عمل الأطفال - العمال الصغار
- قاوموهم أيها العمال .... نحن البحر الهادر .... *
- كتلة الجبهة النقابية تنعي القائد الشيوعي الأُممي الرفيق أحمد ...
- مؤتمر العمل العربي والتحديات الكبيرة ..
- بمناسبة يوم المراة العالمي - المرأة تعاني من متطلبات سوق الع ...
- أطفال العراق ..ضحايا سياسة الإحتلال الأمريكي وحلفاءه
- حرية التنظيم النقابي و الميثاق العالمي لفرص العمل
- تحديات كبيرة أمام الحركة النقابية العالمية في ظل أبحاث مؤتمر ...
- مؤتمر العمل الدولي يضع تحديات كبيرة أمام الحركة النقابية الع ...
- الحركة النقابية في اليابان
- معركة الإنتخابات انتهت والمهام الكبيرة امامنا
- يا عمالنا .. هذه جبهتكم انتصرت لكم دائما فانصروها
- الأمم المتفرقة وليس المُتحدة
- الأيام السوداء.... في ظلال سياسة - البيت الأسود-
- السابع من اكتوبر تشرين اول 2008 إنطلاق فعاليات اليوم الدولي ...
- الإتحاد الدولي لنقابات عمال البناء والأخشاب يواصل نشاطه المُ ...
- في الكويت هل من حل لمشكلة العمالة الوافدة والإتّجار بالبشر ؟
- كلمات لذكرى الشاعر الأممي محمود درويش
- ثورة عمال من بنغلادش تجتاح الكويت ...


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي - جهاد عقل - أزمة البطالة العالمية بين الشبّان.. الفقراء الكادحين