|
قصائد إلى الياسمين المحرَّم
فتحي المسكيني
الحوار المتمدن-العدد: 3092 - 2010 / 8 / 12 - 08:06
المحور:
الادب والفن
تُراقصُني عيناكِ دون كلامٍ ودون سببْ كأنّا وُلدنا معاً كأنّا جُرِحنا معاً بالحدود الأخيرة من معدن الروح، حين يبيت على أهبة للسفرْ اضحكي لن يكون هناك وطنْ دوننا، لن نموتَ إذنْ اضحكي ! اضحكي، كالغمام الأخيرِ على سنبله ....... في يديك وجدتُ قليلاً من العمْرِ كيف أبذّرُ عمْري هناكَ وأرحلْ ؟ تراقصُني عيناك، سهواً وتُنكر أنّي جُرِحتُ لتنسى لماذا تخبّئُ عيناكِ جرحي ؟ ....سنتركُ كلَّ الذي لا يُقالُ سنُعرض عن دولة النائمين على سطح أنفسهم ونمزّق لحم النهار اضحكي لن تكون هناك سماء بلا أسئله تراقصني عيناك بالياسمين وتطفئ كلَّ شموسي وتقذف بي في دمائي الأخيره لماذا حبَبْتُكِ دون كلام ودون سببْ ؟ كأنّ النجوم أحبّتْ فلم تشتهِ غير أجسادنا معبداً للبكاء على العاشقين ! كأنّ النجوم أحبّت ولمّا تجدْ في السماواتِ من خيمة لتصلّي سوى دمنا فاحترقنا معاً ونمنا كظلّ النخيل على حافة الأقحوان كأنّي كُسِرتُ إلى ألف قطعه كأنّي سأدفُن في الغيم أولد ثانية من دموع المطرْ وكم ليس لي من يديك سوى لمسة من كواكب كنّا مررنا بها قبل خلق البشر بمليون عام وكم ليس لي من رؤاك سوى نظرة هربت من فؤاد قديم وجاءت لتسأل عنّا عيون الطيور التي لا تنام فاهربي اهربي ما استطعتِ إلى داخل الآخرين أو إلى خارج الآخرين أحبّكِ دون لقاء ودون سببْ وأعرف كم تبعُد الروحُ حين تحبّك دون بلادٍ ودون جسدْ حبَبْتُكَ قلبي بلا آخرين وحين أراك سأشطب كلَّ الجهات وكلَّ اللغات وأرحل دون تفاصيل تجمعني ودون نسبْ كأنّكِ أنفاسُ آلهةٍ رحلت وجاءت تكلّفني بالرحيل إليّ ! فلا تسخري من بكائي عليّ ولا تحزني من شحوب الرياح الأخيره فإنّي رحلت إليك لأعرف كم تبعدُ الروح عنّيَّ حين يكون الرحيل الأخير ولَلنّيلُ أجملُ منكِ وأجمل من رقصات القمر ولكنّه نادم أن يسيل على حجرٍ وألاّ يسيل على قدميكِ تفاجئني عيناك تأتي من الآخرين لتلقي على الروح بسمتَها وتمرُّ تفاجئني عيناك تعثرُ في الآخرين لتلمس روحي فصرت أحبّك في الآخرين وأقتات من كرههم ليديك مودّتَنا، أحبّك من خلف أعينهم، وأبذّر كلّ البنفسجِ حين يرفرف فوق مكان وقفنا به لحظةً من فتات القمرْ وحين رحلت حملت المكانَ معي ! كأنّ القدرْ يخبّئ أسراره في يدينا ويرحلْ وجدتُك فيّ وجدتني فيك فكيف أعيدُ إليك هُويَّتَنا ؟ وجدتك تمشين في خاطري فسحةً من عطور قديمه فكيف سأحفظ لون البنفسج من عطره في شفاه المدينه ؟ ولَلنّيل أجملُ منك وأجمل من قبلات المطر ولكنّه دون عينيك دون حنانك يخرج من عبق الروح كالسنبله سيظلّ حزينا كما جدول من بكاء الحيارى على المرحله وحين أحبّك تصغر فيّ المدينه ويعتذر البحرُ تأتي الكواكب من آخر الدهرِ تنثرني في خطاك وترسمك في خطوط يديّ: كما أنت أنت قرنفلةٌ من بكاء الثلوج على مهلٍ تمسحين الدموع عن الغيمِ تغتسلين على حافة الله مثل صلاة خجوله بلا مؤمنين تسائلني عيناك: من أنت ؟ ماذا تريد من الياسمين المحرَّم ؟ كيف دخلت إلى مهجة مقفله بالمواثيق والآخرين ؟ تسائلني عيناك: أين سأخفيك عنّي ؟ متى ينبت الورد في شفتينا بلا خجل أو سؤال ؟ هل الحب أغنية أم جدار ؟ ... ونضحك في سرّنا ونضيع قليلا لأنّ الذي لا يحبّ يكسّر بلّور أيامه في يديه ويلقي بأزهاره في الزحام اعذُرينيَ إنْ جعلتك قدّيسةً بعد موت الإله ونوم الرسلْ إنْ عبدتُك من دون إذنٍ ولا بسمله اعذُريني إذا سال دمعي على مقلتيكِ ولم يستح من عيون الصوامع من فوقنا كالنهار اعذُرينيَ إنْ خلطتُ دمي في يديكِ ولم أستح إذْ دخلت إلى باحة الروح دون سلام ودون انتظار ليس بيني وبينكِ غير الرحيل فاقطفيني كتفاحة نائمه في فم المستحيل وانثريني على طرق الروح حتى أراك بلا موعد أو لقاء وفي كل يوم سيولد فينا سلام جديد إلى الراحلين إذا اشتقت يوما لرائحة الوقت بين أنامل روحي فلا تحزني واسبقيني إليّ فحين أحبّك أولد فيك وأحتار عنك وأقطف كلّ المدى بيديك فكيف أخبّئك في خطاي إذا سألوا: من تكون ؟ التي قطفت روحها بيديك ومرّت كغيم الصباح القليل أنا شجر مثقل بثمار لك، بذرتها يداك ولكنّها نبتت في حقول دمي فكيف سأقطف نفسيَ منك؟ وكيف أخلّصك من خطاك إليّ ؟ في ضباب المدينةِ خبّأت ظلّي وأوصيته أن يحبّ الشوارعَ حين تمرّين فيها وحيده وأوصيت أن يسهر الليلَ يرسم في حاجبيكِ لقاءً وشامه إذا أتعبته القصيدةُ لا يستحي أن ينام على كتفيك قليلا. أحبّك حتى يجيء المساءُ وحيدا ويلقي على راحتيك القمر وأسأل: كيف خرجت من الروحِ كيف وجدت طريقا إليّ ؟ ومن زرع الودّ بين حشائش قلبي ؟ ..... وقد كنت كالريح أولد في كل يوم وأنسى ؟ يحدّثني الأفق المتعثّر بالغيم عنك ويسحبني الليلُ كالأقحوان اليتيم إليك فمن أنت يا امرأةً من ضبابٍ وسكّر ؟ وماذا دسستِ بعينيك في خاطري ؟ كم وضعت من السمّ في عسل الروح ؟ وهل أنت أنت ؟ دعيني أحبّك كالبحر لا أحدٌ سيعرف أينَ أخبّئ ملحيَ عنّي وفي كلّ يوم أمرّ على شفة لا أراها وأبكي أحبّك كالبحر موجي يقبّل موجي بلا موعد أو رحيل أحبّك كالبحر صوتي سيسمع صوتي بلا شاهد أو قتيل فلا تخجلي من بكاء المساء
إلى صلاح،..الآلهة أيضا تعاني من الحب،..مثل الشعراء
#فتحي_المسكيني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصيدة الأرض
-
قصيد القيامة أو نشيد الإله الأخير
-
شفة تحمرّ من خزف ونار
-
سارتر -كان معلّمي-
-
الغيرية والاعتذار أو الفلسفة ومسألة -تحريم الصور-
-
نثر في حديقة نفسي ، بعد ألف سنة مما تعدون
المزيد.....
-
جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة
...
-
قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
-
-الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
-
-حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
-
صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
-
كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
-
أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
-
السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي
...
-
فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
-
-تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط
...
المزيد.....
-
سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي
/ أبو الحسن سلام
-
الرملة 4000
/ رانية مرجية
-
هبنّقة
/ كمال التاغوتي
-
يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025
/ السيد حافظ
-
للجرح شكل الوتر
/ د. خالد زغريت
-
الثريا في ليالينا نائمة
/ د. خالد زغريت
-
حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول
/ السيد حافظ
-
يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر
/ السيد حافظ
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
المزيد.....
|