أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - الغضب الساطع الأصلي آت!..















المزيد.....

الغضب الساطع الأصلي آت!..


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3090 - 2010 / 8 / 10 - 08:32
المحور: كتابات ساخرة
    


الغضب الساطع الأصلي آت!..

يمكن إتمام الأغنية التحريضية الأصلية الشاحنة أعلاه، في أيام شحن الغضب الساطع الذاهب والراجع، المهم أنه بسخطٍ وغضبٍ "ساطع" يكتب ويكتب ثم يكتب من جديد على رمل ضحى الضاحية. لو كان هناك ميكروفون وأثير بالقرب منه لقلنا أنه يصرخُ ويصرخُ بأسلوب يبدو وكأنه يسرح ويمرح. ولو كانت هناك كاميرا أمامه لقلنا أن نظرات عينيه وإشارات أصابعه ويديه ورفة شفافه وخصلة شعره المقدسة وكل خطاب جسده يُشير إلى الاستهجان والاستهجان وبكل صبرٍ وطولة بال حتى يورق شجر الاستحسان ثمار الاستفهام في ولاية فقيه لبنان. ولو كان على مسرحٍ أمام جمهور نصف مباشر متحمس ومنحاز إلى الإيمان والعلمانية والوطنية والحداثة والعقلانية والروحانية التجديدية –بما فيها النفطية النظيفة أو التوريثية الأنظف، وكل براغماتيته الدقيقة تسير بتصاعد هادئ كقناة ماء عذبة تسقي العطاش والعطّاش حتى لو كان كوكاكولا زيرو تكرماً. لو كان زلمتنا نحن على خشبة ذلك المسرح لوصل رذاذ كلماته المتناثر(ة) حتى الصف الثالث من المشاهدين المؤيدين –العلنيين منهم والسرّيين، ولوصلت رائحة العَرَق التاريخي التثويريّ التنويري التجميعي والتوفيقي الشعبي بين القطب السالب والموجب في التيار الكهربائي ذو المقاومة "الأومية" غير المقطوع وغير المعلّق بسبب علقة غزة وعلقتنا، وبين سيد قطب وسيد فولتير وحرية البصبصة واللطم من تحت ومن فوق ثقوب ثياب السترة والحشمة، وحرية أحدب نوتردام ولذة شوكولا الميلكا مع الفستق العجمي وحليب بقر هولاندا وبلجيكا ومراهقة شباب الصومال وحتى أسنان الأسد والحبش اللبنية، وبالمرور المؤدب وغضّ البصر قرب مراضع الراشدين من أمهات المؤمنات وأخوة العلماء كرامازوفا. لو رُفع ذلك المسرح العرائسي المشترك لكل هذا الغضب الساطع لكان منع وصول رائحة عرَقه(م) ومرَقه(م) إلى برواز سورة الكراسي المتأرجحة تحت سيرة وسرة وصورة السلطان والسلطان، أو ما يُقال وريث الوريث الفهمان الذي يُنَطوِط بحضن ماما شعبان!.
يرقصون على صوت وسوط التنوير، وصاحب الغضب الساطع "ينفخ تحت الرماد" وينير المسير، والجوكر الكبير صار يُحرّك في اللعبة أكثر من نصف عدد أوراق الشدّة وهمزة الوصل والضمّ والتكسير.
وأحياناً من المستحيل ألاّ تسمع تصريحات صاحب صاحبنا التي تُشير إلى التذمر أو التزمر وبرم البوز ولعلّة في نفس يعقوب واللي خلّفه. وقالوا قديماً عندنا في القرية "اللي ما بيزعل بسبب، لازم يزعل بواسطة" الحقيقة هذا المثل مبروم شوية مثل حديد الحيطان اللي منمشي بجانبها ومنقول يا رب السترة، يعني مثل كثير من المفاهيم المكتوبة بحروف أصيلة جاهزة للتشطيب ولرفع المقاومة الممانعة الحيّة غير العرضية. حيّ على المعارضة تبعنا! حيّ على الممانعة! والمعنى بقلب الشاعر، وإذا الشاعر قلبه واسع ومفضفض يعني كل واحد ينقي اللي بيعجبوا بس بحدود الحرية الشخصية، ولازم ما يكون إلها علاقة بالألوان وبالآراء غير تبعنا.
وربما لا توجد في هذا العالم حياة خارج ثقافة مضارب الشَعر والسجاد والعرض والطول والطلب.
وطالما هناك قانون الطوارئ(ق)، ومفردها طرق ودق، المهم طالما طوارئ السيد موجودة هذا يعني أنه هناك فرق بين من هم فوق الطوارئ ومن هم تحت الطوارق! وطالما كتب القدماء عن توّلع العبد بتقليد سيده لذا ربما هناك شيء من طوارئ تقليد، يعني مثل الثياب الصينية، أي أنه هناك للاحتياط نصف المعارض المقاوم طوارئ لايت –طبعاً انشاء الله ما منضطر لاستعماله، لكن إذا لا سمح الله حصل شيء يُهدد الوحدة اللي ما يغلبها غلّاب لا في 7 أيار ولا 7000 أيار، وطالما الخام بإيدنا والذراع بإيدنا يعني معروفة سماكة وشفافية بناطلين البلد وفساتينها الممتدة حتى الكاحل وخراطاتها التي تُهفهف حول صابونة الركبة، المهم إذا هدد خطابنا شي هدهد أو هدهدة فنحن له(ا) أيضاً بالمرصاد المناسب! ويدخل ضمن ملحقات الطوارئ لايت فرقة الكشافة التي تقوم بتوزيع شهادات حسن السلوك والهندام، وتنتبه إلى قصة الشعر والأظافر –كي لا يختبئ تحتها الشيطان ابن الحرام، وتنتبه أيضاً إلى نظافة الأسنان وسلامة المضمضة وأكل التمر وشرب العيران، وكذلك الغمز وبدون لمز أحياناً من تحت حجاب الكلمات للتحذير من السافرين والسافرات، المسافرين منهم والمسافرات وذلك حسب بعدهم وقربهم من مَضَارِب الغوطة الإسمنتية، المطعّمة حدائقها ببعض الأزهار البلاستيكية الساطعة المنافسة للياسمين الدمشقي.
الغضب الساطع هذا –ويمكن أن يكون ساطعة، المهم أنه(ا) يتطلب أيضاً لمن يدخل خيمته أن ينجح في امتحان لغويّ قواعديّ قرشيّ –فارسي لا علاقة له بسمك القرش ولا بفراطة الليرة السورية واللبنانية والتي كانت تعادل مائة قرش، وأن لا ينسى حضور صلاة الاثنين والابتهال لإله واحد لا لاثنين كي يُشجعه ويُغريه ويُحثّه لاتخاذ قرار على هوانا، ويقوم بتغيير الرياح باتجاه هوانا، وعندها يُصبح الهوى هوانا، ويتأقلم معنا في حلفٍ نزيه بعيداً عن حلف الناتو الحلّوف!
حتى الآن يمكن القول أن ذلك ممكن، لكن بدون طوارئ وإقصاء من يتأخر عن دخول الخيمة المليئة بالبخور والعرق –غيرالمثلّث- والتعرق، وقيل قديماً أن التعرق ميزة لها منافع صحية وحاجة فيزيولوجية أيضاً، والله أعلم!.

قبل فترة استشهدت بمقطعٍ شعريٍّ يقول: "لا يظل النهر في مجراه إلاّ في السنين القاحلة ... وَيَملّ البحر في الإعصار حتى ساحله" وإلى نهاية القصيدة التي تتطرق للنوق والخيل والفرسان وغيرها من الحيوانات البريئة. وتبين بعد أخذٍ وردّ، وردٍ بدون أخذ، وبعد عناءٍ كبيرٍ أن الباشا فعلاً زلمي، ويمكن يكون لابس لفة خامنئي كارديان وبدون التخمين وتبديل الأسماء هنا وهناك وهنالك وما إلى هناك! وحقوق الـتأليف مثل حقوق المواطن محفوظة كالموّرثات في سليقة أو غريزِة القطيع التابع للوريث الفقيه والحمد لله، المهم تجد صورها ونسخها حتى في الأماكن التي لا تُطعم من جوع ولا تُشرِب من عطش وحتى لا تُبرد من حَرّ! إنها استنساخ مورووثٌ موروووثٌ يا ولدي ويا بنت بلدي! وهذا غضبٌ ساطعٌ، لكن ربما ليس قدراً!.
وبعد التبصير بالفنجان تبين خيط الغضب الساطع الأسود من الأبيض، والرفيع من الأرفع منه، وظهرت الأزمة التي يعيشها العالم –غير المُقاوم طبعاً. والحقيقة أن من يهمه(ا) الأمر –التأنيث والتذكير هو علامة المساواة هنا وكما ورد في الدستور- المهم أراد الصراخ بكلمة واحدة فقط، فهو يختصر للبيب الفهمان، وكلمة السر التي أراد قولها هي كلمة "أزمة"، وقد فتح بوزه وزمّه حتى وصل أذنيه بإذن الله–بكسر الهمزة لا بضمها، وظهر أنفه صغيراً يُشبه أنف عائشة بعد عملية تجميل طالبان المؤمنة، كما ضمّ حاجبيه علامة الجدية الجادة حتى التصقا مع بعضهما بإذن الله أيضاً، وبانت جيداً جدية بعض التجاعيد حول عينيه اللتين حدّق بهما تحت خصلة الشعر المُغرية وجال يمنة ويمنة وكمان مرة بين اليُمن(ة) واليَمن كصقر قريش "حطّه السيل من علٍ" في غوطة الشام أيام زمان. بعد تلك الحركات التي أعطت تفسيراً أشمل لكلمة أزمة ومرادفاتها، وهي كامل المحاضرة الجديدة التي اكتشفها صباحاً، وتابع بعدها ترديد كلمتين "باب وشباك"، ورغم أن زملاءه يفهمون من الإشارة لأن كل واحد منهم لبيبٌ وألبُّ من الآخر، إلاّ أنه أراد أن يشرح معنى الأزمة والباب والشباك وحتى الطاقة اللي بيجي منها الريح، ويُهدئ من وقوعها "في جاذبية نيوتن" ووقعها اللغوي الغضبي الساطع.
انظروا إلى الباب –قالها وسمّر عيني الصقر على العتبة- وفكّروا قليلاً بالشباك أيضاً! أعلنها باعتزاز يشبه اكتشاف ذلك الرجل الذي ردّد قبل سنوات "وجدتها.. وجدتها.. آوريكا!"، وردّت عائشة –هذه غير التي جذع زوجها أنفها باسم الله في جمهورية أفغانستان المدنية الراشدة، وليست أخت سكينة التي تنتظر الرجم حتى الموت في ديار العدل وتكريم المرأة الإنسان- بل هي عائشة المقاومة وقالت زامّةً بوزها بثقة الغضب الساطع "ومع ذلك تدور"! طبعاً فهم الجميع ما قاله الجميع.
بعد انتهاء الفصل الأول للمسرحية، قامت السكرتيرة الأمورة بإدخال فنجان قهوة للخفير وقدمت له تقريراً شفهياً شاملاً يحمل كل الغضب الساطع والذي سيسطع كمان، وأكدت على دورها الساطع الذي قامت به في إدارة تلك الغضبة وعند حدوث الكسوف وأيام الغيوم والضباب والذباب ذو الجناحين وحتى أيام البرغش والرفيق الأبرش أيضاً. وبعد شرب قهوته قامت الشاطرة بقراءة ما يكتبه الفنجان الصادق عن المستقبل الأسطع! وأكدت على أهمية وجود مزاج صافي ساطع لأنه الوسيلة الوحيدة لنفخ لهيب الغضب الساطع على السطوح المستوية كالمسطرة!.
ليس من العادة الثناء أو المحاسبة، لأنها تدور وتدور، والأصعب الانتقاد العام وبدون انقياد. وعموميات الإبداع والاجتهاد هي: "الحمد لله، انشا الله، إذا الله راد، الله يسّر، بإذن الله .... وفي الحالات الأجمل إعقِل وتوكّل!". لغتنا غنية ونستطيع الجواب بالجمل القليلة السابقة عن وعلى كل شيء –وأكرر عن وعلى كل شيء في هذا العالم، وكل واحد منا يفهم كل شيء، لأن اللبيب من الجمل القصيرة يفهم!.
عند البناء وإعادة البناء، تبقى كلمة "أزمة" أو ربما صعوبات هي المناسبة لتشخيص المأساة، ومنها يمكن الانطلاق كي لا تصبح ملهاة، وعندها يُمسي السيرك هو الحل لكل العقبات. وقال قديماً أهل روما "سيرك وخبز" أو بالأحرى قالوها تلك لأهل روما.
عندنا شيء من السيرك، ويبقى الخبز، وعلينا جمعه مع الحطب في ظلال الغضب الساطع.
نحن بخير طمئنونا عنكم!..

بودابست، 10 / 8 / 2010،



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معلومات سياحية صياحية...
- أوربا في الاتجاه الصحيح...
- مرايا التجميل وخميرة -النفش-...
- أسئلة على ضفاف غابات الهوبرة...
- بانتظار سندويشة خالية من لحم الخنزير...
- الثالوث غير المُقدّس للأواني المستطرقة...
- ملاعق الجنة متساوية الطول
- من قاسيون أُطِلُّ يا وطني...
- المعرفة والاعتراف بها...
- غزوة قلم الحبر الناشف...
- ثقافة السباحة والتسبيح...
- الطبقة العاملة عائدة من الجنة!..
- شطارة ملء الفراغات بفراغات أكثر!...
- بانتظار الجلاء.!..
- وارسو توّدع ونحن نبتهل!..
- خبز الرئيس وملح النائب!..
- الماضي والمستقبل وعِلم جهاد بينهما.!.
- أن تذهب متأخراً خيرٌ من ألاّ تذهب.!.
- هل يعتذر الوليد من الوالد بلا -تخلّ-؟!..
- متى يعتذر الأكراد؟!..


المزيد.....




- مقتل ممثل أمريكي شهير بالرصاص في لوس أنجلوس
- عالم فرنسي: الذكاء الاصطناعي لن يصل إلى مستوى الذكاء البشري ...
- مصر.. إحالة مطرب شهير للمحاكمة الجنائية
- دون سبب وفي صمت.. دخل إلى السينما وطعن فتيات
- تونس.. السر بين الأدب الروسي والعربي
- وائل حلاق: -الانتفاضة العظمى- عالمية وإدارة جامعة كولومبيا ب ...
- وفاة مؤلف أشهر أغنيات أفلام -ديزني- ريتشارد شيرمان عن 95 عام ...
- إعلان 2 مترجمة ح 162.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 162 الجزء 5 ...
- الإعلان الأول حصري ح 162.. عرض مسلسل قيامة عثمان الحلقة 162 ...
- رحيل الشاعر الأردني زياد العناني عن 62 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - الغضب الساطع الأصلي آت!..