أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين حامد حسين - كتاب وكتابات مضللة...















المزيد.....

كتاب وكتابات مضللة...


حسين حامد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3078 - 2010 / 7 / 29 - 23:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن من بين ما يؤسف عليه ان نجد حالات غير مقبولة من أساليب النقد الجارح وقد تبناها بعض الاخوة الكتاب تجاه ما لا يتوافق مع طروحاتهم واهوائهم . فبعد ان نشر الاخ الدكتور عبد الخالق حسين مقاله وبعنوان (هل حقاً المالكي هو مرشح إيران؟ ) ، قرأت وللاسف ردودا كانت من بينها مقالات راحت تميط اللثام عن وجهها الحقيقي وتثبت تضاؤل قدرتها على استمرار المطاولة والحفاظ على لياقاتها وكياساتها الادبية من خلال الفشل في تجسيد معايير الذوق . فقد بدا واضحا ان هؤلاء الكتاب ومن خلال ردودهم اللاهثة سخطا على المقال انما كان هتكا لأستارعجزهم في ما يخص وجوب الالتزام في احترام الرأي الاخر والتعبير بحرية . حيث بدا وكأن مساحات صدورهم تضيق ، الى الدرجة التي استطاعت احباطاتهم من توجيه صفعة لروحهم الرياضية والادبية . والاهم من ذلك هو ما يمكن ان يذهب المرء في تصوره ويعزيه الى نقص ايمانهم وعدم تفاعلهم وكما يجب مع واقع العملية الديمقراطية وضرورة فهم واستيعاب وتقبل مبادئها المتفتحة والمتفائلة في استقبال الرأي الاخر ووجوب احترامه حسب ما ندعيه كمثقفين . فهي ليست حالة صحية وكما نعتقد ، انه لمجرد ان يحاول احد الكتاب الخيرين كالدكتور عبد الخالق حسين طرح اعتقاده من اجل انصاف ونصرة الحق الذي يعتقده ، تتعالى تلك الاصوات الغاضبة لمجرد ان رأي الكاتب لم يستجب لاهوائهم .

ان مثل تلك الكتابات وكما نعتقد هي محاولات لا تنتمي الى الكاتب الملتزم الذي يعي مسؤوليته تجاه متطلبات هذا العهد الجديد وما يجب ان يتحمله كل عراقي وخصوصا فئة الكتاب والمثقفين من اجل المساهمة في بناء الذات العراقية المتفائلة والمتسامحة وتحصينها ضد شرور وأدران العهد المقبور حيث كانت الكلمة من اجل الحرية انذاك تكلف الانسان حياته .

وعند محاولة تقصي الحالة تنهض اسئلة كثيرة تطالب بأجوبة : لم يحدث ذلك ؟ وماذا يريد هؤلاء الاخوة الكتاب ان يثبتوا؟ وعن من هم يدافعون بالضبط ؟ وما هي نواياهم بالضبط حينما يكيلون التهم الباطلة ومحاولين التشكيك في اخلاص واداء شخصية السيد نوري المالكي كقائد سياسي ؟ ولمذا يستميتون مع غيرهم من اجل لصق نزعة الاستبداد في شخصيته ، وهو الذي كان عمله محاطا بالكتل والتكتلات السياسية الفاسدة والمفسدة والتي كانت تحصي عليه أنفاسه وتريد له الفشل باية وسيلة . ونستطيع أن نذكر من لا يتذكر من هؤلاء الكتاب كيف أن رؤوساء الكتل تجاوزوا في عدوانيتهم لشعبهم إلى الحد الذي قام البعض منهم بدعم الإرهاب علانية ومارسوا اللصوصية وعمدوا على عرقلة تنفيذ خطط الدولة وبرامجها في البرلمان من اجل افشال انجازات السيد رئيس الوزراء . فلعمري كيف يستطيع الكاتب توجيه تهمة الاستبداد لرجل كان محاطا بشراذم المستبدين والمفسدين وأعداء الشعب ؟

قد نفهم ان مصالح واهداف هؤلاء الكتاب تتناغم مع اهداف واجندات ومأرب من يدافعون عنهم ويرغبون وصولهم للسلطة باي ثمن . وهذا من بين الطموحات المشروعة والطبيعية لكل الاحزاب في الانظمة الديمقراطية في أرجاء المعمورة ، ولكن الشئ غير المشروع ان يتضامن هؤلاء الكتاب مع من يبغونهم قادة للعراق ، بعد ان اصبح واضحا ان اولئك القادة سمحوا لانفسهم التورط بعلاقات مشبوهة مع دول الجوار . بل ومارسوا الافترائات وامتهنوا أساليب التجريح والتجاوز على شخصيات سياسية ووطنية تحاول السعي لخدمة العراق وأسائوا الى ثقة الجماهير التي انتخبتهم وقاموا بخداعهم .

والان وكما نراه يجري على ارض الواقع ، ان الدنيا قامت ولم تقعد بعد في محاولات للكتل ذاتها من اجل تشويه سمعة دولة القانون ورئيسها ومرشحها السيد نوري المالكي ، متهمينه بعرقلة تشكيل الحكومة!! والغريب في هذا المنطق ان دولة القانون هي الكتلة الوحيدة التي قامت بترشيح ممثلها بينما لم تقم الكتل الاخرى بعد بذلك الترشيح المطلوب ، فمذا ينتظرون؟ ومن هو الذي يعمد الى ذلك التأخير؟

والواقع يعطي تفسيرات اكثر عقلانية فيما يتعلق بكيل وتوجيه الاتهامات من قبل تلك الكتل للسيد المالكي ودولة القانون . فدولة القانون مستمرة في التزامها بمصداقية أهدافها واجنداتها المعلنة وتسعى من خلال ذلك الى تبني سياسة واضحة ترتكز على مصارحة الشعب بالحقائق والاعتماد على قدراته وطاقاته كضمانة وحيدة من اجل بناء مستقبل العراق الجديد . وتعمل على تعميق قيم المواطنة وأطلاق قدرات الفرد الابداعية من خلال توفير البرامج التي تعيد تأهيل و بناء الذات العراقية وازالة ما لحق فيها من تدمير وهوان في الاربعين سنة الماضية.

وكما هو معلوم فان السياسة تحمل في أغوارها العميقة الكثير من الخداع والدجل والزيف ، فاننا نجد اليوم من أجل المصالح الشخصية وليس خدمة لاغراض وطنية ، بعض الكتل المتطرفة تحاول الالتقاء وألائتلاف مع كتل اخرى بغض النظر عن التقاطع الهائل بين أفكارهم وتصوراتهم العقائدية . فكيف يمكن لكتلة الائتلاف الوطني الاسلامية مثلا ان تتحالفات مع كتلة علمانية كالعراقية ؟؟!! وكيف يستطيع ان يتصور السيد عمار الحكيم أو السيد مقتدى الصدر(مع تقديرنا الخالص لهما) انهما قادران على ان يقيما استراتيجية موحدة وناجحة بين كتلهم وبين القائمة العراقية ورئيسها العلماني الدكتور علاوي بحيت يستطيع كلاهما ان يخدم قضايا ومباديئ الدين والاسلام وهم قادة لاحزاب اسلامية شيعية ؟ ونحن نعلم ان الطائفة الشيعية وكما نشأنا على فهمها ،هي الاشد التزاما والاعظم نصرة للدين وتطبيق المباديئ الاخلاقية والدينية امام الله وعباده . ولكن ، يبقى التبرير الوحيد في ذلك المسعى الائتلافي هو في محاولة تهميش واضعاف دولة القانون وعدم السماح لرئيسها ومرشحها الوحيد السيد نوري المالكي لولاية ثانية . وكذلك ، وهذا هو الاهم ، هي استماتتهم لتبوء مناصب السلطة والكسب السريع حتى وان اثبتت التجربة الانتخابية من أن الزعيمين الاسلاميين لم يستطيعا التوغل في الذات الشيعية كزعيمين شيعيين وكما يجب ، ولم يحضيا بما حضي به المالكي من شعبية تفوق التصورات .

وعليه فان بقاء مثل تلك الجماعات والكتل تتجول بين الجميع محاولة التفاهم مع ايا كان ، بشرط الحصول على السلطة باي ثمن ، فان في ذلك ما يجعل الاوضاع اليساسية تدخل في تعقيدات ومتاهات أكبر ويبقى الشعب هو الخاسر .

وعلى ذلك الاساس فشلت مساعيهم في فرصة التحالف مع دولة القانون لانهم يرون في انفسهم استحقاقات انتخابية لا يجدها فيهم بقية العراقيين . وكان باستطاعتهم ان يستغلوا انفتاح دولة القانون على جميع الكتل ويوافقوا على اعطاء منصب رئيس الوزراء للمالكي ويستثمروا علاقاتهم بهذا الانسان العراقي المخلص النزيه وهو من ابناء جلدتهم (وليس من خارج الحدود) ، من اجل المصلحة الوطنية وبناء العراق الديمقراطي ، فلربما كان في هذا المسعى خروجا من الازمة الحالية .
فالمالكي وكما نعتقد هو ضمانة الشعب العراقي في مستقبل حر غير مجزء ، وهو خير من يقود العراق نحو السيادة والرفعة.

ويبقى الفضل كله لله وحده الذي سخر الولايات المتحدة لمنح الجميع فرص بناء وطننا الجريح بالرغم كل الظروف المفجعة التي رافقت تحرر العراق من جور الطاغية المقبور . وكانت الفرص متاحة للجميع لاختبار نوايا الخيرين ، من اجل بناء العراق فكيف تصرف البعض ازاء ذلك الاختبار؟ فكلنا نتذكر كيف ان معظم رؤساء الكتل والزعامات السياسية تركوا مسؤولياتهم في البرلمان وفي الحكومة وحلوا في الاردن وسوريا ودول الخليج ومصر باموالهم الحرام والحلال ليعيشوا في حياة ترف غير مبالين لما يعانيه الشعب من دمار شامل . وقاموا ببناء فضائياتهم التي ساهمت في تدمير وسحق الشعب العراقي من خلال تكريس الطائفية ومحاولات القضاء على معطيات العهد الجديد في بناء الحرية والديمقراطية وتفتيت وحدة الشعب . وهكذا أصبح رعاديد الامس اسودا ،وهم الذين عاشوا مستسلمين صاغرين للمقبور صدام ونظامه ؟ ولكنهم اليوم لا يتورعون في كيل التهم الباطلة للوطنيين ومتهمين السيد المالكي بالعلاقة مع ايران وانه هو من يعرقل تشكيل الحكومة ،بينما نجدهم في محاباتهم للباطل يصمون اذانهم عن الدعوات العلنية لرؤساء الكتل من القادة الشيعية في احتضان اجندات النظام الايراني لفرضه على العراقيين من خلال رفض ايران لتجديد رئاسة الحكومة للسيد المالكي وفي تخرصاتهم الرخيصة على شخصيته !؟ ترى كيف يكون السيد المالكي منتميا او منحازا الى ايران وهي تسعى على ابعاده عن ولاية ثانية؟ أو لم يكن بامكان السيد المالكي لو قدر له في علاقته المزعومة مع ايران ،ان يعلن انتمائه لايران كما يفعل غيره ،فيتلقى التأييد والدعم المطلوب في تشكيل الحكومة الجديدة وينتهي الامر؟ مالذي يخيف المالكي من ان يفعل شيئا كهذا لولا مبدئيته واخلاقياته في رؤيته الوطنية النزيهة في قيادة العراق حرا وديمقراطيا ومستقلا؟

والغريب ان الانتقادات التي وجهت الى مقال الدكتور عبد الخالق حاولت ان تصب جام غضبها على حزب الدعوة والمالكي متناسية الاحزاب الاخرى للقائمة العراقية والائتلاف الوطني وهم الدعاة العلنيون للتدخل من قبل دول الجوار وايران في الشأن العراقي .

فياليت زعماء تلك الكتل السياسية الاخرى قد برهنوا على مواقفهم الوطنية فأثبتوا حبهم للعراق وشعبه وعدم سيعهم وراء السلطة أو حرصهم على عدم منح موطئ قدم لدول الجوار في الشأن الداخلي . وياليت مواقفهم الماضية كانت تتسم بالايثار الوطني أو كونهم اكثر جدارة في قيادة العراق من السيد المالكي خلال السبع سنوات الماضية . ولكن وللأسف لم يكن التضامن الوطني والحرص على وحدة وتراب العراق من بين أجنداتهم . ولم يحاولوا فرض مواقفهم الوطنية على العراقيين بحيث تملي نواياهم المخلصة على الجميع في ان يكونوا خير بديل للزعامة من السيد المالكي . ولكن ذلك لم يحصل ، وعليه ، فانه لمن العدل ان سيحصد كل من زرع ثمار زرعه .
[email protected]



#حسين_حامد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألعقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي
- لكي لا ننسى مصائب الامس....
- الاخ سيد القمني ومقاله القيم ...
- السلطات الكويتية وحجز الطائرة العراقية...
- المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- ظواهر مخيفة في أوساط الاسرة العراقية تنتظر الحلول
- ألسياسيون وطموحاتهم العمياء ... (ألحلقة الثانية)
- السياسيون وطموحاتهم العمياء...
- من كتاب -راحلون وذكريات-
- النظام السعودي (جمجمة العرب) ... الى اين؟
- مخاوف مشروعة لما يلوح في الافق السيا سي
- فشل القوى اليسارية من تحقيق نتائج ايجابية في الانتخابات ... ...
- تحية للعراق ...حبيبي
- تعقيباً على مقال الدكتور عبد الخالق حسين -الكذب ديدن البعث -
- رسالة وتصريح لاحق ...
- ألحوار المتمدن ...بين النظرية والتطبيق
- زيارة - بايدن - الاخيرة...ألعبر والدلالات
- (خالف تعرف) ... في رحاب أنا وأزواجى الأربعة لنادين البدير .. ...
- ... دور ديمقراطيتنا العليلة في الازمة العراقية
- لماذا اصلاح الاسلام ...مداخلة ورأي


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين حامد حسين - كتاب وكتابات مضللة...