أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين حامد حسين - الاخ سيد القمني ومقاله القيم ...















المزيد.....

الاخ سيد القمني ومقاله القيم ...


حسين حامد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 14:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاخ سيد القمني ومقاله القيم ...

(لكي لا يخدعنا بعضهم: هل كان تاريخنا ماضيا سعيدا؟)



بالأمس قرأت مقالا شيقا بعنوان "لكي لا يخدعنا بعضهم: هل كان تاريخنا ماضيا سعيدا؟" للكاتب سيد القمني ، وقد تم نقله عن مجلة روز اليوسف المصرية . وقد اشار المقال الى الكثير من الحقائق المخجلة المتعلقة بجرائم بشعة وافعال لاأخلاقية من قبل اشخاص تمسحوا بالدين ومارسوا أحقر الاساءات في أذى ال بيت رسول الله وبعضا من أصحابه المنتجبين بسبب أحقادهم ، ومناصرتهم للرأي السياسي لا الديني للخليفة أوالسلطان من خلال الافتراءات على الدين وقيمه وقد أغرتهم السلطة وشهوتها . ولم يتورع هؤلاء عن أشهار فسقهم ووضلالهم ضد الاسلام ومبادئه السامية ، (أما عن زمن معاوية وولده يزيد فحدث ولا حرج عما جرى لآل بيت الرسول ، وكيف تم جز رأس الحسين لترسل إلى العاصمة ، وكيف تم غرس رأس زيد بن علي في رمح ثم غرسه بدوره فوق قبر جده رسول الله! وأفعال الحجاج بن يوسف الثقفي الذي قام باعدام مئة وعشرين ألفا من العراقيين ومستبيحا نساءهم دون أن نعرف من هم هؤلاء الناس ولماذا ذبحوا اللهم إلا على الاحتجاج على ضياع كرامة الإنسان ، أو لمجرد الشبهة والظن . والعباسيون الذين قتلوا من أهل دمشق خمسين ألفا وحولوا المسجد الأموي إسطبلاً لخيولهم . وبلغ الأمر غاية وضوحه في زمن عثمان بن عفان الذي فتق بطن عمّار بن ياسر ضربا وركلا، وكسر أضلاع ابن مسعود حبيب رسول الله، ونفى أبا ذر إلى الربذة ، فقتل المسلمون خليفتهم ، وتم قتله بيد صحابة وأبناء صحابة. ومن بعدها خرجت الفرق الإسلامية تحارب بعضها بعضا وتكفّر بعضها بعضا، حتى مات حول جمل عائشة خمسة عشر ألف مسلم ، ومن بعدهم مائة ألف وعشرة من المسلمين في صفّين، لا تعلم من فيهم من يمكن أن نصفه بالشهيد ومن فيهم من يمكن أن نصفه بالظالم المفتري ) ، الى أخر ما جاء في المقال القيم من حقائق .

والذي يهمني في المقال ، هو ما ورد فيه من تساؤل والذي بدا وكأن تلك الافعال اللاأخلاقية هي حصرعلى تلك الازمان والدهور وحدها . وكأن زمننا هذا ، هو مثل أعلى في الاحتفاء بالانسان وحريته كرامته!!! ولكن ، وبأعتقادي المتواضع ، أن القرن الحادي والعشرين هو من أسوء الازمنة . حيث طغيان القيم المادية ، ورجحان الافتراء والدجل السياسي ، والاستعداء على حرية الانسان من خلال قهر وتطلعات الشعب ، والاجهاز على القيم الدينية والاخلاقية من قبل من تمسحوا بالدين ، من أجل فرض تأريخا مزيفا علينا ، وتشويه قيم الدين باسم الدين نفسه ، كي يستمر الباغي في بغيه ، والمظلوم بظلمه . انه رمز لعار تتظافر فيه قيما أخلاقية منحطة ابتدعها الانسان من اجل تحطيم وشل قدرات اخيه الانسان الذي كرمه الخالق جل وعلا كي تسود أنانية وبغي الاقوى بينهم . فهو ربما زمن مثالي فقط في نزعة ممارسته للمبدئ الميكافيلي من أجل فوز ألانانية وحدها ، لمن يستطع . فمن خلال الصراعات السياسية - الدينية في ايامنا هذه ، نجد انه ما يزال يستميت الكثيرون من اجل الفوز بالدنيا والسلطان . ولا بأس في ذلك لمن يرغب ، ولكن ليس من خلال الاعتداء على قيم الحق ، أوفي تبني مواقف الافتراء من أجل ان يسود الباطل . ولا في تحدي الواقع والحقائق التاريخية وتوشيح الفاسقين أردية التقوى والايمان في محاولة جعلهم قدوات في خطى الصلاح والخير، بينما هم من ألد أعداء الصلاح والخير .

وما عهد المقبور صدام الا برهانا على الاستهتار بالقيم الانسانية كلها . فقد أيغل المقبور في استباحة كرامة الانسان العراقي وانسانيته وجعله من بين ابخس الاشياء . وما جرى للطائفة الشيعية بشكل خاص ،على يد نظام المقبور صدام ، من جور وقتل واعدامات وتشريد ، وهو ماضي قريب جدا ، ما يمكن أن يؤكد حقيقة ذلك التواصل اللاأخلاقي والذي بدء منذ زمن عهد الخلافة .

وهنا بودي ان أروي قصة واقعية على ذلك التأمر اللاأخلاقي للفاسق المقبور صدام وجوره وافترائه على الطائفة الشيعية لعل فيما سأورده من حقائق تجعل اولئك الظالمون ممن يتباكوا على ماضيه المجرم ، ويحنون لاعادة ظلمه وجوره الى حياة العراقيين ، ربما يجدون فيها بعضا من العبر والدروس .
عشت في مدينة تكريت ولعشر سنوات كاستاذ في جامعتها . وخلال تلك الفترة من حياتي وبالرغم من الكثير من المتاعب انذاك ، فقد التقيت ببعض الطيبين الاخيارهناك . فوجدت قيم الخير والكرم والاحتشام في أخلاقهم ، في أجمل صفات . وتوطدت علاقة الثقة بيني وبين البعض ، حتى راحوا يأتمنونني على الكثير من خفايا حياة المقبور صدام وافعاله المجرمة والتي لا يعرفها سوى القليل . ومع ان العراقيين يعرفون الكثير عن نذالات صدام ، ولكن ما أريد سرده هنا عن هذه الحكايه المؤلمه في جميع مضامينها ومدولاتها وابعادها ، انما هي تعبيرعملي على عدم وجود أي وازع اخلاقي لسلوك وتفكير الطاغيه . وهي مؤشر على حقده اللامتناهي على الطائفة الشيعية بالذات . كما وان احتمالية مواصلة ظلم الشيعة من جديد عند توفر فرصة للحكم في المستقبل لجلاوزة النظام المقبور شيئ وارد ، رغم ما يطبلون ويزمرون له من كذب رخيص . ففي اهدافهم وتفكيرهم المريض ، هم يتفانون من اجل استمرارالتسلط المذهبي لتدمير الطائفة الشيعية المسلمة والتي لم تتوقف محاولات تدميرها منذ فجر الخلافة .
والرواية كان قد قصها علي أحد اولئك الناس الكرام من أقرباء المقبور في العوجة . وكان هذا الرجل في يوم مضى احدا أصدقاء صدام المقربين . ولكن في وقت لاحق ، أصبح هذا الرجل من بين المغضوب عليهم وذلك لكون بن عمه اتهم بالتآمر ضد صدام حسين للاطاحة به . فكان صاحبنا هذا ، صديقا وجليسا للطاغية المقبور في حفلاته الخاصة وفي رحلات الصيد . وفي احد لقائاتهم قال الرجل ان صدام طلب منه ان يقوم بجمع بعض الرعاة من قريتهم العوجة له ، ممن كان يعتقد ان لهم من نباهة وعقل ولو بسيط ، وارسالهم لصدام . فقام الرجل بتلبية الطلب واستدعى من بين رعاته واحدا اواثنين ومن بعض اصدقائه في قرية العوجة عددا من رعاتهم وبالاوصاف التي تم الاتفاق عليها وبحوالي 14 راعيا وقام بارسالهم الى صدام بناء على طلبه .

ويمضي الرجل في سرد القصة فيقول ، أنه وبعد مضي أكثر من سنة ، جاء الراعي الذي كان يعمل لديه الى تكريت في زيارة لعائلته ، ثم قام بزيارة سيده ، صديقنا هذا . ويصف الرجل دهشته الكبرى عند رؤيته ، لمشحن الراعي وهو بزيه العسكري وبرتبة ملازم ثان . فقام الرجل بمنادته بكنيته عندما راعيا لغنمه:
"؟" ياول يا مشحن ... يا سفيه ، ما الذي حصل لك
فاجابه مشحن بجذل :
"عمي ، ان كل الذي تراه من خير علي ، هو من فضل رئيسنا الغالي صدام حسين ، ففضله علي وعلى كل الباقين لا أحد منا ينساه . عمي الله يحفظه ، هو ابونا وابو العراقيين كلهم . فقد عمل منا ضباط عسكريين"
"ولكن كيف حدث كل ذلك؟ اخبرني ، يا حمار ، فأنت لا تعرف القراءة ولا الكتابة ، فماذا حدث؟ "
"عمي ، بعد ان أَخذونا إلى بغداد ، أسكنونا في بيوت جميلة جدا ومؤثثة . وقاموا بتعليمنا كل شئ . علمونا كيف نأكل وكيف نغسل أجسادنا وكيف نتعامل مع النظافة في حياتنا الجديدة . ثم أدخلونا في مدرسة خاصة لنتعلم القراءة والكتابة. وبعد ذلك إلتحقنا بالجيش ، وقاموا بتدريبنا تدريبا ممتازا لشهور طويلة . ثم ، بعد تخرجنا ، منحونا رتب الضباط . وأعطونا امتيازات ورواتب عاليه وعمل ممتاز . وحياتنا الان سعيده جدا في بغداد ، وكل ذلك بسبب حسنات أبونا صدام حسين و قائدنا العظيم"
"لماذا عملوا كل ذلك لكم؟ ماذا كان الغرض؟"
قال صديقي ، سألته وأنا ما أزال في حيرتي ،
"عمي ، جعلونا نعمل في أجهزة الأمن الخاص " همس مشحن لي وهو يلتفت يمينا و يسارا وكأنه يبيح بسر خطير .
"وماذا تعمل في أجهزة الأمن الخاص؟"
"َ عمي ، نحن نقوم بجمع المعلومات عن الناس الذين يكرهون قائدنا صدام، ولكن واجبنا الرئيسي هو تحطيم السجناء السياسيين أثناء إلاستجواب . وخصوصاً اولئك الاصلاب منهم والذين لا يتعاونون مع التحقيق"
"ومن هم أولئك السجناء الذين كنتم تحاولون تحطيمهم أثناء الإستجواب؟"
"الشيعه ، فهم ينتمون الى الاحزاب الإسلامية التي تريد الاطاحة بالسلطة . ويريدون اسقاط الرئيس صدام حسين (حفظه الله) . هؤلاء القطاء الملحدين"
يقول صديقي ، أنه طلب من مشحن ان يوضح له أكثر ، فأجابه بحماس ،
"عمي ، سأخبرك بما حدث في أثناء الدورة التدريبية . كانت صعبة جدا ، ولكن كان بعضها بالنسبة لنا تسليه ومرح . فقد كان الضباط يأخذوننا كل ليلة إلى بعض الملاهي الليليه في بغداد ، ويجعلوننا نجلس للتفرج على النساء السكرنات شبه العاريات يرقصن ويغنين . وجعلونا نمارس الجنس معهن . وقالوا لنا بأن اولئك المومسات هن زوجات رجال الشيعة المسجونين . واخبرونا ايضا ان ازواجهم لا يبالون في ان زوجاتهم يرقصن في الملاهي لان ذلك عند الشيعة حلال . وضباطنا أخبرونا أيضا ، ان الشيعة فئة غير صالحة ، وهم الناس الذين يريدون تحطيم ديننا الإسلامي . فهم قوادون يتركوا زوجاتهم يعملن كمومسات بينما هم يتجسسون لإيران ، والشيعة لاايمان لهم . وقد دربونا كيف نعذب أولئك الشيعة في السجن بأقسى الطرق ، فهم يستحقون التعذيب واكثر من ذلك، فهم لا يخجلون ان تعمل نساؤهم راقصات ، ويجب علينا الانتقام منهم جميعا"

حينما انتهت القصة ، ورأى صديقي حزني , ابتسم مضيفا ،

"سأطلعك على سر أخر، هل سمعت برجل اسمه (...) يعمل الان أمينا لسر فرع كركوك لحزب البعث؟ أن هذا الرجل كان واحدا من بين اولائك الرعاة الذين تم اختيارهم لصدام " .
[email protected]



#حسين_حامد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطات الكويتية وحجز الطائرة العراقية...
- المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- ظواهر مخيفة في أوساط الاسرة العراقية تنتظر الحلول
- ألسياسيون وطموحاتهم العمياء ... (ألحلقة الثانية)
- السياسيون وطموحاتهم العمياء...
- من كتاب -راحلون وذكريات-
- النظام السعودي (جمجمة العرب) ... الى اين؟
- مخاوف مشروعة لما يلوح في الافق السيا سي
- فشل القوى اليسارية من تحقيق نتائج ايجابية في الانتخابات ... ...
- تحية للعراق ...حبيبي
- تعقيباً على مقال الدكتور عبد الخالق حسين -الكذب ديدن البعث -
- رسالة وتصريح لاحق ...
- ألحوار المتمدن ...بين النظرية والتطبيق
- زيارة - بايدن - الاخيرة...ألعبر والدلالات
- (خالف تعرف) ... في رحاب أنا وأزواجى الأربعة لنادين البدير .. ...
- ... دور ديمقراطيتنا العليلة في الازمة العراقية
- لماذا اصلاح الاسلام ...مداخلة ورأي


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين حامد حسين - الاخ سيد القمني ومقاله القيم ...