أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - باكستان دولةُ القبائلِ العسكريةِ (2-3)














المزيد.....

باكستان دولةُ القبائلِ العسكريةِ (2-3)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3075 - 2010 / 7 / 26 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلافاً لتطور الهند النهضوي الديمقراطي توجهت باكستان نحو تصعيد القوة العسكرية الشمولية الحاكمة ضد أغلبية الشعب في تناغمٍ وصراع مع الطبقةِ الغنية الحاكمة، فالقياداتُ العسكريةُ الإصلاحية الكبرى تتناغمُ مع هذه الطبقة وتحاولُ كذلك فرضَ إصلاحٍ لا يتحقق فتستمرُ باكستان في أزمتِها البنيوية السياسية عبر العقود.
توجهتْ الهندُ نحو معسكرِ الحياد والتحرر الوطني والديمقراطية والثورة الصناعية فيما بعد، فيما سلكتْ باكستان طريقَ التبعية والتخلفِ والعداء لمعسكر التحرر والديمقراطية، وكان فرضُ الجيشِ المدعوم من قبلِ الهيمنة الأمريكية قد صنعَ بصماتٍ مريرةً على التطور التاريخي اللاحق.
حاولتْ الهيمنةُ الأمريكيةُ أن تجعل من أيوب خان كمال أتاتورك ثانياً في باكستان من دون نجاح بسببِ ترددهِ في تشكيلِ علمانية ديمقراطية وفي إيجاد إصلاحاتٍ عميقةٍ للأغلبية الشعبية تستند إلى الموروثِ الإسلامي الديمقراطي، فكانت العملية السياسية بحاجةٍ إلى أن تكون مركبة وليست إصلاحات جزئية تضرُ أكثرُ مما تنفع، وتحتاج إلى ديمقراطية وعلمانية وإصلاحات عميقة لجمهور الفلاحين والنساء والفقراء، وبأضعف الإيمان أن تجرى مسايرة الهند في الحداثة. لكن العسكريين الباكستانيين الإصلاحيين أخفقوا على الجانبين بالصراعِ مع الهند وبعدم التماثل معها.
في حين كانت الهند قد قفزت بقوة في المسار الديمقراطي العلماني، مُبعدةً أي قوةٍ سياسية اجتماعية عن التحكم الأبدي في الحكم، فاستطاعتْ إحداثَ التراكمات الرأسمالية المتصاعدة فيها فوسعتْ أسواقَها الهائلةَ أصلاً وأحدثت طبقةً وسطى كبيرة ذاتَ فرصٍ لا تُحصى، وهَزمتْ باكستان التي مَزقتْ أسواقَها عبر شطري البلد، ثم عجزتْ عن تشكيلِ تجربة ديمقراطية تبادلية للسلطة لتحجر السلطات السياسية والاجتماعية والمناطقية فدخلت كذلك في تمزيقِ بلدها نفسه.
كان العجزُ عن تشكيلِ مسارٍ ديمقراطي علماني وبدلاً منه تصعيد القبائل والطوائف وهيمنة الجيش قد جعلتْ من باكستان دولةً متخلفة عاجزة عن القيام بثورة صناعية ديمقراطية كالهند.
إن القادة العسكريين الكبار كأيوب خان تداخلت فيهم العلمانية والحداثة مع الوعي الديني المحافظ، وتغلغلتْ الرغبةُ في التطور الوطني الواسع مع العجزِ عن مكافحةِ الفساد وعن تفكيكِ سيطرةِ الطبقة الثرية الإقطاعية - البرجوازية من على السلطة، فلم يكن مثل أتاتورك أبداً:
(اتسمتْ حقبةُ أيوب خان بثورة صناعية في الدولة. فقد ابتكرَ بيئةً تشجعُ على إنشاءِ القطاعِ الخاص والصناعات الصغيرة والمتوسطة في باكستان، وهذا التوجه فتحَ آفاقاً لفرصِ عملٍ جديدة مما أدى إلى ارتفاع الخط البياني الاقتصادي للبلاد، وقدمَ إصلاحات في مجالاتِ التعليم والزراعة والقانون والإدارة وقوانين الأسرة وما إلى ذلك، وغير العاصمة من كراتشي إلى إسلام آباد عام 1962)، موقع المعرفة.
إن كل قائد عسكري كبير في باكستان يسيطر على البلد يحاول القيام بإصلاحاتٍ من دون أن يقبل بدولةٍ ديمقراطية علمانية حقيقية، تحرر النساء والفلاحين والعقول من هيمنة الإقطاعين السياسي والديني المتسلطين على المجتمع المعرقلين لتنامي قواه المنتجة، فيقومُ بتلك الإصلاحات الجزئية ثم تثور عليه القوى الاجتماعية الغنية الكبرى المهيمنة على الحياة. فهو ذاتهُ كذلك يشكلُ جماعةَ فساد جديدة، ولهذا فإن السباق بين الهند وباكستان يغدو غير متكافئ، فتلك تمضي بالتوحيد والثورة الصناعية التقنية وهذه تتفككُ وتدخلُ حروباً استنزافية. ويعبر أيوب خان عن سمات الحكم العربي الإسلامي المحافظ جميعه.
إذاً لقد خابَ أيوب خان وجاءَ بعدهُ رؤساء ومنهم برويز مشرف وحدث له ما حدث:
(وخاض العسكرُ حرباً أخرى في جبهة مع الإقطاعيين الموالين للأحزاب المدنية الكبرى، فحسب بعض الإحصائيات فإن خمسين أسرة ثرية - وهم رؤوس الإقطاعيين والصناعيين الأثرياء - تحكمُ باكستان وتتولى مصيرَ البلاد بيديها، وقد حاول برويز مشرف التخلصَ من هؤلاء، فأعلن في فبراير 2000 عزمه عن بدءِ مشروعِ إصلاح الأراضي، الذي يعني توزيعها لقطعِ أوصال الإقطاعيين، لتنمو بدلها طبقة متوسطة تقدرُ على دفع الضرائب وتستطيع الحكومة تطويعها، وقد تكهن الاقتصاديون بأنه لو استمرتْ الظروفُ على غرار ما هي عليه الآن، فإنها ستمحو تدريجيا الطبقة المتوسطة، لتحل محلها الطبقتان الفقيرة والثرية.)، موقع إسلام أون لاين.
هنا نجدُ مثالاً للدولةِ الدينية التي لاتزالُ في مرحلةِ الإقطاع، وترفضُ الحداثةَ، وهو مصيرُ الدولِ العربيةِ الإسلامية عامةً، حسب ذات القوانين والسببيات الاجتماعية، فهو عجزٌ عن تكوينِ دولةٍ حديثة ثم الدخول في التفكك بسبب ذلك، وسنجدُ التفككَ في باكستان ينتقلُ من الحواضر والمدن، ثم يتوسع هذا التناقضُ العميقُ حتى يصل إلى الأرياف والجبال، ونجدُ في رؤساء الجمهورية عنصري الإصلاح والفساد، حتى يغدو الرئيس بلا قيمةٍ محوريةٍ مع غليان التفكك، فيما ينتقل المرضُ الإقطاعي إلى الأرياف والجبال، ليصبحَ كل شيخِ قبيلةٍ ذا عسكرٍ رئيساً وزعيماً مطلقاً.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باكستان.. دولة القبائل العسكرية (1)
- العقوبات والتحولات في إيران (3-3)
- العقوبات والتحولات في إيران (2)
- العقوبات والتحولات في إيران (1)
- أسبابٌ إضافية لضعفِ الديمقراطية في الخليج
- ريح الجنة والليبرالية الحكومية
- الطائفية وعوائق الرأسمالية
- الموظف الكبير والتاجر
- في الحالة الشمولية
- إمكانيات الليبرالية الوطنية
- التقدم صناعة الحاضر
- أزمة المعارضة الإيرانية
- الأحزاب المذهبية السياسية في العراق (2)
- الأحزابُ المذهبيةُ السياسية في العراق (1)
- الإصلاحيون الإيرانيون (4)
- الإصلاحيون الإيرانيون (3)
- الإصلاحيون الإيرانيون (2)
- الإصلاحيون الإيرانيون (1)
- الحقوق والأوضاع العامة
- هاشمي رفسنجاني (3-3)


المزيد.....




- اختفت منذ 82 عامًا.. اكتشاف سفينة حربية يابانية من الحرب الع ...
- نظرة على معاناة عائلة للحصول على طبق واحد فقط في غزة
- غزة: مقتل أكثر من 1000 فلسطيني لدى محاولتهم الحصول على مساعد ...
- إردام أوزان يكتب: وهم -الشرق الأوسط الجديد-.. إعادة صياغة ال ...
- جندي يؤدي تحية عسكرية للأنصار في سيطرة ألقوش
- 25 دولة غربية تدعو لإنهاء الحرب في غزة وإسرائيل تحمل حماس ال ...
- -إكس- و-ميتا- تروّجان لبيع الأسلحة في اليمن.. ونشطاء: لا يحذ ...
- عاجل | السيناتور الأميركي ساندرز: الجيش الإسرائيلي أطلق النا ...
- سلاح الهندسة بجيش الاحتلال يعاني أزمة غير مسبوقة في صفوفه
- السويداء وتحدي إسرائيل الوقح لسوريا


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - باكستان دولةُ القبائلِ العسكريةِ (2-3)