أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - في الحالة الشمولية














المزيد.....

في الحالة الشمولية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3055 - 2010 / 7 / 6 - 08:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تستطع الدول الشرقية الكبيرة خاصةً في المرحلة الراهنة أن تشكل وضعاً ديمقراطياً، وبطبيعة كل العالم تسوده هيمنات القوى الرأسمالية الكبيرة، لكن بخلاف الغرب الذي جرى فيه حراك ديمقراطي واسع النطاق. ولهذا فإنه في الشرق لم تنقطع الشموليات فيه على الرغم من الأحاديث والمهرجانات الكثيرة عن الديمقراطية، فلا توجد عملية تبادل الكراسي، فالكرسي يظل مستمراً أبداً.
لكن علينا أن نقرأ الأسباب الاقتصادية لهذا الثبات الكبير. لا تنقطع سلسلة الدكتاتورية إلا بوضع ديمقراطي يصعب على عموم الشرق تكوينه حتى الآن إلا في دولٍ استثنائيةٍ ولها أسبابٌ استثنائية، لكن الآن تتكون في المرحلة الليبرالية الجديدة البازغة، التي يحدث فيها اندماج الرأسماليات الشرقية الشمولية بالرأسماليات الغربية الديمقراطية لتكوين سوق عالمية موحدة في هذه اللحظة من التاريخ البشري.
يحاول الشرق أن يحافظ على تكويناته الاجتماعية التقليدية وهو ينخرط في العملية الديمقراطية العالمية، مثلما أن الغرب يقوم بتوسيع أسواقه.
ولهذا فإن الديمقراطية الشرقية لم تصدر عن طبقة برجوازية متحدة قامت بالتصنيع، وقامت بتفكيكِ نسيجِ الشمولية في الدين والحكم وفي علاقاتِ الهيمنة الذكورية في الأسرة وفي الثقافة وغيرها.
وحتى الآن فإن الرأسمالَ الشرقي العام مقلقلٌ، فهو شركاتٌ حكومية ترفضُ أن تخضع للبرلمانات الهشة المهمشة، وهو موزعٌ بين عدةِ أنصبةٍ كبرى أ: نصيب الطبقة الحاكمة، ب: نصيب المؤسسات العسكرية، ج: نصيب الفئات البرجوازية المتداخلة مع (أ) و(ب) والمستقلة، د: نصيب الشعب.
لم تقمْ (الديمقراطيات) الشرقية بتغيير هذه القسمة، وهذا في حد ذاته يوقفُ التنميةَ الواسعة العميقة، ويجعل الصناعات مرتبطة بتدخلات تلك الأنصبة، ويجعل الفوائض مرتبطة بسياسات ذاتية، علينا أن نقرأ مثالاً ملموساً لذلك لمعرفة هذه السببيات التي لا تُعرض.
فروسيا توجهُ فوائضَها نحو بيع السلاح والمواد الخام، وهو أمرٌ يخدم الفئات البيروقراطية الحاكمة، رغم أن البنيةَ الاقتصادية تتطلب تحولاتٍ عملاقة في التقنية، وفي ديمقراطية المصانع، وفي ارتفاع مستوى العمال التقنيين، وفي تحولاتِ نوعية لعمل النساء، وفي اختصار المؤسسات الحكومية البيروقراطية التي تمسكُ الرأسمالَ القومي الروسي، أي يتطلب ذلك توجيه فوائض كثيرة نحو تطوير مستوى حياة العمال، وهذا الصرف يتوجه لمعيشتهم ولأجورهم ولتعليمهم ولكن ذلك يشفط كثيراً من أرباح الفئات البيروقراطية. ودون رفع مستوى تقنية العمال لا يمكن لقوى الإنتاج أن تزدهر خاصة بمقاسات الثورة العلمية الراهنة الهائلة. ولكن تظل روسيا متخلفة على المستويين: الصناعي المتطور والممارسات الديمقراطية.
يتم في (الديمقراطيات) الشرقية الحفاظ أساساً على البيروقراطيات الحكومية، وتغدو اسوأ مع تغلغلِها في الرأسمالِ العسكري، فشراء الأسلحة ينهك الاقتصادات، ويغدو أكثر خطورة مع توجههِ لبؤرِ التوتر وقيام قوى عسكرية حاكمة.
إن التقليصَ وإعادةَ هيكلةَ البنية الادارية - الاقتصادية - الاجتماعية مهمةٌ كبرى وشديدة الصعوبة، وكلما كانت بُنية الإدارةِ متضخمةً، متغلغلةً في شتى قوى الاقتصاد والسياسة، صعب القيام بتحولاتٍ ديمقراطية فيها، وتعذر متابعة الشعب الشرقي للحراك الاقتصادي العالمي الناجح.
فثمة فروقٌ كبيرةٌ بين روسيا والمجر، فروسيا عاجزةٌ ديمقراطياً، لأنها أسستْ بنيةً حكوميةً هائلة، متداخلة مع صناعات السلاح الكبرى، وشركات المواد الخام الوطنية العامة، ولهذا فإن الديمقراطيةَ فيها شبه مستحيلة حسب هذا البناء، فيظل حزب السلطة ورموزه هي المهيمنة وليس لأن الشعب الروسي متخلف أو لا يريد الديمقراطية.
في حين ان المجر تطورت بشكلٍ مختلف، تقول موسوعة ويكيبيديا:
(اتبعتْ المجر منذ التغيير السياسي في نهايةِ الثمانينيات، سياسةً اقتصاديةً حرة تشابه مثيلاتها في دولِ غرب أوروبا. تثبتُ المجرُ يوماً بعد يوم أنها ستكون إحدى الأسواق الواعدة ضمن الدول التي انضمت حديثاً في عام 2004 للاتحاد الأوروبي. تملك المجر، مع التشيك وسلوفينيا، أحد أعلى مستويات المعيشة في شرق أوروبا. يسهم القطاعُ الخاص بزهاء 80% من الناتج القومي العام للبلاد. يذهب زهاء ثلث الاستثمارات الأجنبية الاجمالية لمنطقة وسط أوروبا للمجر وحدها.).
إن المساهمةَ الكبيرةَ للقطاع الخاص هو جوهرُ العملية الديمقراطية الراهنة في الشرق، فقد أُزيحت المؤسسات الحكومية التي تهيمن على الاقتصاد، وخلال ذلك تبدلت الحياة الاقتصادية، عبر هذا التداخل والتعاون والصراع بين البرجوازية والعمال في نظامٍ ديمقراطي تعددي تداولي للسلطة، والتداول يغيرُ الصخورَ المعرقلة للتطور في أجهزة الدولة.
كانت روسيا مقر الاستبدادِ في الشرق في حين كان بعضُ دول أوروبا الشرقية واعدة بتطور ديمقراطي، ومن هنا انتفضتْ المجر في مراتٍ عديدة على الهيمنةِ الروسية، وكان فيها نخبٌ ثقافيةٌ ديمقراطية كبيرة، وظهرَ فيها أهم فيلسوف ماركسي في القرن العشرين وهو جورج لوكاش.
كان حراك المجر أسرع من روسيا في تفكيك الهيمنة الاستبدادية في الحكم وفي الأسرة وفي الثقافة ومن هنا تقدم الآن لشعبها مستوى حياة أفضل بكثير من روسيا.
ولا يعني ذلك أيضاً عدم طموح عمالها وشعبها لمساواةٍ أعمق وعدم الصراع مع الرأسمالية كذلك، أو أن الأخيرة حالة أبدية على مر القرون.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمكانيات الليبرالية الوطنية
- التقدم صناعة الحاضر
- أزمة المعارضة الإيرانية
- الأحزاب المذهبية السياسية في العراق (2)
- الأحزابُ المذهبيةُ السياسية في العراق (1)
- الإصلاحيون الإيرانيون (4)
- الإصلاحيون الإيرانيون (3)
- الإصلاحيون الإيرانيون (2)
- الإصلاحيون الإيرانيون (1)
- الحقوق والأوضاع العامة
- هاشمي رفسنجاني (3-3)
- هاشمي رفسنجاني (2)
- هاشمي رفسنجاني(1)
- تركيا مستقبلٌ مرئي للمسلمين
- من تركيا الحرية لفلسطين
- عالم جديد يتشكل
- أزمةُ كتلٍ رأسماليةٍ مختلفة
- العلمانية الإسلامية والتضحية
- النظامُ البرلماني البريطاني المبكر
- التجار والسياسة


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - في الحالة الشمولية