أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - اسلام احمد - ثورة يوليو من التحرر الى الاستبداد!














المزيد.....

ثورة يوليو من التحرر الى الاستبداد!


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3075 - 2010 / 7 / 26 - 06:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بقدر ما سعدت وانا اشاهد حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة الكلية الحربية بقدر ما شعرت بالحزن حين قام الخريجون بتقديم الولاء (للنظام الحاكم) ذلك انه كما سبق وقلت مرارا تم تسخير الجيش _المنوط به الدفاع عن الوطن _ لحماية النظام وضمان استمرار بقاءه لاطول فترة ممكنة وهنا ربط ذهنى ما اشاهده بشكل لا شعوري بثورة يوليو التى تتزامن مع الحفل اذ افرزت الثورة ذلك النظام الجاثم على صدور المصريين منذ ما يزيد على ربع قرن من الزمان

فى تلك الذكرى من العام الماضى كتبت عن بعض ايجابيات الثورة بالاضافة الى بعض مثالبها , الا اننى فى هذا اليوم اود ان القى الضوء على حقيقة مهمة يعلمها البعض وقد تخفى على اخرين

لا شك ان ثورة يوليو حين قامت كانت بمثابة النجاة للمصريين اذ انهت حقبة مظلمة من تاريخ مصر , بعد ان وصل الفساد والتفاوت الطبقى الى حد لا يحتمل , الا انها تحولت بمرور الوقت الى كابوس اخر اشد ظلمة انتهى بما نحن عليه الان من فساد واستبداد فاق ما كان عليه الحال قبل مجئ الثورة

والسؤال الذى يتراوح فى ذهن الكثيرين كيف تحولت ثورة عظيمة كان احد مبادئها الست اقامة حياة ديمقراطية سليمة الى اداة لاكساب الشرعية لانظمة مستبدة؟؟
ذلك انه يحدث كثيرا على مر التاريخ ان تتحول الشعارات الى مجرد اداة للوصول للحكم ثم سرعان ما تتبدد ويظهر الوجه الاخر وهو ما حدث مع قيام ثورة يوليو حيث وظفت شعارات الثورة لتثبيت دعائمها وكسب تأييد الشعب ثم ما ان استقرت الامور الى الرئيس جمال عبد الناصر حتى بدأت حقبة جديدة من القمع والاستبداد ومن ثم القضاء على حياة ديمقراطية سليمة

بيد ان بعض المحللين _ وانا منهم _ التمس العذر للرئيس جمال عبد الناصر فى شمولية حكمه اذ ان البلد كانت فى مرحلة حرجة من تاريخها تقتضى الشدة , ولئن كان العذر مبرر للرئيس عبد الناصر فهو ليس كذلك بالنسبة للاحقيه ذلك ان الرئيس السادات قد اتيحت له فرصة ذهبية لتطبيق ديمقراطية حقيقية فى مصر قام باهدارها بعد نصر اكتوبر العظيم 1973 , كذلك بعد ان انتهت الحرب بعقد اتفاقية السلام مع اسرائيل فى 1979 والتى اعلن الرئيس السادات نفسه انها اخر الحروب بين مصر واسرائيل!

كما ان الرئيس مبارك الذى لم تخض مصر فى عهده اى نوع من انواع الحروب ليس لديه اى عذر فى عدم تطبيق حياة ديمقراطية بمصر وقد اهدر ايضا فرصة ذهبية لتطبيق الديمقراطية وذلك بعد استرداد طابا فى 1989 , مما سبق فانه يسوغ لنا القول ان كلا الحاكمين قد حرما نفسهما من دخول التاريخ وان الاخير سوف يذكرهما فى تعداد الحكام المستبدين

غير ان فترة حكم الرئيسين السادات ومبارك اتسمت بتزييف شديد للحقائق اذ ادعى كلاهما تطبيق الديمقراطية! على عكس الرئيس عبد الناصر الذى لم يزعم يوما انه حاكم ديمقراطي

وهكذا فقد تحولت الثورة من مشروع للتحرر والنهضة الى اداة لشرعنة الاستبداد , بيد ان الامر لم يقتصر عند هذا الحد بل تعداه الى افراز مشروع اخر من نوع جديد وهو التوريث , وذلك بعد تحالف رأس المال مع السلطة فى التسعينات وما صاحبه من ظهور طبقة جديدة من رجال المال والاعمال باتت تسطير على مقدرات الاقتصاد المصرى والتفافها حول جمال مبارك ومن ثم ظهور مشروع توريث الحكم

وتلك من المفارقات الصارخة ان تكون الثورة التى قامت فى الاساس من اجل القضاء على احتكار رأس المال والاقطاع قد ساهمت بشكل او باخر فى عودة التفاوت الطبقى بصورة اكثر مأساوية!

فى سياق كهذا وبعد مرور ثمانية وخمسين عاما على ثورة يوليو ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية فى 2011 اجدنى ميالا الى قيادة مدنية تحكم مصر لا عسكرية كما اجد نفسى مضطرا للدخول فى تحالف الدكتور محمد البرادعى من اجل التغيير الذى اتمنى له ان يكلل بنجاح



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكالية المصالحة الفلسطينية
- مأزق القضية الفلسطينية
- هل انتهى الدور المصرى لصالح تركيا؟ 2_2
- هل انتهى الدور المصرى لصالح تركيا؟ 1_2
- ازمة الطلاق بالكنيسة
- توحش السلطة
- نحو هزيمة اسرائيل


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - اسلام احمد - ثورة يوليو من التحرر الى الاستبداد!