أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - اسلام احمد - نحو هزيمة اسرائيل















المزيد.....

نحو هزيمة اسرائيل


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3035 - 2010 / 6 / 15 - 09:19
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم افاجأ مطلقا بخبر اعتداء قوات البحرية الاسرائيلية على قافلة الحرية التى تقل مدنيين ذلك انه بوسع اى مراقب لتاريخ اسرائيل ادراك حقيقة ان هذا الكيان الاستعمارى المسمى اسرائيل يتسم بوحشية تقترب او تتعدى الحيوانات المفترسة نفسها كما انه قائم فى الاساس على قتل وتشريد الاخرين غير ان الجديد فى الامر تلك المرة ان الاعتداء تم على مدنيين اوروبيين وليس عرب او فلسطينين كما هى العادة! وهو ما يدعونا الى التساؤل كيف حدث ذلك؟! وما الذى جرأ اسرائيل الى هذا الحد؟!

الاجابة ببساطة انه فى ظل حالة الضعف والهوان العربى من ناحية والصمت والتواطؤ الدولى من ناحية اخرى ليس غريبا ان تعتدى اسرائيل على مدنيين اوروبيين وتضرب عرض الحائط بكل الشرئع الدولية والانسانية , فاسرائيل باتت مثل الحيوان المفترس _ او احط _ الذى كلما ازداد قوة ازداد وحشية وافتراس , هذا اذا اخذنا ايضا فى الاعتبار عقدة النازية فمن السهل ان نفهم كيف اعتدت اسرائيل على مدنيين اوروبيين؟

ففى الاونة الاخيرة لم تعد اسرائيل تأبه باحد وليس ببعيد العداون الغاشم الذى شنته اسرائيل على قطاع غزة فى ديسمبر 2009 حيث اسفر عن مقتل نحو 1400 شهيد و5000 جريح اكثرهم من المدنيين ومرت الازمة بسلام وتم نسيانها!

ومع مجئ الرئيس اوباما الى سدة الحكم فى الولايات المتحدة والذى تزامن مع مجئ حكومة اسرائيلية يمينية متطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو استمرت اسرائيل فى الاستفزازات الواحدة تلو الاخرى اذ قامت فى مارس 2010 بضم الحرم الابراهيمى وبعض المساجد الاثرية بالخليل وكذلك قامت بتوسيع المستوطنات فى القدس الشرقية بدعوى ان تلك اراضى ومقدسات يهودية مما سيؤدى فى المستقبل الى تغيير معالم المدينة وتهويدها بالكامل وربما انهيار المسجد الاقصى جراء الحفريات الاسرائيلية ومن ثم القضاء على اى امل فى قيام دولة فلسطينية مستقلة

وفى اول زيارة لنائب الرئيس الامريكي جو بايدن _ اكبر حليف لاسرائيل_ الى القدس لبحث عملية السلام قامت اسرائيل بالتزامن مع مجئ بايدن باعلان بناء 1600 مستوطنة! , فى رسالة عدم احترام واضحة للولايات المتحدة , الامر الذى اغضب الاخيرة بشدة وتوقعت انذاك كما توقع كثير من المحللين ان تتخذ الولايات المتحدة رد فعل صارم تجاه اسرائيل ولكن خاب ظننا جميعا اذ لم يتعد رد الفعل الامريكي تصريحات الشجب والاستنكار!

هذا فضلا عن حادث اغتيال اسرائيل للمبحوح القيادى بحركة حماس فى دبى من خلال عناصر بالموساد الاسرائيلى باستخدام جوازات سفر بريطانية واسترالية مما ادى الى اندلاع ازمة دبلوماسية بين اسرائيل وكل من بريطانيا واستراليا وكما مرت الازمات السابقة بسلام مرت ايضا تلك الازمة كسحابة صيف!

ناهيك عن التعنت الاسرائيلى المستمر ازاء ضغط الولايات المتحدة لتحريك عملية السلام وعدم الاستجابة لطلب الولايات المتحدة وقف بناء المستوطنات ما وضع الاخيرة فى موقف حرج ذلك ان الرئيس اوباما كان قد وعد مع توليه الحكم بحل القضية الفلسطينية على اساس حل الدولتين ثم اتضح انه كان متفائلا الى حد بعيد , فبعد كل تلك الفترة وما تم بذله فيها من جهد وبعد كل الرحلات المكوكية التى قام بها جورج ميتشيل مبعوث الرئيس الامريكي الى الشرق الاوسط تجمدت القضية عند نقطة الصفر ولم تسفر كل تلك المحاولات سوى عن مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين الاسرائيلى والفلسطينى ما لبثت ان توقفت

ما حدث من اعتداء اسرائيل على اسطول الحرية ادى الى ردود فعل غاضبة فى كافة انحاء العالم على المستويين الرسمى والشعبى الا ان اشد تلك الردود على الاطلاق كان رد تركيا اذ وصفت ما حدث بانه ( ارهاب دولة ) وقامت بسحب سفيرها من اسرائيل بالاضافة الى الغاء ثلاث اتفاقيات عسكرية معها , كما اعلن رئيس وزراءها رجب طيب اردوغان ان صبر تركيا له حدود وعلى اسرائيل الا تختبر صبر تركيا , ليس هذا فحسب بل طالبت ايضا تركيا بعقد اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولى لبحث الهجوم الاسرائيلى على اسطول المساعدة الدولى المتجه الى غزة , وتدرس تركيا الان الرد العسكرى على الاعتداء الاسرائيلى

وقد قامت مصر بدورها باستنكار وادانة الجريمة الاسرائيلية النكراء واستدعت السفير الاسرائيلى لديها للاحتجاج على تلك المجزرة كما امر الرئيس مبارك بفتح معبر رفح الى اجل غير مسمى , لادخال المعونات الإنسانية والطبية اللازمة إلي قطاع غزة‏ , ليرد بذلك على المزايدين ويخرس كل الالسنة

وكما هو متوقع فلم يدن البيت الابيض والمجتمع الدولى مجزرة اسطول الحرية ما دفع كاتب ومحلل سياسى كبير مثل روبرت فيسك الى نقد الغرب بشدة اذ كتب فيسك في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية منتقدا الغرب وواصفا اياه بانه اجبن من ان يفعل شيئا لانقاذ ارواح الابرياء فالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كانت تصريحاته "سخيفة"، وتصريحات البيت الأبيض كانت "مثيرة للشفقة"، أما توني بلير فاكتفى بالتعبير عن "أسفه الشديد" فقط لا غير

ارى ان الظروف الدولية الراهنة مواتية تماما لتوجيه ضربة موجعة لاسرائيل فمن ناحية خسرت اسرائيل فى تلك الازمة الاخيرة سياسيا وعادت قضية حصار غزة الى بؤرة الاهتمام العالمى مثلما خرجت حركة حماس بانتصار سياسى عقب العدوان على غزة فى يناير 2009 , فللمرة الثانية بعد ازمة غزة يتم فضح اسرائيل امام العالم وبالتالى تغيير نظرة الغرب تجاهها فقد انتهت الصورة النمطية السائدة عن اسرائيل بانها تلك الدولة الوديعة المهددة من بحر عربى يتربص بها

وعلى صعيد اخر قثمة توجه استراتيجى جديد فى السياسة الامريكية لنزع السلاح النووى من العالم بشكل عام ومن منطقة الشرق الاوسط على وجه اخص وقد نجحت مصر مؤخرا _بعد ان خاضت معركة دبلوماسية شرسة _فى استدراج الولايات المتحدة والدول الاعضاء فى مؤتمر مراجعة معاهدة حظر انتشار السلاح النووى للتوقيع على اتفاق يقضى باخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وانضمام اسرائيل الى المعاهدة , ذلك ان الولايات المتحدة قد استنفدت كل الخيارات فيما يتعلق بالبرنامج النووى الايرانى ومع استبعاد الخيار العسكرى لما ينطوى عليه من تداعيات لم يعد امامها سوى مقايضة وقف ايران برنامجها النووى وفى المقابل يتم نزع سلاح اسرائيل النووى ومن ثم اخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل وهو ما دعت اليه مصر عام 1990, غير ان اسرائيل اعلنت على لسان رئيس وزراءها انها لن تشارك في تطبيق الاتفاق‏ الذي توصل إليه مؤتمر متابعة تطبيق معاهدة حظر الانتشار النووي‏ , اذ اعتبر‏ أن هذا القرار ينطوي علي خبث وعجز كبيرين‏‏ كما يتجاهل الوقائع في الشرق الأوسط‏ والتهديدات الفعلية التي تواجهها اسرائيل

اذا ما نجحت مصر بالتعاون مع تركيا وايران فى استغلال الظرف الدولى الراهن لفك الحصار عن غزة من جانب ونزع سلاح اسرائيل من جانب اخر بحلول عام 2012 فلربما نشهد قريبا هزيمة اسرائيل , ففضلا عما سبق ثمة اوراق لعب كثيرة امامنا لم تستخدم بعد , منها على سبيل المثال :

_تهديد اسرائيل بالاعتراف بحكومة حماس ومن ثم اعطاءها الشرعية وهو ما دعت اليه تركيا وقبل ذلك يجب على حركة حماس التوقيع على ورقة المصالحة المصرية لانهاء حالة الانقسام الفلسطينى

_سلاح المقاطعة الذى اثبتت الدراسات جدواه واهميته اذ تكبدت اسرائيل خسائر اقتصادية فادحة بسببه

_التهديد بقطع العلاقات مع اسرائيل وذلك بطرد السفير الاسرائيلى وسحب السفراء العرب

_ الاستمرار فى ملاحقة مجرمى الحرب الاسرائيليين من خلال المنظمات الدولية على ما تم ارتكابه فى غزة العام الماضى بالاضافة لما قامت به اسرائيل مؤخرا بشأن اسطول الحرية والعمل على ايصال تقرير جولدستون الى مجلس الامن

_التلويح باستخدام الخيار العسكرى

على العرب ان يدركوا ان الفرصة باتت سانحة لهزيمة اسرائيل كما انه قد ان الاوان لفك الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ ثلاث سنوات



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - اسلام احمد - نحو هزيمة اسرائيل