رئاسة مجلس النواب العراقي صارت - كخه - .... !!

آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

باللهجة العراقية المحلية تستخدم كلمة " كخه " لنهي الاطفال عن تناول شيئ فيه مضرة للطفل , وبمجرد ان يحاول الطفل تقريب ذلك الشيئ من فمه ننبهه او ننهره فنقول له " كخه " .
رئيس مجلس النواب العراقي , هو واحد من المناصب السيادية الكبرى الثلاث في العراق , من غرائب الأمور ان هذا المنصب السيادي المهم لا تقبل به الكتل الأربعة الرئيسية الفائزة في الأنتخابات فلقد صار هذا المنصب السيادي " كخه " .
السؤال هو لماذا هذا النفور من هذا المنصب السيادي المهم لكن كما يقول المثل :
" وان عرف السبب بطل العجب " .
فالقائمة العراقية ( 91 مقعد ) ترفض هذا المنصب السيادي لانها اذا ما قبلت بهذا المنصب ستخسر منصب " دولة رئيس الوزراء " الذي ما توقفت هذه القائمة لحظة واحدة , بمناسبة او بدون مناسبة , عن الأدعاء ان هذا المنصب "دولة رئيس الوزراء " هو من حقها الدستوري .
وكذلك ائتلاف الكتل الكردستانية ( 60 مقعد ) متشبثة بمنصب " فخامة رئيس الجمهورية " , رغم ان منصب فخامة رئيس الجمهورية هو منصب فخري تشريفي ( بروتوكولي ) , ولان قبولها بمنصب رئيس مجلس النواب سيفقدها منصب " فخامة السيد رئيس الجمهورية ..!!" لذلك تقول لمنصب رئيس مجلس النواب كخه .
اما كتلة دولة القانون ( 89 مقعد ) والأئتلاف الوطني ( 70 مقعد ) الذان شكلا التحالف الوطني يرفضان منصب رئيس مجلس النواب لأنهم شكلوا الكتلة النيابية الأكثر عددا في مجلس النواب للحصول على منصب " دولة رئيس الوزراء " و لا يقبلوا بشيئ اخر , وكما يقولون بكل صراحة و وضوح منصب " دولة رئيس الوزراء " سيكون لمرشح من داخل التحالف الوطني حصرا .
اجتمعت كل هذه الأسباب لتبطل العجب وصار منصب رئيس مجلس النواب العراقي مرفوض من قبل كل القوائم الرئيسية الفائزة بالأنتحابات . ...
ولان اختيار رئيس مجلس النواب هو الخطوة الأولى تليها الخطوات الأخرى كأختيارفخامة رئيس الجمهورية و من بعدها يكلف فخامة رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا بتشكيل الوزارة ثم تليها تشكيل الوزارة ... وهكذا .
الان كل شيئ متوقف عند الخطوة الأولى والتي هي اختيار رئيس مجلس النواب ... ما العمل ... ؟؟ .
اكثرية الساسة العراقيين يقرون بضرورة حسم كل المناصب بسلة واحدة , لكن البعض بدأ الان يفكر بأيجاد حيلة دستورية جديدة تخرجهم من عنق الزجاجة و عنق الزجاجة في هذه المرحلة هي " الكخة " التي تحدثنا عنها .
الاطار العام لهذه الحيلة الدستورية الجديدة هي ان تكون هنالك خطوة اولى بديلة وهذه الخطوة الأولى البديلة هي اختيار رئيس مجلس نواب مؤقت , على ان يستقيل هذا الرئيس المؤقت ويتم اختيار رئيس مجلس نواب دائمي بعد الأنتهاء من اختيار " فخامة رئيس الجمهورية " و " دولة رئيس الوزراء " وتشكيل الحكومة الجديدة ...
وبهذه الحيلة الدستورية سيتخلصون من " الكخه " التي ستكون من نصيب من لا يحصل على اي من المنصبين السياديين ( فخامة رئيس الجمهورية و دولة رئيس الوزراء ) .
وربما سيتفق ساستنا العظام بعد اخذ رأي مراجعنا العظام على تغير تسمية منصب رئيس مجلس النواب العراقي وجعله " رئيس مجلس الكخه العراقي " .

#آدم_الحسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل