أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - باكستان.. دولة القبائل العسكرية (1)














المزيد.....

باكستان.. دولة القبائل العسكرية (1)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبدالله خليفة - مفكر وروائي بحريني (سياسي)
«24-يوليو-2010»

تشكلت باكستان وبنجلاديش التي كانت تعرف باسم باكستان الشرقية من هيمنة القبائل المغولية، التي كونت حكم القبائل العسكرية الاقطاعية على جمهور العامة.
توقف الغزو الإسلامي القبلي عند حدود الهند الشمالية فلم يستطع التوغل في عمق الهند، حيث الشعوب الهندوسية الكثيفة، فغدا المسلمون خاصة في باكستان الحالية مقر البداوة.
لعب المغول والترك دور تشكيل الشمال الهندي فكانت العسكرية هي أداة التكوين.
إن الأحكامَ الشرعية النصوصية والأفكار العامةَ عن الوجودِ المصنوع من إلهٍ واحد، والمعتبرة إسلامية لم تكن مقبولة للجمهور الهندوسي المتعدد الشرائع والتعددي وذي الآلهة الكثيرة، وكان هذا يشيرُ لمقاربةِ الهندوس للتنوعِ أكثر من المسلمين، نظراً لضخامةِ الوجودِ الزراعي الفلاحي عند الهندوس، وتغلب البداوة الصحراوية على المسلمين، ولكن كانت هناك مقاربة اقطاعية لدى الطبقات العليا المسيطرة في أنظمةِ الهيمنة على الفلاحين والبدو جميعاً فتظهر بشكل أمراء ومهراجات، لدى كل من المسلمين والهندوس، وكان الاستعمار البريطاني يعتمد على التحكم بهذه الطبقة وإعطائها مقاليد حكم الإقاليم، وعلى إتاحة حرياتٍ اجتماعية ودينية جزئية، بغرضِ نشوب الصراعاتِ والهيمنة على الجميع.
وهكذا فإن الباكستانيين في باكستان الحالية أم في بنجلاديش كانت لهم جذور عسكرية قوية بسبب الأصول المغولية والبدوية، حيث شكلت الفتوحات الإسلامية العسكرية ذلك الشريط الشمالي، وجذبت القبائلَ التي فهمتْ الإسلامَ بهذا الشكل العسكري الغازي، وهو الذي يلائمُ نمطَ عيشها. فعبر القوة البدوية التي عاشتْ فيها فهمتْ الإسلامَ بهذا الشكل وكرستهُ على هذا النحو. لقد رأتْ قبائلَ على غرارِها تغزو وتنتشرُ في العالم وتشكلُ دولاً، فآمنتْ بأن هذا هو دين العلو في الأرض.
في حين عاش الهندوس على الزراعة والعيش في القرى وعبر التعدديات المختلفة، وعلى النقيض من البداوة كرهوا العنفَ والغزو.
فتشكل قسمان متناقضان في القارة الهندية، حسب جذورهما التاريخية، ورغم الصراعات والخلافات فإنهما وجدا أرضيةً مشتركة وتداخل المسلمون والهندوس وعاشوا في حضارات متنوعة متجاورة، وكانت زمنية النهضة التحررية الوطنية قد أوجدت بعض الوحدة الديمقراطية المهمة التي لم تتصل.
وقد وجدَ الاستعمارُ البريطاني ان أدواته لتحجيم والسيطرة على الحركة الوطنية الهندوسية الإسلامية المشتركة محدودة لضخامة حضورها وكثافة الملايين المؤيدة لها، ورأى ان الثغرةَ الكبرى هي استغلال الصراعات الدينية، وخاصة بين المسلمين والهندوس وتفجيرها، وعدم جعل القارة الهندية قوةً بشرية سياسية كبرى، فلم يكن ثمة أهم من استغلال التمايز العميق بين الديانتين، وتأجيج النزعات العسكرية والقومية والقبلية لدى المسلمين، وتفجير التعصب القومي الهندوسي، وتم ذلك من خلال عناصر سياسية صغيرة تصاعدت عبر السنين، ومن خلال تضخيم الغرور لدى القادة الدينيين.
انجرت القياداتُ الدينيةُ بشكل أكبر لنزعات التعصب والانقسام، فيما كان غاندي توحيديا علمانيا هنديا كبيرا، ورفض إلى آخر لحظة عملية هدم الوحدة الوطنية بين الهنود، ودفع ثمن ذلك من حياته، فتم اغتياله من قبل متعصب هندوسي.
لقد أحست هذه القيادات الدينية بهامشيتها مع بقاء الهند موحدة، وجرتْ عوامَ المسلمين لمغامرة كبرى، وذهب الملايين ضحية لهذا الانقسام وهم ينتقلون من قارة إلى أخرى، وعبر الحروب الدينية.
يعبر المفكر الجزائري الإسلامي مالك بن نبي عن هذه الكارثة بالقول: "إنّ باكستان في حقيقة الأشياء، لم تكن إلا الوسيلة التي أعدتها السياسة المعادية للإسلام التي تمتاز، بها بصورة تقليدية، أوساطُ المحافظين الانجليز، أعدتها من أجل إحداث الانشقاقات المناسبة في جبهةِ كفاحِ الشعوب ضد الاضطهاد الاستعماري".
ويضيفُ بلغةٍ قاسية: "إنه مكر يبلغ ذروته، إذ استطاعت انجلترا بهذه الطريقة أن تترك الهندَ في حالةِ تمزقٍ نهائي، إذ لا يفرق بين المسلمين والهندوس حدود جغرافية لا تستطيع انجلترا تلفيقها مهما كانت براعتها في التلفيق، ولكن يفرق بينهم حدود من الأحقاد ومن الدماء، ذهب ضحيتها الملايين من المسلمين والهندوس، كانوا ضحية المذبحة التي زجتهم فيها المخابرات الانجليزية في الوقت المناسب".
في ذات الوقت التي تشكل وتورط المخابرات البريطانية أقساماً كبيرة من اليهود في الشرق العربي بدولة إسرائيل، ظهرتْ دولة باكستان بجناحين متباعدين هما دولة باكستان الشرقية ذات الأغلبية ودولة باكستان الغربية ذات الأقلية، لكن الأخيرة هي التي حكمت واستبدت وفرضتْ لغتَها القومية، بسبب القوى القبلية العسكرية الكبيرة فيها، فيما غدت باكستان الشرقية دولة فلاحين، فهيمن البدو الباكستانيون مرة أخرى على اخوتهم المسلمين الفلاحين الذين ثاروا للدفاع عن لغتهم القومية ومصالحهم المستقلة بعد ذلك وانفصلوا فظهرت جمهورية بنجلاديش.
تشكلت باكستان عموماً من كياناتٍ غيرِ منسجمةٍ وقوميات وقبائل متعددة، لا يجمعها التطور الديمقراطي الطويل المشترك، ولا حتى اللغة بل الوعي المذهبي الإسلامي النصوصي، وفي عمق هذه الحرفية كانت هناك الهيمنات العسكرية والسياسية القبلية والارستقراطية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقوبات والتحولات في إيران (3-3)
- العقوبات والتحولات في إيران (2)
- العقوبات والتحولات في إيران (1)
- أسبابٌ إضافية لضعفِ الديمقراطية في الخليج
- ريح الجنة والليبرالية الحكومية
- الطائفية وعوائق الرأسمالية
- الموظف الكبير والتاجر
- في الحالة الشمولية
- إمكانيات الليبرالية الوطنية
- التقدم صناعة الحاضر
- أزمة المعارضة الإيرانية
- الأحزاب المذهبية السياسية في العراق (2)
- الأحزابُ المذهبيةُ السياسية في العراق (1)
- الإصلاحيون الإيرانيون (4)
- الإصلاحيون الإيرانيون (3)
- الإصلاحيون الإيرانيون (2)
- الإصلاحيون الإيرانيون (1)
- الحقوق والأوضاع العامة
- هاشمي رفسنجاني (3-3)
- هاشمي رفسنجاني (2)


المزيد.....




- ما السبب الحقيقي الذي دفع ترامب لمغادرة قمة مجموعة السبع؟ ال ...
- مصر.. مينا مسعود يشارك متابعيه -أفخر لحظة- في مسيرته الفنية ...
- الجيش الإيراني يعلن استهداف مركز استخبارات عسكري إسرائيلي بص ...
- فيديو- فرق الإطفاء تخمد حرائق في وسط إسرائيل بعد الهجمات الإ ...
- في ظل إغلاق طهران مجالها الجوي.. ما مصير الحجاج الإيرانيين ف ...
- صور أقمار صناعية تظهر دماراً في منشآت نووية إيرانية
- تواصل قصف طهران وتل أبيب وميرتس: عرض الدبلوماسية لا يزال قائ ...
- مشاهد من داخل مبنى التلفزيون الإيراني بعد استهدافه من قبل ا ...
- ظهور حفرة عميقة في هرتسليا وسط إسرائيل عقب الهجوم الصاوخي ال ...
- وزير الخارجية الألماني يجيب عن سؤال حول دعم برلين لتل أبيب ب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - باكستان.. دولة القبائل العسكرية (1)