أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ليلى أحمد الهوني - سيف القذافي وعُقدة الشُهرة















المزيد.....

سيف القذافي وعُقدة الشُهرة


ليلى أحمد الهوني
(Laila Ahmed Elhoni)


الحوار المتمدن-العدد: 3066 - 2010 / 7 / 17 - 10:35
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


"إن الذي يعمل بصدق وإخلاص لأجل وطنه وشعبه، يجب أن لا يبحث عن المجد الزائف، ولا عن الشهرة الواهية، ولا عن المظاهر الخداعة، ويجب عدم الاشارة اليه بالبنان وكأنه محور الكون وأساسه"
لقد أوضح علم الوراثة الحديث بشكل واضح وجلي آلية توريث الصفات الجينية، وكيفية إنتقالها من الأباء إلى الأبناء، وبالتالي فليس من المستغرب أن نجد عقدة الشهرة والنجومية وسلوك الخداع مما ورث الإبن سيف عن أبيه، فالنرجسية وحب الظهور وإستخدام مختلف أساليب الكذب والتضليل، هي عقدة متأصلة في عائلة القذافي، وحسب ما نرى ونتابع، فأن هذه الصفات لم يتفرد بها القذافي الأب فحسب إنما شملت كل أفراد الأسرة، وكلا منهم يمارسها حسب رغبته وحسب طريقته الخاصة في تطبيقها.
ولو تتبعنا سلوك وتصرفات كل إبن من أبناء القذافي، بما في ذلك إبنته عائشة سواء كان في داخل ليبيا أو خارجها، فاننا وبدون أي عناء سوف نصل إلى نتيجة مفادها، بأن مجموعة من العقد والأمراض النفسية يعاني منها أولاد القذافي، والتي تنفجر بين الحين والأخر أو تظهر فى شكل تصرفات وسلوكيات هوجاء وغير مسؤولة، يغلب عليها طابع الفوضوية واللاانسانية واللاأخلاقية أيضاً، وهي أبعد ما تكون عن السلوك الانساني المتحضر، وما يثير الاستغراب أنه وبالرغم من وضوح هذه الصورة الحقيقية والغير سوية التي نرى بها أولاد القذافي، إلا أننا نجد البعض مستمر في تلميعهم، وكأن العناية الإلهية قد إختارت هؤلاء (العيال) لأداء دور خارق، ليس في مقدور بقية أبناء الشعب الليبي القيام به.
والمتمعن في شخصية القذافي يدرك أنه لم يتوقف يوماً واحداً منذ إنقلابه الأسود، في البحث عن الأضواء والزوبعات الإعلامية والدعائية، التي يحاول بواسطتها أن يجعل من نفسه نجمٍ إعلامياً ولو على هيئة مهرج، فمن ادعائه لشخصية "الثائر" إلى التظاهر بالزعامة الوحدوية، وصاحب "النظرية العالمية" وإعجوبة "أفكاره" حول (المرأة تحيض والرجل لا يحيض)، إلى تأليف "القصص والأغاني"، ومن هندسة "النهر الصناعي العظيم" إلى هندسة "السيارة الصاروخ"، وغيرها من المهازل والتفاهات التي لا يتسع المجال لها هنا لذكرها.
وها هو إبنه "سيف" اليوم يؤدي بجدارة وببراعة نفس الدور، تحت "أطروحات إصلاحية" وهمية لا وجود لها على أرض الواقع، وبالتالي فأن مرض الشهرة وعقدة اللهاث وراء البروز داخلياً وخارجياً، التي ورثها عن أبيه تثبت نفسها، فنراه كمصالح يستخدم بعض القضايا (المغربلة)، التي تخص الشعب الليبي ليس من أجل حلها وتسويتها التسوية الصحيحة، وإنما من أجل الإلتفاف عليها، ومحاولة تصفيتها بالطريقة التي تخدم نظام والده وتضمن (تكرشه) في السلطة واستمراره.
لقد انطلق سيف منذ عدة سنوات بالحديث (تسخين البنادير) عن ما يسمى بالدستور، وعن محاولة تحسين (تزويق) أوضاع سجلات والده وانتهاكاته الانسانية للشعب الليبي، ومحاولة ايجاد قاعدة (فرّح عيلك) لبناء مؤسسات المجتمع المدني، والحق يقال بأنها كلها قضايا تهم الشعب الليبي، ولكن الطريقة التي طرحها بها سيف هي طريقة (راجيني يا حمد بعشاك لين يجيك الزيت من غريان)، والأسوأ من هذا أنها مقترحات "حسب المقاس" و"فردية" دون مشاركة فعلية من أبناء الشعب الليبي، أي بدون مشاركة الأخرين لدراستها، وخصوصاً ممن هم على مستوى من الكفاءة والعلم والدراية بمثل هذه الأمور، والأسوأ أكثر وأكثر أنه لم يستطيع أن يقوم بالتصدي الفعلي، للمشكلات التي تعترضه من والده واتباعه من الثوريين، (وتجاهله بالتدخل فى قضية مذبحة سجن أبو سليم) خير دليل على ذلك.
إن المتتبع لتحركات سيف القذافي، في كل التجمعات التي يقيمها سواء كانت في خارج ليبيا أو داخلها، يجد بأن جميعها يغلب عليها الطابع الاستعراضي، وحتى لا نذهب بالقارئ بعيداً ونحن لدينا المثال من قلب الحدث، فالاستعراضات التي صاحبت مشروع سفينة اليأس (الأمل)، والأفلام والتصريحات التي تابتعها وصدرت من "السلطات الليبية" نفسها، ولعل أبرزها كان إدعاء تلك "السلطات" غلق الأجواء أمام الطائرات الخاصة لمنع "البطل سيف" من الإلتحاق بسفينة الاغاثة أو المعونة لسكان غزة، والسؤال هنا والذى سنجده يدور في اذهان الليبيين وكل المتتبعين هو: أذا اراد سيف حقاً الإلتحاق أو الذهاب مع هذه السفينة لماذا لم يصعد عليها منذ ابحارها وخروجها من المواني الليبية؟ أو من المواني اليونانية؟، وما هي الحكمة من أن يأخذ سيف طائرته الخاصة ويحلق بها فوق السفينة؟ وكيف سينزل من طائرته إلى ظهرالسفينة ؟ اذا علمنا أن السفينة غير مؤهلة لاستقبال الطائرات الهليكوبتر، فما بالك بطائرة الجت التي يتجول بها بين عواصم العالم.
كل هذه التصريحات وحركات (النص كم) هي فقط لتلميع سيف وإظهاره فى صورة البطل فى عيون الليبيين والعرب، بل هي استخفاف بعقول الناس بطريقة سطحية وغبية طريقة (الضحك ع الذقون)، ثم لا ننسى الإدعاء بأن حمولة هذه السفينة هدية من "نجل" القذافي لشعب غزة، وهي في الحقيقة من أموال وثروة الليبيين ولم يضع فيها سيف القذافي قرش ولا حتى "مليم أحمر" من جيبه الخاص، (اطوق بشعر مرت خوها)، كما أن على ظهر هذه السفينة العشرات من النشطاء الليبيين والغير ليبيين الأخرين والذين طمست أسمائهم وهويتهم، لا لشيء فقط من أجل تلميع سيف وحده، وتعزيز صورته البطولية الخرافية في عقول البلهاء، الذين يعتقدون بأنه هو الفارس المنقذ للكارثة الليبية، في حين أنه ليس أكثر من (قذيف صغير) يسير بامتياز على خطى ابيه، في الكذب والتزوير والتلاعب بمشاعر الناس وعواطفهم.
وبعد هذه الدعايات والأفلام و (الشطيح والرديح) في النهاية انتهت قصة السفينة المستأجرة "الأمل"، إلى الوصول الى ميناء العريش عبر اتفاق بين ما يسمى مؤسسة سيف القذافي والسلطات المصرية والحكومة الاسرائيلية!!!، بعد ان عجزت عن كسر الحصار الاسرائيلي (هذا الأمر يبي تريس مصحصح)، بل والأكثر من ذلك أنها خضعت بالكامل للشروط الإسرائيلية، في إدخال المعونات عن طريق معبر رفح، ولما لا!؟ فهم لهم باع طويل في الخضوع والركوع!!، ثم اختتم الأمر بتصريح من السلطات المصرية بأنها سوف تسمح فقط بادخال المواد الغدائية والأدوية اما مواد البناء فلن يسمح بها.
المسرحية والدعاية من أولها الى أخرها تبدو معروفة وتم الاتفاق بشأنها، من خلال إشتراك اطراف يهودية خفية أخرى، كما اوردت الأخبار عن دور لشخصية يهودية تعيش في أوروبا (النمسا) هذا ما صرح بذلك مراسل البي بي سي (من غير المحتحت)، ثم يخرج علينا سيف القذافي يهلل بما يعتقده انتصاراً ليقول "هل نريد العنب ام قتل الناطور" مما يعني لتبقى إسرائيل تعربد وتفعل ما تريد، وليقتصر دورنا نحن "الأبطال" على إيصال المساعدات الإنسانية، وهو بهذا التصريح حصر المشكلة الفلسطينية فقط في اطعام (اشباع) الشعب الفلسطيني، معتقداً أنه عندما (يعبي البطينة تستحي العوينة).
إن تحركات سيف في الخارج تهدف لكسب الشهرة لنفسه، كما تهدف أيضاً إلى الدعاية لنظام والده، حيث يدعي أمام الجميع بوجود "ديمقراطية" حقيقية في ليبيا تتمناها كل الشعوب، إلا أن الشعب الليبي ليس بالمستوى الذي يمكّنه من أن يستوعب الأفكار التي جاء بها معمر القذافي والده، أي بمعنى أوضح، أن الخطأ ليس في "نظرية أفكار والده الجهنمية" بل الخطأ في الشعب الليبي، الذي لا يرتقي إلى مستوى "ثقافة وعلم" القذافي (نبرطي يا حليمة).
إن سيف القذافي يحاول أن يستغل عدم معرفة الرأي العام الاوروبي، للكثير من الحقائق المؤلمة التي تقع في ليبيا، لكي يقوم بالإدعاء بأنه يريد ان يقود حركة "الإصلاح" في ليبيا بالتعاون مع الغرب، من هنا نجده يطوف في الدول الغربية ويلقي المحاضرات هنا وهناك، وينفق الملايين بالتبرع لهذه الجامعة الأجنبية أو ذلك المركز أو المعهد، حتى يتم وصفه "بالمصلح" أو القادم الجديد، هذا في الوقت الذي تعيش فيه الآف الأسر الليبية في ليبيا وطنهم تحت خط الفقر، ولا يجد الكثير من هذه الأسر والعائلات المسكن اللائق الذى يأويهم ، ولا المستشفى الذي يقدم للمواطن الليبي خدماته بصورة مرضية، الأمر الذي يضطر معظم الليبيين للسفر إلى تونس أو مصر أو الأردن للعلاج، ناهيك عن الحالة المتردية التي بها المدراس والمواصلات العامة والبنية التحتية و..و..الخ.
ختاماً أود أن أنبه، بأنه وفي غياب الصحافة الحرة والإعلام الحقيقي الحر في ليبيا، وفي ظل استمرار كل أشكال القمع والإكراه وفرض الأراء من قبل النظام الحاكم فيها، يبقى تزييف الحقائق وإبراز البطولات المزيفة، هي السمة الغالبة والمسيطرة على الدولة الليبية الخاضعة تحت هذا الحكم الشمولي الفردي المتمثل في القذافي وأسرته، فتستمر آلة الكذب في العمل على خداع الشعب الليبي بل والعربي وربما الحكومات الغربية أيضاً، وتضليلهم بالملايين التي تنفق من أجل هذه الأهداف الدعائية، وبالتالي فأن سيف القذافي مهما حاول أن يؤدي دور المصلح، في وطن يعمه الفساد من قمة رأسه إلى أخمص قدميه، فلن ينجح لسبب واحد أساسي، وهو أن "رسالته" ليست إنسانية مخلصة، بل هي دعائية كاذبة هدفها اللهث وراء الشهرة، رسالة مزيفة ووهمية، لا تحمل أي مضامين وطنية مبنية على ثوابت استرداد الحقوق، تلك الحقوق التي سلبت بالغصب من الشعب الليبي، من قبل والده ونظامه الدكتاتوري الفاشي.



#ليلى_أحمد_الهوني (هاشتاغ)       Laila_Ahmed_Elhoni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء - في الذكرى 14 لمجزرة سجن أبو سليم
- ماذا تتوقعون من سيف القذافي؟
- في ذكرى معركة باب العزيزية*
- رسالة شكر وتقدير لموقع الحوار المتمدن
- ما الغاية وراء الانتقائية!؟
- أنا والتاء المربوطة*
- ما المطلوب في ليبيا اليوم؟
- أين أهلنا في طرابلس!؟
- مجزرة سجن أبو سليم
- كوميديا سوداء
- أعطيه الصوت -السوط-
- فضلاً.. نقطة نظام!!*
- وماذا عن حي أبو سليم؟؟
- فئات وسيارات
- هل تجدي الأساليب السلمية!؟
- إهانة أمريكية -ذكية- للشعب الليبي
- إلى متى السكوت؟ وماذا ننتظر!؟
- كارثة الرعاية الاجتماعية في ليبيا
- رضوا سيف..!!
- واحد + واحد = اثنان


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ليلى أحمد الهوني - سيف القذافي وعُقدة الشُهرة