ليس غريبا

علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 3065 - 2010 / 7 / 16 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ليس غريباً
اللجنة الإعلامية للقدس في الجزائر
ليس غريباً أن تتمحور أحداث العالم حول القدس وفلسطين, وأن تصبح محاولات فك الحصار عن غزة بؤرة الاهتمام الدولي وآلية فعلٍ ونشاطٍ عالمي سياسي ودبلوماسي وحزبي ولمنظمات إنسانية وشعبية, أن تصبح هذه المنطقة الصغيرة المحاصرة كما لم تحاصر منطقة عبر التاريخ عنواناً تتفهرس حوله القوى والمشاعر وتحوم حوله الأرواح وتُشدُّ إليه الرحال, فالمسألة مسألة الحرية والحق الإنساني مقابل الظلم الطاغي الشامل الكامل, وقد أصبحت رمزاً للمظلومية المطلقة وشهادة على نوع الشرعية التي تتحكم في مصير الأرض, ومؤشراً على الاتجاه الذي تنحدر إليه قيم العالم المتحضر الحديث, ونذيراً في نفس الوقت لمصيره, مما يوقظ ضمائر في مشارق الأرض ومغاربها, ضمائر يعزُّ عليها أن يكون هذا هو شكل الأرض, ليس غريباً أن تصبح غزة مثار اهتمام الدول العظمى, وأن يقوم أعضاء في الكونجرس بتخيير تركيا أن تكون مع غزة أو مع الغرب, فكأن قوة المظلومية ترتفع بغزة لتصبح معادلاً لقوةٍ عظمى مزدردة بالظلم, كما لو أنَّ الأشياء تعود لأوّلها وتوزَن برصيد الحق فيها, وهي غزة من أكناف القدس التي ترسم شكل الكون وتخط مصيره, بينما هم لا يريدون لها أن تطفو صورتها على الماء, ولا أن تصلها سفينةٌ كان امتطاؤها يوما ما في تاريخ الإنسان شاهداً على إيمان كلّ من ركبها, من كلّ زوجٍ إثنين, بينما غرق في طوفان الصمت كلُّ من ظنَّ أنّ هنالك جبلاً يمكن يعصمه من الخزي والفناء, ليس غريباً إذن أن يحاولوا أن يطفئوا نيراننا, أو أن يطمسوا وصول صوتنا, وانبلاج الحق الذي زيفوه طويلا, وأن يجففوا البحر من أفقنا, أو أن يقطعوا الطريق بين القدس وسفن عودتنا, وليس غريباً أيضاً أن تصبح غزة بعد طول انتظار تركيا ثمناً لانضمامها أخيراً إلى السوق الأوروبية.
اللجنة الإعلامية للقدس في الجزائر
[email protected]

#علي_شكشك (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل