أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح البدري - القصب الظمآن














المزيد.....

القصب الظمآن


صالح البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5 - 02:52
المحور: الادب والفن
    


القصبُ الظمآن ؟؟

صالح البدري

" 1 "
لنخلة على " الفرات "
لحبيبة تتشهى رائحة َ الطينْ
ورائحة َ الحنين .
لنورس مُستوحش
لبسمة مصادرة
وهمسة قلب حائرة
لشرفة مُطلة تبحثُ في المساء عن عناق
عن ضَفة تأوي قلوب العشاق
تفرشُ رملها بالهمس والآنعتاق .
لصبية حفاة في " الشارع العشرين "
لساحة ملعبنا الترابي
ومسرحنا الستيني الفقير
لمعمل " الثلج " القديم
أمنحُ رئتي
أحني هامتي .

" 2 "

ياوطني :
أسكرتنا الكلماتُ البللورية ُ
والقهوة ُ المرة ُ
والأنخابُ
والذكرياتُ المَقيتة ْ .
يغلفُ ليلنا حلمُ سراب مُتعب .
نقتاتُ على مجد الولادات العسيرة .
فنحن حيارى ياوطني ،
يستغيثُ القصبُ الظمآنُ فينا ،
ويهتفُ البردي حزيناً :
" للعمارهْ
.. للعماره
يحنْ هور المجر* ، ويريد غدارهْ "
" والغموكه * إنتخت ، جا وين البشاره ؟ " .

*
نحنُ سكارى يا وطني :
صار الحلمُ ، الأفيونُ ، لافتة ً
بدل المطرقة
منارة ْ .
صار الوهمُ القابعُ في الثكنات
في الساحات ،
بدل المنجل..
غدارة * .
" يجيفاره .. يجيفاره
يحن كيض* العراق .. إلموقده وناره
يحن كيض العراق .. إلشيمته وثاره
يريد يغني بأشعاره "

*
نحن سكارى ياوطني :
يلتفُ الشارعُ في الخطوات
ويضيعُ العمرُ في الفلوات
خائبة ً ، تتطايرُ أوراقُ العشق .
تتآكلُنا الهفوات .
يسقطُ معنى الأشياءْ
تخبو في الليل الأضواء
ترحلُ منا الصبوات
تكثرُ في الدرب ، العثرات
نصبحُ زاداً للغربة
ونصيرُ علامات إستفهام
وفي كل عام ؛
حقائبَ للأسفار .
وتجفُ إبتساماتُ الأطفال
تخبو الآمال
تتعملقُ الأوهام
تترمدُ عيونُ الكلمات
تترهلُ أهدابُ النظرات
ونصير أسيجة ً للزنزانات
ورتاجات للآهات والأحلام .
*
يا وطني :
يسكرُ صبحُك في الخوف
ويسكنُ ليلك في الخوف
تترعرعُ في الخوف الأحزان
تزرعُ ريحاً للأنسان
يكبرُ في الرأس النسيان
يتسلقُ في " آذار" الزرعُ المأفون ،
أسيجة ً للأسترخاء .
ينمو زهرُ الخشخاش
خمراً للصلوات
ناياً للسهرات
أقداحاً للحانات .
ونحن .. في الحانات حيارى من
سكرتنا :
" يلمنه المستحى * ونضيع بكتاره * ..
وجان الوكت ناذرنه جلمات
ناذر دمنه كفاره " .
*
ياوطني :
هل تشرقُ في الجنبات شموسُ
الخجل البارد ؟
عيونُ الخجل البارد ؟
هل تقطرُ جبهتكم خجلاً
يا أحفادَ الكلمات الفانتازية
ويا أحفادَ الدار :
هل لا زالت دارُ العشاق
مزاراً لنهم التجار ؟
هل ما زال الأحبابُ ، أنصافُ الثوار
عشاقاً للكلمات
للقهوة والأنخابْ ؟
يَهْوونَ النومَ على الأوراق الملساءْ ؟
" نامت كحيلة عشكنه
السابكت ريح المَذلهْ
وفزت طويرة سعدنه
إتْدور بعيون المَحَله " .
*
يا وطني :
كان الشاطىءُ مزهواً بقصاصات
الورق المنقوع بدم الفقراءْ .
وكان الشارعُ مزهواً بصفحات
حبرها : دمعٌ من ورد و ضياءْ .
من زمن المسرات الأولى ،
صار الشاطىءُ ظمآناً للماء
للضفة الخضراءَ المشتهاة .
فالصبية ُ ما عادوا من وحشتهم
وما عادوا من حيرتهم
والضحكة ُ ما عادت ضحكتهم ،
والليلُ سكونْ ،
لكن الليلَ ، هادئاً يغلي ،
والنهارُ عيونْ .

***
*/ الكيض : ( بالكاف الفارسية ) وتعني فصل الشتاء باللهجة العراقية .
*/ المجر : بكسر الميم - قضاء في محافظة ميسان .
*/ الغموكه : ( بالكاف الفارسية ) منطقة من أهوار قضاء الشطرة / ناحية الدواية ، والتي إحتوت رجال المقاومة المسلحة الباسلة من الشيوعيين ، ضد التسلط العارفي في عراقنا الصابر عام ألف وتسعمائة وثمانية وستين ، و بعد هروبهم من سجن الحلة - محافظة بابل ، وعلى الرابط :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=172433
*/ العمارة : محافظة ميسان .
*/ غدارة : إسم لسلاح وهو الرشاش .
*/ المستحى : الخجل .
*/ بأكتاره : بحمايته .

***

2010 النرويج -






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسولُ الحدائق
- العراق في أعناقنا
- رحلة في دوائر الضياع
- البدون في الأمارات
- غابة السلطان
- خط أزرق تحت وهج التاريخ العربي(هل نحن ظاهرة لفظية؟)
- مسارات الأسئلة
- مجنون يتحدى القدر
- مجنونٌ يتحدى القدر
- أين ذهبت أموال العراق
- الى إمرأة تدعي المعاصرة !!
- طفولة الأشياء
- سجنٌ كبيرٌ
- عصر الأفساد
- شعر
- شعر شعبي
- إقصوصة
- شعر
- الحوار المتمدن .. فلسفة الكلمة الأعلامية المتحضرة ؟؟
- شعر


المزيد.....




- نساء غانا المنفيات إلى -مخيمات الساحرات-
- شاب من الأنبار يصارع التحديات لإحياء الثقافة والكتاب
- -الشامي- يرد على نوال الزغبي بعد تعليقها على أغانيه
- وثائقي -المنكوبون- التأملي.. سؤال الهروب من المكسيك أم عودة ...
- فيلم -صوت هند رجب-.. حكاية طفلة فلسطينية من غزة يعرض في صالا ...
- الأطفال في غزة يجدون السكينة في دروس الموسيقى
- قرع جدران الخزّان في غزة.. قصيدة حب تقاوم الإبادة الجماعية ا ...
- رعب بلا موسيقى ولا مطاردات.. فيلم -بطش الطبيعة- يبتكر لغة خو ...
- -صوت هند رجب-: فيلم عن جريمة هزت ضمير العالم
- وزارة الثقافة تنظم فعالية


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح البدري - القصب الظمآن