أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منصور الريكان - المزمار














المزيد.....

المزمار


منصور الريكان

الحوار المتمدن-العدد: 925 - 2004 / 8 / 14 - 09:44
المحور: الادب والفن
    


(1)
غرزت السيفَ بقلب الساحرْ
والساحرُ قد علق قبلاً جسدي ….
من أرنبة الأنف ودقَّ بجمجمتي ( إسفينْ )
ساومني مراتٍ عدة بالكفينْ
قال : -
فلتذهبَ روحكَ نازفةً والى حينْ
وأنا فوقَ جدارِ الصلبِ جدَّ مكينْ
أما أنْ أمشيَ مصلوباً
وأعيدُ الصلبَ على الساحرْ
أو أبقى منكفئاً أبكمَ لا عينينْ
لهذا انسلختْ منْ تحتَ الروحِ القدمانْ
أرضٌ طالتْ واجهةَ التاريخِ لتبقى أمامَ الخلقْ ……
قامتْ شامخةً لا تذويْ
أرضٌ ما بينَ النهرينْ
تدخلُ في نزفِ التاريخْ
مرايا روحي كالعشاقْ
ووصايا جدّي لأبيْ
عامرةٌ بالوجعِ العربيْ
لأنهُ قبلي قدْ دخلَ الدهليزَ ورأى
كلَّ عجائبَ ( سومرَ ، أكدَ … بابلَ … آشورْ )
ورأى نجماً وبقايا أنفاسِ الكهنةْ
وصبايا تقتادُ نذورْ
ورأى ملكةْ …..
ما أجملها ……… ( شبعادْ )
بالثوبِ الذهبّي تنامْ
ورأى جعجعةَ القوادْ
حرفيونَ منسلخونْ
منْ أعلى برجِ الزقورةْ
ورأى صورةْ …….
بمسلةِ جدهِ ( حمورابي )
بثيابِ القانونَ الأولْ
يسرقُها صعلوكاً أعمى
( عيلامي ) …..
كي تنقذَ منْ موتٍ أبديْ

(2)

ورأى مزماراً للملكةْ
والزمّارُ بدونَ عيونْ
مخموراً أنهكهُ النفخُ ،
أسدلَ جفنيهُ لينامْ
جدّي أعجبهُ الزمّارْ
جدّي أهدانيَ المزمارْ
والساحرُ علقّني وحديْ
من أرنبةِ الأنفِ كجدّيْ
كي يأخذَ منّي الأسرارْ
فنفختُ الروحَ بهاجِرها وتمسكتْ
أنّي قدْ أفقدُ ما منّي
لكنّي …
عاودتُ النفخَ لقرونْ
ونامَ الساحرْ ….
ظهرتْ مملكةٌ بمشاعرْ
….. ملكةْ …
قوادٌ وجيوشْ وبيوتٌ منْ جمرِ الطينْ
خيولٌ رقصتْ …
عشّاقُ المذبحِ يبكونْ
آلهةُ الحبِّ معلقةٌ بوصايا إلهَ ( إنليلْ )
والقوادُ مجتمعونْ
والعرباتُ تجرُّ رؤايَ لبقايا نجمٍ محفورْ
والساحرُ مرتعبٌ يبكي
ويؤلّبُ ضجةً في الكونْ
فأنا ……. يا ما
عانيتُ منْ وجعِ الساحرْ
إذْ يُسقيني منْ صِلصالِ الوهمِ أنينْ
ويغازلُني بالشرذمةِ الموجودينْ
وأعودُ عليهِ جلموداً دوّنَ تاريخاً وحضارةْ
تنهضُ ( أورَ )
لا تأفلُ فيها زقورةْ
لحضاراتٍ وحضاراتْ …
فالجدُّ يهديني وصايا
لألهِ العشقِ يسلّمني للأشواقْ …
يعطيني آنيةَ الفضةْ ….
ويخدّرني ببقايا حفنةِ من حنطةْ
أخرجُ مبهوراً منْ وجعيْ
وأعودُ رقيماً مكتوبْ
فوقَ جميعِ الزقّوراتْ
أنتَ ستقرأ …
وأنا سأدوّنُ ما يُتلى
هذا ما دوّنهُ الجدُّ في دفترهِ السحريِّ العاجيِّ ونامْ ……
ماتَ الساحرْ ……
وأنا عنْ بُعدٍ أتملّى
صوتي العابرْ ….
ينسابُ خريراً وخرائطْ
وخرجتُ أثراً للكونْ
والروحُ تدخلُ في جسدي كالمسكونْ…
لكنّ الجدَّ يتبعني،
ويسلّمني لبقايا حجرٍ ومشاعرْ
أدركتُ خفايا للحينْ
أنّ بلاداً أسّسها لوحٌ منْ طينْ
وكتاباتٍ يلثمُها وجعٌ وحنينْ
ودعاني في بابلَ صوتاً
يفترُّ كالطائرِ يُخفيْ
مزمارَ ملوكٍ عظماءْ
سلّمني للبابِ الآخرْ
وتنفستْ …
في أوجِ عصورِ الإسلامْ …….
وأنا عصفورُ الأحلامْ
باغتَني زمني مهدودٌ بالآتينْ
وتركتُ بقايا منْ روحي للتأبينْ



#منصور_الريكان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوقت
- مرثية عشق حربية


المزيد.....




- مئات المتاحف والمؤسسات الثقافية بهولندا وبلجيكا تعلن مقاطعة ...
- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منصور الريكان - المزمار