أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نصيف جاسم حسين - رسالة مفتوحة....من مواطن عراقي إلى الرئيس الأمريكي أوباما














المزيد.....

رسالة مفتوحة....من مواطن عراقي إلى الرئيس الأمريكي أوباما


نصيف جاسم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3038 - 2010 / 6 / 18 - 13:21
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


السلام عليكم
كنتم قد جربتم في الماضي- ولا زلتم- الاستماع الى زعماء الأحزاب العراقية وقادة الدول والحكومات المجاورة للعراق في ما يتعلق بالعراق، ولكل هؤلاء وجهة نظر، توجهها ،وتؤثر فيها، بدرجة كبيرة مصالحه الخاصة، وقد ان الأوان للاستماع الى "مواطن عراقي عادي" ولو على سبيل التجربة أو التغيير.
إن من الإنصاف أن أعترف لكم انكم قد قمتم بتخليصنا من أبشع نظام دكتاتوري على الكرة الأرضية، ومن الانصاف أيضا أن أعترف لكم، اننا أنعمنا بشيء من الحرية- سمحت لي- أن أكتب هذه الرسالة لكم ،التي لو كتبت زمن النظام السابق لأودت بحياتي ، ولتم نفي عائلتي الى "الولايات المتحدة" باعتبارها من "التبعية الأمريكية".
ولكن في ظل هذه "الديمقراطية الوليدة" وتحت شعارها، وبمشورة ما اعتبرتموهم حينها "خبراء في الشأن العراقي" من الأمريكان والعراقيين والعرب، ممن حرصتم على الاستماع لهم، قمتم بايقاظ الفتنة الطائفية والقومية في العراق ، كأساس لهذه "الديمقراطية" التي بشرتم بها، وأعدتم الحديث الطائفي للعراق الذي تعود جذوره الى ما يزيد على سبعة قرون مضت، وفضلتم –من بين كل الخيارات الليبرالية والتقدمية التي كانت مطروحة- دعاة الطائفية من كلا الطائفتين ليؤسسوا – وفق طروحاتهم التي تعود الى العصور الوسطى- نظاما "ديمقراطيا" في العراق في القرن الواحد والعشرين!!!. وهذا يدفعني الى سؤال يحتاج إلى أن تجيب حكومة الولايات المتحدة عليه هو: إذا كانت "الديمقراطية" تؤسس وتبنى بتمثيل الطوائف والأقليات والقوميات، فلماذا لم يتم اعتماد هذه الطريقة في الولايات المتحدة التي تضم ما يزيد على خمسين قومية وطائفة ودين ومذهب ؟ ألا يعني هذا إن إحدى "الديمقراطيتين" الأمريكية أو العراقية قد بنيت على أساس خاطيء؟ فأما أن يكون أساس الديمقراطية يعتمد على تمثيل الطوائف والقوميات والأقليات مما يفترض ان يتم تطبيقه في الولايات المتحدة الامريكية أولا قبل تطبيقه في العراق، واما أن يتم تطبيق الديمقراطية على أساس المواطنة دون اعتبار لأي من هذه التوصيفات، وهذا ما معمول به في الولايات المتحدة، وأن يتم تطبيق ذلك في العراق دون اعتبار لهذه التصنيفات أيضا، فلماذا لم يتم ذلك؟
أستطيع- بشيء من المنطق البسيط- أن أفترض ان ثمة اجابتين محتملتين لهذا السؤال، الأولى : أن ثمة قصور كبير في فهم طبيعة المجتمع العراقي، سببه "المستشارون" أعلاه، وانكم قد أخطأتم حين أعتبرتم أن صراع شعب العراق مع صدام كان بدوافع طائفية وقومية، وليس صراع شعب من أجل الحرية ضد نظام دكتاتوري هدد حياة شعب كامل عدة مراة ، ونكل بجميع أبناء الشعب دون اعتبار لطائفة أودين أو قومية أو أقلية ، وهذا قصور في المعلومات ، أدى الى خلق جميع المشاكل التي نواجهها نحن اليوم في العراق، وهذا أمر يمكن تصحيحه، بعد أن أثبت شعب العراق للعالم أجمع، انه أكثر تقدما وأكثر تمسكا بوحدته وقد سبق " أغلب القيادات السياسية التي قادت العملية السياسية فيه بعد 2003" في هذه الطروحات ، وهو الذي أجبر عدد منها على التخلي عن طروحاتها الطائفية البدائية في الانتخابات الأخيرة.
والإجابة الثانية للسؤال أعلاه هي: انكم أيقظتم وشجعتم على الصراعات الطائفية والقومية بهدف تمزيق بلدي الى ثلاث دويلات، ولا أعرف ماذا سيفيدكم ذلك، لكن اذا كان هذا هو هدفكم ، فأقول لكم أخرجوا من بلدي غير مأسوف عليكم، و قبل ذلك عليكم ان تعلنوا للعالم أجمع، ان هدفكم كان- ولازال- تمزيق العراق الى ثلاث دويلات، كي يطلع العالم على حقيقة ما يجري في بلدي.
ومن المفهوم- والطبيعي- انكم لا تكترثون للضحايا المدنيين العراقيين الذين يقتلون كل يوم في العراق، كما تكترثون لمقتل جندي أمريكي واحد، وقد فتحتم حدود العراق، وقمتم بحل جيشه ليكون ساحة مفتوحة لجميع ارهابيي العالم ليأتوا إليه ليتم-فيما بعد- قتلهم على أرضه كخيار بديل عن جميع بلدان العالم، فاذا كان الأمر كذلك ، واذا كان شعب العراق يدفع ضريبة الدم يوميا عن العالم، فلماذا لا تتم مساعدته في حربه مع الارهاب، أو بالأحرى حرب العالم على الارهاب، الذي يقف العراق وحيدا فيها أمام أبشع هجمة بربرية ارهابية على مر العصور؟ ولماذا لا يتم التعامل مع الدول التي تمول وتسلح المجاميع المسلحة وفق قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الارهاب؟
أعرف أيضا ، إن موضوع انسحاب جيشكم من العراق، كان أحد شعارات حملتكم الانتخابية وأنتم ملتزمون- أخلاقيا- بتنفيذه، لكن بالمقابل ،أنتم ملتزمون- أخلاقيا- فضلا عن كونه التزام قانوني حسب وضع قواتكم في العراق باعتبارها "قوات احتلال" ، أن تصححوا بعض الأخطاء التي لها علاقة بمستقبل العراق وحياة أبناءه مما أشرت لها في رسالتي هذه أعلاه، وأن لا تدعوا قوى التخلف من داخل العراق وخارجه، تربح المعركة، وتبني في العراق أنموذجها الذي كان مطبقا في أفغانستان والذي أدى إلى ضربكم في عقر داركم في أحداث 11 سبتمبر.
هذا بعض ما يمكن أن يساهم في تغيير الصورة السلبية عن الولايات المتحدة في العراق وفي العالم العربي.
إن بناء بلد ديمقراطي حقيقي في هذه المنطقة من العالم هو تحدي كبير يتطلب رجالا يؤمنون بدورهم فيه ويسعون لتحقيقه بثبات وتصميم، وهذا يتطلب بدوره، رجالا على مستوى التحدي في العراق وليس بضعة سياسيين يتقاتلون على المناصب ممن يعتبرون السلطة "كعكة" وليست وظيفة لأداء خدمة عامة.
أمنياتي لكم بالتوفيق في أختيارالخطوة الأولى الصحيحة في الاتجاه الصحيح.
....مع التقدير.

نصيف جاسم حسين
مواطن عراقيِ



#نصيف_جاسم_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما أن الأوان لمنهج غير دموي
- الأحزاب الأيديولوجية والانتخابات في العراق
- دماء الأبرياء...بين المرسل والمستلم
- فشل اليسار في الانتخابات العراقية
- الصفعة الاسرائيلية لأميركا..ماذا بعد؟
- نبوءات...أتمنى أن تكون كاذبة
- خطوط المواجهة
- دلالات انتخابية
- المسيحيون في العراق بين مطرقة السياسة وسندان التكفير


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نصيف جاسم حسين - رسالة مفتوحة....من مواطن عراقي إلى الرئيس الأمريكي أوباما