أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصيف جاسم حسين - خطوط المواجهة















المزيد.....

خطوط المواجهة


نصيف جاسم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17 - 16:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التدخل الأقليمي في العراق
نصيف جاسم حسين
ليس صحيحا بل ليس منطقيا القول او الافتراض ان ليس ثمة تدخلات لدول الجوار العراقي بالشأن العراقي الداخلي، وهو تدخل يأخذ اشكال مختلفة يصل في أحيان معينة حد العمليات الارهابية والأغتيالات وغيرها من العمليات التي كان-ولازال- محركها أحد أمرين: الأول: محرك الصراع على النفوذ بين قوى أقليمية تطمح الى بسط نفوذها على العراق (او جزء منه، جغرافيا أو سياسيا) وقد يكون ذلك بمجرد ايجاد من يمكن تحريكه وفق ما يريده هذا الطرف أو ذاك من أطراف محلية، حزبية كانت ام طائفية، خاصة في ظل هشاشة قواعد ارتكاز بعض هذه الأطراف على الساحة السياسية العراقية وانعدام الواعز الوطني للبعض الأخرمما عوضه بالأتكاء على طرف خارجي-اقليمي أو دولي- قد يمنحه شعورخادع بالقوة الداخلية التي يفتقراليها بوضوح-ساطع احيانا-. والمحرك الثاني: هو العمل على أفشال التجربة الديمقراطية الوليدة في العراق، التي تحمل مع نجاحها نذرالديمقراطية في بيئة لازالت تعتبرقيادة المرأة للسيارة جريمة يحاسب عليها القانون، ولا زالت تعتبر الأنترنت (حرام) حرمة عدم طاعة أولوالأمر(الرؤساء والملوك) ولذا فان زعزعة الأوضاع الأمنية في العراق يندرج ضمن نطاق الدفاع عن وجودها واستقرارها الذين باتا مهددين بجارلا ينفك يقوم بالأنتخابات والأستفتاءات ولديه عشرات الفضائيات ومئات الصحف المستقلة وغير المستقلة التي تتراوح اتجاهاتها من أقصى اليمين الى اقصى اليساروغير ذلك مما لا يتلائم مع طبيعة انظمة المنطقة واستمراروديمومة وجودها.
ولنا أن نتصور موقف صاحب القرار السياسي في العراق ازاء التعامل مع هكذا تدخلات، فمن جهة هو يريد وضع حد لهذه التدخلات من اي مصدر كانت ، ومن جهة اخرى هو لا يمتلك القدرة على مجرد تسمية الأشياء بأسماءها لأن من شأن ذلك اثارة المزيد من التدخل الذي سينعكس امنيا وبالتالي المزيد من الخسائر المادية والبشرية، كما حصل بعد تفجيرات الأربعاء وبعد اتهام سوريا بايواء المتهمين بها، فكانت النتيجة تفجيرات الأحد والمزيد من القتلى والمزيد من الخسائر المادية.
وثمة بعض من استثمر الموضوع سياسيا، ففي السياسة يمكن استثمار كل شيء-حتى موت الأبرياء- من أجل الهدف، وتساءل(هذا البعض): لماذا لا تتعامل الحكومة مع ايران بنفس الطريقة التي تعاملت بها مع سوريا رغم الأدلة المتوافرة على تمويل وتدريب وايواء ايران لجماعات مسلحة ممن كان لها دور في كثير من أعمال العنف على الساحة العراقية.
اعتقد ان الجواب بات واضحا الان بعد حدوث تفجيرات الأحد بعدما تمت الاشارة الى ايواء سوريا لبعض المتهمين بتفجيرات الأربعاء، والأحداث المشابهة لذلك كثيرة ومتعددة وبعضها أكثر دموية من التفجيرين أعلاه، وبعض التدخلات الأقليمية أكثر ايلاما من التفجيرات واكثر تأثيرا منها على مستقبل العراق كما يحصل الان حيث تقوم ايران باستثمار مشاكل العراق لتسيطر قواتها على بئرعراقي نفطي في الفكة قد يكون بداية لعدد من التجاوزات الأخرى من ايران أو غيرها.
ولنا ان نتصور ما سيؤول اليه الحال اذا ما وجهت اصابع الاتهام الى ايران ايضا، وهي التي لها علاقات قوية جدا مع أكثر من طرف سياسي في العراق (سنة وشيعة) لبعضها ميليشيات قتلت من العراقيين ما يزيد على ما قتلته العمليات الارهابية وما قتلته قوات الاحتلال الأمريكي منذ الغزوولحد الأن وبالتالي فهي قادرة على ارباك الوضع الامني والسياسي في العراق وبقوة.
ولكي تكتمل الصورة ،لنا أن نضعها في أطارها الصحيح، واطار الصورة هو: حكومة عراقية ضعيفة متهمة بالولاء لأيران بسبب سكوتها عن التدخلات الأيرانية في الشأن العراقي، ومحيط عربي لا يحبذ ما يعتبره خرقا –ديمقراطيا- لمنظومته الأمنية والسياسية، وتدخل ايراني غير مرغوب فيه في العراق لا شعبيا ولا حكوميا من الممكن-بل المؤكد- انه سيزداد عنفا اذا ما تمت مجرد الاشارة اليه من قبل الحكومة العراقية كما حصل مع سوريا، وموقف اميركي ركيك من كل الأطراف التي تزعزع أمن واستقرار العراق يصعب (بتشديد العين) اتخاذ الحكومة العراقية قرارا جريئا ضد التدخلات الايرانية أو فضحها، فلا موقف عربي حاضن للعراق يجعله قادر على التعامل بحرية مع هذه التدخلات، ولاموقف اميركي شديد ازاء التدخلات الأجنبية في العراق تجعل الحكومة العراقية أكثرصلابة تجاه هذه التدخلات بل هو موقف اقرب الى أن يكون لا مباليا مادام في ذلك تهدئة(مؤقتة) تقلل الاصابات في الجنود الأمريكان وهم يحزمون امتعتهم لمغادرة العراق. واذا ما هو الحل لهذا المأزق السياسي والأمني للعراق وللمنطقة بصورة عامة؟
أعتقد ان بداية الحل تأتي من فهم طبيعة المشكلة وتفرعاتها وتداخلاتها مع مشاكل جميع الأطراف في المنطقة وكيفية تعاطي كل منهم معها.
فليس من المنطقي الافتراض أن الولايات المتحدة سترحل من العراق نتيجة التدخلات الأيرانية فيه، بل أن ذلك مسوغ أضافي لبقاء طويل الاجل لقواتها المقاتلة في العراق، وستزيد التدخلات الأقليمية الأخرى في هذا البلد من مبررات هذا البقاء فهذه القوات لم تأت الى العراق لكي تزيد من نفوذ بعض أنظمة المنطقة التي تعتبرها الولايات المتحدة (مستنقع للأرهاب) رفعت شعار (تجفيفه) منذ أحداث 11سبتمبر.
وكذلك ليس من مصلحة الدول العربية استمرار هذه القطيعة مع النظام الجديد في العراق وعدم توفير خيارات بديلة عن علاقاته مع ايران ،وليس من مصلحتها اثارة المشاكل الأمنية له لأن من شأن ذلك أن يؤدي الى اضعاف العراق مما يجعله عرضة لمزيد من التدخل الأيراني (الموازي) وبالتالي أطالة بقاء القوات الأمريكية في العراق، وهما امران لا يحبذهما- وليس في مصلحة -الجميع.
وليس من مصلحة العراق (حكومة وشعبا) ان ينبري بعض السياسيين (أو المراهقين سياسيا) للدفاع عن ايران عند تعرضها الى اي انتقاد من قبل بعض الأطراف العربية أوالدولية، لأن من شأن ذلك تأكيد الشكوك العربية بتبعية الحكومة العراقية لأيران وحصول الخرق الأمني والسياسي لمنظومتها شبه المستقرة في هذا الجزء من العالم العربي عبر العراق.
كما انه ليس من مصلحة الولايات المتحدة الوقوف موقف المتفرج أزاء ما يحدث لأن ما تتركه من مساحة سيفرض على الأخرأن يشغله من باب سد الفراغ أو توسيع منطقة النفوذ لهذا الطرف أو ذاك، فهي لم تخسرالمال والدماء ليستثمره غيرها مهما كانت علاقته معها، كما أن مجرد الاشارة الى أمكانية التفاوض مع أي طرف اقليمي بشأن العراق يعد انصياعا وخضوعا أمريكيا لهذا الطرف وهو بداية الهزيمة الحقيقية للولايات المتحدة ولأستراتيجيتها المرسومة في المنطقة.




[email protected]



#نصيف_جاسم_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالات انتخابية
- المسيحيون في العراق بين مطرقة السياسة وسندان التكفير


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصيف جاسم حسين - خطوط المواجهة