أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ستار عباس - قراءة في قصيدة الشاعر طاغور والمناجاة الروحانية














المزيد.....

قراءة في قصيدة الشاعر طاغور والمناجاة الروحانية


ستار عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3029 - 2010 / 6 / 9 - 20:35
المحور: الادب والفن
    


تبلغ العبارات ذروتها حين تقرا اسطر من الشعر وضفة خاماته بطريقة مميزة لم يسبق للأحد أن خاضها في مضمار شعر المعاصر,الذي يضعه البعض في خانة المحرمات , شعر فيه من المناجاة الروحانية ما يجعل بعض المتزهدين بالعمل يشعرون بأنهم بين يدي رحمة الرب وان الله معهم في موقع العمل يستقبلهم بملابسهم الممزقة ووجوههم المحترقة بحرارة الشمس وقطرات العرق التي تغطي جباههم,شعر يرهبه الكثير من الشعراء والكتاب والأدباء الذين يتجنبون الخوض في مثل تلك المناجاة والغوص في بحار لم يعرفوا قرارها, شعر فيه من الصدق في التعبير والشفافية في الرؤى وإنصافا للكادحين والمستضعفين من العمال والفلاحين المحرومين من وقت التعبد على الطريقة التقليدية بسبب قضائهم ساعات طويلة في الحقول وساحات العمل,كلمات دخلت بقوة وبدون استئذان إلى محاريب وصوامع بعض الذين يتظاهرون بالتدين و يعتاشون على قوت البسطاء من عامة الناس ومن مختلف الديانات بأسماء وحجج واهية وينتهجون سلوك يتنافى مع جميع الكتب و الديانات السماوية,وعلى الرغم من أن المناجي أو الشاعر من ديانة تختلف عن الديانات الأخرى لكنة نجح في تقدم فعلا رائعا لمفردات قصيدته التي وضعها في مناخ أدرامي مع المحا فضة على كينونة الهوية الموصوفة في القصيدة باعتبارها لبنة أساسية في بناء نظام شعري متقن ومستند لخصوصية الطاغوريتة ونجح في تراص وتماسك الكلمات والجمل واستطاع تكوين عبارات خارج المؤلف كاسرا أطواق التقليدية في الشعر وتقديم نتاج جميل ورائع, والقيم الجمالية المتواجدة في ثنايا القصيدة شكلت حضورا جميلا وواضحا خصوصا في المقطع(( وأنت أيه الإنسان,دع مسبحتك وتواشيحك)) إلى نهايته ,,وإيجاد قواسم مشتركة تنتهج في الكثير من الديانات و إيصال وبلورة الفكرة والممارسة التي تعتمد في الكثير المناطق التي يتغلب الطابع الديني على مشاهدها الاجتماعية والسياسية,انه رابندرانت طاغور, أعظم ما أنجبت الهند من الشعراء و الحكماء نجده حاضرا بعد وفاته في أكثر من ديوان لشعر ونجدة أكثر حضورا وتألقا في أسمى وأروع ترنيمه و مناجاة روحانية خطها في تاريخنا المعاصر,دعاء أنساني يضع العابد في موقعه من جلال المعبود مصورا العمل صومعة العابد ومحرابه وينزهه من ترف الدنيا,من خلال شذرات شعرية لضمها في خيوط شعاع الشمس المسلطة على رؤؤس العاملين في العراء لتكون مسبحة الزاهدين و نسج سجادة من كدح الفلاحين في الحقول مطرزة من قطرات العرق التي تسيل على جباه المعذبين*** يقول طاغور في احد مقاطع القربان الغنائي" لقد خلقتني لا نهائياً وكانت هذه متعتك أنا الكأس الهش الذي تملاه أنت دون توقف بالحياة الجديدة أنا الناي الصغير الذي حملته عبر التلال والوديان وقد غنيت عبر قصبته ألحانا تظل أبدا جديدة وأمام ملامسات يديك الأبديتين تتحر وتنفلت الحدود والإبعاد في قلبي السعيد على شكل ارتواءات طاغية*** لا املك ألا راحتي الضيقتين لاحتوي بها عطائك التي لا تحد ولكن العصور والسنوات تمر وتتعاقب وأنت تسكب ومازال هناك ماتسع لتملاه من جديد ولكن الهي قال لي تغني أنت فانا اجهل ذلك ولكني أصغي لك في فتنة وبهاء صامتين*** ضوء موسيقاك ينير العالم النفخة المتوقدة لموسيقاك تنتقل من سماء لسماء المد المقدس لموسيقاك عبر الهضاب الحجرية يصنع النهار والاوقيونوسات أن قلبي يتلهف ليلتقي بصوتك ولكنه يتعب نفسه سدى فهو ليدرك صوتك سأتكلم ولكن لاتتحقق أي أغنية من لغتي وأظل ارثي لحالي مرتبكا.آه ياالهي لقد خلقت قلبي أسرا مأسورا في البحيرات اللامتناهية لموسيقاك*** وأنت أيه الإنسان,دع مسبحتك وتواشيحك ودعائك من تعتقد انك تمجد في ركنك المظلم المستوحش في هذا المعبد الذي اغلقت كل أبوابه افتح عينيك وانظر أن الله ليس إمامك أن الله هناك في طرف الممر الجبلي حيث يعاني عمال الأحجار.انه معهم تحت الشمس وتحت المطر ملابسه يغطيها الغبار فاخلع معطفك الزاهد هذا ومثله انزل إلى عالم الغبار. الخلاص أين تدعي ,انك عثرت على الخلاص,ألم يتكفل سيدنا الرب بكل علائق الخلق والوجود انه معنا دائما وابدأ. اخرج من عبادتك وتراتيلك واترك جانبا حرملك وبخورك ستتسخ ملابسك وتتمزق,وليكن ذلك ستذهب إلى لقاء ربك وتكون بقربه في التعب والعرق الذي يسيل من جبهتك*** ياالهي. طيلة حياة حياتي سأحاول دائما احتفظ بجسدي طاهرا لأني اعرف أن كل عضو من أعضائي تستقر لمساتك الحية.وسأحاول دائما أن احتفظ بأفكاري نقية من كل زيف لأني اعرف انك تلك الحقيقة التي توقظ ضوء العقل في روحي, وسأحاول دائما أن احتفظ بقلبي بعيدا عن كل إساءة وان ابقئ على حياتي مثل زهرة لأني اعرف انك كامن في ضريح قلبي المقدس وسيكون عطائي أن اكشف عنك في كل ما أقوم به لأني اعرف بان قوتك هي التي تمنحني القوة في كل عطاء" ولد طاغور في1861في مدينة كلكتا الهندية وهو الابن الرابع عشر لعائلة لطلما اشتهرت في تمسكها الديني والانبعاث الروحي في إقليم البنغال رباه والدة على التقاليد الهندوسية منذ صغره في معبد صغير في الهملايا درس القانون في انكلترا على مدى أربعة سنوات بداية1878وكتب خلالها قصائد شعرية جمعها في ديوان سماه( القلب المهشم ), بدا الشعر منذ كان عمره الرابعة عشر بدا بنشر القصائد واللف ديوان (المعرفة والبراعم) وبعد عودته من انكلترا مارس العمل المسرحي كممثل في الأوبرا الهندية في عام 1883تزوج وكانت زوجته لم تتجاوزا لعشر أعوام واصدر ديوان(أغاني الفجر)مات في عام1941في كلكتا نفس المدينة التي ولد فيها وكتب وصيته إلى العالم في ديوانه((أزمة الحضارة)) ,كان طاغور اسما كبيرا في الهند وعمل في عدة مناصب مهمة في الدولة وسافر عدة مرات إلى أوربا احتفلت الهند بذكرى ميلاده الخمسين1913 وعين رئيسا للمجلس الأعلى للفلسفة الهندية والتقى مع المهاتما غاندي وكان لقاء تاريخيا بين أعظم اثنين أنجبتهم الهند استمر طاغور في حياته الادبيةالتي ارتسمت عليها اشاراة الحزن في الكثير من المناسبات بسبب وفاة ابنته ابنه وللذان لم يتجاوزا عمرهما بضع سنين. 0(أدب وثقافة)
المصادر
ترجمة مقطوعة الشعر شوقي عبد الأمير 19ايار2010



#ستار_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المرأة العراقية في الاتفاقيات الدولية
- الصابئة المندائية أقصتها الشمولية ولم تنصفها الديمقراطية
- زواج القاصر في العالم العربي الاسباب والدوافع
- حقوق الانسان بقات حزن تنثر على السكك الحديدية
- كردستان العراق تاريخ وحضاره
- الديمقراطية الشرق أوسطية وطرق معالجة الفساد الإداري والمالي
- لماذا انتهج العراق سياسة أستثمار النفط والغاز
- نقابات العمال في العراق حضور متواضع في عيد العمال العالمي
- حقوق الإنسان العراقي في الصحافة العراقية
- دور المرأة العراقية في الانتخابات البرلمانية
- المثقف والهوية الضائعة
- وفاة فيصل الأول ملك العراق والشكوك التي رافقتها
- مفوضية الانتخابات جهود كبيرة ضيعتها الإعلانات الجزئية


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ستار عباس - قراءة في قصيدة الشاعر طاغور والمناجاة الروحانية