عدنان الداوودى
الحوار المتمدن-العدد: 3026 - 2010 / 6 / 6 - 09:42
المحور:
القضية الكردية
قبل ايام قرات كتابا بعنوان ( دراسات في المسالة القومية الكردية ) من اصدارات الدار العربية للعلوم للاستاذ سعد ناجي جواد . الكتاب ذو مقدمة بديعة و اهداء و اداء جميل و اسلوب شيق و ممتع و المعلومات الواردة فيها صحيحة و محايدة و منصفة الى حد بعيد على الرغم من ان الكتاب لم يتناول ماهو غير مالوف بل ما يتناوله معروف لدى كل من يتتبع المسالة الكردية , ولم يقدم المزيد .
الذي لفت نظري ما كتبه الاستاذ في صفحة 11و 12 .... بان بعض القبائل الكردية ترجع بنسبها الى النبي محمد صلى لله عليه و سلم كما هو معروف بالنسبة للبرزنجة و الداوودية في شمال العراق ... ثم يذكر في نفس الصفحة 12 ... كما جرت محاولات في تركيا و سوريا للاستعمال الحروف اللاتينية ... هذا و هناك جدولا بالاحصائيات و عدد نفوس الاكراد في الدول المسيطرة على كردستان و عدد من الاماكن و البلدان الاخرى من عالمنا هذا . و استقى جوله ذاك من احصائيات عام 1992 علما بان الكتاب مطبوع في عام 2005 , و نحن نعيش في زمن الاسرع من السرعة و كان الاجدر بالاستاذ ان يتكل الى معلومات و احصائيات موثوقة و قريبة جدا من تاريخ طباعة الكتاب .
يذكر الاستاذ بان عشيرة الداوودية هي من اصل عربي , وهي صفة يلصقها الاستاذ بالداووديين عن غير قصد بل نقلا من الدكتور غالب الداوودي و هو احد ابناء عشيرة الداوودية ما يزال حيا و يمارس التدريس في كليات جامعة كوية و كركووك و على الرغم انه يناهز الثمانين الا انه نشيط و ذو ذاكرة فذة . ولكن تعقيبا على كتاب الاستاذ سعد اقول بان الدكتور غالب الداوودي كتب ذالك الكتاب وهو بعد طالب في الخامس الاعدادي اي لم يكن دكتورا و كذلك كان معلوماته غير دقيقة و قليلة في ذالك الوقت و على الرغم من مرور ما يقارب ستون عاما من اصدار كتابه ذاك لم يحاول تصحيح الاخطاء الواردة في كتابه ( الداوودية بين ماضيها و حاضرها ) المطبوعة في النجف عام 1952 , و عليه لا يمكن الركون الى مجرد ما ذكر في كتاب الفه طالب مدرسي في بدايات العمر , لذا اقول للاستاذ تصحيحا بما هو شائع بماخذ ادعاء غالب الداوودي بان عمر عشيرة الداوودية لا يتجاوز 300 سنة على اكثر تقدير و ان جدهم الكبير حقي جاء الى منطقة اوسبي فارا بجلده من عقوبة الشنق من قبل الايرانين بعد ان ساعد على هرب احد اعيان عشيرة الزنكنة وهو مير اسماعيل حيث كان محكوما عليه بالاعدام , فبعد ان وطد علاقته بحقي حيث كان شرطيا في مخفر قصر شيرين و بمؤامرته تلك هرب مع مير اسماعيل الى منطقة زنكنة الواقعة التي تمر من اراضيها نهر اوسبي و من بعدها تزوج من اخت مير اسماعيل و ذلك قصة طويلة لا يسع المجال لذكره في هذه المناسبة .
و انا احد ابناء تلك العشيرة و ارجع بالنسب الى حقي الذي اصبح فيما بعد يعرف بحقي بك ب(11) ظهرا . و عليه فالداوودية ليسوا عربا بالنسب بل اكراد اقحاح بالحسب و النسب . و هنا اكتفي بالتعليق بالنسبة لعشيرة الداوودية .
اما بالنسبة الى الحاق عشيرة البرزنجة الى النسب العربي فهذا ايضا فيها وجهة نظر , حيث ان مؤسس عشيرة البرزنجية يرجع الى عام 1700 الى ابعد تقدير حسب ما يذكره ادمونز في كتابه ( كرد عرب ترك ) فبداء بزوغ العشيرة من منطقة برزنجة الشمال الشرفي من مدينة السليمانية وسط كردستان فلا اتصال لهم مع العرب بتاتا , و بفرمان عثمانى استطاع مؤسس الروحى للعشيرة من تمليك عديد من القرى في المنطقة و بعد ان تزوج وانجب ذكورا و اناثا و كبر عائلته انتشر احفاده في جميع اصقاع كردستان الجنوبية الى حدود كركوك بل و تخطاها الى الحدود العربية و اصبح لهم فيها مريدين و اتباع .
علما ان تاريخ البزنجية يذكر اشياء بعيدة عن المنطق و كتابة التاريخ حينما يذكرون بانتسابهم الى هارون الرشيد او مصاهرة جدهم الكبير لسلامة المحمدية الكريمة .
اما انهم يرجعون الى القومية العربية و ينسبونهم الى سليلة النبي ( ص ) فذاك امر يخصهم كعائلة اما كقومية فالتاريخ يقول غير مايقول من حاول ان يستفيد استفادة دينية او دنوية بعباءة دينية فهذا شيئ اخر و نترك البحث فيه الى مجال اخر , و موضوع اخر .
اما بالنسبة لاستعمال الكرد الحروف اللاتينية في تركيا , فالصحيح فرض على الكرد كما فرض على الترك من قبل مصطفى كمال الاب الروحي للاتراك و الوحيد الذي يحكم و هو في القبر على هذه المعمورة , و الكرد منذ عهود طويلة و هم يقراؤن و يكتبون بالحروف اللاتينية في تركيا .
#عدنان_الداوودى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟