أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - وا حسرتاه على العراق ... اطفاله ونساؤه ((تباع كالرقيق )) !!














المزيد.....

وا حسرتاه على العراق ... اطفاله ونساؤه ((تباع كالرقيق )) !!


لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3025 - 2010 / 6 / 5 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يلبث بلدنا ان يقوم من كبوة حتى تفاجئه عشرات غيرها , وما ان يتخلص من لئيم حتى نرى العديد منهم وهم يحيطون به , وما ان يقتل خنزيرا حتى يهاجمه قطيع من الخنازير .
دونما شك ان عراق اليوم ليس نتاج اللحظة هذه , انه نتاج ما يربو عن الاربعين عاما ... وان معاناته وجراحاته سببها ليس فقط حكام اليوم , بل ان السبب الرئيسي هم رجالات النظام البائد , الذين اوصلوا البلد الى هذه الحال , ولا اعتقد ان العراقيين نسوا ما كان اعلنه رأس ذلك النظام يوم صرخ بأعلى صوته ... لن اغادر كرسي الرئاسة الا بعد ان اجعل العراق كومة من التراب ... وقد وفى بوعده .
ويوم تخلصنا من الطاغية واعوانه , ورغم معرفتنا بخطورة المرحلة التي كنا نمر بها , فأن ثمة امل كان يغامرنا ان نرى عصرا جديدا واياما حلوة , تعوضنا عما سلب منا من مباهج الحياة , ومصادرة الرأي والقتل الجماعي على ايدي شلة الفاشست في الحزب القائد . غير ان ما جرى لم يكن مخيبا للامال فحسب بل قتل التفاؤل والامل بالمستقبل المنشود .
لقد امضينا العمر بين المعتقلات والتشرد والجوع والفاقه ومن ثم الحروب العبثية التي قتلت من قتلت وعوقت مئات الالاف وجلبت لنا من الامراض ما لم يعرفه الطب الحديث ولا القديم . ليس هذا فحسب , بل ان المجتمع ذاته نخر وساءت العلاقات الاجتماعية , وطفحت الكثير من المظاهر الغريبة عنا ... فصار الاخ يتنكر لاخيه والصديق لناسه والفرد لمجتمعه , و لتستقر هذه العلاقات عند العتبة السفلى من السلم . والاكثر مرارة ان اخبار البلد اصبحت , وكما يقول المثل الشعبي علكة في كل فم , فها هي وسائل الاعلام الدولية تبدأ نشراتها الاخبارية وتنهيها بما يحدث في العراق , ولم يألوا البعض جهدا في نشر الغسيل وان يزيد ويغالي ويدس السم في العسل , لغاياة ليست خافية ابدا .
منذ اربعون مضت وحتى يومنا هذا , تسير وتيرة الحياة من سيء الى اسؤ , غير ان مسؤوليتنا تفرض علينا الا نقف مكتوفي الايدي امام هذه الكوارث والنكبات ... فما حدث حدث , وليس باستطاعة احد ان يعيد عجلة الحياة الى الوراء , فواجبنا هنا يكمن بكيفية ان نجنب اولادنا واحفادنا بما سبق وان مر بنا , ان نحث الخطى صوب مجتمع تسوده المحبة والوئام , البناء واعمار النفوس قبل اعمار البيوت , ولن يكون ذلك صعبا على بلد مثل العراق لما يمتلكه من طاقات ومؤهلات بشرية ومادية ...
ولكن ومع كل الاسف فأن ما يتمناه المرء احيانا لن يكون سوى حلما او املا بعيد المنال , فهاهي اخبار العراق لاتسر العدو , وتبعث على الحزن بل انها اشد وقعا من قنابل الغزاة ومفخخات الغدر , ومشاهد الرعب اليومية ... لا استطيع ان اعبر واصف ذلك الفرح الذي يغمرني في اي يوم تخلوا نشرات الاخبار من نبأ عن العراق , وبالمقابل عن الالم والحزن عندما ارى مشهدا لدم احد العراقيين , او بناية تناثرت احجارها , او سيارة شوهتها ايادي لئيمة .
لم يكن هذا ما اريد الكتابة عنه , ولكن الالم يسكن في الاعماق ويأبي ان يغادر ... وحتما ستكون هذه المقدمة على حساب المادة الاصلية التي سأحاول قدر المستطاع ان اسردها بأختصار ...
قبل ايام تناقلت الانباء ثلاثة اخبار مزعجة , وقعها كان اشد ايلاما من سيارات الانتحاريين واحزمتهم الناسفة ... يبدوا ان الطارئين على البلد ودول الجوار لن تدع بلدنا وشأنه , فهاهي سوريا وحليفتها الاسلامية ايران ماضيتان في غيهما والحاق الاذى بأبناء الرافدين , كلا البلدين صدرا لنا قنابل الموت والارهابيين والميليشيات , كلاهما عيناهما مفتوحة على خيرات البلد واراضيه وموارده , كلاهما ... وحينما وجدوا ان شعبنا لن ولن يسمح لهم في التمادي اكثر وانه سوف يجعلهم يوما يندمون على ما اقترفت ايديهما ... راحا يسعيان ومن خلال طرق واساليب جديدة الى قتل ارادة العراقيين , حتى لا تقوم لهم قيامة مرة اخرى حسبما يتوهمون ... فمن ارض سوريا العربية الشقيقة , ذات الرسالة الخالدة , تنطلق عصابات منظمة وشبكات دعارة لشراء اطفال عراقيين مخطوفين للاتجار بهم وبأعضائهم ومنها ايضا انطلقت هذه الشبكات لاكراه عراقيات قدمن الى هناك باساليب شتى , كعقود عمل تنظمها لهم الشبكات او عقود زواج , لممارسة الدعارة في دول الخليج ... اما الجمهورية الاسلامية , فقد استطاعت ان تجعل من العراق ممرا رئيسا لتجارتها القذرة من المخدرات الى شتى انحاء المعمورة ... وايران التي سبق وان سرقت مياه العراق في العديد من الانهر بدءا من شماله وحتى شط العرب تحث سوريا اليوم وبمعونات اشقاء عرب على سرقة مياه دجلة ...
لقد نزعتم عنكم اقنعتكم وبانت وجوهكم القبيحة والتي لم نكن نتصورها بهذا المستوى من القبح والدمامة ... عن تفاهتكم وخستكم , وعن ادعائاتكم الزائفة بالعروبة والامة العربية الواحدة , عن دينكم المزيف الذي اتخذتموه وسيلة لبناء مجد غابر وامبروطورية عرجاء .
واخيرا لا اجد ضيرا ان استشهد بحادثة كنت ايام صباي شاهدا عليها , عسى ان يصحو ضميركم ان كان قد بقى لديكم ثمة من ضمير , كنت حينها اعيش في مدينة تقع على الحدود , وكان لنا جار كثير الترحال الى البلد الجار , وذات مرة جاء بفتاة من هناك لم تتجاوز الخامسة عشرة بعد , وكانت على مستوى لا بأس به من الجمال ... ولكوننا كنا الجار المقرب لهم اسرونا انهم اشتروا الفتاة من ذلك البلد ومن عائلة فقيرة , والحق يقال ان الفتاة اكرمت في بيتها الجديد , الذي حرص عليها كما كان يحرص على بناته , بل ان الرجل سجلها في دائرة النفوس كابنة له , وهي الان تعيش مع زوجها واولادها , لم يجرؤ احدا ان يخدشها بكلمة واحدة حتى يومنا هذا , هكذا نتعامل نحن مع الاخرين , ولكن اتريدنا ان نطلب شيئا ممن لا يملكه .



#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اتفقت الاديان على اله بعينه ؟
- اطفال بلدي... لا تغتاضوا ان تخلى عنكم الرب !!
- المسيح ... واختلاف النص بين الانجيل والقرأن
- ظلاميو مصر يسعون لمصادرة رواية الف ليلة وليلة
- انه زوجي وليس ابي !!
- ثمة مسلم يريدني ان اكون معاقا او ذا عاهة ... !!!
- الكويت ...قزم توهم نفسه عملاقا !!
- دعوى امام هيئة اجتثاث البعث ضد الرب ...!!
- كان بعضهم (( يبزخ )) على انغام ب (( الروح بالدم )) ... !!
- ايعقل ان يكون ربنا الذي خلقنا (( ارهابيا )) ؟؟
- قناة الجزيرة الفضائية ... مالفرق بين الارهاب والمقاومة ؟
- الحجاب ... واللغط الذي فاق حده ..
- اانتم قادة العراق ؟
- بعضهم ارهابي مع سبق الاصرار
- المالكي وعلاوي ... كلاكما غير مؤهل
- هلا اعتذرت حماس لسكان غزة


المزيد.....




- إسرائيل تكشف هوية جثة رهينة رابعة استعيدت من غزة بعد يوم من ...
- خبير: روسيا والصين تسعيان إلى بناء نظام عالمي عادل
- سبب الارتباك الأميركي أمام موقف الصين وروسيا من تايوان
- ناريندرا مودي: عقد من الشعبية والاستقطاب السياسي في الهند
- خبير: زيلينسكي يشعر بخيبة أمل بعد زيارة بلينكن إلى كييف
- خبير: العلاقة الودية بين بوتين وشي جين بينغ تمثل كابوسا استر ...
- مقتل 20 فلسطينيا وعشرات الجرحى والمفقودين في غارة إسرائيلية ...
- وزير الداخلية الأردني: لا دليل ملموسا على وقوف دولة بعينها و ...
- أداة بيولوجية قوية لمكافحة تغير المناخ!
- دراسة: -كوفيد- ما يزال أكثر فتكا من الإنفلونزا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - وا حسرتاه على العراق ... اطفاله ونساؤه ((تباع كالرقيق )) !!