|
بِوَهْجَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ خُضَّ يُوسُفِي
محمد حلمي الريشة
الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 12:55
المحور:
الادب والفن
1- عَتَبَةٌ خِلْتُهَا أَخِيرَةَ القَلْبِ أَوْجَسْتُ مِنْهَا فَكِدْتُ أَؤُوبُ، لكِنَّ عَيْنَينِ نَضَّاحَتَيْنِ بِالشَّغَفِ مَغْنَطَتْ حِكْمَتِي العَاجِلَةَ، وَأَرْسَتْ طَيْشِيَ الشَّهِيَّ. 2- وَمِيضُ صُدْفَتِهَا لَمْ يَزَلْ يَجْذِبُ النَّبْضَةَ الأُولَى مِنْ عُنُقِ بَهْجَتِهَا لاَثِمًا بِلِسَانِ قَلَقِهِ العَارِيِّ صُورَتَهَا - القَصِيدَةَ. 3- يَا النِّدَاءُ الَّذِي غَطَّسَنِي، رَغْمَ مِحْنَةِ المَسَافَةِ المُضَبَّبَةِ، فِي تَأَوُّهِ المَاءِ المَكِينِ: لَكَ مِنِّي خُضُوعُ نَرْجِسِي بِانْتَصَابِ العِقَابِ البَهِيِّ. 4- بَعْدَ انْشِطَارِ البَابِ عَلَى مِصْدَاعَيْهِ؛ كَانَتْ عَيْنَاهَا طَائِرَيْ عُقَابٍ يَذُودَانِ عَنْ ثَمَرَةِ صَبْرِي بِانْحِنَاءِ جَنَاحَيْهِ البَرَّاقَيْنِ فَوْقَ تَنَاثُرِ صَمْتِي. 5- كَأَنَّهَا انْسِكَابُ نَغَمَاتٍ حِينَ شَقَّتْ أَصَابِعُهَا سَهْلَ عُشْبِي كَوَرْدَةٍ تَتَفَتُّحُ فِي فَصْلِ وَصْلِيَ النَّحِيلِ، وَصَاغَتْ أَنْفَاسَهَا مُتَّقِدَةً لِـمَجْهُولٍ يَرْتَسِمُ رَغْبَةً وَانْتِظَارًا. 6- مِثْلَ نُوَّارٍ مَكْنُونٍ يَضِجُّ أُلْفَةً حِينَهَا سَرَتِ القَشْعَرِيرَةُ بِحَذَافِيرِهَا كَدَبِيبِ نَمْلِ اللُّعَابِ: "هَيْتَ لَكْ" بِغُمُوَضٍ مَحْمُومٍ، وَانْهِيَارِ عُذْرِيَّةٍ عَذْبَةٍ. 7- -: أَنْتِ.. يَا... -: أَنْتَ.. يَا... وَلَمْ تَكُنْ لُغَةٌ تَرَى فَرَاغًا بَيْنَنَا، فَتَوَارَتْ خَلْفَ عُنْفِ خَجَلِهَا، وَتَوَارَيْنَا نَفُضُّ الآهَ فِينَا. 8- مُعَافَىً مِنَ التَّوَتُّرِ المَالِحِ مُعَانِقًا سُكَّرَ الصَّلْصَالِ فِي مَدَارَاتِهِ؛ جِئْتُهَا ثَرِيًّا بِأَسْمَاءِ يَأْسِي، وَقَاحِلاً كَأَحْشَاءِ قَمَرٍ عَقِيمٍ: - مَنْ يَلِدُ الآنَ مَنْ؟ 9- أَحُكُّ رُوحِيَ بِمَرْفَأِ القَلْبِ لأُصَدِّقَ حُلُمِي، أَوْ يَصْدُقُنِي؛ فَثَمَّةَ بِهَارُ مَاضٍ سَحِيقِ اليَأْسِ يُزَوْبِعُ رَاقِصًا فِي خَاطِرِي، وَيَنْبُشُ فِي جُرْحِ رَحِيقِي الرَّحِيمِ. 10- تَشَعْشَعَتْ صَرْخَةً كَمَوْجٍ يَتَوَالَى غَسَلَنِي ارْتِجَافًا حَتَّى كِدْتُ أَهْوِي لَمْ أَكُنْ أَدْرِكُ أَنَّ قَطْفَتِي قَطْفَتُهَا، وَأَنَّي شَجَرَةُ اللَّيْلِ وَهِيَ ثِمَارُهَا، وَأَنَّهَا تَائِهةٌ وَقَصِيدَتِي دَلِيلِي. 11- أَبْيَضُ النَّدَى فِي الحَنَانِ الثَّرِيِّ؛ أَيْقَظَ شَهَقَاتِ رُوحِي مِنْ بَيَاتِهَا المَكْمُومِ أَنْقَذَ اسْمِيَ قَبْلَ تَسْمِيَتِي فِي تَجَوُّفِ التُّرَابِ هكَذَا كَانَتْ/هكَذَا هِيَ؛ مَدْخَلُ ضَوْءٍ تَنِزُّ جُدْرَانُهُ حَاءً لابْتِلاَعِ عُرْيِي. 12- لُغَةٌ لِلُّغَةِ صُورَةٌ صَافِنَةٌ كَمِنْقَارِ حُزْنٍ يَبْتَلِعُ انْخِطَافًا شَبَكَةٌ لاصْطِيَادِ غَزَالةِ الأَقَاصِي بِاسْمِهَا حَطَّ سُؤَالُ الأَزْرَارِ: كَيْفَ مِنْ وَهْجَةٍ وَاحِدَةٍ خُضَّ يُوسُفِي؟ 13- أَخَذَتْ كَأْسَ المَرَارَاتِ عَنْ تَشَقُّقِ شَفَتَيَّ رَشَقَتْهُ، مِنْ فَرْطِهَا، فِي سَرَاحِ المَرَايَا وَسَالَتْ غُرْفَةً فِي مَسَاءِ إِنَائِي.. صَدَحْتُ: دَعِي كَأْسَ غَيْبُوبَتِي فِيكِ فَارِغَةً مِنْ زُجَاجِهَا. 14- تَوَغَّلْتُ فِي التِّيهِ دَغْلُهَا شَائِهٌ بِلِبَاسِ النُّعَاسِ أَمُجُّ المَسَافَةَ كَمَا يَشْتَهِي طَلْقُ خَيْلِي أَؤُوبُ وُقُوفِي عَلَى جَمْرَةِ المَاءِ؛ هِيَذِي أَنَانَا فِي أَتُونِ التَّمَاهِي. 15- كُنْتُ نَسِيتُ غُبَارَ دَمِي فَوْقَ طَعْنَةِ الْعُزْلَةِ، وَأَحْلَلْتُ شَاهِدِي دَلِيلاً لِنُبُوءَاتٍ مَرْضَى.. بِهَبَّةٍ تَتَشَاغَفُ خَجَلاً مُسْتَوْحِشًا؛ أَيْقَظَتْ قِنْدِيلَ شَرَاهَتِي، وَاسْتَسْلَمَتْنِي. 16- فِي مَرْفَأِ الذَّاكِرَةِ القُصْوَى خَلَعْتُ نِعَالَ الصَّدَأِ عَنْ ظِلاَلِ قَدَمَيْ، وَبُحْتُنِي عَلَى ظَمَأِ مَوْجَةٍ: أَنَا الَّذِي كُنْتُ بِانْتِظَارِي فَكَيْفَ الَّذِي جَاءَ.. هِيَ؟ 17- لأَنَّ حِصَّةَ الْقَلْبِ لاَ تَقْبَلُ الْقِسْمَةَ إِلاَّ عَلَى وَاحِدٍ؛ عَلَيْهَا -: أَنْزَلْتُكَ نَفْسِي، وَأَلِدُكَ الآنَ مِنْ أَوْصَافِ رَحْمِكَ.
#محمد_حلمي_الريشة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رِيتْشَاردْ كِينِّي: قَصَائِد
-
في ذكرى الموت.. نذكر الولادة أيضاً
-
نوارس من البحر البعيد القريب
-
كتاب إبداعي غير مسبوق عربيًّا
-
مُبْدِعُ الاخْتِلاَفِ فِي اخْتِلاَفِ نُوَاةِ النَّوَايَا
-
أَلشَّاعِرُ وَالْ-حَبِيبَتُهُ- الْعَالِقَةُ بِدِبْقِ نَجْمَة
...
المزيد.....
-
أحدث المسلسلات والأفلام على المنصات الإلكترونية في العيد
-
السعودية: الوصول لـ20 مليون مستفيد ومستمع لترجمة خطبة عيد ال
...
-
ولاد رزق 3 وقاضية أفشة يتصدر إرادات شباك التذاكر وعصابة الما
...
-
-معطف الريح لم يعمل-!.. إعلام عبري يقدم رواية جديدة عن مقتل
...
-
طرد مشاركين من ملتقى تجاري في أوديسا بعد أن طالبوا المحاضر ب
...
-
المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها
...
-
أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ
...
-
الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
-
كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
-
6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
المزيد.....
-
الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد
...
/ الويزة جبابلية
-
تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً
/ عبدالستار عبد ثابت البيضاني
-
الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم
...
/ محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
-
سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان
/ ريتا عودة
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
المزيد.....
|