أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حلمي الريشة - في ذكرى الموت.. نذكر الولادة أيضاً














المزيد.....

في ذكرى الموت.. نذكر الولادة أيضاً


محمد حلمي الريشة

الحوار المتمدن-العدد: 2285 - 2008 / 5 / 18 - 09:03
المحور: الادب والفن
    


في ذكرى الموت.. نذكر الولادة أيضًا
(مقاطع إلى غسّان كنفاني)

في ذكرى تشظّي الجسد، وتحليق الرّوح فوق بقاياه كظلّ نورس متأصل؛ ينشر جناحيه الحالمين في حركة متجدّدة على الشاطئ الشرقيّ للبحر الأبيض المتوسط، أجدني أحمل صوتي إلى الرّمل والموج، لأصرخ في وجه الغبار والماء: هنا صورة المأوى، وخلفي جبال بعيدة كالغيوم رغم أنّها في مرمي اليد، فمتى تكتب النّار سيرتها لأنتصر، ولو مرّة واحدة، على جدل عقيم بين صوتي الطّيّب وأُذنيِّ الغريب اللّتين تنتصبان لسماع أصواتها الدّاخلية فقط؛ أصواتها المرعبة أفقيًّا وعموديًّا إلى مزيد من الإرهاب والانتقام لجرحها المفتعل من شخصيّة الضّحيّة؛ الضّحيّة نحن.
*

ما تبقّى لنا من الجسد والرّوح هو امتداد نصّك يا غسّان كنفاني الكائن فيك إلينا، فإلى أين نعود؟ إلى هنا؟ ولكن.. نحن هنا والجدران المصبوغة بالطّحالب والمياه التي تغلي فينا منّا! إذًا.. لنقرأ جدول الماء اسطوانيّ لنعرفكَ عن بُعد، ونعرّفكَ عن قرب، فلم تكمل الأقلام النحيلة مسيرة الألف ميل لتصل إلى (أمّ سعد) الجميلة، رغم خطوط الطّول وخطوط العرض التي أعادت غزْل وجهها من جديد.
*

أتذكّر أنّي عرَفتك أوّل مرّة في مكتبة البيت. وأتذكّر، أيضًا، أنّ دمك الأخضر وصل إلينا ساخنًا، وأنا أحاول البحث عن مجرى للكتابة. لقد كنّا نقاوم الحياة الغريبة لنحيا الحياة المألوفة، لكنّهم وصلوا إليك وللطّفولة قبل أن تصل إلينا.. ألهذا الحدّ كنت مزعجًا لهم وفي صدرك قلبُ مرهفٍ إلى درجة العشق؟! لا يا غريب الشّواطئ، فأنا أعرف أنّ شهوة الانتقام لمجرّدها، هي المركبة الحادّة التي أقلّتهم إليك لينتصروا على كرامتنا أكثر، وفي عقر دارنا.
*

لا فائدة للمراثي في هذا الزّمان، ولا فائدة للخطب والوقوف على أطلال المنصّات كالتّوابيت، ولا فائدة من حَملنا مباضع الطّبّ إن كنّا جميعًا لا نتقن سوى "فنّ" التّشريح النّظري.. لهذا أجدني أحاول أن أمسك يد ريشتي لتأخذني حيث شاءت في هذه "المناسبة- الصّورة"؛ ذكرى البرابرة الذين همّوا بك فعلاً وعلى طفولة كانت معك، وقد عادوا إلى "وطنهم" الأسطوريّ وهم يرفعون دمكما على أسنّة رماحهم، في حركة مسرحيّة لم يصفّق لها الجميع أمامنا، ولكن.. كانت الغبطة تنتشي في سرائرهم إلى حدّ رفع الكؤوس.
*

حين خرجت إلينا "العاشقة في محبرة" برسائلك ذُهل الكثيرون! لم أكترث، بل صرت أتأمّل كلامك في شهوة غريبة، وأتابع حركة الخطّ وتشكيلاته التي رسمها العصفور الكبير داخل صدرك. ولكن.. لي سؤال الفضول: كيف قرأ قاتلوك الرّسائل دون أن يشعروا بالخزي؟! أعرف أنّه سؤال ساذج، لأنّني أعرف أنّ "شعورهم" ينقصه الشّعور قبل أيّ شيء.
*

في ذكرى الموت، يذكُر الفلسطينيّ الولادةَ، لهذا لا أخشى الموت حتّى وإن لوّح لي بعذاباته مرارًا، خلال وقوفه أمامي بكامل هيئته وصورها المتعدّدة. لا أخفي أنني لست شجاعًا إلى درجة الانتحار، لكنّي أحاول البطولةَ بتفاؤل لأنتصر في يوم ما، فهم لا يستطيعون أن يقتلوا النّصّ الفلسطينيّ، و.. أليس صحيحًا ما يقوله صوتي على الشواطئ البعيدة، وعلى الجبال العالية، أيّها العالم الأحول؟!



#محمد_حلمي_الريشة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوارس من البحر البعيد القريب
- كتاب إبداعي غير مسبوق عربيًّا
- مُبْدِعُ الاخْتِلاَفِ فِي اخْتِلاَفِ نُوَاةِ النَّوَايَا
- أَلشَّاعِرُ وَالْ-حَبِيبَتُهُ- الْعَالِقَةُ بِدِبْقِ نَجْمَة ...


المزيد.....




- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حلمي الريشة - في ذكرى الموت.. نذكر الولادة أيضاً