أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إسرائيل على نهج النازية الهتلرية














المزيد.....

إسرائيل على نهج النازية الهتلرية


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3021 - 2010 / 6 / 1 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الحقائق التاريخية المعروفة أنه لم يكن للعرب، ناهيك عن الشعب الفلسطيني، أي دور في اضطهاد اليهود في أوربا عبر قرون، هذا الاضطهاد الذي بلغ أوجه على يد النازية الألمانية بقيادة هتلر إبان الحرب العالمية الثانية، والذي استغلته الحركة الصهيونية أبشع استغلال لتبرير اغتصاب بلاد أخرى هي فلسطين، وتأسيس الدولة العبرية على أراضيها، واضطهاد شعبها وطرده من أراضيه، وتشريده في الشتات. فمنذ الثلاثينات من القرن العشرين والشعب الفلسطيني يتعرض باستمرار إلى القتل والتشريد على أيدي الصهاينة.

لا نريد هنا أن نستعرض سلسلة الجرائم الإرهابية البشعة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل منذ مذابح دير ياسين إلى حادثة اسطول الحرية، فهذه الجرائم باتت معروفة للعالم كله، ولكن الملاحظ أن إسرائيل اتبعت مع الفلسطينيين نفس النهج العنصري البغيض الذي اتبعته النازية الألمانية مع اليهود في أوربا. وهذه مفارقة، فبدلاً من أن توجه إسرائيل نقمتها ضد من اضطهدوا شعبها في الغرب، راحت تنتقم من شعب بريء لم يكن له أي دور في إلحاق أي أذى باليهود عبر التاريخ.

ونظراً لما تتمتع به إسرائيل من إمكانيات مالية وإعلامية وسياسية فائقة في العالم، لذلك نجحت لعشرات السنين في كسب الرأي العام العالمي إلى جانبها، وإعلان نفسها بأنها الضحية، وأنها واحة الديمقراطية محاطة بصحارى الأنظمة العربية المستبدة، وأنها الحمل الوديع تواجه خطر الإبادة من الدول العربية. ولكن مع الزمن، وتزايد جرائم إسرائيل، بدأت الحقيقة تتكشف للعالم أكثر فأكثر، وما العملية العسكرية التي نفذتها القوات الإسرائيلية فجر الاثنين ضد إسطول قافلة الحرية إلا الجزء المرئي من الجبل الجليدي في سلوك إسرائيل الإجرامي إزاء الشعب الفلسطيني، وهي قرصنة بكل معنى الكلمة حيث راحت ضحيتها العشرات من الأبرياء بين شهيد وجريح من شتى الجنسيات المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني في غزة.

لم يكن لإسرائيل أية حجة شرعية للتعرض لسفن اسطول الحرية، إذ كانت هذه السفن تمخر في المياه الدولية في البحر المتوسط في طريقها إلى غزة، ولم تحمل أسلحة، بل كل ما فيها من حمولة هي مواد غذائية، ومواد بناء، وأدوية للمرضى من سكان غزة، كذلك كان على ظهر هذه السفن نحو 700 ناشط في حقوق الإنسان من مختلف المنظمات الخيرية والإنسانية في العالم، من بينهم أعضاء في البرلمان الأوربي، بل وحتى سفير أمريكي سابق، كحملة رمزية وسلمية للتعبير عن التضامن العالمي مع أهل غزة، وكسر طوق الحصار الظالم الذي فرضته إسرائيل على هؤلاء الناس الأبرياء منذ سنوات.

إذ كما أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أن اسطول الحرية "تم تفتيشه بشكل صارم (قبل إقلاعها من ميناء في قبرص) ولم يكن يحمل أي شيء آخر غير المساعدة الإنسانية ومتطوعين مدنيين... وكان هناك أيضا علم أبيض على هذه السفن خلال الهجوم... ولم يكن هناك أي راكب مسلح على متن سفن "أسطول الحرية" لذلك وصف أردوغان الهجوم الإسرائيلي بأنه "إرهاب دولة لا إنساني".

لم يكن لإسرائيل أي عذر أو مبرر لضرب هذه السفن، ولذلك لجأ المتحدث الرسمي للحكومة الإسرائيلية لتبرير الجريمة، إلى أكاذيب مضحكة لا يصدقها كل ذي عقل سليم، مثل قوله أن بعض المدنيين انتزعوا السلاح من الكوماندوز الإسرائيليين وبدؤوا بالرمي عليهم مما اضطر الجنود الدفاع عن أنفسهم!!. فكيف يمكن لمدنيين عزل أن ينتزعوا السلاح من كوماندوز محترفين ومجددين بالسلاح؟

وهكذا فقد كشفت إسرائيل عن وجهها الحقيقي كدولة إرهابية متلبسة برداء الديمقراطية المزيفة، فالدولة الديمقراطية الحقيقية لا تصادر حرية شعب آخر، ولا يمكن أن ترتكب جرائم ضد الإنسانية وبهذا الحجم المريع. ولذلك فقد قامت إسرائيل بتمريغ سمعتها في الوحل، وبدأ العالم ينتبه ولو متأخراً، إلى جرائمها، وإلى حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. فهاهو معظم أعضاء مجلس الأمن ساخطون على سلوك إسرائيل، وقد توصلوا إلى صيغة بيان، ولو صيغة مخففة مع الأسف، يطالبون فيه إسرائيل برفع الحصار الذي فرضته على غزة، إذ المطلوب هو إدانة سلوك إسرائيل بأشد لهجة، وليس الاكتفاء برفع الحصار عن القطاع فقط.

لا شك أن السلوك الإسرائيلي الغاشم بالهجوم على اسطول الحرية يصب في خدمة حماس وكل المتطرفين في المنطقة من أمثال النظامين: الإيراني والسوري، وعزل المعتدلين الراغبين في إيجاد حل عادل وشامل للمحنة الفلسطينية، وللصراع العربي- الإسرائيلي، وبالأخص لضرب منظمة فتح وحكومة الرئيس محمود عباس. وهذا دليل على أن إسرائيل لا تريد حل هذا الصراع، بل تريد إبقاء دول المنطقة مرتعاً للمتطرفين ولمنظمات الإرهاب مثل القاعدة التي تتخذ من القضية الفلسطينية مبرراً لمواصلة إرهابها وعدم الاستقرار في المنطقة.

خلاصة القول، إن إسرائيل ومنذ تأسيسها، تبنت نهج النازية الألمانية الهتلرية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وبجريمتها الأخيرة ضد أسطول الحرية أثبتت أنها لا تريد حل الصراع العربي-الإسرائيلي. لذلك فالمطلوب من أحرار العالم في كل مكان، الوقوف صفاً واحداً ضد النازية الصهيونية الإسرائيلية وإدانتها بكل قوة، وحث المجتمع الدولي على تبني سياسات رادعة ضد الدولة العبرية العنصرية، وإلا سيصبح عالمنا أشبه بغابة تجتاحها الوحوش الكاسرة من أمثال إسرائيل والمتطرفين ومنظمات الإرهاب، يكون فيه البقاء للأقوى والأكثر همجية ووحشية، وليس للإنسانية المتحضرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.abdulkhaliqhussein.com/



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصارات أمنية عراقية جديرة بالتثمين
- دروس من الانتخابات البريطانية
- لماذا أخفق التيار الديمقراطي واليساري في الانتخابات الأخيرة؟ ...
- لمصلحة مَنْ هستيريا المطالبة بتدويل تشكيل الحكومة؟؟
- حبل الكذب قصير يا صالح المطلك!!!
- حول تشكيل الحكومة ثانية
- حول استفتاء التيار الصدري ونتائجه
- هل من علاقة بين الذكرى السابعة لسقوط الفاشية والتفجيرات الأخ ...
- سيناريوهات تشكيل الحكومة القادمة
- ملاحظات حول الانتخابات التشريعية العراقية الأخيرة
- أزمة اليسار العراقي على ضوء الانتخابات الأخيرة
- الاستقطاب الطائفي على ضوء الانتخابات الأخيرة
- شهادات على نجاح الانتخابات في العراق
- نجاح الديمقراطية في العراق
- الانتخابات ولعبة المشاركة في السلطة والمعارضة
- فتنة الأعرجي و(السجعة الملعونة)
- قرار الهيئة التمييزية الأخير وتلميحات قادة العراقية (بالحرب ...
- حول قرار إخراج البعثيين من وظائفهم
- هل ستعيد الهيئة التمييزية لعبة عمرو بن العاص؟؟
- عواقب وخيمة لقرار الهيئة التمييزية لمشاركة البعثيين في الإنت ...


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إسرائيل على نهج النازية الهتلرية