أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - سيناريوهات تشكيل الحكومة القادمة















المزيد.....

سيناريوهات تشكيل الحكومة القادمة


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2967 - 2010 / 4 / 6 - 22:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حكومة المشاركة أَم المحاصصة... ما الفرق؟
بعد كل عملية إنتخابية تشريعية تتجدد المشكلة نفسها، وتحتدم الصراعات حول تشكيل الحكومة، وأية حكومة نريد؟ وفي نهاية المطاف يصطدم الجميع بصخرة الحقيقة الصلبة، وهي أنه ليس بإمكان أية قائمة فائزة تشكيل الحكومة لوحدها، بل لا بد وأن تتحالف مع كتلتين أخريين أو أكثر. ولذلك يطالب معظم السياسيين والمعلقين، المعتدلين منهم وغير المعتدلين، إسلاميين وعلمانيين، بتشكيل حكومة المشاركة، أي حكومة تضم ممثلين عن جميع مكونات الشعب العراقي من الكتل الأربع الكبرى الفائزة (العراقية، دولة القانون، الائتلاف الوطني، التحالف الكردستاني). ولكن المشكلة أنه في الوقت الذي يطالب الجميع بحكومة المشاركة الوطنية (partnership)، مازال هؤلاء يعلنون معارضتهم لما يسمى بـ"حكومة المحاصصة". وعندما تسألهم: ما الفرق بين (المشاركة والمحاصصة!!)؟ لا يعطوك الجواب الشافي الواضح والمقنع، بل يتهمونك بالجهل والدعوة للطائفية والعرقية.

والجدير بالذكر أني نشرت عن هذا الموضوع (المشاركة والمحاصصة) مقالين، أحدهما قبل عدة أعوام بعنوان (المحاصصة شر لا بد منه!! )، والثاني بعنوان: (حول إشكالية المحاصصة) قبل أشهر. وفي كلا المقالين أوضحت أنه نظراً لإنقسام الشعب العراقي على نفسه إلى تعددية الأقوام والأديان والمذاهب، وإذا أراد هذا الشعب أن يعيش بسلام، فلا بد من حكومة تضم ممثلين عن جميع مكوناته ووفق الاستحقاق الانتخابي. ونتيجة لهذه الحقيقة، تشكلت الحكومات المتعاقبة منذ سقوط حكم البعث عام 2003 من جميع مكونات هذا الفسيفساء العراقي الجميل.

ولكن هذه الحكومة الائتلافية (المشاركة الوطنية) التي ضمت ممثلين من جميع الأطياف، لم تمر بسلام، إذ ظهرت علينا جماعة من أعداء المشاركة فأطلقوا عليها عبارة "حكومة المحاصصة الطائفية البغيضة". وهذا يدل على أن الذين رفعوا عقيرتهم بالصراخ ضد ما أسموه بـ"المحاصصة" إنما يقصدون المشاركة، أي قول حق يراد به باطل، وغايتهم من ذلك إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، أي إلى عهد استحواذ فئة واحدة على السلطة والنفوذ، لتفرض سلطتها على بقية المكونات بالنار والحديد، تماماً كما كان عليه الوضع في عهد البعث الفاشي الساقط. ومن هنا نعرف أن المؤيدين لشراكة مختلف المكونات الوطنية يطلقون عليها كلمات مهذبة مثل (حكومة الشراكة الوطنية)، أما الذين يعارضونها فيستخدمون تعابير بذيئة ضدها لتشويه صورتها فيسمونها (حكومة المحاصصة الطائفية والعرقية البغيضة)، وهي عملية تلاعب بالألفاظ ليس غير، أما المعنى فواحد.

يقول الراحل علي الوردي في موضوع اللفظ والمعنى ما يلي: "إن اللفظ هو الوعاء الذي توضع فيه المعاني، فالوعاء يجب أن يكون نظيفاً سهل التناول وفيه من الاناقة الطبيعية ما يساعده على أداء وظيفته. أما إذا كان قذراً مثلوماً فإن النفس تمج الشرب منه على أي حال". ونستنتج مما تقدم أن العيب ليس في أن تضم الحكومة الإئتلافية ممثلين من مكونات الشعب، بل العيب في التسمية البذيئة عن قصد سيئ لتقبيح معنى المشاركة وتشويه صورتها لدى المواطن. ومع الأسف الشديد وقع كثيرون من الأخيار، وحتى من دعاة المشاركة أنفسهم، في هذا الفخ، فراحوا يستنكرون أية حكومة تضم مختلف مكونات الشعب وأطيافه السياسية والقومية والدينية، ويصفونها بأنها حكومة المحاصصة الطائفية العرقية البغيضة!!.

سيناريوهات تشكيل الحكومة الجديدة
أعتقد أن هناك خمسة سيناريوهات لتشكيل الحكومة، ولكن قبل مناقشتها، هناك حقيقة يجب توضيحها والاعتراف بها إذ بدونها لا يمكن تشكيل أية حكومة ديمقراطية في العراق، والحقيقة هي: أنه لا بد وأن تكون الحكومة القادمة بقيادة زعيم أحد أكبر الكتلتين الكبيرتين: إما زعيم كتلة "العراقية"، أو زعيم كتلة "دولة القانون"، وهذه الحكومة لا بد وأن تضم التحالف الكردستاني، وممثلين عن العرب السنة والشيعة يتناسب عددهم في الحكومة مع عددهم في البرلمان، أي الاستحقاق الانتخابي. وعلى ضوء هذه الحقيقة نناقش السيناريوهات كما يلي:

السيناريو الأول: حكومة الكتلة الفائزة بأكبر عدد من المقاعد، يعني في هذه الحالة أن يقوم رئيس الجمهورية الجديد بتكليف الدكتور إياد علاوي زعيم كتلة "العراقية" بتشكيل الحكومة دون مشاركة أية كتلة أخرى، وذلك وفق مبدأ «الفائز يأخذ كل شيء the winner takes it all»؟
هذا السيناريو غير ممكن عملياً، لأنه ليس بإمكان أي حزب أو تحالف أن يحكم شعباً وعدد ممثليه في البرلمان 28% فقط، أي أن 72% من النواب هم ضد هذه الحكومة.

السيناريو الثاني: حكومة الوحدة الوطنية، أي حكومة تتشكل من جميع القوى السياسية التي لها تمثيل في البرلمان بغض النظر عن نسب هذا التمثيل كما هي الحال في حكومة السيد المالكي الحالية. وإذا كانت هذه الحكومة مقبولة خلال السبع سنوات الماضية فلأن الديمقراطية كانت هشة وغير مستقرة، ولكنها غير مرغوبة في الوقت الحاضر لأن هذه الحكومة تكون ضعيفة بسبب عدم الانسجام بين مكوناتها، ولأنها بدون معارضة برلمانية، أو هناك معارضة ولكنها تتصف بالازدواجية لأنها مشاركة في الحكومة ومعارضة لها في آن واحد، بينما المطلوب في النظام الديمقراطي أن تكون هناك معارضة ديمقراطية صريحة من خارج الحكومة، ممثلة في البرلمان لتراقب أداء الحكومة وتحاسبها، لأنه لا يمكن أن تكون حكومة ديمقراطية صالحة بدون معارضة ديمقراطية صالحة. لذا فهكذا حكومة مؤلفة من جميع الكيانات السياسية هي الأخرى غير مرغوب فيها.

السيناريو الثالث، يرى البعض أن تتفق كتلة كبيرة مثل "العراقية" أو "دولة القانون" مع بعض الكيانات السياسية المنضوية في التحالفات الأخرى، وطرحوا في هذا الصدد التيار الصدري الذي حصل على 38 مقعداً في البرلمان، وكيانات أخرى مثل التوافق، والتغييرالكردستاني...الخ.
أعتقد أن هذه الحكومة ستكون ضعيفة ومصيرها مرتبط بالكتلة الصغيرة التي بإمكانها إبتزاز الحكومة وحتى إسقاطها في أي وقت ما لم تستجب رئاسة الحكومة لشروطها، وقد تكون هذه الشروط مخلة بسياسات وبرنامج القائمة الكبرى التي تقود السلطة.

السيناريو الرابع: أن تتفق جميع الكتل الأربع الكبيرة (العراقية+دولة القانون+التحالف الكردستاني+الائتلاف الوطني) في تشكيل الحكومة. أعتقد أن مثل هذه الحكومة غير ممكنة بسبب الخلافات في الرؤى، والنفور بين زعامات أكبر الكتلتين: العراقية ودولة القانون. لذلك لا أعتقد أن مثل هذه الحكومة ممكنة، وستكون هذه الحكومة بدون معارضة قوية فاعلة، وإذا تشكلت فبمقابل تنازلات كثيرة وكبيرة من قبل الجميع، وهكذا حكومة تكون غير متجانسة يمكن أن ينفرط العقد بينها وتسقط في أي وقت.

وأخيراً، السيناريو الخامس: تشكيل الحكومة من ثلاث كتل من الكتل الفائزة الكبيرة بحيث يكون عدد مقاعدها أكثر من نصف المجموع، وذلك كما يلي: إما (العراقية+الإئتلاف الوطني + تحالف الكردستاني) بقيادة زعيم كتلة "العراقية"، وفي هذه الحالة يقود زعيم قائمة "دولة القانون" المعارضة. أو حكومة تتألف من (دولة القانون +التحالف كردستاني +الائتلاف الوطني) بقيادة زعيم كتلة "دولة القانون"، ويقود زعيم كتلة "العراقية" المعارضة.

أعتقد أن السيناريو الخامس هو أفضل السيناريوهات، لأن الحكومة المنبثقة عن هكذا تحالف ثلاثي تكون أكثر تماسكاً وإنسجاماً نسبياً، تقابلها كتلة قوية تقود المعارضة. والنظام الديمقراطي لا يستقيم إلا بوجود معارضة ديمقراطية فاعلة تراقب نشاطات الحكومة وتحاسبها على أدائها وتكشف أخطائها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.abdulkhaliqhussein.com/



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول الانتخابات التشريعية العراقية الأخيرة
- أزمة اليسار العراقي على ضوء الانتخابات الأخيرة
- الاستقطاب الطائفي على ضوء الانتخابات الأخيرة
- شهادات على نجاح الانتخابات في العراق
- نجاح الديمقراطية في العراق
- الانتخابات ولعبة المشاركة في السلطة والمعارضة
- فتنة الأعرجي و(السجعة الملعونة)
- قرار الهيئة التمييزية الأخير وتلميحات قادة العراقية (بالحرب ...
- حول قرار إخراج البعثيين من وظائفهم
- هل ستعيد الهيئة التمييزية لعبة عمرو بن العاص؟؟
- عواقب وخيمة لقرار الهيئة التمييزية لمشاركة البعثيين في الإنت ...
- توني بلير، المنتصر دائماً
- هيئة المساءلة ومحامو البعث
- إلى أين تقودنا نوايا الرئيس الطالباني الحسنة؟
- توظيف التراث لتدمير العراق
- هل حقاً البعثيون والمطلك يمثلون السنة العرب؟
- محنة المالكي بين العدوان الإيراني وعنتريات البعثيين
- لا ديمقراطية بدون أخطاء
- حزب الأغلبية وتحديات الديمقراطية*
- قراءة في كتاب: Knowledge Processing


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - سيناريوهات تشكيل الحكومة القادمة