أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - انتصارات أمنية عراقية جديرة بالتثمين















المزيد.....

انتصارات أمنية عراقية جديرة بالتثمين


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3012 - 2010 / 5 / 22 - 22:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أفادت الأنباء أن القوات الأمنية العراقية ألقت القبض يوم 3 مايس/أيار الجاري على إرهابي سعودي يدعى عبدالله عزام صالح القحطاني، وذلك على أثر نجاح العمليات المشتركة التي قامت بها القوات العراقية - الأمريكية في شهر نيسان/أبريل الماضي، والتي قُتل فيها الإرهابيان القياديان في منظمة القاعدة: أبو عمر البغدادي، وأبو أيوب المصري. وفي البيت الذي قتل فيه الإرهابيان تم العثور على كنز لا يثمن من المعلومات الخطيرة عن هذه المنظمة الإرهابية، وخططها، وأعضائها، وتحركاتها، الأمر الذي ساعد القوات الأمنية العراقية على إلقاء القبض على المزيد من الإرهابيين وملاحقتهم.

الخطير في هذه الأنباء ليس إلقاء القبض على إرهابي سعودي آخر، لأنه ليس لأول مرة، وبالتأكيد ليس لآخرة مرة يلقى القبض على إرهابيين سعوديين وغير سعوديين في العراق، فالإرهابيون هم "هدايا" الأشقاء العرب إلى الشعب العراقي منذ سقوط معبودهم الصنم البعثي، بل الأهم من كل ذلك هو العثور على مخططات إرهابية لهذه المنظمة، ومنها رسالة بخط القحطاني لصديق له يبين فيها عن مخطط إرهابي كانت قد أعدته القاعدة لشن هجوم على فريقَيْ الدنمارك وهولندا في دورة كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا. كما وتفيد الرسالة أنه في حالة عدم تمكن المنفذين من الوصول إلى الفريقين الرياضيين، فالبديل هو شن الهجوم على جمهور المشجعين لهما إثناء المباراة لقتل أكبر عدد ممكن منهم، وذلك انتقاماً لما نشرت إحدى الصحف الدنيماركية قبل سنوات صوراً مسيئة عن النبي محمد، والفيلم الذي أخرجه السياسي الهولندي Geert Wilders ضد القرآن والإسلام.

هذه المعلومات لها دلالات خطيرة نوجزها بما يلي:
الدلالة الأولى هي، دور السلطات السعودية في الإرهاب ضد العراق، فالقحطاني هو مواطن سعودي، كما وتفيد تقارير سابقة أن في سجن واحد فقط من سجون كردستان يوجد نحو 49 إرهابياً سعودياً، ناهيك عن السجون والمعتقلات العراقية الأخرى. فهل جاء هؤلاء إلى العراق للسياحة؟ كذلك صرح ديفيد بترايوس قبل عامين أن نحو 50% من الإرهابيين الأجانب، ومعظم الانتحاريين في العراق هم من السعودية دخلوا العراق عن طريق سوريا. لذلك فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يعقل أن يأتي هؤلاء الإرهابيون السعوديون إلى العراق دون موافقة المسئولين السعوديين، خاصة والمعروف عن النظام السعودي أنه نظام بوليسي قمعي يحصي على الناس أنفاسهم، والأمن السعودي الذي كان يترأسه الأمير تركي الفيصل، له دور في تأسيس منظمة القاعدة، وتمويل المجاهدين الأفغان في الربع الأخير من القرن العشرين، و بناء المدارس الدينية في باكستان التي تخرج منها طالبان، و15 من 19 من الذين قاموا بجريمة 11 سبتمبر 2001 هم سعوديون، فهل يعقل أن يتم كل ذلك بدون علم وموافقة الحكومة السعودية؟ هذا السؤال نطرحه على السياسيين العراقيين الذين يستنجدون بالسعودية ويستقوون بها لحكم العراق بدلاً من الاعتماد على شعبهم.

كذلك نلاحظ الموقف السعودي السلبي من الحكومة العراقية، وما يشنه الإعلام السعودي من حملات إعلامية ضد العراق الجديد، ليس آخرها تدخل الأمير تركي الفيصل الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية، ضد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، واتهامه (بمحاولة "الاستحواذ" على نتائج الانتخابات التشريعية العراقية التي فاز بها منافسه اياد علاوي). إنها من سخرية الأقدار أن يخرج علينا أمير سعودي يذرف دموع التماسيح على الديمقراطية في العراق.

فمن تاريخ العلاقات السعودية – العراقية منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 وإلى الآن، لم تكن هذه العلاقات في صالح العراق إلا في فترة حكم البعث الصدامي الذي كان يسوم الشعب العراق سوء العذاب. لذلك فإن انحياز السعودية لأياد علاوي، وهجومها على المالكي قد أساءت لسمعة الأول وقدمت خدمة جليلة للثاني، لأن معاداة السعودية لأية جهة عراقية دليل على وطنية وإخلاص تلك الجهة لمصلحة العراق وشعبه، والعكس بالعكس.

الدلالة الثانية لهذه المعلومات، هي أن السلطات العراقية حققت نجاحات لا يستهان بها في مجال تطهير أجهزتها الأمنية وقواتها المسلحة من المندسين الإرهابيين من البعثيين وحلفائهم من أتباع القاعدة. فالمعروف أن الحرب ضد الإرهاب ليست حرب جيوش فقط، بل في معظمها هي حرب استخباراتية ومعلومات، والمعرفة الكافية بتحركات العدو وخططه مسبقاً. ويبدو أن الأجهزة الأمنية العراقية قد نجحت في سد هذه الثغرة بتكوين أجهزة إستخباراتية عالية الكفاءة، فكسبت القدرة في أخذ المبادرة في ملاحقة الإرهاب ودحره، الإنجاز الذي تستحق عليه الثناء والتقدير والتشجيع.

ثالثاً، لقد تحققت هذه النجاحات بفضل جهود المخلصين العراقيين وتضحياتهم، ودعم القوات الأمريكية لهم، لذا فليس مستبعداً أن يصبح العراق من البلدان القليلة التي تتمتع بالخبرة والقدرة في ملاحقة الإرهاب ودحره. وهذا التطور النوعي في قدرات الأجهزة الأمنية العراقية دليل آخر على ضرورة الحفاظ على العلاقات الإستراتيجية بين العراق وأمريكا. فالعراق محاط بالأعداء من أمثال السعودية وإيران وسورية، ولا بد من حليف قوي مثل أمريكا للعراق.

رابعاً، وبناءً على ما كشفته هذه المعلومات التي في حوزة الأجهزة الأمنية، أن دحر الإرهاب في العراق ليس في صالح العراق فحسب، وإنما في صالح العالم كله، وبالأخص دول الجوار، إذ من كان يتصور أن تتمكن منظمة القاعدة في العراق بوضع خطط لعمليات إرهابية بهذه الخطورة مثل الهجوم على الفرق الرياضية في السباقات العالمية في جنوب أفريقيا مثلاً. ومن هنا فعلى العالم، وبالأخص دول الجوار، أن تعيد النظر في مواقفها المعادية للعراق، وتكف عن التدخل في الشأن العراقي، فالإرهاب الذي يدعمونه في العراق لا بد وأن ينقلب عليهم في القريب العاجل، ويشعل النيران في بلدانهم، وليتعلموا مما ارتكبوه من أخطاء في باكستان وأفغانستان بدعمهم لطالبان ومن يسمونهم بالمجاهدين، حيث انقلب السحر على الساحر، فالحكمة تفيد: من حفر جباً لأخيه وقع فيه.
ـــــــــــــــــــــــ
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.abdulkhaliqhussein.com/



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس من الانتخابات البريطانية
- لماذا أخفق التيار الديمقراطي واليساري في الانتخابات الأخيرة؟ ...
- لمصلحة مَنْ هستيريا المطالبة بتدويل تشكيل الحكومة؟؟
- حبل الكذب قصير يا صالح المطلك!!!
- حول تشكيل الحكومة ثانية
- حول استفتاء التيار الصدري ونتائجه
- هل من علاقة بين الذكرى السابعة لسقوط الفاشية والتفجيرات الأخ ...
- سيناريوهات تشكيل الحكومة القادمة
- ملاحظات حول الانتخابات التشريعية العراقية الأخيرة
- أزمة اليسار العراقي على ضوء الانتخابات الأخيرة
- الاستقطاب الطائفي على ضوء الانتخابات الأخيرة
- شهادات على نجاح الانتخابات في العراق
- نجاح الديمقراطية في العراق
- الانتخابات ولعبة المشاركة في السلطة والمعارضة
- فتنة الأعرجي و(السجعة الملعونة)
- قرار الهيئة التمييزية الأخير وتلميحات قادة العراقية (بالحرب ...
- حول قرار إخراج البعثيين من وظائفهم
- هل ستعيد الهيئة التمييزية لعبة عمرو بن العاص؟؟
- عواقب وخيمة لقرار الهيئة التمييزية لمشاركة البعثيين في الإنت ...
- توني بلير، المنتصر دائماً


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - انتصارات أمنية عراقية جديرة بالتثمين