أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - راندا شوقى الحمامصى - نظم جديد لإنقاذ الاقتصاد وانتشاله وخلق المدنية الإلهية -1/2















المزيد.....

نظم جديد لإنقاذ الاقتصاد وانتشاله وخلق المدنية الإلهية -1/2


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3020 - 2010 / 5 / 31 - 15:55
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


هل الفكر الجديد أمر سهل أما انه تحفه مجموعه من الصعاب والعوائق . ؟

بلا شك ان الفكر الجديد والوعي المتعاظم يأخذنا لتأسيس المدنية الإلهية . على مر العصور وفي بداية التاريخ ظهر مفهوم المدنية وهي تعني الانتقال من حالة البربرية والجهل إلى حالة المعرفة ثم تطورت النظرة الى المدنية على انها جمهورية بمعنى وجود نظام أي قوانين وشرائع أي وجود حاكم ومحكوم وتأسست الدول والممالك إلى أن جاءت الثورة الفرنسية ولكن كانت نتيجتها ظهور الامبراطوريه فلم تتولد ما سعت الثورة إلى وجوده وهما العدالة والحرية وكانت نتيجة الثورة حربان عالميتان (الأولى والثانية ) نتج عنهما ظهور الفكر الرأسمالي والفكر الاشتراكي وكلاهما سعا إلى إيجاد حضارة ومدنيه ، وهناك مصدران لتوضيح مفهوم الحضارة أو المدنية
المصدر الأول : الفكر الإنساني الفلسفي السياسي
المصدر الثاني : الفكر الديني السماوي الإلهي ممثله في ( اليهودية – المسيحية – الإسلام ) فاليهودية أتت بالوصايا العشر وهي تقتصر على قوانين اخلاقيه لحياة الفرد وعلاقة الفرد مع الآخرين ولم تتجاوز هذا الحد
أما المسيحية فقد جاءت بالفصل الكلي بين السلطة الدنيوية و السلطة الروحانية أي فصل الدنيا عن الدين ( الروح) (ما لقيصر لقيصر ) وركزت المسيحية على الحياة الروحية للفرد .
أما الإسلام فركز على موضوع مكارم الأخلاق والتوحيد ، ولم يرد في القرآن أي نص يشير إلى السياسة المدنية .
فكل دين يأتي بمجموعه من الأحكام قابله للتطبيق وواقعية ولقد أدرك الفكر الإنساني أن هنالك إمكانية لتأسيس حضارة مدنيه فاضلة وترك هذا الشأن للفلاسفة والمفكرين وكانت الآراء حول المدينة الفاضلة بأنه أمر مثالي لا يمكن تطبيقه ذلك لان الأديان لم تطرحه أي أن أي طرح ديني يعد واقعي أما المثالية فنسبت إلى الفكر الفلسفي السياسي الإنساني . فتلك مثلا الفارابي عن رئيس المدينة الفاضلة بأنه لا بد أن يتمتع بمجموعه من الخصال ونلاحظ أن تلك الخصال يتحدث عنها بهاء الله(المظهر الإلهي للعقيدة البهائية) بأنها خصائص الزاميه لكل فرد بهائي . أي أن الصفات الكمالية التي كان نادرا ما يتحلى بها الإنسان قديما الآن يجب أن يتحلى بها كل فرد فجمع حضرة بهاء الله بين الواقعية والمثالية فكان تأسيس المدنية الالهيه ، لذا كان من الممكن حاليا ان تطرح على الجنس البشري فكرة وحدة العالم الإنساني ، يطرح حضرة بهاء الله تلك الفكرة باعتبارها الغاية القصوى من تعاليمه ومبادئه ، أي عندما تتحقق وحدة العالم الإنساني يكون الدين البهائي قد حقق هدفه .
المدنية الالهيه او هيكلية نظام بهاء الله العالمي يستند على :
كتاب الأقدس(كتاب التشريع والأحكام) ، تطبيق أحكام الأقدس ، تحول قلوب البشر ، التحول الروحاني للبشرية ، إطاعة الأحكام .
هذه هي الأساسيات التي يبني عليها هيكلية نظام بهاء الله وهذا يتطلب ثلاثة أمور مترابطة ومستنبطه من الكتابات المنزله وهي :
لوح كرمل _ وهو يشير إلى تطور المركز العالمي
ألواح الخطة الالهيه – وهي تشير إلى توسعة وانتشار الأمر في العالم .
ألواح الوصايا – وهي تشير إلى النظام الإداري
ويجب أن تسير تلك العمليات سويا .
أن حضارة ( مدنيه ) بهاء الله حضارة إلهيه انسانيه تبدأ بمعرفة الله وتنتهي باتحاد البشر .
في عام 1875 بأمر من بهاء الله كتب عبد البهاء الرسالة المدنية وهي أول مره في تاريخ الجنس البشري تطرح فكرة حوار الحضارات .
الآن نعود إلى فكرة ضرورة وجود فكر جديد ووعي متعاظم لتأسيس المدنية الإلهية ، ولتبسيط فكرة التغير نأخذ المثال التالي :
الثلج عندما نسخنه لا يمكن أن يبقى على حالته الثلجية فهو يتغير بالحرارة ويتمدد إلى أن يصل إلى درجه الصفر ، هنا هي آخر نطاق مرحلة التجميد بعدها يبدأ في التغير والدخول في نطاق السيولة ، هنا يتلاشى الثلج ويذوب وهكذا تبدأ مرحله التطور للسيوله إلى أن تصل إلى آخر نطاقها عند درجه 100ْ لتصبح غازيه وتتحول إلى بخار ( وذلك فان نطاق مرحلة السيولة من درجه 4ْ إلى 100ْ بعدها ينتقل السائل ( الماء ) إلى غاز وهو البخار .
هذه التحولات من الحالات الثلاثة التجمد والسيولة والغازية تعني أن ندخل و نتحول من مرحلة إلى مرحلة جديده كليه من الفكر أي أن نغير أفكارنا كليه . أحيانا يتطلب منا أن ننسى الماضي ، طبعا ليس المقصود من النسيان هو المحو مثلا عندما يصبح الثلج بخارا لا يجب أن نفكر في مرحلة السيولة أن كل القوانين الفيزيائية تنطبق على البخار فقد تخطينا مرحلة الثلج ( التجمد ) والسيولة ، هنا تحكمنا مجموعه جديده من القوانين إلا أننا يجب أن لا نغفل من انه لا يمكن للثلج إن يصل إلى مرحلة البخار دون المرور بمرحله السيولة فهي مرحلة من مراحل التقدم والتغيير .
أن الدخول في مرحلة جديده من الفكر يعد شئ صعب فالتغيير مؤلم لان التغيير يحتاج إلي تضحية ونكران الذات فالتغير يبدأ بالفكر استعدادا لكي ندخل مرحله جديده من الوعي وهذا صعب ، من أين تأتى الصعوبة ، لأننا عندما نريد أن نغير أفكارنا فهناك موانع وعقبات كبيره ومتعددة توجد ثلاث عقبات اكبر من باقي العقبات.

العقبة أو المانع الأول : الدعوة إلى فكر الجديد يولد دائما سوء فهم في الشعور بأننا ننتقد الفكر الموجود حاليا فإذا وصفنا الفكر الجديد بأنه الأصح فكأننا نصف ما كنا نتبعه ونفعله سابقا بأنه الخطأ تلك تعد م مشكلة كبرى نواجهها .
لذا من الأفضل أن نستخدم كلمة توسعه الفكر بدلا من تغيير الفكر ذلك لان كلمة توسعة الفكر انسب . يجب أن ننسى القديم ( ذلك لان الشكل الجامد للماء في مثالنا السابق قد تغير إلى الشكل السائل) فإذا وصفنا ما نحن فيه من تغير بأنه توسعه فهذا صحيح ، لان حرارة هذه المادة ( السائل ) قد تحولت من السائل إلي البخار وقد اتسعت تلك المرحلة التي بدأت من 100 درجه ووصلت إلى 300 درجه وتوسعت فهي امتداد لمسيرة واحده ، توسع عظيم جدا.
فكذلك حياتنا الفردية تمر بمراحل مختلفة فطريقه تفكيرنا تختلف عندما ندخل مرحله جديده ونستطيع أن نقول أفكارنا تتوسع من مرحله إلى أخرى فإذا استخدمنا لفظ التوسعة حينها سوف تسقط هذه العقبة ويندك هذا المانع. حينها لن يكون بمقدورنا أن نقول ما كنا نفعله منذ 20 عاما كان خاطئا لأنني لو لم أمر بتلك الفترة لن يكن ممكنا أن اصل ما وصلت إليه الآن فتلك الفترة هي جزء من مرحلة الرقي والتقدم .
مثلا في المرحلة الجديدة من الفكر عندما نتكلم عن الايدلوجيه الخاصة بالتربية البهائية ، في السابق كان الحديث عن مجموعه من الصفوف لتزييد المعلومات أو مجموعه من الندوات أما الآن اتسع هذا الفكر و أصبحنا نتكلم عن المعاهد التدريبية بصوره جديده وبديعة هذه هي توسعه الأمر لولا المرحلة السابقة لم نكن الآن على ما نحن عليه ولو لم يكن اليوم لن نكون في المرحلة التالية.
إذن علينا أن لا نذكر أننا كنا مخطئين أم لا .. رغم أن كل مرحله بالمقارنة بالمرحلة السابقة تعتبر خطأ إلا أن في الحقيقة تعد توسعه وتقدم ورقي.

المانع الثاني : عندما يكون الحديث والمباحثات و الحوارات عن الجديد تأخذ طابع الشعارات حيث يبدأ الكلام من نقطه ويرجع إلى نفس النقطة بشكل دائرة مفرغه فتكون البداية تساؤلات وافتراضات غير حقيقية فنقول لو حدث كذا وكذا ماذا سنفعل كم من ( لو ) التي لا تنتهي ولا أساس لها نستخدمها في الحوار .
نعم لا بد من المناقشات والحوارات لكي تتجلى الحقيقة ولكن لا يجب أن نترك المجال في المناقشات تدور وتلف في مسائل تخيليه غير واقعية ، مثلا نسأل لو شخصا ولد برأسين هل سوف يكون له روحين ؟

المانع الثالث : موضوع المقاومة ، في الفيزياء يوجد قانون ( لكل فعل رد فعل ) فلو أردنا تحريك الماء من أعلى المصبات تتولد قوة الاندفاع التي يتولد منها الطاقة الكهربائية نتيجة إعطاء القوة للتر بينات هناك دائما قوى لا توافق الفكر الجديد وهذه القوة موجودة في أنفسنا تعمل هذه القوى إلي حد ما أن ترجع الإنسان إلى الوراء إلى المراحل التي اعتاد عليها أصبحت جزء من ثقافته ،حيث انه في الأساس أسلوب الفكر الجديد صعب لماذا ؟
لان الدخول في مرحله جديده من الفكر يعني أن تتسع الحدود وتتزايد فرص العمل و الخدمه وشعور متزايد بالمسئولية تلك الأشياء ليست بسيطة وليست سهله . مثلها مثل شخص طلب منه أن يقول ( ألف ) سكت ولم يقل شيئا لأنه كان يدرك لو بدأ وقال ( ألف ) لن ينتهي فسوف يطلب منه أن يقول ( باء) و ( تاء ).. وهكذا فالفكر الجديد يتطلب عمل جديد وشغل جديد .
يتفضل حضرة ولي أمر الله بان وظيفة الفرد أن يقاوم الوقوف الطبيعي بداخله ويسعى إلى تحريك نفسه فلو تباطأ ولم يسعى سيبقى متوقفا إلى ابد الأبد ، تلك حالة الوقوف الطبيعية في نفس الإنسان مثل حالة النوم الطبيعي هذه الحالة يجب أن تتحرك وتتقدم إلى الأمام .
على الفرد أن يسعى بان يفرغ نفسه من كل فكر يكون عائقا أمام مسيرته الطبيعية في التقدم حيث أن الأفكار القديمة هي التي تمنع تقدم مسيرتنا .
فلو تولدت بداخلنا رؤية التغيير ستكون النهاية تحقيق المدنية الالهيه في العالم .
فيجب أن لا ننظر إلى الفكر الجديد بمعنى انه تغيير في الفكر القديم ذلك لأننا لو نظرنا إلى الفكر الجديد بهذه النظرة تبدأ عملية المقارنة بين القديم والجديد ، و إذا بدأت المقارنة لن يكون هناك فكرا جديدا . فمثلا إذا قارنا صفوف ازدياد المعلومات بالمعاهد التدريبية فهذا يعني أننا ننظر الى المعاهد بمنظور انها تغيير في صفوف التعمق وازدياد المعلومات تلك النظرة تسبب العوائق والموانع مثل تلك الحاله عندما نقارن الثلج بالماء .يمكننا مقارنه الثلج بالثلج خلال مراحل حرارته المختلفة ولكن لا يمكن ان نقارن الماء بالبخار يمكننا ان نقارن الماء بالماء فنقول هذا ماء بارد وهذا ماء فاتر أو ساخن.
لانه عند بداية بالمقارنه يكون ذلك تقدم في الفكر القديم لان الفكر القديم هو الذي وضع حدود تصوراتنا. فتأتي فلسفات فكريه باننا نستطيع ان نحدث تغييرات كميه في الفكر القديم ، هل يمكن للطيور التي صنعت عششها بطريقه فكرها .. فهل يمكن بتغيرات جزئيه في افكارهم ان يهدموا عششهم التي صنعوها بنفس طريقة التفكير .لا يمكن الا اذا دخلوا في مرحلة جديده من الفكر .

واذا كنا قد دخلنا مرحله جديده فالعالم من حولنا قد دخل مرحله جديده من الفكر ايضاً . مرحلة العولمة بدلاً من التكتلات السياسيه والاقتصاديه ، مرحله الدعوة إلى السلام والجلوس الى مائدة المفاوضات والحوارات . مرحلة مهدّت الطريق إلى تحقيق السلام. مرحلة اثرت في فكر الشعوب وايقاده في النظر الى علم الاقتصاد. فبعد ان كان ينظر في علم الاقتصاد الى الانسان باعتباره قيمة ماديه قادره على الانتاج والاستهلاك فقط اصبح علم الاقتصاد يتوأم مع علم الاخلاق ليطلق عليه الان اخلاقيات علم الاقتصاد فأدرك الاقتصاديون ان القيم المعنويه لها كبير الاثر على الانتاج.
نعلم ان كل فرد في المجتمع محكوم بقيدين هما :
القيد الأول : قيد فردي متمثل في إرضاء و إشباع احتياجاته و رغباته و ميوله الفردية التي بعضها محسوس مثل الغذاء / المسكن / الملبس وغيرها
و بعضها غير محسوس مثل البنوة و الحب و العطف و غيرها .
القيد الثاني : قيد إجتماعى متمثل في فرض المجتمع علي كل فرد القيام بدور حيوي و علي ذلك فأن ميزان حريه الفرد في المجتمع محصورة في جزأين هما :
أ‌) درجة الحرية الفردية مقابل الاحتياجات الشخصية
ب‌) درجة الحرية مقابل القيود و التعهدات الاجتماعية

ما هو الاقتصاد :؟

هو إنتاج و توزيع مصادر الطبيعة و الخدمات .
ويستلزم لقيام أي نشاط اقتصادي 4 دعائم :

1) الموارد البشرية 2) مستلزمات الإنتاج 3) رأس المال 4) الأرض .
تلك العناصر تعد دعائم لكلا النظامين الفارق هو أن النظام الرأسمالي يكون الاهتمام بإرضاء الاحتياجات الفردية مسقطا الميول الجماعية و أن دور الدولة لها دور أقل في النظام الرأسمالي مبرزين دور القطاع الخاص و الفردي .
أما النظام الاشتراكي يكون الاهتمام بإرضاء الاحتياجات الجماعية مسقطا الميول الفردية و تعاظم دور الدولة و محدودبة القطاع الخاص و الفرد .
و بعد سقوط النظام الاقتصادي الاشتراكي و تداعي النظام الاقتصادي الرأسمالي بسبب التطوير التكنولوجي تم الإتجاه نحو الاتجاه نحو الاهتمام بالباعث الأخلاقي في الفكر الرأسمالي المعاصر و العمل علي عموميتة وشموله

و الاقتصاد في الفكر و المبادئ البهائية يتكأ علي عمودين هما :

أ) الخدمة ب) التعاون
الخدمه : معتبرة أن الباعث الأصلي للإنتاج لدى الفرد هو الخدمة بدلا من توفير الميول الاستهلاكية المتزايدة لدى الأفراد في النظام الرأسمالي او توفير الميول الاستهلاكيه المتزايده للمجتمع في النظام الاشتراكي .
ويشترط الفكر البهائي في الباعث الاصلي للانتاج هو الخدمة من أجل التعاون لا التنافس .
وعليه فقط يتهم الاقتصاديين الفكر البهائي بالمثاليه التي تتنافى مع الطبيعه البشريه التي تميل الى الانانيه وحب الذات وباعثها الكامن هو الاستهلاك المتزايد .إلا اننا نرى نحن البهائيون ان الماديه قد اثرت بشكل غير محسوس بل وبطريقه مدمره على البناء الفلسفي والعملي للنظام الاقتصادي ، فقد أثرت على جميع نواحي الحياة ، فقد أدت الى اختلال في العلاقات الاسريه ويعد ذلك أكبر شاهد على انهزام الماديه .بل ان الفكر الاقتصادي العالمي الحالي بدأ في الاخذ بمفهوم سامي روحاني ويمكن تلمس هذا السمو الروحاني مع باقي جوانب الحياة ، وعلى الرغم من ان الفكر الاقتصادي ا لرأسمالي قائم على أساس ان التنافس هو اساس التقدم ومؤيدا ان البقاء للاصلح ، الا ان معيار البقاء للاصلح قد تغير مع مراحل التكامل الاقتصادي ونجد ان عالم اليوم يتقارب بعضه البعض بسرعه عجيبه وليس امامه سوى التعاون من اجل البقاء ، الا اننا لا ننكر ان التنافس كان يعد مرحله من مراحل التكامل ، والتي اصبحت الان عائقا للتقدم .
فالتكامل الاقتصادي فرض على العالم ضرورة التعاون . وعليه يجب ان ندرك ان الفكر البهائي قائم على ا ن مفهوم التعاون والخدمه لا يمكن ان يحققا شئ وحدهما ولكن يجب ان يكونا تحت نظام كلي شامل الا وهو النظم العالمي لبهاءالله .

إن حياة المجتمع البهائي تتألف من ثلاثة مستويات كل مستوى من هذه المستويات يتكون من هيئة منتخبة من تسعة أفراد وطريقة انتخاب هؤلاء الأفراد وعملهم لها أهمية كبرى وتلك المستويات هي :

أولاً : المستوى المحلي :

يتفضل حضرة بهاء الله في الأقدس : " قد كتب الله على كل مدينة أن يجعلوا فيها بيت العدل ويجتمع فيه النفوس على عدد البهاء وإن ازداد لا بأس ويرون كأنهم يدخلون محضر الله العلي الأعلى ويرون ما لا يرى وينبغي لهم أن يكونوا أمناء الرحمن بين الإمكان ووكلاء الله لمن على الأرض كلها ويشاوروا في مصالح العباد لوجه الله كما يشاورون في أمورهم ويختاروا ما هو المختار كذلك حكم ربكم العزيز الغفار "
يقوم أفراد المجتمع البهائي كل عام بانتخاب المحفل الروحاني المحلي والذي يتكون من تسعة أفراد بالغين من بين جميع البهائيين البالغين رجال أو نساء في تلك المنطقة وفي تلك الانتخابات لا يسمح بالدعاية الانتخابية أو التشاور من أجل الانتخابات بل تتم الانتخابات جميعها في سرية كاملة بأن يدلي كل فرد برأيه الشخصي في انتخاب 9 أفراد ليكونوا أعضاء للمحفل المحلي وبعد فرز الأصوات يعلن أسماء أفراد ممن حصلوا على أكثر الأصوات .
وهذه الطريقة التي ذكرناها لها ميزتين على جانب كبير من الأهمية :
الأولى : أن الأشخاص المنتخبين لا يمكنهم الإعلان عن أنفسهم بالترشيح أو بالدعوة إلى عدم انتخابهم .
الثانية : أن الأشخاص الناخبين يجب أن ينتخبوا الأشخاص المعروفين لديهم والأكثر فاعلية واللائقين لعضوية المحفل دون مجاملات شخصية أو تلاعب أو تواطؤ .
وتتشابه الانتخابات في المستوى الدولي والمستوى العالمي مع الانتخابات في المستوى المحلي اللهم الا وجود مؤتمر الوكلاء الدولي وفي مستوى العالمي المؤتمر العالمي لأعضاء المحافل المركزية .
وتتمثل وظيفة المحفل المحلي في هداية المجتمع وأخذ القرارات المستقبلية التي تعود بالفائدة على المجتمع وتلك القرارات مبنية على المشورة والتشاور ، ويجب أن تكون قرارات المحفل بالإجماع أو بالأغلبية . نجد أن الفرد البهائي له حرية المشاركة في قرارات المحفل وذلك عن طريق الضيافات التسع عشرية (التى تمثل احتفال شهري للبهائيين كل 19 يوماً بإنتهاء شهر ومجيء شهر آخر جديد) وذلك بتقديم اقتراحه في الضيافة الذي ينتقل بدوره الى المحفل لمناقشته واتخاذ القرار بشأنه وإعادته للضيافة للاطلاع .. بل أن من حق الفرد أن يصعد اقتراحه إلى المحفل المركزي ( الدولي ) أو الى بيت العدل العالمي .
تلك تعتبر من أهم الميزات البارزة للنظم البهائي التي لا تتوافر في باقي النظم الدولية وحتى تلك التي تتمتع بمزيد من الديمقراطيات والحريات .

تلك المؤسسات فيها المستوى الاجتماعي للاعضاء فتفصل انفصال كلي عن الدور المهني بمعنى أن افكار الطبيب أو المهندس أو المعلم داخل المؤسسات الأمرية لا تكون بالضرورة أفضل من آراء افراد فاقدين لتلك المستويات المهنية والإجتماعية مثل الكناس والحلاق . مع الأخذ في الإعتبار مقياس اللياقة للوظيفة هو المقياس الوحيد للتميز مسقطين جميع المقاييس الأخرى كالأقدمية أو الحالة الاجتماعية او الحالة المادية او الصداقات الفردية . مع ملاحظة أن النظم البهائي يؤيد وجود اختلاف في المهن وبدوره و جود اختلاف في المستويات الاجتماعيه ولكن دون افراط وتفريط أي لا وجود لغني فاحش وفقر مدقع . ويتفضل حضرة عبدالبهاء في هذا الخصوص :

" أن المساواة وهّم باطل لا يمكن تحقيقه عمليا ولو امكن تحقيقه يوما ما فأنه لا يمكن دوامها ولو فرض ايجادها فإن نظام العالم كله يفسد .فلا بد من حصول التفاوت في العالم البشري وعلى هذا النظام خلق الله البشر فالانسانية كالجيش العظيم تحتاج الى قائد وضباط بدرجاتهم المختلفة وصف ضباط بدرجاتهم المختلفة و كذلك الى عسكر وكل فرد منهم عليه واجبات معينه فالدرجات ضرورية لتحقيق النظام والترتيب فلا يكون الجيش كله قواداً أو ضباطاً أو يكون كله عسكر بدون رؤساء .."
تابعوني في الجزء القادم................



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرَّوْحَنَة ونمو روح الإنسان
- المنظور الروحاني- المؤلف: ريموند فرانك بيبر Raymond Frank Pi ...
- القضاء على التمييز العنصري
- حتى تُصبح نفساً متكاملة-الخاتمة
- التحوُّل الروحاني: المفهوم والتطبيق -الصلاة والدعاء والتأمل
- التحوُّل الروحاني: المفهوم والتطبيق
- البعد الروحاني-تفهُّم الماضي
- البعد الروحاني -التكيف في الحياة ومحدودية -العلاج- Life Modi ...
- حتى تُصبح نفساً متكاملة- -البعد الروحاني للوحدة
- مقال أعجبني-ما أجمل تَسامُحهم!-رجال الدين المسلمون والبابا و ...
- حتى تُصبح نفساً متكاملة - تحدِّيات الوحدة والتكامُل
- المخ البشري والروح الإنساني:ديناميكية (حركة) الترقي الروحاني
- المخ (الدماغ)، الوعي، الروحانية
- نحو قواعد عامة للسلوك الإنساني
- المحبة والإتحاد
- من المراهقة إلى النضج
- الحرية وإرادة الإنسان
- أسقام المعرفة في حالةٍ تعالج المصاعب السيكولوجية بالنسبة للف ...
- أسقام المعرفة
- عندما تتجه الأمور نحو الأسوأ-المعاناة أول الطريق نحو الحقيقة ...


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - راندا شوقى الحمامصى - نظم جديد لإنقاذ الاقتصاد وانتشاله وخلق المدنية الإلهية -1/2