أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - راندا شوقى الحمامصى - البعد الروحاني -التكيف في الحياة ومحدودية -العلاج- Life Modification and limits of the “Therapeutic”















المزيد.....



البعد الروحاني -التكيف في الحياة ومحدودية -العلاج- Life Modification and limits of the “Therapeutic”


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2991 - 2010 / 4 / 30 - 22:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بهذا العرض السابق الواسع لتداعيات نبذ الحق والحقيقة وتأثيره على شعوب العالم ومجتمعاته وثقافاته نتحوّل الآن في اهتمامنا نحو موضوعين هامين: عملية العلاج النفسي المطلوبة ثم التحول الروحاني اللازم. فالأول أكثر شيوعاً إلا أنه محدود، والثاني أقل درجة في معرفة الناس به وأكثر صعوبة على الفهم والإدراك.
في عالمنا المعاصر، خاصة في البلدان الأكثر تقدماً علمياً وتطوّراً اقتصادياً، وبين المثقفين والطبقات الغنية في العالم، يُنظر إلى "العلاج النفسي" "Therapy" على أنه يمثّل الوسائل الرئيسة الذي بها تُحلّ المشاكل الفردية والإجتماعية. كثير من الناس لديهم أطباؤهم النفسانيون، وأكثر منهم من يذهب طلباً للإستشارة في مراكز لامعة؛ من قارئي الكفّ والبخت إلى العرّافين الروحانيين بالإضافة إلى أدعياء الطب النفسي إلى أن يصل الأمر بهم إلى الإخصائيين المؤهلين عالياً. والعديد من الناس يتابعون برامج الراديو والتلفزيون التي تهدف إلى تنويرنا بأنفسنا، وآخرون يسعون في اقتناء الكتب التي تساعد قرّاءها في هذا المجال.
إن شيوع مثل هذه الخدمات والكتب والبرامج يشير إلى الدور الهامّ الذي تؤديه "المعالجة النفسية" في عالم اليوم. فلماذا ينشُد هؤلاء الكُثْرُ من الناس هذه المعالجة؟ هناك عدة إجابات عن هذا السؤال من بينها؛ الإفتقار إلى السعادة، الإرتباك، المخاوف، الإضطرابات، الغضب، الحزن، الشعور بالذنب، الشخصية المغمورة، انعدام الثقة بالنفس، الإفتقار إلى الحافز، العلاقات الضعيفة، العلاقات العنيفة، العلاقات الخاوية، مشاكل جنسية، الضجر، حياة لا معنى لها، حياة لا هدف فيها، الشيخوخة، مشاكل جسدية، عادات غير مستحبّة مزعجة وغير مقبولة، أعمال إجرامية، إدمان على الكحول، تعاطي المخدرات، مشاكل العمل، الجنس، العلاقات بشكل عام، ممارسة التمارين، التلفزيون، الطعام، الكذب، بل وفي الحقيقة كل شيء تقريباً.
ففي البداية عادة ما ينصبّ الإهتمام في مثل هذه الأمور في معالجتها على البحث عن مسبباتها ووضع تفسير لها ثم التفكير بالعلاج المناسب. إنه اندفاع نبيل لا شك فيه، إلا أنه عادة ما يكون غير عمليٍّ ولا فعالاً. والسبب في ذلك أننا اعتدنا أن نبحث عن أسباب مشاكلنا في مكان آخر بعيداً عن داخل أنفسنا.
فلو أخذنا العوامل الخارجية المؤثرة في حياة الفرد لوجدنا أن أكثرها شيوعاً وقبولاً تلك الظروف التي مرّ بها في مرحلة طفولته وما اكتسبه فيها من خبرات، ثم العلاقات العائلية غير السّويّة، وظروف الزواج المتعَثِّر غير المريحة، أو أجواء العمل الضاغطة. ولذا فإن أغلب النظريات السلوكية تَعتبر أن واحداً أو أكثر من هذه العوامل هو المسبب الرئيس للمشكلة أو أنها من ضمن الأسباب المؤدية إلى تلك المشاكل السيكولوجية والعاطفية. وعلى امتداد عدة سنوات كانت غالبية المذنبين في هذا كله هم الأمهات وبعد ذلك أضيف الآباء إليهم. أما الآن فإننا نقرأ قائمة طويلة نجد فيها: الآباء والأمهات والأزواج والزوجات والأطفال بل والمجتمع بأسره، وقد صُنِّفوا على أنهم الأسباب الجذرية في معظم مشاكل الناس.
واليوم نجد أن من بين النظريات السيكولوجية، الأكثر شيوعاً في أمريكا الشمالية، تلك التي تتناول حالات: العائلات المنقسمة، الإدمان، العلاقات المسيئة، عدم مبالاة الأطراف الأخرى بالمشكلة ضمن العائلة بدل المساعدة في التخفيف منها. فمعظم المعالِجين تبنّوا هذه النظريات بكل ارتياح وحماس، حتى أن بعض المروِّجين لتلك الأفكار يزعمون أن أكثر من (90% ) من مجمل الأسر في الولايات المتحدة تعاني من خللٍ ما، وأصبح من الدارج شعبياً أن يبيح الناس بما يحدث من خلل في أسرهم، أو بأنهم أشخاص مدمنون، وأنهم مُثيرون للمشاكل، أو أنهم ضحية الإساءة بأنواعها... وهكذا.
هناك مدارس فكرية أخرى شائعة تَعتَبر أن المشاكل العاطفية والسيكولوجية أساسها اضطرابات كيميائية وهرمونية في الجسم، وعوامل أخرى وراثية (جينية)، أو راجعة إلى سوء في نوعية التغذية. فشعبيةُ مثل هذه الآراء تتضح من قوة إنتاج مصانع الأدوية ومعامل تصنيع أنواع المأكولات التي تجني أموالاً طائلة بفضل ما ينفقه الناس طواعية وهم يبحثون عن وصفة دوائية معجِزة، ومأكولات إضافية، أو اتباع نظام غذائي محدد، وفوق هذا كله ذلك الدعم القوي الذي تتلقّاه هذه المدارس الفكرية من أوساط بعض العلماء والوكالات المموِّلة.
تمرّ اليوم فروع دراسة السيكولوجيا بفترة يمكن اعتبارها عصيبة، ذلك لأن الفهم المتقدم الحديث لوظائف المخ وأعماله قد أتاح الفرصة أمامنا لاستخراج وفصل العوامل الكيميائية المؤثرة، بدرجات متفاوتة، في علاج بعض الحالات مثل الإكتئاب، والقلق والإنفصام العقلي "schizophrenia"، وأسقام الوسواس القهري "obressive - compulsion"، ويأمل الكثير من الأطباء والباحثين اليوم في اكتشاف العقاقير الشافية أخيراً لجميع الأسقام العاطفية والعقلية لتمنحنا الفرصة في العيش سعداء في حياة هانئة بتناول بعض الحبوب على الدوام كل يوم. إن تطلعات كهذه لا شك أنها تدل على مدى ضحالة معرفتنا بحقيقة أنفسنا: مَن نحن، وماذا يعني كونك إنساناً.
فعندما تأتي نهاية المطاف، ونرى أن مَدُّ البهجة المصطنعة بهذه التطورات الحديثة آخذ في الإنحسار، سنشاهد بكل وضوح أن جميع النظريات كانت تحمل جزءاً من الحقيقة، وكل واحدة منها تفسِّر لنا واحداً أو أكثر فقط من جوانب الحقيقة الإنسانية المركبة. لقد أصابت النظريات السيكولوجية في تحديدها ما للأسرة من دور رئيس وهام في التربية، وأهمية النشأة المبكرة وتأثيرها في عواطفنا وانفعالاتنا. ولا شك أن هناك عائلات تؤمِّن بيئة أفضل من غيرها في رعاية أطفالها وتنشئتهم، وبالمقابل هناك الدلائل الكثيرة القاطعة بأن الفقر والتعصب والظلم والعنف وعدم المساواة ليس لها تأثيرها السلبي على المجتمع فحسب، بل وبما تحمله من تبِعات سيئة للغاية على الناحية النفسية لدى الأفراد أيضاً. وإذا توجّهنا إلى الآراء الحالية الأخرى التي تبحث في أسباب الأزمات السيكولوجية، لوجدنا أن هناك بالمثل دلائل لا بأس بها بأن بعض الأسقام العاطفية والعقلية إنما هي وراثية الأصل وأخرى لها أسبابها العضوية. فالأبحاث الحديثة قد دلّت على أن للغذاء تأثيره الواضح على حالاتنا العاطفية. لقد أصبح واضحاً تماماً، مع الأسف، أن مؤسسة الأسرة في عالم اليوم تعاني من أزمات صعبة للغاية. فالحياة الزوجية والأسرية آخذة في الإنهيار بوتيرة خطيرة، وأصبح الوالدان أكثر انهماكاً وانشغالاً بما يُشبع مطالبهما الشخصية واللهاث وراء المال وحياة اجتماعية تروق لهما بحيث لم يعد لهما وقت كاف ولا تلك الرغبة أو القدرة على ممارسة دورهما الأبوي. وبذلك أصبحنا نرى أطفال العالم ينشأون ويعيشون في بيئة وظروف صعبة ومروّعة للغاية؛ فالملايين منهم يموتون جوعاً أو يقعون فريسة أمراض يمكن علاجها او درؤها، والملايين الأخرى هم ضحايا الفقر والفاقة والعنف والحروب المدمرة. أما الملايين الذين يتمتعون برغد العيش وفي ثراء فاحش نراهم في فقر روحاني مدقع. هناك الملايين من الأطفال المحرومين من التعليم والتربية الحقيقية، ولذلك نشأوا وكبروا أنانيين محبّين لذاتهم تقودهم غرائزهم وهم حاقدون خائفون. إنهم أطفال لم ينشأوا أو يتربوا على ثقافة التفكير بغيرهم من أهل العالم، وتفحُّص الأمور والتدقيق فيها بأسلوب علمي، ولم تتنوّر بصيرتهم روحانياً، ولم يتثقفوا خلقياً وليس لهم من هذا القبيل في شيء.
وعليه، فإنه حريٌّ بنا، ونحن نتبع الأساليب العلمية، أن نُحدِّد الخاصّيات اللازمة للعائلة السليمة من الناحية الجسمانية والنفسية والروحانية حتى يكون بمقدورنا وضع أساليب إجتماعية وتطبيقات تهدف إلى تقوية الأسس التي تقوم عليها الحياة الزوجية والحياة العائلية. فإذا ما تجاهلنا خير الأسرة وما تتطلبه حياتها السليمة وأهملنا صالحها فإن ذلك وحده سيعيدنا ثانية إلى عصرٍ من الهمجية والفوضى أكثر تدميراً مما شاهدناه حتى الآن في تاريخ البشرية.
إن التوجه نحو إرجاع السبب في معظم المشاكل الفردية والإجتماعية، إما إلى عوامل سيكولوجية أو عضوية (جسدية)، لا يرتكز على أساس علمي. فقد أخذ هذا التوجه دوره مبدئياً لأننا لم نطوّرْبعدُ مفهوماً متكاملاً للحقيقة الإنسانية، التي تضم كل جوانب وجودنا، من شأنه أن يفسّر لنا علاقة تلك الجوانب بعضها ببعض. فلم نفُزْ حتى الآن ﺒ"الوحدة الفكرية" "unity mindset"، ذلك التطوّر الضروري الهام في العلاج النفسي. فعملية العلاج النفسي، في شكلها الحقيقي السليم، هي عملية متكاملة متحدة تسمح لتطوُّرِ توحُّدِ الإنسان في داخله واتحاده مع الآخرين في علاقات سليمة.
في الصفحات الباقية من هذاالفصل سوف أركّز على خصائص المعالِج النفسي والمواقف تجاه هذه المعالجة، والخطوات التي يحتاجها الفرد في تحقيق الوحدة داخل النفس البشرية.
خصائص "المعالِج"
في سبيل الحصول على الوحدة الفكرية وتطوير إطار متكامل لعملية العلاج النفسي، على المعالِج أن ينظر مريضَه على أنه وِحْدة متكاملة وإنسان ذو كيان موحّد فيفهمه ويقدّره على هذا الأساس، وكشخص له جسمه وعقله وعواطفه وانفعالاته وأفكاره ومفاهيمه وأفعاله، وليس هذا فحسب بل عليه أن يحبّه أيضاً محبةً روحيةً غير مشروطة بكل ما في الكلمة من معنى. فالمحبة إكسير العلاج النفسي والشفاء إذ تخلق في البداية حالة من الوحدة بين المعالِج والمريض، وتضعهما في منزلة متساوية رائعة من العلاقة بينهما. كما أن المحبة تُبعِد المريض عن جوّ التسلّط والتحكّم والتلاعب وانعدام الثقة، وتُبعِد عنه، خلال فترة العلاج، شعورَه بأنه الضحية المخدوع أو المُساء إليه. وبهذا الأسلوب تصبح المحبة الطاهرة غير المشروطة تلك القوة المحفِّزة لتطور المريض ونموّ قدراته وتساعده على التعامل مع الجوانب المؤلمة في حياته بقدر أكبر من الثقة والإطمئنان.
وتحتاج عملية العلاج النفسي أيضاً أن تكون بمجملها عاملاً مشجعاً ومحفّزاً، والتشجيع يتطلب درجة عالية من النضج عند المعالِج الذي عليه أن يكون قادراً وراغباً في رؤية النواحي الإيجابية في المريض، فلا يقتصر عمله على تعزيزها فقط، بل ويباركها ويُبدي إعجابه بها أيضاً. بهذه الطريقة نرى الشخص الذي يشكّ في نفسه ويرفضها ويكرهها سوف يطوّر لديه بالتدريج ثقة بالنفس وقبولاً لها فيبادر إلى حبّها.
وعندما يطوّر الفرد إحساساً إيجابياً بنفسه سيجد أن تحدياً جديداً أمامه قد ظهر في حالة غير متوقعة، وبدون التصدي لهذا التحدّي لا يمكن للأفراد أن يكملوا نموّهم وتطورهم، وأن يُشفوا الأسقام السيكولوجية التي يعانون منها بشدة. إنه تحدٍّ كبير يتمثل في ضرورة "نكران الذات" "selflessness"، والتوجُّه نحو الوجهة الأخرى. فالعملية العلاجية، في أعماقها، إنما هي عملية تمرّ في مراحل تتحول فيها الأنانية والتركيز على الذات إلى قبول الذات أولاً ثم يبدأ تطور هذا المفهوم عن الذات إلى أن يصل في النهاية إلى مرتبة نكران الذات.
كل مرحلة من هذه المراحل تُعتبر سليمة وصحّية إذا انحصرت في حدودها. فالأنانية والتركيز على الذات هي من سِمات الطفولة وتصبح غير سليمة إذا تعدّتها. إلا أن الكبار أيضاً يعانون منها في حالات المرض الشديد والحرمان أو حين يتعرّضون للخطر. ففي الحالات الطبيعية يكون التركيز على الذات عند البالغين أمراً غير سليم ويجب التخلص منه بالكلية إلى أن نصل إلى حالة من قبول الذات بشكل أكثر نضجاً وسلامة. هذا هو المطلوب أن يصل إليه الفرد في نهاية مرحلة مراهقته. ففي فترة الطفولة والمراهقة وفي الظروف المناسبة يجب تطوير درجة عالية من تقدير الفرد لطاقاته وقدراته حتى يستطيع قبول نفسه بكل مزاياه الإيجابية ومواهبه الكامنة التي يجب أن تبرز إلى حيّز الوجود، وكذلك نقائصه ومواطن ضعفه التي يجب التخلص منها. فحقيقةُ أنّ كثيراً من الناس اليوم لم يستطيعوا بلوغ مرحلة قبول النفس تُعدّ وصمةً تطبع حال عالمنا الحاضر.
وحتى قبول النفس بحدّ ذاته لا يزوّدنا بالقوة الكافية ولا بالبصيرة والعمق اللازميْن لتأسيس حياة سعيدة بنّاءة لها معناها. إذ علينا أن نستمر في عملية نموّنا لارتقاء مستويات أعلى من تطوّر الذات والتي تشمل مهمّتين على الأقل: فمن ناحية يتطلب التطور الذاتي منا أن نركّز على طاقاتنا في المعرفة والمحبة والإرادة، وأن نجعل من كل مجهود في هذا المجال دُفعةً تزيدنا معرفةً خاصة بأنفسنا وبالآخرين، ونجد فيها المزيد من المحبة في علاقاتنا، وتجعلنا أكثر انضباطاً وخلاّقية في نشاطاتنا. ومن ناحية أخرى يتطلب التطور الذاتي أن نتحكم بنزعاتنا السلبية المدمّرة لنرتقي مستوى رفيعاً من القيم الأخلاقية والمبادئ العليا في كل جوانب حياتنا.
بهاتين العمليتين معاً نبدأ في تطوير أنفسنا بكل ما في الكلمة من معنى. فالتطوّر الشخصي لا يمكن له أن يحدث في ظل انهماكنا بأنفسنا وتحقيق رغباتنا وما نشتهيه بأسلوبٍ كيفما كان. فعندما نطوّر أنفسنا حقاً فإننا نكتشف أن التعبير الطبيعي عن ذلك التطوّر يكون في نبذ الأنانية بنكران الذات، وأعني بذلك التقليل من التركيز على الذات إلى اهتمامٍ أكبر بالآخرين – بحاجاتهم وأفراحهم وأتراحهم وكذلك بإنجازاتهم. بهذه الطريقة تنشأ علاقة متبادلة من الأخذ والعطاء والمشاركة والتعاون، وتأخذ الوحدة طريقها إلى التطور والنماء، وتتمهّد الطريق بالتالي نحو التحوّل الروحاني، قمة التطور.
إن نكران الذات هو حالة روحانية تحتاج إلى محبةٍ ذاتنا ومحبةِ حقيقتنا الداخلية وتقدير أصالة نُبْلنا. فمحبة ذاتنا لا تعني الأنانية، فهي ضرورية ومشروعة فقط عندما نمنح محبتنا للآخرين ونستقبلها منهم وندخل معهم في علاقة من الوحدة. إنها دورة خلاّقة: نكران الذات يتطلب محبة الذات أولاً، ومحبة الذات تغذيها محبتنا للآخرين، ومحبتنا للآخرين لا تتقوى جذورها إلا في الخطوات الأولى نحو نكران ذاتنا وبها نزداد رغبةً وتقارُباً. وإذا ما انعكست الآية وأصبحت الدورة الخلاقة دائرة شر وفساد مفعمة بالأنانية والتركيز على الذات، يصبح الأخذ والعطاء والمحبة أمراً مستحيلاً بالكامل ويقع الجميع فريسة الكراهية وانعدام الثقة ليعيشوا عيشة الغرباء.
عندما نتأمل في التصميم الإلهي في مخلوقه الإنسان نجد واضحاً أنه عندما ننتقل من المراهقة إلى البلوغ فإننا نصبح جسمانياً وعقلياً، ونأمل أن يكون عاطفياً وروحياً أيضاً، مهيّأين لأن نعطي من أنفسنا ليس لما يتطلبه عملنا فحسب، بل ما تتطلبه حياتنا الزوجية من تضحيات أيضاً، وكذلك الأمر مع والدينا ثم أطفالنا فيما بعد. إلا أن بتوجهاتنا الخطأ يحدث الخلل.
لقد حدّدتُ حتى الآن بعض المتطلبات الأساسية لعلاقة سليمة في المعالجة النفسية وهي علاقة تمكّن المعالِج من رؤية المريض ككل وكوحدة متكاملة، وأن يحبه حباً غير مشروط وأن يعمل على تعزيز عملية تطوره الذاتي.
على المعالِج أيضاً أن يشعر بآلام الآخرين ومعاناتهم وأن يتعامل معها بطريقة سليمة. وكما مرّ ذكره، فإن الألم والمعاناة إنما هي جوانب ضرورية للحياة ولازمة من أجل النموّ. فعلى المعالِج أن يكون قادراً على الإحاطة بالألم وفهم دلالاته فيعمل على التقليل من حِدّته ثم يتعرف على مسبّباته ويحدّدها، وبعد ذلك يساعد على بُرء الحالة.
وأخيراً فإن على المعالِج أن يكون هو نفسه مُحباً للحياة ويرهَب الموت أيضاً. إنه جانب هام في فن المعالجة، فعليه أن يتعامل مع رهبة الموت حتى يتمكّن من بذل طاقته في الحفاظ على الحياة. إن الخوف من الموت غالباً ما يظهر في مستوى يكون دون الوعي وأحياناً يرتفع إلى مستوى الوعي، خاصة عندما يعاني الناس حالة من المعاناة وسقم المشاعر. لذا فإن المعالِج الذي يتفهم قوى الحياة والموت سيكون قادراً على تفهّم درجة تلك المشاعر والعمل على رفع وتيرة التفاؤل والبهجة ومحبة الحياة عند المريض ليساعده في التخلّص من مشاعر اليأس والكرب والخوف التي تلازم حالات الضغط العاطفي أو الجسماني أو كليهما معاً. بهذه الطريقة يعمل المعالِج على تعزيز القدرات العلاجية الكامنة في كل فرد.
بعد أن استعرضتُ بعض الخصائص الهامة في المعالِج، من المفيد مناقشة بعض الخصائص الواجب توفُّرها في المريض حتى تؤتي عملية المعالجة أُكُلَها.
الموقف من المعالجة
إن أولئك الذين يقررون اللجوء إلى المعالجة عليهم قبل كل شيء أن يبحثوا عن معالِج يمكنهم الوثوق به من حيث الكفاءة المهنية وما يتحلى به من قيم أخلاقية وسلوك لا شائبة فيه. فثقة كهذه ضرورية لكل علاقة علاجية ناجحة. حتى لو تطلّب الأمر عناء القيام بعدة محاولات للوصول إلى المعالِج الكفؤ، فإن ذلك يستحق كل مجهود يُبذل في هذا السبيل في البداية. ثم يأتي بعد ذلك موضوع هام هو– التعاون – الذي يصبح ممكناً وميسّراً، وهو العامل الضروري الثاني الذي سيُبنى على تلك الثقة.
يتوجب على المريض أن يتعاون مع معالِجه بأقصى ما يستطيع حتى يتمكن من الإستفادة من علمه وخبرته وكفاءته إلى أبعد حدٍّ ممكن. فالثقة والتعاون من شأنهما أن يزيلا العوائق التي عادة ما تحُول بين الناس في علاقاتهم، وأن يمهّدا الطريق نحو خلق المتطلّب الضروري لعلاقة ناجحة مع المعالِج وهو الوصول إلى حالة من الوحدة (بين المعالِج والمريض).
فالوحدة الناشئة بين الأطراف المعنية في المعالجة تجعل من التلاقي الفكري بينها أمراً ممكناً؛ فيتبادلون الأفكار، وتتكشّف العواطف والمشاعر، ويتم التعرّف على الآمال والتطلعات، وبموجها توضع خطط العمل. وكل ذلك ضروري للشفاء بأسهل الطرق وأيسرها. بهذه العملية يبدأ الأفراد المعنيون يشعرون بتقارب أكبر نحو أفكارهم ومشاعرهم ويصبحون أكثر وعياً بسلوكهم، فتنخفض لديهم وتيرة القلق والإرتباك، وتنشأ بداخلهم بالتدريج حالة من الشعور بالأمان ودرجة كبيرة من الوحدة بين أفكارهم ومشاعرهم وأفعالهم، إلى أن يصلوا في النهاية إلى حالة من التكامل ستأخذ بُعداً روحانياً، إن عاجلاً أم آجلاً، إذا ما توصلوا إلى إدراك حقيقة أنفسهم.
إن العامل الأساس في هذا التطوّر الهامّ يرجع إلى موقف المريض ومفهومه عن الألم والمعاناة. وكما مرّ ذكره فإن الألم إشارةُ تَنْبيهٍ إلى وجود خلل من الضروري إصلاحه، ولذلك يُعتبر نعمةً للإنسان. ومع كل ذلك كثيراً ما نكون نحن السبب في الألام وجلب المعاناة لأنفسنا. ولذلك من المهم جداً لنا، بمجرد إدراكنا حقيقة ذلك، أن نبادر إلى تصحيح الأخطاء. أما عملية المعالجة فإنها الطريق الأمثل نحو ذلك الوعي الذاتي المطلوب لمعرفة مكمن الألم.
هناك أمر لا يمكن فصله عن موضوع الألم ومسبباته، ذلك هو أجل الإنسان وحتمية وفاته. فطريق الشفاء يمرّ عبر وعينا بحقية معنى الحياة والموت والعلاقة بينهما التي لا انفصام لها. فالعملية التي تجعلنا واعين بحتمية أجلنا ومدركين لحقيقتها إنما هي عملية عاطفية وروحانية في طبيعتها. وكما وضّحتُ سابقاً، فإن الولادة والموت عاملان لا ينفصمان عن الحياة. فعندما نموت في الحياة الدنيا نولد في دنيا أخرى لحياة أسمى. فعملية المعالجة القائمة على مبادئ السيكولوجية الروحانية إنما تتطلب منا التأمُّل في ماضينا، والمضي قدماً تاركين وراءنا كل ما كان مؤلماً وسيئاً. وعلى هذا المنوال: نموت في ماضينا ونحيا بحاضرنا ونهتمّ بمستقبلنا. سأتابع كلامي من منظور ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا بعد أن أعرض موضوعاً جوهرياً هاماً يتلخص في أن هذه العملية تتطلب قدراً كبيراً من التفهُّم والتسامح.
فمسألة التسامح لها أهميتها الخاصة، خاصة فيما نعيشه حالياً من نوازع "الثأر والانتقام" التي بطبيعتها تسحق كل تطبيق عملي للعلاج النفسي. إن مقدرتنا على التسامح تحكمها عدة عوامل من بينها درجة نضجنا وثقتنا بأنفسنا، ومدى قدرتنا على خلق الوحدة المطلوبة في داخلنا، وأخيراً استعدادنا وقابليتنا للتسامي فوق ميولنا "الغرائزية" ﻠ"تصحيح خطأ مفهوم الأخذ بالثأر".
لنا عوْدٌ على هذه المواضيع عندما نتطرق إلى ديناميكية التحوُّل الروحاني. وقبل أن نشرع في ذلك يجدر بنا مراجعة عملية التكيّف في الحياة على أنها الهدف الرئيس للعلاج السيكولوجي.
يهدف جميع الأطباء النفسانيين إلى مساعدة المرضى لأن يصبحوا أكثر وعياً بطبيعة وديناميكية ودوافع انفعالاتهم وأفكارهم وسلوكهم وفي تحديدها والتعبير عنها بأسلوب "أسلم" وأكثر "واقعية". يشير المعالجون النفسانيون إلى أنه، بتزويد مرضاهم برؤى ومفاهيم كانت غائبة عنهم حتى ذلك الحين كلياً أو جزئياً أو كانت تحيّرهم، يتولّد لدى المريض ذلك الحافز نحو التغيير. فمحور عملية التغيير المطلوب يكمن في ما يسيطر على المريض من مفاهيم وأفكار ومشاعر تجاه نفسه ونحو الآخرين، ثم تغيير نمط سلوكه "غير السليم" أو "غير اللائق" أو "غير المقبول". وكذاك الأمر، فإن من المؤكّد أن العلاج النفسي يساعد في بلوغ درجة أعلى من النضج والنموّ لدى مَنْ يلجأون إليه. ومع ذلك، فإنه تبعاً لمفهومنا للطبيعة البشرية وما يمكن أن تمنحنا إياه وما نحمله من مفاهيم عن الهدف من حياة الإنسان وما فيه من قوى كامنة، يكون بمقدورنا أن نتغيّر وننمو ونغدو واقعيين متمتّعين بأصالة الإنسان. وبكلمات أخرى سنصبح كما نحن على حقيقتنا وكيف نرى أنفسنا وما نعتقده عن الحياة وطبيعتها. وفي النهاية فإن معظم المعالِجين، في أحسن الحالات، يساعدوننا في أن نصبح كما هي "حقيقتنا" و"أصيلين"، بقَدْر ما تسمح به مفاهيمنا عن الحقيقة والأصالة والموضوعية. وفيما يلي بعض ما يمكن أن يوضّح هذه النقطة.
في صلب نظرية التحليل النفسي يكمن اعتقاد بأن سلوك الإنسان تحرّكه قوى رغائبنا الجنسية وحاجة غرائزنا واندفاعاتنا العدائية. هذه المفاهيم تبنّاها وأقرّها بكل حماس كثيرٌ من الأفراد والمجتمعات في الغرب وأطلقوا بشأنها التفسيرات – طبعاً المبررات – وأرجعوها إلى أسباب تتعلق بالنواحي الجنسية والإشباع الذاتي الآني الذي لا يمكن تأجيله، والإتجاه العدواني والعنف السائد في تلك المجتمعات.
وبالمِثل، فإن نظرية السلوك الإنساني التي تَعتَبر المخلوقات البشرية مجرّد آلات وحيوانات، يبدو أنها قد أثّرت تأثيراً كبيراً على حياة أولئك الذين يعيشون في المجتمعات التي تبنّت تلك الأفكارعن الحقيقة الإنسانية. ومما لا شك فيه أن الحياة السائرة على نمط آليٍّ تتحكم فيها الطبقات الحاكمة المستبِدّة والصناعية لهي منافية حقاً للمتطلبات الصحية والطبيعية للإستقلال والحرية والخلاقية. ورغم أننا نمتلك معرفة وقدرة لا يُستَهان بهما فقد وضعنا لأنفسنا نمطاً للحياة يليق بالآلات والحيوانات أكثر منه بالإنسان.
إن هذه الملاحظات والمشاهدات لا تعني وحدها أن منظور التحليل النفسي والسلوكي للطبيعة الإنسانية هو السبب الأوحد لمآسي تلك المجتمعات ومشاكلها الواضحة. فما يمكن لتلك النظريات أن توضّحه لنا هو أن تلك المفاهيم قد أثرت كثيراً على نظرتنا لأنفسنا وساهمت في تفسير سلوكنا وتبريره وجعْلِه مشروعاً، وشجّعت على تبنّي أنماطاً من الحياة ضمن إطار تلك النظريات.
إن تبِعات هذه النظريات نجدها مؤلمة في ميدان العلاج النفساني. فهناك الدلائل الوفيرة على أنه في النصف الثاني من القرن الماضي خطت معايير المعالجة نحو تشجيع المرضى لمزيد من الإهتمام بما يحتاجونه وما يشعرون به وما يرغبون فيه وقليل من ذلك الإهتمام بمشاعر الآخرين واحتياجاتهم. فنجد أنفسنا على الدوام أمام ما يشجعنا على التعبير عن رغائبنا الجنسية بكل "انطلاق"، في السر أو العلن، وعلى إطلاق العنان لأنفسنا في التعبير عن غضبنا وإحباطاتنا ومشاعر العداء حتى نكون أكثر "حقيقيين" و"واقعيين". وبشكل عامّ أن نأتي بكل "ما نريد" ولو على حساب الآخرين. يبدو أن المدارس الجادّة للعلاج النفسي التي تتصف بالإنضباط والنظام قد حلّت محلها أشكال جديدة من "العلاج النفسي" التي تفتقر إلى الضبط والتنظيم والبحث الجادّ ويسودها جو اللهو بدل النظام والإنتظام.
فبينما تعتبر بعض المدارس الرئيسة في العلاج النفسي أن الألم والمعاناة ضروريان بل لا غنى عنهما في عملية نمو الإنسان، نجد أن طرق "المعالجة النفسية" الشائعة حالياً كثيراً ما تحثّ على تفادي الألم، وغالباً ما تُقدم للمرضى اقتراحات لأشكال متعددة من إشباع الذات آنياً. فاللجوء إلى ما يمنح المتعة الحسّية في وسائل "المعالجة"، الجنسية منها والحسية أو العقاقير الكيميائية، إنما هو مثال على هذا التوجه. والأنكى من ذلك وأكثرها إيلاماً وأذى تلك "الإيحاءات العلاجية" التي تتمثل في تشجيع المعالِجين مرضاهم على فعل ما يروق لهم. هنا تأخذ الرغبات الحسية والغرائزية مكانها الرئيس في الأهمية. فالمسائل المتعلقة بالتمييز بين الخطأ والصواب، واحتياجات المجتمع للقيم والأخلاق التي تضع الفرد أمام مسؤولياته، والعواقب العاجلة والآجلة المترتبة على ذلك كله، سيوضع في قالب فقدان الحسّ بالمسؤولية ويوزن في ميزان النسبية. فوجهات النظر هذه مستمدة من الآراء السائدة بأن المخلوقات البشرية تحكمها الغرائز، وأن الهدف من الحياة إنما هو إشباع الذات بغرائزها والسعي إلى تفادي الألم.
بعد هذا العرض المختصر لهذه النقاط يبرز أمامنا السؤال التالي:
ما الشكل المناسب إذن للعلاج النفسي؟
أو ربما بشكل أدق: ما مساهمات السيكولوجية الروحانية في ممارسات العلاج النفسي؟
لقد ناقشنا حتى الآن الدور المحوري للمعرفة والمحبة والإرادة في تطوّر شخصيتنا، كما استعرضنا تلك العلاقة القائمة بين أسقام المعرفة والمحبة والإرادة وأهم الإهتمامات البشرية الخاصة بالذات وبالآخرين وبعامل الزمن. والآن سنعرض إلى العناصر الرئيسة للعلاج النفسي ضمن إطار سيكولوجية الروحانية، وبعد ذلك سأركّز على ديناميكية التحوّل الروحاني.
إن الممارسات العلاجية النفسية المقترحة هنا ليست مُستَحدثة، بل هي مرتكزة على تجارب قائمة ومُثْبَتة جرى تطويرها خلال القرن العشرين. بيد أنه أضيفت إليها بعض النقاط المؤكَّدة، كما أن بعض الوسائل الأكثر فعالية من التي تستخدمها مختلف مدارس العلاج النفسي قد ضُمّت أيضاً إلى هذا النموذج العلاجي المتكامل. وهنا لا بدّ من التأكيد بكل شدة على كل فرد يتطلع أن يكون معالِجاً بارعاً بأن عليه أن يدرس مبادئ العلاج النفسي في مؤسسة علمية رفيعة المستوى، وأن يحصل على الدرجات العلمية المطلوبة والشهادات الأكاديمية اللازمة وما تتطلبه ممارسة هذا العلاج من رُخص وإجازات عمل. فالهدف من سيكولوجية الروحانية الواردة في هذا الكتاب ليس الإعتراض أو التنكّر لما قدّمته من مساهمات إيجابية معاهدُ طب الأمراض النفسية والعقلية لمفهومنا عن النفس البشرية والسلوك الإنساني من قِبل مدارس علوم التحليل النفسي والسلوكي والبيولوجي وغيرها من المدارس المختصة بالسيكولوجية الإجتماعية والعلوم الخاصة بالجهاز العصبي، بل إن هدفي الرئيس هو إبراز الضرورة القصوى لتكامل المبادئ الروحانية والعلمية في دراستنا النفسَ البشرية. من كتاب-( سيكولوجية الروحانيّة-من نفس منقسمة إلى نفس متكاملة- د. حسين ب. دانش.تعريب-د.نبيل مصطفى ، أ. مصطفى صبري-مكتبة مدبولي –القاهرة)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى تُصبح نفساً متكاملة- -البعد الروحاني للوحدة
- مقال أعجبني-ما أجمل تَسامُحهم!-رجال الدين المسلمون والبابا و ...
- حتى تُصبح نفساً متكاملة - تحدِّيات الوحدة والتكامُل
- المخ البشري والروح الإنساني:ديناميكية (حركة) الترقي الروحاني
- المخ (الدماغ)، الوعي، الروحانية
- نحو قواعد عامة للسلوك الإنساني
- المحبة والإتحاد
- من المراهقة إلى النضج
- الحرية وإرادة الإنسان
- أسقام المعرفة في حالةٍ تعالج المصاعب السيكولوجية بالنسبة للف ...
- أسقام المعرفة
- عندما تتجه الأمور نحو الأسوأ-المعاناة أول الطريق نحو الحقيقة ...
- سيكولوجية الروحانيّة وخصائص الإنسان الأساسية
- رؤيا جوهرية نحو سيكولوجية متطورة- المحبة والإرادة و البحث عن ...
- رؤيا جوهرية نحو سيكولوجية متطورة-الغرض من الأحاسيس
- قراءة في كتاب أمتع روحي-سيكولوجيّة الروحانيّة-من نفسٍ منقسمة ...
- قراءة في كتاب أمتع روحي-سيكولوجيّة الروحانيّة-من نفسٍ منقسمة ...
- قراءة في كتاب أمتع روحي -المادية كنهج للحياة
- معنى الإسلام
- الحياة الروحانيّة-4/4- -الحياة الروحانيّة والمجتمع البهائي


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - راندا شوقى الحمامصى - البعد الروحاني -التكيف في الحياة ومحدودية -العلاج- Life Modification and limits of the “Therapeutic”