أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد يوسف - احتقان مصر ولامبالاة الرئيس














المزيد.....

احتقان مصر ولامبالاة الرئيس


سيد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3019 - 2010 / 5 / 30 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى لغتنا العربية تعنى كلمة " جبلة" الناس أو الخلق أو الخليقة لكنها فى عامية المصريين فهى تعنى ذلك الإنسان الذى فقد معانى الإحساس والنخوة والكرامة فيقال لأمثال هؤلاء حين يراد الذم هذا جبلة...والإنسان السوى حين يُنتقد من كثير من الناس فإنه يتوارى خجلا ويتراجع عن نقصه وعيبه إلا حكام بلادى فهم من النوع الذى يمكن أن نطلق عليهم بأريحية شديدة وثقة تامة الحاكم الجبلة...شهد الله أن المرء لا يود نقد حكام هم أساسا لا يعون وربما لا يملكون من أمر أنفسهم شيئا هذا إن كانوا ما زالوا بيننا أحياء لم تقتلهم الشيخوخة والمرض بعدُ أو يتحكم فيهم الصبية من هنا أو من هناك...لكن مما يغيظ النفس أن تجد لامبالاة شديدة الوقاحة ممن يناط بهم إدارة شئون بلادنا.

يا له من مسلسل سخيف ومقرف أن تتحول الحكومات من خادم لشعوبها إلى دكتاتوريات مستبدة يصحبها اعتقالات وبيع البلاد وقائمة أخرى فقدت فعاليتها من كثرة تردادها لولا أن الناس فى بلادى يعايشون مرارتها بقسوة الفقر والقهر والمرض والجهل والحرمان وهو ما يفسر استمرار هذه الأحوال الفرط دون مجابهة قوية إذ كيف يدفع المرضى والمقهورون عن أنفسهم جبروت العتاة؟!

مصر تفور غيظا، ونيلها مهدد، وأهلها على موعد مع العطش ذلك أنها لم تجد من يدافع عن نيلها كما لم تجد من قبل من يحمى عمالها من التشريد والمعاش المبكر، كما لم تجد من يحمى أراضيها وشركاتها وبنوكها وثرواتها من البيع للأجانب، كما لم تجد من يدافع عنها من مصاصى الدماء المحتكرين لحاجات الناس من حديد وأسمنت وغذاء وألبان ولحوم ودواء وغير ذلك،...

كل ذلك يدفع مصر لمزيد مما هو فوق الاحتقان لكن حاكمها مقيم فى شرم الشيخ ولا يبالى، آلاف المعتصمين والمضربين ولا حياة لمن تنادى والرئيس لا يبالى ويرى فى اعتصامات الناس ظاهرة صحية لكن مع عدم الاستجابة لمطالب الحياة الضرورية لملايين المصريين، يطالبون الناس بالمطالبة بحقوقهم وفقا للضوابط القانونية وهم لا يسمعونهم ولا هم يستجيبون! يدفعون للناس رواتب وأجورا مهينة ويطالبونهم بفواتير مياه وكهرباء وتليفونات ونظافة وضرائب فوق ما يحصلون عليه من رواتب!

والمؤسف أن المواطن حين لا يجد ما يسدد به هذه الفواتير تطاله يد القضاء وحين يحكم القضاء بتحديد حد أدنى للأجور تتبجح الحكومة- كذبا وسفها- بأنها لا تملك تنفيذ هذا الحكم ولا يطالها عقاب !

ما الحل؟ إن هذا الاحتقان لا مآل له إلا مآل واحد: الفوضى والقلاقل حتى وإن راهن السفهاء على وداعة المصريين ذلك أن كثيرا من المصريين لم يعد لديهم ما يخسرونه لا سيما وأن البرج العاجى الذى يحيط الحاكم نفسه به فى شرم الشيخ يبعث على الاستفزاز ويؤذن بالبحث الجاد عن رئيس لمصر غير الموتى والأغبياء أولئك الذين اكتشف الناس معهم مدى الخديعة التى كانوا يعيشون فيها فى مظهرين أحدهما شديد الخطورة والأهمية وأقصد به تهديد حصة مصر من نهر النيل والأخر قليل الأهمية وأقصد به تداعيات مباراة مصر والجزائر وحكم الفيفا المخفف على مصر فقد كشف هذان الحدثان- على الأقل- أن رئيس مصر لا تعنيه ثروات مصر ولا كرامتها ولا نيلها ولا عمالها وإنما تعنيه أشياء أخرى هى بالتأكيد لا تعنى المصريين.

مصر فى حاجة حقيقية إلى رئيس يتسم بأربع صفات على الأقل: أن يكون ذكيا لا غبيا، وطنيا لا عميلا، قويا لا ضعيفا، محاربا للنفاق لا مرحبا به...ولقد علمنا من استقراء التاريخ ألا حرية بلا ثمن ولا نهضة بلا تضحيات كما لا ورد بلا شوك.

سيد يوسف



#سيد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبى الغباء أن يفارق أهله
- الوجوه الكريهة للأحزاب الحاكمة
- فى بيتى كيلو عسلا
- تفاوت الأجور فضيحة يجب تداركها
- تأملات سياسية فى الأحوال المصرية 2010
- الذين يصلحون ما أفسد الناس
- مصر مدفوعة لتعديل الدستور
- تأملات فى اعتقالات الإخوان
- مصر يمكنها أن تشرب الغاز!!
- مماليك الحاضر لا يعقلون
- لا تخشوا على الألماس من الزجاج
- تأملات فى أحوالنا العربية
- تزييف العقل العربى بثقافة الاستلاب
- ماذا تبقى لمصر؟
- مصر تدفع ثمن أخطاء حكامها
- موعد مع كارثة
- تأملات سياسية فى الشأن المصرى
- اللواء أركان حرب نجل مبارك
- إذا غيب الحاكم زادت البلطجة والعنف
- حين تسرق الأوطان العظيمة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد يوسف - احتقان مصر ولامبالاة الرئيس