نظرة في تاريخ مصر

رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 20:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نظرة في تاريخ مصر والشعب المصري أن مصر من أقدم الدول في العالم، إذا لم تكون الأقدم بالفعل، وأن مصر أيضاً الدولة التي تعرضت للهجوم والاحتلال أكثر من بقية دول العالم على مر العصور، وهذا مدون في التاريخ، ولا أحد ينكر ذلك هذا بما يخص الأرض المصرية، أما بما يخص الشعب المصري هذا أمر آخر وأن المصريين عموما هم من أكثر شعب الأرض وطنية وانتماء لوطنهم المصري حتى لو كانوا جائعين أو مضطهدين أو معتقلين أو عريانين أو ظروفهم مثل الطين أو خارج مصر الأم منفيين، إن المصريين لديهم وطنية عارمة من آلاف السنيين، أي الشعب وليس الحكام الظالمين، وأعتقد أن شعب مصر من الشعوب القليلة في العالم التي لم تترك مصر في أحلك الظروف والمحن، وأنها لم يهاجر منها هجرة جماعية إلى دول أخرى كما حدث مع شعوب أخرى، وان الهجرة الوحيدة التي هاجر فيها المصريين كانت داخل مصر أي من مكان إلى مكان على نفس الأرض المصرية، وهل هذا من الممكن أن يكون له علاقة بالجينات الوراثية أو توارث عند المصريين منذ أن كانوا يعبدون الحكام سواء كان الحاكم ظالم أو مظلوم أم ما السبب الذي جعل الشعب المصري يدافع عن أرضه وعرضه بكل ما يملك دون أن يدافع عن حقه في مصر، إذا كان الأمر له علقة بالدين فليترك المصريين الحديث عن أي دين والذي بسببه أصبحوا متهمين بالإرهاب وأن يبحثوا عن حقوقهم المسلوبة.
هذا شيء مخزي أن يكون المصريين أكثر شعوب العالم وطنية وانتماء وعلى النقيض يكونون أكثر شعوب العالم أيضاً فقراً، ولكي نتخلص من هذا الفقر والذل لا بد أن يتثقف الشعب المصري بثقافة المنزل وليس بثقافة الدولة المستبدة التي تخدم الحاكم الظالم وأتباعه الظلمة، أي علي أبناء الطبقة الوسطى وأبناء الفقراء الذين يخدمون في الجيش والشرطة والذين هم حماة مصر الفعليين وليس هؤلاء الظلمة والناهبين لثروات البلد فلا تصبحوا آلة في أيديهم لتقوموا بقمع أخوانكم من المصريين الفقراء والمستضعفين من أجل السفلة المحتلين، أي عليكم بعصيان الأوامر تجاه الذين يقومون بالمظاهرات الذين يطالبون بحقوقهم المسلوبة وأن الأوامر لا تطاع إلا في حالة الحرب وفي ملاحقة المجرمين أمثال هؤلاء، أي يجب عليكم فهم ذلك حتى لا تكونوا مشتركين في أعمال قذرة لا تشبه إلا هذا النظام، وان ثقافة المنزل وما يجب فعله من الآباء والأمهات للأبناء حتى يترسخ عند المصريين أنهم أصحاب هذه البلد ويجب عليهم أن يحافظوا عليها وعلى حقوقهم فيها، وأننا لسنا سياح لنترك لهؤلاء الظالمين في الدولة أن يطيحوا بالناس كيفما يشاءون يمين وشمال، وهم في أرذل العمر خرفوا وخربوا في مصر، والنظام يفتعل الفتن بين أبناء الشعب المصري الذي لم يعلم شيء عن هذه الفتن إلا في عصر الرؤساء الثلاثة الذين وصلوا إلى الحكم دون أن ينتخبهم أحد غير أصحاب المصالح الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية فقط ولا هم لهم بالأغلبية المنتهك حقوقهم.
وعلى سبيل التذكير نذكر الشعب المصري وقلنا ذلك مرارا وتكرارا حتى لا يظل أرجوحة بين رجال الدين والسياسيين، نذكر المصريين بحياة الشعراوي ومحمد سيد طنطاوي وغيرهم من المتواجدين من رجال الدين هل سمعتم يوما أن تكلم احد من هؤلاء عن فقراء المصريين أو انتقد أحدهم ما يحدث في مصر من فساد واستبداد، وعن حقوق هذا الشعب العريق حتى لا تذهب أدراج الرياح، لم نستمع قط من هؤلاء ولم يتكلم أحد منهم كلمة حق، ومنذ أن أصبحت مصر بين كهنوت رجال الدين من جهة وكهنوت رجال السياسة من جهة أخرى وجميعهم أقذر من بعض، رجال الدين دورهم الصمت وخدع المصريين بما يفعله الحاكم المستبد في الشعب وهنا يكون رجال الدين كما يطلقون على أنفسهم هم مشتركين في ظلم المصريين بل أنهم بذلك أكثرهم ظلما من الحاكم، وكما قلت من قبل نقول للمصريين دعوكم من الكلام في أي دين أو الاستماع إلى هؤلاء لأنهم أكلوكم باسم الدين وابحثوا عن حقوقكم وأنتم لستم عجزة أو معاقين حتى تظلوا مستعبدين من مجموعة محسوبة على البني آدمين، فمن العار على المصريين أن يكونوا بهذا الانتماء والوطنية ويكونوا بهذا الحال المؤسف، ومن المفروض على شعب مثل الشعب المصري أن يكون هو الذي يتحكم في الحاكم وليس العكس، وأن مصر ليست ميراث لهؤلاء، وحتى لو كانت ميراث يوزع بالعدل (مصر مهيش نهيبة ينهبوها شوية بلطجية) وأعتقد وليس جزم ومن وجهة نظري خسارة فيهم الإنسانية.

#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل