أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - معتز حيسو - الصحافة العربية ( ملاحظات أولية)














المزيد.....

الصحافة العربية ( ملاحظات أولية)


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 22:26
المحور: الصحافة والاعلام
    



تعمل المؤسسات الإعلامية الرسمية على صياغة الوعي الثقافي وتنميطه وفق أشكال تعبّر عن الوعي السياسي والثقافي الرسمي السائد. و تحاول السلطات السياسية احتواء واحتكار السيطرة على كافة المنابر الإعلامية لتوظيفها في بسط أهدافها العامة، وفرض سيطرتها على كافة المفاعيل الاجتماعية لتشكيل نمط ثقافي وسياسي أحادي على قاعدة تجفيف منابع التنوع والتعدد. مما يعني بأن انكماش هامش الحريات الثقافية والسياسية، يعكس شكل ونمط السلطة السياسية السائدة. لذلك يمكننا التأكيد بأن حرية التعبير على قاعدة التفاعل والتناقض في إطار مناخ ديمقراطي تشكل أهم المداخل لتحرر المجتمعات.
إذا تجاوزنا إشكاليات وتناقضات الصحافة الرسمية التي تحولت لحقل سلطة ثقافية للفئات السياسية المسيطرة.نرى بأن الانفتاح النسبي للعديد من المجلات والجرائد الورقية، لم تتمكن من تجاوز بعض الإشكاليات والتناقضات التي تسم الصحافة الرسمية، في وقت نرى فيه ضرورة تحررها واستقلالها عن التجاذبات، وتحديداً في بلدان تتمتع بسويات مقبولة من الحريات العامة والديمقراطية السياسية.
وقبل أن نستعرض أياًَ من هذه الإشكاليات، نؤكد بأن ما سنبسطه، يأتي من باب الحرص على توسيع وتعميق حرية التعبير الضامنة لتّنوع الثقافي والسياسي:
ــ يشكل الولاء والتبعية والارتهان لجهات محددة أحد أبرز الإشكاليات التي تعاني منها الصحافة. ولكون ظاهرة الولاء والموالاة تحدّ من حرية الرأي والتعبير،نرى كيف تنحصر غالبية الصحف في إطار سياسي محدّد، مما يؤسس لثقافة أحادية تحد من الارتقاء بثقافة الحوار التي تمثل جوهر التطور المعرفي.
ــ الحسابات الشخصية للقائمين على عمل الصحيفة. ويمكننا أن نلاحظ من خلال هذا الجانب كيف يتم التركيز على أسماء كتاب وصحفيين محددين، ذلك تبعاً لمكانتهم المهنية،الرسمية، الوظيفية،الشخصية، أو لدرجة تعبيرهم عن التوجهات الأساسية للصحيفة.
ــ التركيز على القضايا الإخبارية، واستبعاد المواضيع ذات البعد الفكري والنظري والتحليلي تحت ذرائع مختلفة، منها أن المواطن يريد /سندوتش/ ( وجبة معرفية يومية سريعة) لأنه غير قادر على التركيز، لعدم توفر الوقت اللازم لمتابعة الأبحاث والمواضيع النظرية والبحثية. وهذا بطبيعة الحال لا يخدم تطوير المستوى الثقافي و الوعي الاجتماعي، و تمكين الفرد من أدواته المعرفية على أسس المنهج النقدي.
ــ تركيز المسؤولين الإعلاميين على استبعاد وإهمال المواضيع ذات البعد الأيديولوجي/ الفكر النظري، ظناً منهم أننا نعيش مرحلة سقوط الأيديولوجيات. وهم على علم ودراية بأن الأسس المعرفية التي يشتغلون عليها تصب في مجرى الوعي الأيديولوجي.
ــ إن العمل الصحفي بأشكاله ومستوياته الراهنة، يتنافى مع المعايير الديمقراطية لحرية التعبير، التي يجب أن تكون مصانة لجميع العاملين في الحقل المعرفي والثقافي، مما يعني بداهة بأن الصحف التي تدّعي الاستقلالية، لا تساهم في تمكين حرية التعبير، بل تتماهى برفض ثقافة الحوار مع أشكال أداء الصحف العربية الرسمية، ويمكن أن تكون هذه الآليات للحفاظ على استمرارية الصحيفة، وضماناً لكسب ود جهات معينة أو لعدم معاداتها ...
ــ إن حرصنا على تمكين وتطوير الصحافة الورقية، يجعلنا نؤكد على الانعكاسات السلبية لإغلاق أبواب التعبير أمام الكثير من الكتّاب، وهذا يساهم في تقديم خدمات مجانية للقيّمين على الصحافة الرسمية. و نرجح بأن كثيراً من الصحف الخاصة التي تدعي الاستقلالية لا تتجاوز الهوامش المتاحة حرصاً على استمرارها، مما يعني تساوقها مع الأوضاع السياسية السائدة.
ــ أخيراً يجب التأكيد بأن زمن هيمنة الصحف الورقية في تراجع، لأنه وكما يعلم الجميع، بأن الصحافة الكترونية ( النت) تهيمن تدريجياً على الفضاءات الثقافية، وباتت تمثل مجالاً مفتوحاً للتعبير عن الرأي، ويوجد الكثير من المواقع والمنابر الإعلامية الكترونية تمارس عملها على أسس مؤسساتية ديمقراطية مفتوحة تغزو من خلالها الصحافة الورقية في عقر دارها. ويمكننا أن نؤكد بأن النت هو الشكل الأكثر تعبيراً عن مستقبلنا الثقافي، لكونه يعبّر موضوعياً عن ثورة الاتصالات الرقمية فائقة التطور والسرعة في نشر المعلومات وتبادلها. ولإدراكنا أهمية الدور الذي تمثله الصحافة الورقية في تطوير الوعي الاجتماعي، ولكونها لم تزل خيار المواطن الرئيسي في الحصول على المعلومات، نؤكد بأن الآليات الديمقراطية وتمكين حرية التعبير يمثل الحصن الأخير لاستمرار دورها التنويري اجتماعيا أطول فترة ممكنة.
**************************************************************************



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكاليات الإعلام الرسمي
- واقع الإعلام في اللحظة الراهنة
- أن تكون يسارياً
- هل بات مفهوم الثقافة عائماً وملتبساً
- تناقضات رأس المال
- أوهام مواطن عربي
- إشكالية اليسار الماركسي مقاربة الواقع اللبناني
- نهايات عربية
- بعض مهام الماركسية واليسار في المرحلة الراهنة
- العلاقات الإيرانية – السورية واقع وآفاق
- التأزم الإيراني وإشكاليات التحول
- لن نكون طائفيين ولن نتشبه بهم
- قراءة لواقع راهن
- القمم العربية واقع وسيرورة
- الإنسان أولاً
- الأزمة الاقتصادية تعيد ماركس إلى الصدارة
- إشكاليات الجمعيات الأهلية ( تمكين وآفاق )
- الإمبريالية( بحث أولي)
- إشكالية التحرر الداخلي
- تحديدات أولية في العلمانية


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - معتز حيسو - الصحافة العربية ( ملاحظات أولية)