أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - قراءة لواقع راهن














المزيد.....

قراءة لواقع راهن


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أحد الحوارات عن الواقع السياسي والاقتصادي العام/ الكلي، والخاص / الجزئي، والتناقضات والصراعات التي تسيطر وتهيمن على كاهل المواطن العربي عموماً والمواطن السوري تحديداً، والتي أنأت بكلكلها على هامته لتساويه بالأرض التي نحب، تعرضنا لأزمة القوى السياسية المعارضة داخل الجبهة وخارجها وانعكاساتها على المستوى الاجتماعي، وانعكاس الواقع الاجتماعي على مستوياتها وآليات عملها، بحكم الترابط البنيوي بين المستويين، وإلى تراجع نشاط الجمعيات المدنية، لتتسلم ناصية النشاط الاجتماعي جمعيات أهلية ترتد في سياق تراجع المشاريع الوطنية والقومية لمجتمع ما قبل الدولة الوطنية،( عشائرية، أثنية، طائفية، عائلية، جهوية، عصبية، .. وحتى هذه الأشكال تعاني من التمزق نتيجة للأزمة الاجتماعية العامة ).

وكان يتمحور حديثنا حول تردي الواقع المعاشي وأسبابه إبتداءاً من الفساد وأسباب هيمنته المجتمعية،إلى التهرب الضريبي الذي أنهك وينهك اقتصادنا الوطني،إلى رفع سقف الملكيات الزراعية في خطوة لإعادة الأراضي المصادرة وفقاً لقانون الإصلاح الزراعي لعام / 1958/ لأصحابها الأساسيين / الإقطاعيين/، وأيضاً رفع مستوى تملك المستثمرين الأجانب، تحرير الأسواق والعملات والتبادل التجاري والأسعار والاقتصاد عموماً ( مداخله ومخارجه)، يتحكم بسيرورتها أفراد تتناقض مصالحهم الشخصية مع مصالح غالبية الشعب السوري، ليتحول وطننا لمنطقة عبور، وإلى محطة لرأس مال جشع وجبان وانتهازي بذات اللحظة، يتصارع ويتصالح على تدويره وتوظيفه وتهريبه مجموعة من مقتنصي الفرص واللحظات.

ــ وقد أرهقنا وأتعبنا كما يتعب جميع الوطنين هاجس الأمن الغذائي والاستقرار الأمني الذي ما زال قائماً بفعل سيطرة مفاعيل القوة المباشرة وغير المباشرة خارج ذواتنا وداخلها ( أي أنني لم نتجاوز حتى اللحظة عتبة الخوف) .
لكن اللافت هو أن أسباب الانفجارات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بأسبابها وأشكالها ومستوياتها التي نلحظها في محيطنا الإقليمي، مدفونة وكامنة في قاعنا الاجتماعي، و تجاوزها يحتاج كافة الجهود الوطنية، وهذه الأسباب لا تزال تشكل البنية الأولية للوعي الاجتماعي، ومكمن خطورتها يتجلى بوجود أطراف تنبش في الذاكرة الجمعية لقاع وعينا الاجتماعي لتعيد تشكيل ورسم وتحديد وتنشيط الوعي المجتمعي بأشكال ليست جديدة بل يعاد العمل على تجديدها وفق أشكال أهلوسياسيوية،عبر جمعيات تنكص بوعيها وممارستها إلى عصور الانحطاط والتخلف والتفكك والحرملك ... وجل خوفنا من أن تحوّل هذه الانحرافات مجتمعنا إلى ساحات صراعات سياسية بأشكال مذهبية وطائفية وعشائرية... يكون وقودها المجتمع وفتيلها جمعيات سلفية عنفيه، في لحظة تحتاج لفتح أبواب مجتمعنا وعقولنا وذاكرتنا للتغيير ولحرية التعبير، لنؤسس معاً لمناخ ديمقراطي مفتوح للجميع وعلى الجميع.
وعند حديثنا عن الوضع الاقتصادي تناولنا ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء والهاتف الثابت والجوال، وكنا نؤكد على ضرورة شد الأحزمة على البطون، علّ الأزمة تقف عند هذا الحد من التأثير الكارثي لواقعنا المعاشي، الذي ازدادت فيه معدلات البطالة والتضخم والفقر وتراجعت فيه معدلات التنمية الحقيقية، وأيضاً كنا نؤكد على ضرورة التقنين في استخدام الهاتف والكهرباء الذي تساعدنا به الجهات المسئولة جرّاء قطعها للتيار الكهربائي تحت دواعي التقنين مما ينعكس سلباً على أبنائنا الطلبة( دون النظر إلى تأثيره على عمل المشافي والقطاعات الصناعية والزراعية والحرفية .... )، وربما يكون سبب التقنين كما بشرنا به وزير الكهرباء هو لجوء من لا حول لهم ولا قوة من المواطنين لاستخدام الطاقة الكهربائية للتدفئة..) لماذا إذاً يلجأ المواطن في أيام البرد ؟؟ هل نعود لزمن الجلّة والسراج...( الجلّة: روث المواشي المجفف، وكان يستخدم للتدفئة و ... ).

ـــ لكن ما جعلني أكتب هذا النص، هو سؤال ابنتي: أبي لماذا أنت لا تعمل عملاً آخر؟ أعمل ماذا، أي شيء؟ لماذا؟ لنعيش أفضل ودون تقنين....؟؟؟
ـــ فاجئني السؤال: فأنا وزوجتي يقارب قدمنا الوظيفي ربع قرن، وليس لدينا سوى طفلين، ودخلنا يتجاوز قليلاً الأربعمائة ألف ليرة سورية سنوياً ( أي لا نستحق الدعم المازوتي... ).
نظرت لصديقي وهمست له سريعاً يمكن أن أحسن وضعي المعاشي من الكتابة في صحف الدول المجاورة...؟ لكن فكر معي: ماذا سيحصل عندما يتحول الفكر والثقافة لمصدر معاشي، ماذا سيحل بنا وبوعينا وبثقافتنا .... ولماذا أصلاً نفكر بأن نستكتب في صحف الدول المجاورة، لماذا لا تتسع صحافتنا المحلية لعقول أبنائها.. ؟ و لماذا يجاهد مواطننا للبحث عن فرصة عمل ثانية وثالثة ... .
أسألكم جميعاً: كيف يمكن أن نستمر في الحفاظ على استقرار أمننا الغذائي، وكيف يمكن لنا أن نحافظ على أمننا واستقرارنا الوطني، وكيف ندافع عن حرياتنا السياسية والمدنية وعن حرية التعبير، وما الهدف من التضييق على أحلام وهواجس المواطن...وجعله يلهث خلف لقمة الخبز بكونها هدفه الأساس ؟ وهل بالخبز وحده يحيا الإنسان ؟؟؟؟ فكروا معي علّ عقلنا الجمعي يوصلنا لحل.

**********************************************



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمم العربية واقع وسيرورة
- الإنسان أولاً
- الأزمة الاقتصادية تعيد ماركس إلى الصدارة
- إشكاليات الجمعيات الأهلية ( تمكين وآفاق )
- الإمبريالية( بحث أولي)
- إشكالية التحرر الداخلي
- تحديدات أولية في العلمانية
- قراءة نقدية في مشروع قانون الأحوال الشخصية
- قراءة في واقع وآفاق الاقتصاد السوري
- بحث في هوية الاقتصاد السوري(((الجزء الخامس / الأخير)))
- بحث في هوية الاقتصاد السوري //الجزء الرابع//
- بحث في هوية الاقتصاد السوري(( الجزء الثالث))
- الجزء الثاني( بحث في هوية الاقتصاد السوري)
- بحث في هوية الاقتصاد السوري (الجزء الأول)
- دور الطبقة العاملة في ظل الأزمة الرأسمالية الراهنة
- دور قوى اليسار في ظل الأزمة الراهنة
- دور الأسرة في ظل العلاقات الاقتصادية السائدة
- التمثيل السياسي النسوي
- بحث في قضايا الشباب
- تجليات إشكالية الشباب الثقافية


المزيد.....




- الكشف عن المدينة الأكثر ملاءمة للعيش بالعالم في عام 2025
- قطر.. الشيخة مريم تلفت لـ3 نقاط بصراع إيران وإسرائيل
- هل ما زال بنفس القوة؟.. ما هو وضع علي خامنئي بعد حكم إيران ل ...
- الأردن.. فيديو يرصد رد فعل برلمان أوروبا على كلمة الملك عبدا ...
- أوريشكين: التغيرات الديموغرافية العالمية الحالية أسوأ مما ك ...
-  الإعلام العبري: الإسرائيليون يهربون من القصف الإيراني إلى أ ...
- سودانيون في إيران: أنهكتنا الحروب في الوطن وفي دولة النزوح
- هل تتدخل روسيا إلى جانب إيران في المواجهة مع إسرائيل أم أن ل ...
- إيران تعلن أنها تسيطر على سماء تل أبيب بفضل صاروخ فتّاح الفر ...
- تصعيد بين إسرائيل وإيران وسط ترقب للدور الأمريكي في النزاع


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - قراءة لواقع راهن