أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - معتز حيسو - بعض مهام الماركسية واليسار في المرحلة الراهنة















المزيد.....

بعض مهام الماركسية واليسار في المرحلة الراهنة


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 2967 - 2010 / 4 / 6 - 10:26
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من الصعوبة بمكان بحث إشكالية الماركسية واليسار بتفاصيله الكلية والعامة في ظل العولمة بشكل فردي، نظراً لتشابك وتعقد عناصره. فقد أسهمت الماركسية في سياق سيرورتها التاريخية ببناء نمط وعي فلسفي وسياسي نقيض للنظام الرأسمالي ومنظومته المعرفية وفق أشكال ومستويات متفاوتة في راديكاليتها. لذلك فإن الماركسيين مطالبين في اللحظة الراهنة بتجاوز الوعي الاجتماعي والسياسي السائد على قاعدة إخضاع النص الماركسي المحكوم بقوانين التطور الموضوعي العام، للنقد والنقض وتجاوز هيمنة الوعي العقائدي المقدس. إن ارتباط الممارسة السياسية بالنص المعرفي، يؤكده غياب الديمقراطية و تضخم المركزية والاستبداد الإيديولوجي والسياسي، وفق تجليات سياسية تجاهلت مفهوم الفرد الحر الذي يجب أن يكون قيمة عليا. وبما أن الواقع الاجتماعي يقوم على التنوع والاختلاف في توضعاته المجتمعية،السياسية، الاقتصادية ، فهذا يدلل على غنى الواقع الذي لا يمكن أن تستغرقه منظومة معرفية يمكن أن تصادر أشكال ميوله التطورية.
وبناءً عليه فإن الواقع المتغير يفترض حلولاً لإشكاليات من الممكن أن لا تكون منسجمة مع الماركسية. لذلك فإن تحديد نهايات حتمية للصيرورة التاريخية، يساهم في إغلاق آفاق التطور الموضوعي القائم على جدلية التناقض وتفاعل الإرادات الإنسانية ذات المصلحة في تجاوز إشكاليات وتناقضات الرأسمالية.
ــ إن عولمة الثقافة بأشكالها الرأسمالية، تفترض من الماركسيين الوقوف على النص الماركسي في سياقه المتطور الذي ساهم فيه كثيراً من المفكرين واعتبار إسهامات كافة المنظرين الماركسيين مصدراً معرفياً يمكن الاعتماد عليه، و دراسة الواقع الاجتماعي على أساس التفاعل والتبادل المعرفي والتأكيد على :
ــ تلازم الماركسية والديمقراطية في سياق تجاوز وهم الإيديولوجية الغائية،والتأكيد على دور الحزب السياسي، والمنظمات المدنية.
ـــ بحث دور الدولة على أسس سياسة علمية بعيدة عن الهيمنة الإيديولوجية.
لقد بات واضحاً بأن التعبيرات السياسية الشيوعية بكافة تنويعاتها وأشكالها تعاني جملة من الأزمات تحدّ من أن كونها بديلاً موضوعياً للرأسمالية في اللحظة الراهنة ومنها :
ــ تشكّل الأحزاب الشيوعية من الفئات البرجوازية الصغيرة الريفية ذات مشاريع سياسية وطبقية إشكالية تفتقد للتأصيل الفلسفي ومقطوعة عن جذرها الثقافي، وقد تباينت قياداتها بين النزعة المغامرة والنزعة الإصلاحية ،وعانت من تضخم الأنا الشخصي،النخبوية والتشتت،وحولت الماركسية لعقيدة عصماء تلبست لبوس الوعي الاجتماعي المتخلف القائم على الاستبداد في ظل غياب المشاركة الاجتماعية الذي ساهم في عدم تحول الفكر الماركسي لقوة مادية .
ـــ بعد انهيار التجربة الاشتراكية وهيمنة الرأسمالية بأشكالها المتباينة، تطوّر الميل الليبرالي في كثير من الأحزاب الشيوعية التي تحولت إلى أشكال سياسية شكلانية تعتمد مفاهيم ديمقراطية عائمة تغيّيب التناقض الطبقي الذي يشكل حتى الآن تناقضاً أساسياً. وارتبط هذا التحول مع غياب الحياة السياسية الديمقراطية وسيطرة نظم سياسية تعتمد القوة والقمع المنظم والمقونن، و الاحتواء والهيمنة على المؤسسات الاجتماعية لتدعيم سيطرتها الطبقية مما أدى إلى تجفيف منابع العمل السياسي. مما يستدعي التأسيس لعمل سياسي يقوم على التأصيل الفلسفي والثقافي على قاعدة الممارسة الديمقراطية (الاعتراف بالآخر الذي في لحظة معينة هو أنا، مما يعني بداهة الابتعاد عن مفاهيم ومصطلحات / التخوين، الارتداد) و تبنّي مشروعاً سياسياً طبقياً عماده الأساس التعبير عن مصالح المتضررين من النظام الرأسمالي، يقوم على أساس الربط بين المهام الوطنية و الديمقراطية بالمستويين السياسي والاجتماعي، وإنجاز قطع معرفي وسياسي مع سلط القمع السياسي والاستغلال الطبقي المرتبطة بنيوياً بالمشروع الرأسمالي العالمي المأزوم.
إن الهوية الفكرية والسياسية والطبقية تتحدّد وتتعين في إطار منظومة معرفية في سياق التناقض الديالكتيكي للبنى المجتمعية، مما يعني بأن المنظومات المعرفية ( والماركسية) بحاجة إلى ترسيخ وتوطيد دعائم وأسس الفهم المادي التاريخي، لكونها لا يمكن أن تنشأ وتتطور بذاتها ولذاتها. مما يعني بأن الوعي والمعرفة النظرية نتاج واقع إجماعي موضوعي متعيّن، أي نتاج تحليل ونقد واقع متحدّد في لحظة تاريخية. وفي هذا السياق يجب التأكيد بأن البنى العقلية المعبّرة عن الواقع الاجتماعي في سياق تطوره الموضوعي، تعبّر عن وعي عقلاني وفق آليات ممارسة نظرية إبستمولوجية تتطور في سياق التطور الاجتماعي العام.
أما على المستوى الاقتصادي فإن تحديد هوية اليسار يفترض أن تبدأ من الموقع الاجتماعي والانتماء الطبقي و البرنامج الإقصادي المعبّر عن مصالح كافة الشرائح والفئات الاجتماعية المشكلة للقاع الاجتماعي. وللمحافظة على شباب الماركسية، يفترض الوقوف على بنائها المفاهيمي في سياق التحولات والمفاصل التاريخية. وما أحوجنا إلى ذلك في سياق قراءتنا النقدية والتحليلية للأزمة البنيوية الراهنة للاقتصاد الرأسمالي العالمي في سياق يترابط مع إدراك المتغيرات الثقافية والاجتماعية المحددة إشكالياً للعقل السياسي السائدة على قاعدة التحولات الاقتصادية.
وإذا كان التغيير الجذري الراديكالي الثوري بأشكاله الانقلابية لم يعد مطروحاً، فإن أشكال التغيّير وإشكالاته يتحدد في إطار الانتقال التدريجي وفق أسس منظومة معرفية شاملة تحدد في سياقها آليات العمل بما يتلاءم ويعبّر عن التحولات اللحظية في سياق تطور موضوعي بمشاركة كافة الجهود الوطنية.
ومن هذه الزاوية وبعيداً عن مفهوم الإقصاء، يجب إعادة الماركسية لجذرها الديمقراطي والاشتغال على تأسيس ثقافة اجتماعية تناقض ثقافة الاستبداد ودعاتها، لتكون حاضناً لبرنامج اليسار القائم على التنوع والتعدد، مما يعني إجراء قطع معرفي مع تناقضات وتشوهات القاع الاجتماعي والسلطة السياسية السائدة، ومع مفهوم الزعيم .

إن غياب وتغييب المعارضة عن الفاعلية الاجتماعية نتيجة لأسباب ذاتية بنيوية وأخرى موضوعية أسست لاحتكار السلطة والهيمنة واحتواء الشباب وتغييب المجتمع الذي تصطف معظم فئاته في صفوف التعارض مع لأداء السياسي والاقتصادي الرسمي، لكن هيمنة ثقافة الخوف تجعله يقف على الحياد.

إن تراجع المشروع الاشتراكي بأشكاله المحققة ترك آثاره السلبية على معظم الحركات السياسية ذات النهج الماركسي / اللينيني / الستاليني ... مثلما أثّر تراجع المشروع الديمقراطي القومي العربي على البنى الاجتماعية و تشكيلاتها السياسية المعارضة. ولكون الأزمة الراهنة أزمة سياسية فأن المخرج يتحدد بكونه مخرجاً سياسياً. فإن التشكيلات السياسية الوطنية الديمقراطية معنيّة بشكل مباشر بتجاوز خلافاتها البينية ديمقراطياً، وتقديم المصلحة الوطنية الديمقراطية على مصالحها الذاتية، والعمل على تأسيس تحالف وطني ديمقراطي يحفظ التمايز والاختلاف في سياق العمل على صياغة مشروع وطني ديمقراطي يتجاوز الإشكاليات والتناقضات الاجتماعية والسياسية، ويترفع عن والتجاذبات السياسية الإقليمية والداخلية الرسمية، التي تضر في النهوض الاجتماعي والسياسي الهادف لبناء مجتمع وطني ديمقراطي يتمتع فيه كافة المواطنون بإنسانيتهم وحقوقهم القانونية والسياسية والمدنية . وللتأكيد فإن الاستبداد أياً كان شكله ومنبعه لا يبني مشروعاً وطنياً ديمقراطياً، كذلك المشاريع الخارجية.

إن الرأسمالية المعولمة تعمّق في سياق تطورها الصراع الطبقي بأشكال متعددة، و تزيد من حدة التناقضات الاجتماعية والاستقطاب، مما يفترض تضامناً عالمياً يعبّر عن مصالح الفئات الاجتماعية المسحوقة والمهمشة، وتغيير أشكال توزيع الثروة القومية والناتج القومي ، وناتج الربح ، وفرض ضرائب على حركة انتقال رأس المال المالي المضارب. ....
*******************************************************************



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات الإيرانية – السورية واقع وآفاق
- التأزم الإيراني وإشكاليات التحول
- لن نكون طائفيين ولن نتشبه بهم
- قراءة لواقع راهن
- القمم العربية واقع وسيرورة
- الإنسان أولاً
- الأزمة الاقتصادية تعيد ماركس إلى الصدارة
- إشكاليات الجمعيات الأهلية ( تمكين وآفاق )
- الإمبريالية( بحث أولي)
- إشكالية التحرر الداخلي
- تحديدات أولية في العلمانية
- قراءة نقدية في مشروع قانون الأحوال الشخصية
- قراءة في واقع وآفاق الاقتصاد السوري
- بحث في هوية الاقتصاد السوري(((الجزء الخامس / الأخير)))
- بحث في هوية الاقتصاد السوري //الجزء الرابع//
- بحث في هوية الاقتصاد السوري(( الجزء الثالث))
- الجزء الثاني( بحث في هوية الاقتصاد السوري)
- بحث في هوية الاقتصاد السوري (الجزء الأول)
- دور الطبقة العاملة في ظل الأزمة الرأسمالية الراهنة
- دور قوى اليسار في ظل الأزمة الراهنة


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - معتز حيسو - بعض مهام الماركسية واليسار في المرحلة الراهنة