أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد جيوسي - أأنتِ (امرأة في بلاد الحريم)؟*














المزيد.....

أأنتِ (امرأة في بلاد الحريم)؟*


زياد جيوسي
كاتب واعلامي


الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 12:14
المحور: الادب والفن
    



[url=http://www.servimg.com/image_preview.php?i=313&u=12018225][img]http://i61.servimg.com/u/f61/12/01/82/25/ouooo_11.jpg[/img][/url]


أأنتِ (امرأة في بلاد الحريم)؟*

بقلم: زياد جيوسي

.. وحقيقة احترت في مفهوم المرأة، ومفهوم الحب وماذا تريدين؟ فأنا الذي عشق بصمت وألم عبر عصور ولم افعل إلا أن (عتقت روحي كي تفر إلى دمك)، وجلت العالم والمرافئ أبحث عنك (أنثر بذار الخيل)، لا لشيء إلا أن (أجنيها معك)، حلمت بلقاء يجمعنا معاً، نتوحد أرضاً ووطناً، وحلمت أن (أجراس نهديكِ مدائن قد غفا فيها الحمام)، فانتظرت يوماً يجمعنا بأرضٍ أنت وأنا (وشفاهك الحيرى بنار رحيقها)، كي نشعل الحب من جديد بركاناً، فلم أجد إلا رفضاً كأنه وفاءً (لأحلام الطغاة)، الذين اغتصبوا براعم الياسمين (منذ صار الشرق عصفوراً) لأحلامهم وطغيانهم، فذبل الياسمين على الشواطئ المغتصبة (فعرائس البحر استقالت)، ووجدت نفسي وحيداً مع (ثلوج دمعكِ التي عبأتها في قوارير الصلاة).
أغادر المكان إلى المكان، أنتظر همساتك أن تطل بكلمة من بين (شفاهك التي أجلت قبلاتها)، لأعود وأضمك وأحتضن روحك (وخصركِ الذي يغيب في ثلوج نارك)، واركض وإياك عبر المسافات حتى يتصبب العرق منا، فارتشفه من بين طيات سهوبك وتلالك، فليس لي إلاك من قصة عشق، وأنت (كقطة مشاغبة) تجتاحك شطحات الجنون، فتجعلين من روحك وروحي (غرباء في صمتنا المملوء بالكلام)، وتتركين قلبي (وحده معلقُ على النوى)، فهل يمكن للمكان أن يجمعنا وترفضين الحب؟ ألم تدركي بعد أن لقاءنا الذي كنا نحلم ليس إلا (عشقنا نلمه تفاحةً بريةً، ومن شفاهه الحياة نرتشف)، وانك كنتِ في سنوات عمري وستبقين ضوء قمر، وأني قضيت العمر أحلم (أن أنام في محارةِ الكلام قصيدة وعرسها انتظار).
تعالي وكوني معي فأنا (أريد أن أقول للعبيد أن لي قصائدي)، وان المدينة لي ورام الله لي وفيها (أراقص الغيوم في كفيكِ)، وفيها (أنام في القصيدة التي نكتبها بصمتنا)، فدعي حبك لي، قلبك لي، جسدك لي، كي (أطير من جديد)، فأنا لم أعتد أن أكون في المساء (كقطة متعبةٍ ألملم بعض النهارِ لأفرد بعضي)، فمنذ عشقتك أسطورة أنثى ووطناً وأنا (قابض على جدائل النارِ)، وكنت أرى فيكِ وحدكِ من تبتسم (وتغطي دمعَ النشوةِ برموشِ ظفائرها)، وتحلمين رغم البعاد باللقاء وأن (دم العاشق ممزوج ببياض الوقتِ)، وأنا أحلم بك وأتابع الخطى وأتساءل عن (خطوات العاشقِ كيف أخبئها؟)، فأسير إليك وإلى لقاء يمازجنا، يصهرنا، و(يفضحني المطر المتعمشق حبات العينِ).
من لي غيرك والأرض من معشوق أبذل له الروح فرحاً، فتعالي من جديد لنرقص رغم (أن الراقصين مضوا)، وأنتِ ما زلت رغم القسوة التي تنثريها في فضائي (طفلة تلهو بأشواك الثلج)، وأنا ما زلت (ألهو مع الأحلام في حديقة البراءة)، وما زلت أعشقك تربة خصبة تمنح الحب وأراك (مدينة من النساء في دمي تموج)، وأحتمل كل النار التي تشتعل ما بين الضلوع فما زلت (أنا طريد النارِ، أهوى ألم النار بين أصابعي)، وما زلتِ أنت فيء زيتونة تمتد من الناقورة لرفح، وستبقين رغم كل البعاد (قصيدتي التي..، حبيبتي التي خبأت فيها الحزن.. خبأت العسل)، وكانت روحك وما تزال (تهزني كالنار إذ تهز خصرها الثلوج، فبردها مدينتي ونارها ولوج).
تجول في فضاءك خفافيش العتمة التي استولت عليكِ بورقة وقرار، فأرادت أن تحيلك حارس الليل لدفن أحلامي، أما أنا فما زلت أرى (شفاهها مدينة يشتاقها العسل)، وأنك ستعودين من جديد (كقطة برية تخرمش الأشياء)، وأنك ستبقين أبداً (خريطة قصائدي) وأطيافي المتمردة، وأنك وحدك من بين المدائن من (تكسر المصباح كي ترى ضفيرة النهار)، وأنك لن تكوني أبداً امرأة (في بلاد الحريم)، حيث هناك (كل شيء مباح، الهوى والخديعة ُ النّوى والجراح)، وأنا أبحث عن وطن (أعتلي سيوفه لأشتري العذاب)، وأبقى أحلم بك حباً أزلياً لأن (شفتاي من عطش تجيء)، وأنا وحدي من يمتلك (الأبيض المسروق من شفةِ الندى)، ولن أتوقف عن الحب ولن أتخلى عن فيء الزيتون والصبّار الذي يحلم أن يصبح شقائق نعمان، وسيبقى (اللازورد مدينتي إن هزني بعض التعب)، ولن يصبح أبداً (تفاح قلبي يابس مما اعتراه).
أعدك أني لن أموت، وسأبقى أنا في جراحي (ساكن سفينة الرؤى يتأمل صمت المدينة)، وأنت رغم كل الجراح ستبقين (غزال قرناه قلب المدينةِ) وسيبقى بيننا (الهوى نافر كالجديلة)، وسأبقى في مدينتي (تؤويه ويسقيها ويعتب أن مضى زمنُ بغير مجيئه فيها)، وسأبقى أجول الحب والمدينة (غزالُ قد من غسقٍ)، وتبقى روحك رغم العتمة (هي العتباتُ يدخلها) حبي (فتنفتحُ وتنغلق)، فهل يمكن لروحك أن لا تضمني وهي تراني وتراه قلبي (تراه إذا ينحني للتراب الذي ينجرف).

* كل ما هو بين أقواس للشاعر جهاد أبو حشيش من ديوانه امرأة في بلاد الحريم الصادر عن دار فضاءات- عمّان 2007



(رام الله/عمّان 10-16/4/2010)



http://ziadjayyosi1955.maktoobblog.com

http://www.arab-ewriters.com/jayosi



#زياد_جيوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباحكم أجمل/ الأسيرة ووادي النطوف
- فيلم: مات وجهي
- آهات رام الله (فراشة أم ضوء)*
- ألمٌ يجتاحني وكأنه (فهرس الأخطاء)*
- -أطياف متمردة- لزياد جيوسي عن دار فضاءات – الأردن
- تأسرني عمّان و(أي غصنٍ على شجر)*
- صباحكم أجمل/ آهات كسوانية
- بيروت وحلم و (لا أرى غير ظِلي)*
- فضاءات المعابد السبعة/ قراءة في كتاب فضاءات قزح، بقلم: د. ها ...
- لأنكِ أنتِ -سأحاولكِ مرةً أخرى- * 2
- القدسُ وحبيبتي و(مِحبَرَةٌ تنتَحِب)* 1
- بوح الروح 1
- من وحي -سأحاولكِ مرةً أخرى- *1
- قراءة في (نهيل نسمات كرمية).. بقلم الدكتور: حسن محمد الربابع ...
- عمّان و (كأي غصنٍ على شجر)* 1
- منّي.. إليّ..
- فضاءات قزح.. محطات شعورية/ بقلم: أحمد أبو صبيح
- تنهدات جيوس (فراشة أم ضوء؟)* 1
- -كلارينت-
- زياد جيوسي في لقاء مع صحيفة الاتحاد: أرحل في الزمن لأسرُدَ ر ...


المزيد.....




- هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟
- إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم ...
- الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم) ...
- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد جيوسي - أأنتِ (امرأة في بلاد الحريم)؟*