أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد جيوسي - منّي.. إليّ..














المزيد.....

منّي.. إليّ..


زياد جيوسي
كاتب واعلامي


الحوار المتمدن-العدد: 2860 - 2009 / 12 / 16 - 13:41
المحور: الادب والفن
    



كنت أجول في خريف الطبيعة الفلسطينية منذ الخميس الماضي، أتنقل بين نابلس وطولكرم وبلدتي جيوس.. أيام عشت فيها جماليات خاصة.. ألماً مختلف.. الزيتون يشدني بقوة لتأمله، فكنت أجول بين فيء الزيتون في هذا الموسم الضعيف.. ابتعدت في جولتي عن جمال رام الله وروعتها، فعشت جمالاً روحياً متميزاً.. كنت أريد أن أمدد جولتي أسبوعاً آخر، لولا أن وصلتني دعوة من الفنان التشكيلي منذر جوابرة لمعرض جديد له في قاعة المحطة للفنون في رام الله، فقطعت جولتي لعلي أجد في معرض (مني.. إلي..) ما يعوضني عن اختصار الجولة في خريف شمالنا المحتل.

معرفتي بفن الفنان جوابرة كان سنة (2003) في معرضه الأول (تجريدات لونيه) في قاعة مؤسسة محسن القطان في رام الله، يومها التقيته لأول مرة، همست له: لقد فاجأتني بقوة وجمال معرضك. وفي سنة (2005) وفي قاعة مؤسسة مركز خليل السكاكيني في رام الله أيضاً، حضرت معرضه الشخصي الثاني (بقاء)، فاتصلت به هاتفياً وقلت له: لقد أذهلتني. واليوم كنت في معرضه الشخصي الثالث واسمه الغريب (مني.. إلي..)، فلم أتكلم معه إلا كلمات الاطمئنان عليه، لكني كنت أشعر بشعور غريب؛ كنت أشعر بالدهشة، حتى أني خرجت وجلت دروب رام الله متنشقاً النسمات الغربية الباردة، وفكري لا يتوقف عن التفكير في لوحات الفنان، وبعد جولة وتعب، عانقت نفس نارجيلة في مقهى رام الله، ولم يطل بي الوقت حتى قررت المغادرة لألتقي في بوابة المقهى صديقي الشاعر أحمد يعقوب، الذي ألح عليّ بالجلوس فرفضت، قلت له: حضرت معرضاً تشكيلياً ما زال يشغل تفكيري، فقال: إذا ستذهب لصومعتك وخلوتك لتكتب..

[url=http://www.servimg.com/image_preview.php?i=226&u=12018225][img]http://i11.servimg.com/u/f11/12/01/82/25/img_4310.jpg[/img][/url]

اختلفت لوحات منذر جوابرة في معرضه هذا عما عرفته من أسلوبه في الفن، كنت أقول دوماً إن جوابرة انتقل بين مرحلتين في الفن بينهما رابط قوي في معرضيه السابقين، لكن الآن وجدته في معرضه هذا يخرج تماماً عما كان عليه، خرج لمرحلة جديدة مختلفة، مختلفة بالأسلوب، وبالفكرة، وبالمادة، وبحجم اللوحات، وفي الأسعار أيضاً.

استخدم الفنان في معرضه أسلوب التجريد بشكل كبير، حتى أن أسلوبه كان مدعاة للتساؤل، ومدعاة للدهشة، فهنا كان الترابط بين اللوحات متباعداً، لكن كان هناك خط خفي يربطها مع بعضها، بينما في معارضه السابقة كان الترابط بين اللوحات في كل معرض فكرة متكاملة. كانت لوحاته في معارضه تلك أشبه بالحكاية التي تبدأ من اللوحة الأولى وتترك النهاية مفتوحة في آخر لوحة، لتكمل في المعرض التالي.

هنا خرج منذر جوابره عن الحكاية، ولعل هذا ما جعلني أصاب بالدهشة، فهو خرج عن أسلوبه، أضاف مواد جديدة للوحات كانت نقطة مشتركة في كل اللوحات.. استخدم شعر رأسه ونثره على سطح اللوحات.. تنقل بين المساحات اللونية بطريقة حادة.. بعض اللوحات كان يطغى عليها اللون الأحمر، لينتقل فجأة إلى الأسود، وحيناً إلى الأخضر، وحيناً إلى الأصفر.. تنقل في رحلة اللون بحدة بين الألوان الحارة والألوان الداكنة، وفي بعض اللوحات كانت الألوان الباردة تطغى وكأنها استراحة محارب.

هذا التنقل الحاد وتغير الأسلوب بهذه الحدة، إضافة إلى استخدام شعر الرأس ومزجه من خلال الألوان في اللوحات هو ما أصابني بالدهشة، وفي الوقت نفسه الذي أدهشني منذر بأسلوبه، وجدته هو نفسه مصاباً بالذهول في مرحلة الإعداد والرسم، فهو يقول: "حاولت أن أضع عملي هذا تحت إطار معنون لعمل واحد وفشلت". ويقول أيضاً: "كنت أرسم هنا لأتنفس فقط، كنت على وشك الاختناق، وما استخدمته من تقنيات، هي فذلكة نرجسية"، فلوحاته جميعها بلا اسم ولا عنوان، وإن كنت لا أعتقد من خلال تأملي اللوحات أن استخدام الشَّعر فذلكة نرجسية كما قال، بل رأيت فيها فكرة فلسفية مرتبطة بالحياة والموت، فالشعر حين الوفاة يبقى طويلاً كما الأظافر، وكأنها الشاهد على مرحلة انتهت، وحين يقترب الإنسان من خريف العمر، يكون الشَّعر في مرحلة التساقط، والرأس يتجه إلى التصحر.

[url=http://www.servimg.com/image_preview.php?i=225&u=12018225][img]http://i11.servimg.com/u/f11/12/01/82/25/img_4210.jpg[/img][/url]

قد تكون أفكار كثيرة قد جالت ذهني أثناء تجوالي في المعرض وفي دروب المدينة، لعل الدهشة التي تملكتني ناتجة عن كم الأسئلة التي راودت روحي وعقلي، فاللجوء إلى تجريد المشاهد بهذا الحجم يطرح سؤالاً، والألوان تطرح أسئلة، والمواد الخام لا تكف عن إثارة السؤال، واللجوء إلى المساحات اللونية المتناقضة يثير ما بداخل المشاهد، تمازج ألوان وانسكاب اللون بين الناعم والنافر، والخطوط المتكررة بقوة، تلك الدوائر الأشبه بفوهات بركانية، الأشكال الغريبة في بعض اللوحات، ورغم وجود المرأة في خفايا التجريد، فكل ما في المعرض يراكم كماً من الأسئلة، قد يكون الفنان نفسه لا يمتلك الإجابة عليها.



(رام الله 21/10/2009)





http://ziadjayyosi1955.maktoobblog.com

http://www.arab-ewriters.com/jayosi



#زياد_جيوسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضاءات قزح.. محطات شعورية/ بقلم: أحمد أبو صبيح
- تنهدات جيوس (فراشة أم ضوء؟)* 1
- -كلارينت-
- زياد جيوسي في لقاء مع صحيفة الاتحاد: أرحل في الزمن لأسرُدَ ر ...
- صباحكم أجمل/ أنّات القدس 2- الجيب (جبّعون)
- صباحكم أجمل/ أنّات القدس 1
- -فضاءات قزح- حلقت بالكتّاب العرب إلى الواقع الفلسطيني الداخل ...
- -فضاءت قزح-
- مفتوح.. مغلق
- صباحكم أجمل / همسات - بغداد 1
- شغف
- من بوح (رفسة غزال)
- شهداء بلا مأوى
- من وحي -حكاية حبّ- للأديبة عبير محمّد
- بين بغداد وعمّان والقدس
- تفاصيل
- صباحكم أجمل/ سنلتقي يا مصر -يوميات من القاهرة 5
- أنا القدس
- صباحكم أجمل/ بهية يا مصر - يوميات من القاهرة 4
- صباحكم أجمل/ وللقاهرة عبق وجمال آخر.. يوميات من القاهرة 3


المزيد.....




- يحيى الفخراني يفتتح -أيام قرطاج المسرحية- بعرض -الملك لير-
- ألمانيا تعيد كنوزا إثيوبية بعد قرن
- محمد إقبال: الشاعر والمفكر الهندي الذي غنت له أم كلثوم
- فلسطين تتصدر المشهد في مهرجان الدوحة السينمائي 2025.. 97 فيل ...
- رسائل وأمنيات مخبّأة في قلب بروكسل تركها بناة المدينة
- بعد وفاة بطلته ديان كيتون.. العمل على إنتاج جزء ثانٍ من Fami ...
- البرلمان يقر تشديد شروط تعليم اللغة السويدية للمهاجرين
- انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب بشعار -عاصمة الثقافة.. وطن ...
- -عين شمس- و-بغداد- تتصدران الجامعات العربية في -الأثر البحثي ...
- في ترجمة هي الأولى وغير مسبوقة: ‎الشاعر والمترجم عبد الله عي ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد جيوسي - منّي.. إليّ..