أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد جيوسي - آهات رام الله (فراشة أم ضوء)*














المزيد.....

آهات رام الله (فراشة أم ضوء)*


زياد جيوسي
كاتب واعلامي


الحوار المتمدن-العدد: 2985 - 2010 / 4 / 24 - 13:21
المحور: الادب والفن
    


[url=http://www.servimg.com/image_preview.php?i=218&u=12018225][img]http://i91.servimg.com/u/f91/12/01/82/25/85ouuo11.jpg[/img][/url]
آهات رام الله (فراشة أم ضوء)*



بقلم: زياد جيوسي

من عمّان إلى رام الله العشق والجمال، ترافقني روحكِ وتهمس لي بمجرد عبوري النهر: (كيف يُعزف الحُلمُ.. بعيداً عن ملكوتِ النومِ؟!)، فأرد على همساتك: على لسانك (كلامٌ.. أشبه بتراقصِ الأصابع على الأسطر)، فأنت وحدكِ من كانت وستبقى (سِر جناحينِ لحُلمٍ مسروقٍ)، وأنتِ من أريدها حباً لا يعرف التوقف، لا أن يكون قد بدأ في هزائم الأفكار (وبدأ بالتلاشي)، ولا أريد أن أكون في حياتك (لحنٌ واحدٌ لا يكفي لتقليمِ فوهةِ الفراغِ)، بل أريد أن أكون في قلبكِ (رطباً كغيمةِ شتاءٍ)، وقُرب روحك التي عشقت (عبيرَ ماءٍ اقترب من شِبَاكِ نومها)، وأريدك كما عشقت رام الله (حُلمٌ يتجددُ بالوصول إلى حافته اللامرئية).
من اللحظات الأولى، أمارس مع رام الله عشقي المقدس (كموسيقيًّ؛ أهرق وقودَ فرحهِ)، أجول شوارعها وأتنشق الياسمين المتدلي على أسوارها والحيطان، أنظر لتلكَ النافذةِ وأشعر أن (ثمة لذةٌ خلف الجدران)، أجلس تحت شجرة البركة، أحتسي قهوتي وحيداً إلا من طيفك الذي لا يفارقني، وأجول الدروب حتى (تغور اللحظاتُ في ضجيج فوضى)، وفي كل زاوية وشجرة ياسمين تلامسني روحك (وكل ملامسة مخاضُ تراتيل تتسربُ بين الآم الشقوق)، وتلامس روحي (لتصل ينابيعَ عطشةِ المنال)، فأجول دروب المدينة كلها، ففي رام الله وحبك (وجودي يؤكدُ أنني حتى الآن أعيش الحُلمَ).
في شارع الإرسال أسير وأنظر للساحل المغتصب من بعيد، تداعبني النسمات الغربية، و (أداعب شُحوبَ ظِلالي، وصدىً لنورِ قمرٍ)، فتعود لذاكرتي كلمات ألمكِ في ظلالِ ألمي وصمتي، فأتساءل: (هل لعشبٍ بأرضه الخصبَةِ وهبَ نبضاً لجُثًّةٍ؟)، ومن هناك أنحدر إلى عين مصباح التي كانت تروي واد بأكمله، فأراها الآن (رقصةُ بردٍ مثقوبة الشعُور)، وأنظر من البعيد للبنايات التي احتلت فضاء رام الله (تُعانقُ ألوان زيفها) وتحجب نسمات الريح، فلا تكاد تبقي لنا من رام الله التي عشقنا إلا القليل وكأنه (إنكسارٌ لشعاعِ مصابيحه المُعِتمة)، ولا أرى في هذا الإتساع إلا (اتساعُ رقعةِ انعدامِ الطعمِ بعد انهمارهِ)، وأواصل التجوال ف (هكذا يعزفُ الحلمُ صحوته، ويكونُ حدائقَ من حريقٍ).
أضم خاصرتك، نسير في شارع السهل، نستمع معاً لهمسات الأشجار الباسقة، تروي لنا حكاية مدينة، أصمت؛ فتهمسين لي: (حتى متى يُفقدكَ الأبيضُ شَهيَّةَ الكلامِ؟) فأهمس بيني وبين نفسي: (كيف يتخلى البحرُ عن موجهِ ويغضبُ من أجسادٍ قَبَّلتهُ؟)، وتهمس رام الله رغم البثور التي بدأت تنتشر على وجهها: (ما تبقى من ملامحي؛ سأُشرَّعهُ نوافذ لشهواتِ القلبِ)، وأهمس لكِ: دعينا نواصل المسيرة (في ريعان يقظتنا الأولى)، ولا نتحول إلى (صراخٌ مبحوحٌ لرداءٍ ممزق)، فما زلت (أنا أتأملُ بعض حُلمٍ يكتبني على صفحات غيابك)، فأسمع همساتك من البعيد تتسلل إلى روحي وتقول: ما زلتَ ترافقني (بين إغماضة الروحِ وروعة الأبيض)، فأبق في رام الله التي تعشق، فأنا أريدك هناك حيث (للحلمِ نورُ الحقيقةِ)، ولا تلقي بالاً لجنونٍ (جعلني أحيا في شكل وردةٍ دونَ عِطرِها)، فانظر إلى روحكِ وأهمس: (كيف العيشُ بعبقٍ دونَ وردةِ الحياة؟!).
أجلس في الحديقة الصغيرة التي تضم بقايا عين مزراب، أنظر لما يواجهني من أحياء رام الله، أذكر كم المهاجرين منها والمغتربين فيدور في ذهني سؤال: (كيف يحيا البنفسجُ بغير أرضهِ، ويتندى ليزهر؟)، أقرأ في ديوان شِعر لرانية إرشيد ابنة الناصرة، فيجتاحني حنين لأرضٍ مسلوبةٍ بقوة إحتلال وتمزقنا، فأصرخ: (أنتظر مرورَ اللاَّمرور.. أيتها المُسماة، على قلبي، نبضته)، وأصعد لتلة الماصيون وأنظر لنور القدس وأنادي: (أعيدي إليّ صدى ألواني التي جَعلتُها تُرددُ صوتها الواحد)، وأنظر لرام الله من فوق المرتفع وأهمس بصمتٍ: (تعبت من أصابعِ المخيلةِ لتنقلني ثانيةً وأخرى لمعبرِ الأحلام).
هي أنتِ ورام الله الحبَ ، قصة عشقٍ لا تعرف التوقف، (تجسُ نبضَ قطراتها المتلاحقات)، فليس هناك إلاك من تهبني (معنى روحٍ تسكن جسدَ الحياةِ)، ولا أسطورة أنثى غيركِ (تتكدسُ بي كالضَّوء)، وليس هناك مثل رام الله من (تعيد الندى لذاكرِتنا حين تجاوز انهمارها المدى)، فكوني معي ولا تبتعدي، كوني لي كما أريدك حباً وعشقاً، تعالي (إليَّ بفجرٍ آخر.. إليَّ بفجرٍ يشهدُ تتويج النهايةِ)، وأضم مدينتي قلبي وأهمس: أيا رام الله.. (عليك.. سلام).

* كلّ ما هو بين أقواس للشّاعرة رانية ارشيد، من مجموعتها الشّعريّة "فراشة أم ضوء؟"، 2008م.



http://ziadjayyosi1955.maktoobblog.com

http://www.arab-ewriters.com/jayosi



#زياد_جيوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألمٌ يجتاحني وكأنه (فهرس الأخطاء)*
- -أطياف متمردة- لزياد جيوسي عن دار فضاءات – الأردن
- تأسرني عمّان و(أي غصنٍ على شجر)*
- صباحكم أجمل/ آهات كسوانية
- بيروت وحلم و (لا أرى غير ظِلي)*
- فضاءات المعابد السبعة/ قراءة في كتاب فضاءات قزح، بقلم: د. ها ...
- لأنكِ أنتِ -سأحاولكِ مرةً أخرى- * 2
- القدسُ وحبيبتي و(مِحبَرَةٌ تنتَحِب)* 1
- بوح الروح 1
- من وحي -سأحاولكِ مرةً أخرى- *1
- قراءة في (نهيل نسمات كرمية).. بقلم الدكتور: حسن محمد الربابع ...
- عمّان و (كأي غصنٍ على شجر)* 1
- منّي.. إليّ..
- فضاءات قزح.. محطات شعورية/ بقلم: أحمد أبو صبيح
- تنهدات جيوس (فراشة أم ضوء؟)* 1
- -كلارينت-
- زياد جيوسي في لقاء مع صحيفة الاتحاد: أرحل في الزمن لأسرُدَ ر ...
- صباحكم أجمل/ أنّات القدس 2- الجيب (جبّعون)
- صباحكم أجمل/ أنّات القدس 1
- -فضاءات قزح- حلقت بالكتّاب العرب إلى الواقع الفلسطيني الداخل ...


المزيد.....




- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد جيوسي - آهات رام الله (فراشة أم ضوء)*