أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالمنعم الاعسم - الى رحمن الجابري.. حيا














المزيد.....

الى رحمن الجابري.. حيا


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 13:34
المحور: سيرة ذاتية
    




يا.. رحمن
الى رحمن الجابري.. حيا
لا استطيع ان اكتب عنك إلا بوصفك لم تمت بعد.. انها المفارقة الآسية، وقل الدراما التي احببتَ ضحاياه في نفسك، على وفق نصيحة هنري جيمس لنفسه “كن دراميا” إذ احسنت لاولئك الضحايا، في لوحاتك، حين القيتَ رؤوسهم على لحى اشجار باسقة، وكسبتَ ودهم حين فاجأتهم وهم يُستأصلون من الارض.. اعيد النظر الآن في لوحتك الشهيرة عن تهجير الكرد الفيلية، والتقط منها بلاءا حل ببشر طيبين، كما اشم رائحة الياسمين من امل يناديهم من مكان سريّ.. تلك هي الدراما، ومنها ألمَحكَ تستقوي على الموت بآخر طرفة ارسلتها الىَّ عن ذلك الرجل وابنه اللذان يمشيان في جنازة تتقدمها امرأة تندب عليه بالقول انهم سيذهبون بك الى دار لا فراش فيه ولا غطاء ولا خبز ولا ماء، فسال الابن والده: هل سيذهبون به الى دارنا؟.
لا اعرف انك كنت تجعل من اللوحة مزاحا مستحبا، ثم تحفر في مكان سريّ من فضائها اسئلة عن مصائرنا الملتبسة. في اكثر من لوحة لك تضج وجوه كثيرة باسرارها. نبحث فيها عن انفسنا فنجدها في اكثر من وجه، واكثر من مصير، وانت من منفاك الجليل، إذ تجلس على الارض، مثل حائك يعكف على رصف الخيوط المبعثرة في نظام متخيَّلٍ، ثم توقع اسمك في اسفل اللوحة كاعلان عن الاستراحة من الركض، فقد ركضت كثيرا ياصديقي بحثا عن حلم فرّ من بين اصابعنا، واخشى انك وجدت الاستراحة اخيرا في الترجل من مهرك الرشيق الى شق في الارض، معتم وموحش.

كان ذلك في مطلع السبعينات.. قبل اربعين سنة.. حين التقينا، ولم نفترق ‘إلا في الجغرافيا وخلال انواء دبرها غيرنا في غياب او غيبوبة للعدالة، والآن، لدي بعض من رسائلك ولفتاتك تحرضني على الندم وملامة النفس، لأن الكثير منها كان ينتظر جوابي، ولم اكن املك الجواب.. هكذا علقنا مشاريعنا الجميلة على اغصان الخريف اليابسة عُرضة للرياح العاتية، وكان موتك واحد منها: مرثية قاسية تضرب احباء، وتكتب علينا ان نحزن على الدوام.
احدى لوحاتك بين يديّ الآن، سيدة (او احلام) تتكئ على شجرة انهكتها، كما يبدو، رحلة شاقة ، ولولا مداد من البرق والضوء لانكفأت السيدة، لكنها، كما هو حالك وحالنا جميعا، تراهن على امر ما، او على نداء يمر حاملا قطرة الحياة، حيث يبوح القمر بكلماته الفضية من بعيد، وهكذا، يارحمن، لا تتركنا فضلة من الحياة الى يقين الموت، وهي لعبة برعت فيها، وجاء نبأ وفاتك ، في مجرى الاسئلة التي كنا نطلقها دائما: الى اين؟ بل من اين؟ وماذا حدث؟ ولماذا كل هذا؟.

في تلك اللحظات استيقظتْ لوحاتك.. لكن ثمة شئ عزيز نام الى الابد.

ــــــــــــــــــــــ
كلام مفيد
“عندما تأتي البلايا، فانها لا تأتي كالجواسيس، فرادى”.
شكسبير



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يجري في بغداد؟
- 9 نيسان وسقوط ما لم يسقط
- في نقد المعارضة الكردية
- حذار.. إعلام اجير
- من الخرافة الى الاوهام
- مسيحيو الموصل.. الفاعل والمفعول
- الساقطون
- تعالوا نتفلسف
- صدام.. هوس امريكي
- مسودة دستور اقليم كردستان.. نقد النص ونقد الريبة
- المصالحة العراقية.. ثلاثة عناوين فرعية
- لوازم المشروع الارهابي في العراق
- بازار الاكاذيب..
- شوفينية محسنة
- لعبة القط والفار
- انباء طيبة من كركوك
- في بغداد.. على صفيح ساخن
- خمسة الغام على الطريق..
- 8 آذار.. نمساء بمواجهة نساء
- تائج الانتخابات: هزيمة القوى الديمقراطية ومسؤولية الحزب الشي ...


المزيد.....




- الزيارة السابعة.. وزيرة الخارجية الألمانية تصل إلى كييف وتحم ...
- واشنطن بوست: إسرائيل تتجه نحو تنفيذ عملية عسكرية محدودة في ر ...
- شاهد: نيوزيلندا وأستراليا تجليان رعاياهما من كاليدونيا الجدي ...
- -تحالف الراغبين-.. المبادرة الإسبانية للاعتراف بدولة فلسطيني ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 3 مسيرات وصاروخ فوق مقاطعتي بيلغور ...
- عشرات الهزات الأرضية غير المسبوقة تثير الذعر في جنوب إيطاليا ...
- تقرير: إسرائيل تنتقل إلى خطة هجومية -أكثر محدودية- على رفح و ...
- في ألمانيا، يحيّدون السياسيين غير المرغوب فيهم
- يطالبون نتنياهو بعدم احتلال غزة
- وزيرة الدفاع الإسبانية تعلن إعداد حزمة مساعدات عسكرية جديدة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالمنعم الاعسم - الى رحمن الجابري.. حيا