أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميسون البياتي - أمهات الفتاوي















المزيد.....


أمهات الفتاوي


ميسون البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 09:05
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل كل شيء بودي أن أشير للقراء الأعزاء المحترمين الذين تلقوا موضوعي السابق المعنون ( الصلاة ببدلة الرقص ) بالترحاب والثناء حيث وصلني عنه سيل من الرسائل والتعليقات , الى أني لست مفتياً أو واعظاً دينياً لكني كتبت عن مرحلة تاريخية ترتبط بفترة نشأة الدين , من ناحية أخرى أنا أحترم المقدس الديني وأجله , وليس في نيتي من باب قريب أو بعيد الإساءة الى المقدسات , بل على العكس , أجدني أسعى الى إعلاء المقدس , بتخليصه من بعض ما علق في الأذهان من لبس أو سوء فهم للمرحلة التاريخية التي نشأ فيها . وإستكمالاً لموضوعنا السابق سأحدثكم كمقدمة عن الآلية التي تقاسم بها الحاكم مع رجل الدين السلطة على الشعب , وبعدها سندخل الى عالم الفتاوي .
منذ بداية نشأة الحضارة الإنسانية وتشكل الأديان , كان الحاكم يستمد سلطته على الأرض بتفويض من الرب المعبود . لذلك لو تصفحنا تاريخ البشرية فسنجد الكثير من الملوك كانوا ( أرباباً ) في نفس الوقت , ويخاطبون الناس ( أنا ربكم الآعلى فاعبدوني ) . أو نجد ملوكاً ( أنبياء ) في نفس الوقت .. والإسلام على سبيل المثال يعترف بأن يوسف وداؤود وسليمان كانوا ملوكاً أنبياء .
بمرور الوقت وتطور الحياة البشرية وتعقد مناحيها لم يعد بإمكان شخص واحد أن يحيط علماً أو عملاً بكل جوانب العملية روحياً وإجتماعياً , لذلك إنفصلت ( الرعاية الروحية ) للمجتمع عن ( إدارة المجتمع ) وهذا ما سيؤسس في فترات لاحقة لشكل الراعي الروحي على أنه ( الزعيم الديني ) أما مدير المجتمع فسيأخذ إسم ( القائد السياسي والعسكري ) .
نظرياً يفترض أن يبقى هذان الشخصان متحدان كأنهما واحد طيلة عملية قيادتهما الإجتماعية , غير أنه ومن واقع عملي غالباً ما تثور بينهما مشكلات كبرى وذلك لتداخل حقل العمل , وتباين وجهة النظر في المشكلة الحاصله , وإختلاف أسلوب الحل .
بهدف حل هذا التضارب المحتم الوقوع وصلت المجتمعات الى مرحلة ( فصل السلطات ) وتعيين لجان مؤهلة لكل واحدة منها , تكون قراراتها هي أعلى قرارات الدولة وملزمة للحكام أنفسهم فلا يتم تجاوزها إلا بصعوبة . ومع هذا فعملية القيادة الإجتماعية ليست بهذا التبسيط إذ يستطيع السياسي ورجل الدين دك الأسافين لبعضهما إذا لم يتفقا لأي سبب كان .
في المجتمعات الإسلامية .. العربية منها على وجه الخصوص , وما دام الحاكم سيفقد كرسي الحكم لو ضاع من يده خيط الأمن , لذلك كان عليه أن يقاسم رجل الدين شيئاً من سلطاته حتى يعطي لرجل الدين لذة الشعور بالتأثير في المجتمع , في مقابل أن يقوم رجل الدين بمهمتين : الأولى أن لا يناكف الحاكم السياسي بأفعال من شأنها أن تخل بالأمن , والثانية أن يقوم رجل الدين بمساعدة الحاكم السياسي بما يستطيع عليه من أجل السيطرة على المجتمع . عند هذه النقطة سنصل الى مرحلة أن يمسك الحاكم السياسي بقوة بالجانب الأمني الذي يهدد كرسي زعامته ورئاسته .. في مقابل أن يتخلى لرجل الدين عن قطعة لحم تقع في الخاصرة الرخوة للمجتمع .. وأعني بذلك الثقافة .
لدينا أمثلة كثيرة على هذا التقاسم ( السياسي _ الديني ) لعل من أبرزها تقاسم آل سعود مع آل عبد الوهاب السلطتين الدينية والمدنية عند تأسيس ما أطلق عليه إسم المملكة العربية السعودية على أرض نجد والحجاز فمقابل أن يحكم آل سعود سيطرتهم الأمنية والإقتصادية على البلد , كانوا قد سمحوا لآل عبد الوهاب بإعادة المجتمع الى ثقافة العصور الوسطى .
أما في مصر فقد نشأت الحركة الدينية الحديثة بشكلها الأوضح منذ نهايات القرن التاسع عشر وتشكلت على صورتها عند مفتتح القرن العشرين وكانت تؤدي دوراً مناوئاً للهيمنة البريطانية ( الكافرة ) على المجتمع المصري لذلك يعد الكثيرون أن منشأ حركة الأخوان المسلمين في مصر كان بدفع أمريكي , لحين قلب الأمريكان الطاولة على رؤوس البريطانيين فأخرجوهم من مصر وحولوها الى جمهورية , فإلتف الإسلاميون حول القيادة الجديدة , لكن القدر الأمريكي المرسوم لمصر بعد ذلك كان أن تتحول الى جمهورية ( إشتراكية ) تتقارب مع الإتحاد السوفييتي وتشتري منه السلاح لتنفيذ أجندات أمريكية في شمال أفريقيا والجنوب العربي , لهذا إنقلب عبد الناصر ( الإشتراكي ) المتقارب مع الشيوعية السوفييتية على الإخوان المسلمين فأعدم منهم من أعدم , وتشرد الباقون , أو نامت خلاياهم .
أثناء هزيمة حزيران 1967 مباشرة إندلعت حركة الأخوان المسلمين بقيامهم بإحراق السفارة السوفييتية في القاهرة .. وتحميل الإتحاد السوفييتي كل مسؤولية خسارة الحرب , وبذلك تعاونوا مع الأمريكي على سحب ورقة المناورة من يد عبد الناصر .. فقام الرجل على الفور بإذاعة خطابه الباكي بالتنحي عن الحكم .
مات عبد الناصر فتسلم الحكم من بعده الرئيس ( المؤمن ) أنور السادات , وفي إشارة منه الى إنقلابه على سياسة سلفه , قام بتقريب الجماعات الإسلامية ورعايتها , لكن هذه الجماعات الإسلامية تعاونت مرة أخرى مع الغرب حين وقّع السادات على معاهدة كامب ديفيد فقامت بقتله لإعادة مصر الى الحظيرة العربية الإسلامية دون أن يكون على مصر التراجع عن توقيع المعاهدة .
بوصول حسني مبارك للحكم , كان التطبيع مع إسرائيل قد أصبح أمراً واقعاً لا علاقة للرئيس الجديد به , وبدل الحجة هناك ألف .. تمنعه من التراجع عنه .. حتى لو قام المجتمع المصري بالإنفجار .. وليس بالثورة .
في هذه المرحلة كان المطلوب أمريكياً للجماعات الدينية المصرية أن تلعب دوراً جديداً لكنه خارج مصر , فتم ترحيل قسم منها الى دول الخليج والقرضاوي نموذج واضح على هذه الفئة , وترحيل قسم آخر الى أوربا مثل أبو قتادة وجماعته , وترحيل عدد آخر منهم الى الولايات المتحدة الأمريكية مثل خالد عبد الرحمن والجماعات المرتبطة به , أو بإستعمالهم في الجهاد ضد الكفار السوفييت في أفغانستان حيث غادرت أعداد كبيرة من المصريين بقيادة أيمن الظواهري لتنضم الى القتال هناك , ولم يبق في مصر من رجال الدين .. إلا الذي ينفع الحاكم ويعينه على ضر الناس وإليكم بعض الأمثلة .
المثال الأول :
لم أستمع كل حياتي الى كلمات أثارت حفيظتي مثلما كانت تثير حفيظتي كلمة ( ديموكرسي ) من لا فض فوه جورج بوش الإبن المجرم رقم واحد في العالم ...... أو كلمة ( الرخاء ) و ( سياسة الرخاء ) من فم الريس حسني . المهم أنه نتيجة لهذه السياسة فإن المواطن المصري أصابه الرخاء .. فرخرخ وإرتخى عالآخر .. لذلك إنطلقت في مصر عام 2004 حركة ( كفاية ) . طالب فيها المصريون بوقف سياسة الرخاء .. لأنهم على وشك الإنفجار من التخمة . حين وصلت حركة كفاية الى ذروتها عام 2007 بالإعتصامات في الشوارع والمظاهرات , والإحتجاجات , والإعتقالات الواسعة النطاق التي وصلت الى إعتقال زعيم الحركة نفسه ( أيمن نور ) وغليان الشارع المصري ... ماذا تتوقعون كانت قنبلة الحكومة المضادة ؟
أطلقت الحكومة المصرية وعلى لسان رئيس قسم الحديث في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر وبتاريخ 20 مايس 2007 قنبلة مسيلة للضحك والدموع بين المتظاهرين , وهي قنبلة فتوى إرضاع الكبير .
من خلال الإنترنت .. دوى إنفجار هذه الفتوى جميع العالم الإسلامي , وجلب على الإسلام والمسلمين ضحك خلق الله أجمعين من هذه الإزدواجية التي تتحدث عن العفة بين النساء في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين بينما هن في واقع الحال ( محجبات منقبات ) من فوق ( مرضوعات مرقوعات ) من تحت .. وبأمر المفتي , في حين نسوة مصر خلال ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي كن يخلبن الألباب بجمالهن وأناقتهن وتحررهن .. وبسبب عفتهن لم يجد المفتي ذلك الوقت داعياً لفتاوي الترضيع والترقيع .
ولأن هذه الفتوى هي قنبلة ( خلب ) يعني صوت فقط بدون فعل , فقد تم سحبها من الأسواق بعد يومين من إطلاقها .. لكن الشارع المصري لم يزل يتحدث بها حتى اليوم ويكفي أن تبحثوا عن الصور تحت عنوان إرضاع الكبير على موقع گوگل لتعرفوا كيف أن هذه الفتوى لم تزل تشغل الكثير من كلام وتفكير الشارع المصري مشتتة إياه عن التفكير في مشاكله الأصلية .
المثال الثاني :
قدمت العديد من الأفلام المصرية حكاية الشرطة حين توجه تهمة الى زعيم عصابة تهريب مخدرات , فيقوم واحد من ( صبيان ) العصابة بالإعتراف على نفسه وهكذا يتحمل الصبي العقوبة .. بينما المجرم الأصلي زعيم العصابة يبقى حراً طليقاً .
نفس هذه الحكاية التي أصبحت مملة .. كررتها الحكومة المصرية أثناء حصار وإجتياح غزة . حوصرت غزة بكماشة إسرائيلية مصرية تحت سمع وبصر كل العالم .. ولا يمكن لأي حجة مهما كانت أن تبرر لمصر دورها القذر في هذه القضية وهي تستقبل الوفود الإسرائيلية بشأن الحصار , على أرض مصر , وبالأحضان , مثيرة إستهجان الضمير العالمي والعربي والشارع المصري .. وعليه كان ينبغي أن يطلع واحد من ( الصبيان ) ويشيل الحكايه كلها .. عندها تطوع الشيخ طنطاوي شيخ الأزهر و( عمل من خده مداس ) وأكل السب والشتيمة عوضاً عن الحكومة المصرية ممثلة برئيسها .. بقيام طنطاوي بمصافحة شمعون بيريز في مؤتمر حوار الأديان الذي عقد في نيويورك .
ههههههه ما يثير الضحك فعلاً أن تبرير طنطاوي لتلك العملة السودة .. وفي شدة أزمة حصار غزة قوله بأنه لم يكن يعرف بأن هذا الشخص هو بيريز .. وكأن سيدنا الشيخ كان رايح فرح أو حفلة ديسكو وممكن يرقص فيها مع أي شخص يقف أمامه .. وليس حاضراً لمؤتمر حوار أديان كل شيء فيه محسوب .. من السلام للكلام للجلوس للتعقيب .. وحتى لمغادرة القاعة .. بسبب أو من دون سبب .
ولكي نعرف أن الشيخ طنطاوي كان يكذب حين قال بأنه لا يعرف بيريز .. فتقارير صحفية إسرائيلية نشرت في صحيفة معاريف نفت ما ذكره شيخ الأزهر من أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز هو الذي بادر بمصافحته على هامش مؤتمر حوار الأديان بالأمم المتحدة وأنه ( أي الشيخ ) لم يكن يعرف بيريز مؤكدة الصحيفة أن ذلك ليس صحيحا ، بل الشيخ هو الذي تعنى بنفسه لمصافحته ، وأجرى معه حوارا ( دافئاً ) بعكس ما صرح به من أنه لم يكن يعرف بيريز من قبل ، وأن المصافحة كانت عابرة وجاءت بالمصادفة ، وبحسن نية . وعلى هذا يبقى التفسير الوحيد لقيام شيخ الأزهر بذلك .. هو ( شيل الحكاية ) من أجل حماية الحكومة المصرية ممثلة بشخص رئيسها من السب والشتيمة . فعلا ً اللي إختشوا ماتوا , وعمار يا مصر .
المثال الثالث :
فتاوي الشيخ العلامة الدكتور علي جمعة مفتي مصر تندرج جميعها تحت تصنيفين لا ثالث لهما : ( فتاوي الزيف الإجتماعي ) مثل فتوى الصلاة ببدلة الرقص , وفتوى ترقيع البكارة و( فتاوي الجدل العقيم ) مثل فتوى التبرك ببول النبي ونخامته , والفتوى الأخيرة التي صدرت قبل فترة عن زواج النبي محمد من مريم العذراء في الجنة .
يا مصيبة ياشيخ جمعة .. لو أنك ومثل ما كان طنطاوي ميعرفش بيريز لما راح وصافحه وقال له كلاماً دافئا ًتكون أنت أيضا متعرفش أن مصر على حافة بركان الإحتقان بين الأقباط والمسلمين .. لما جيت وأفتيت بفتوى تكحلها عميتها .. وجبت الطوبة في المعطوبة . طيب فتوى البول والنخامة وعديناها وقلنا البول علينا مش عليهم .. وأجبرك مجلس الإفتاء رغم ذلك على سحب فتوى جدلك العقيم في بول ونخامة جفت من قبل قرون .. تتهبب وتتنيل وتدي فتوى جدل عقيم ثانية أنيل من اللي قبليها تزوج فيها نبيك في الجنة السيدة مريم العذراء .. وتثير نقمة وحفيظة الأقباط على المسلمين في مصر هذا الوقت بالذات ليه ؟ إيه الغرض ؟
حقيقة .. حين قرأت هذه الفتوى تبادر الى ذهني مباشرة أن الريس حسني مات .. وأن الحزب الحاكم عن طريق هذه الفتوى يريد إشاعة الفوضى في المجتمع المصري لحين يتم إستكمال تنفيذ مسرحية التوريث .. من يدري ؟ كل شيء جائز هذه الأيام .. وإلا هل تعقلون شيخ ؟ ودكتور ؟ وعلامه ( علامه مش عالمه ) ؟ ممكن يعطي فتوى تتناقض مع التصور الميثولوجي للشخصيات المقدسة دينياً عند النصف الآخر من شعبه ( الأقباط ) دون داعي قاهر .. كموت الريس حسني مثلاً ؟؟؟ ما الداعي الى هذا الجدل العقيم وفي هذا الوقت بالذات ... لولا الشديد القوي ؟؟
لو كان هذا التدليس من قبل الحاكم ورجل الدين المصريان يقع على المصريين وحدهم لما أعرنا ذلك كبير إهتمام بإعتبار أن المصريين هم أولى بالرد منا على مثل هذه الترهات والخزعبلات .. لكن دور رجل الدين المصري يمتد أحيانا ً للتأثير في واقع وتصور جميع أمة الإسلام , لذلك إقتضى كشف هذا الدور وإليكم الحكاية .
من المعروف أن مصر الجمهورية ومنذ أول يوم لتأسيسها هي راعية للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي . بعد أحداث سبتمبر وفضايح التعذيب في غوانتانامو ثم إحتلال العراق والمذابح البشرية المشينة التي تبصق بقوة في جبين الإنسانية التي وقعت فيه .. ثم فضائح الإنتهاكات التي تقع في سجون بوكا وأبو غريب .. أصبح المسلم في كل مكان من العالم حانقاً على الولايات المتحدة الأمريكية وسياستها .. وحين وصل حد الإحتقان الى أشده فكرت الولايات المتحدة الأمريكية ومن أجل مصلحتها هي .. بجعل المسلمين ينفسون عن إحتقانهم بعض الشيء , لكن الذي يأتي لتنفيس إحتقانك لا يمكن أن يلعب اللعبة بسذاجة بل العملية تشبه طبخ ( الكبة ) واحد يلفها والثاني يسلقها والثالث يصبها لكي تكون ( لذيذة جدا ً ) في فم المسلم الذي سيأكلها .
أوعز الى صحيفة دنماركية مغمورة ومتطرفة بنشر بعض الرسومات المسيئة للنبي محمد , وكان يمكن لهذه الصور أن تمر دون أن يشعر بها أحد عملاً بقول سيدنا الحسن (( الكلمة التي ما سمعناها .. فكأنها ما قيلت )) ولكن لأن العملية مدروسة ومخطط لها .. لهذا قام بعض الإسلاميين المصريين المزروعين في أوربا بتلقف هذه الرسومات وكأنها بركة حلت عليهم من السماء فقاموا بالكتابة عنها في الصحف الأوربية وتحدثوا عنها في الإذاعات الأوربية وبعدين وحتى تتنيل أكثر رفعوا في هذه الرسوم مذكرة الى الأزهر في مصر , فقام الشيخ طنطاوي بطل حكاية المصافحة إياها بتزعم حملة عالمية للرد على تلك الصحيفة المغمورة .
إستقطبت هذه الحكاية إهتمام الشارع الإسلامي المحتقن وكانت مثل وسيلة الصعق التي أحدثت الإنفجار .. خرجت المظاهرات العارمة التي مات فيها من مات وجرح من جرح .. ودمرت فيها مباني عديدة , ووقعت فيها حرائق كثيرة .. وكل ذلك ليس بإتجاه السبب الأصلي الذي أدى الى الإحتقان وهو الولايات المتحدة الأمريكية وسياستها ضد المسلمين .. وإنما ضد صحيفة مغمورة لا تنشر أكثر من 100 عدد في الأسبوع ... وهذا أبسط أنواع قيادة وتوجيه الرأي أثناء الأزمات , فهل أنتم واعون لذلك أيها المسلمون ؟؟
وبعدين تعال يا شيخ طنطاوي .. أليس الأفضل لك ولأمة المسلمين من ترؤس حملة الرد على الرسومات المسيئة للنبي .. أن تتزعم حملة لتنظيف كتب التراث الإسلامي مما علق بها من ترهات ؟ إذا كان محمد يوصم بالحسية والشهوانية والإيحاء الجنسي فهذا ليس بسبب زواجاته الكثيرة .. ولكن بسبب الفقهاء الأجلاء الذين لا يرون في الزواج إلا المضاجعة ويتفننون حالاتها وأوضاعها.. هل تجد الرسومات مسيئة للنبي ؟ طيب ألا تسيء للنبي حكاية المخبول الذي روى أن محمد له قوة جماع ثلاثين رجل .. وأنه كان يطوف على نسائه التسع في ساعة واحدة ؟ والرواية مذكورة في كتاب عنوانه ( صحيح البخاري ) .. أي صحيح في هذه الرواية السوبر فياغرا التي يستحق راويها إحالته الى لجنة أطباء أمراض بولية وتناسلية وأمراض عقلية .. لأنها رواية مختلة لا تصدر إلا عن عاجز جنسياً أو مجنون .. ومهما كان أصلها أو سندها أو مصدرها .
( وما محمد إلا رجل مثلكم ) فلماذا تضحكون الناس عليه وعلينا بمنحه مثل هذه الصفات الكاذبة ؟ لو كان محمد بهذه الحسية العالية لما تزوج وهو إبن 25 سنة من إمرأة تكبره ما بين 15 الى 25 سنة .. وكادت تكون أمه لأنها عرضت على أبيه عبد الله للزواج منها , لكن عبد الله فضّل عليها آمنة . حين ماتت خديجة كان هو بعمر 48 وكانت هي في حدود السبعين .. كيف إحتمل هذا الشهواني الذي تتحدثون عنه أن يفني زهرة عمره ( 25 _ 48 ) في حضن إمرأة عجوز ؟ لا بل كيف إحتملته هي وحدها وهو بقوة جماع 30 رجل ؟ حدث العاقل بما لا يعقل .. فإن عقل .. فلا عقل له .
بأي أميتر أو فولتميتر قاس الراوي الهمام ( قوة ) جماع الرجل العادي ؟ وكيف قرر ان محمد يملك قوة 30 رجل ؟ ولماذا 30 وليس 29 أو 31 ؟ ولماذا بعد أن إصبح النبي إبن 48 أصبح بهذه الفحولة ؟ هل جبريل الأمين أنزل عليه وحي النبوة أم وحي الفحولة ؟؟ حباً وكرامة وتقديساً للنبي .. لا أريد الإساءة له .. لكني أبتغي فضح زيف كلام الرواة والمفتين فهؤلاء حشوا تراثنا بالأكاذيب وأحلوا لنا حتى ما يحرمه الدين بكلمات صريحة .. حتى قيل في كل ذلك (( من طلب الرخصة فقد تزندق )) أي خرج عن الإسلام , ولنترك كلام صغار الرواة وننظر الى أصحاب المذاهب الكبرى : فأحمد بن حنبل يجيز الإستمناء , والشافعي يجيز المراهنة عند لعب الشطرنج وهذا ضد قوله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ )) , والمالكي يبيح الفقاح ( اللواط ) في بعض الحالات وعندكم سورة لوط في القرأن الكريم تحرم ذلك أشد التحريم , وأبو حنيفة يجيز شرب الخمر في بعض الحالات بينما نجد القرآن قد منعها على مراحل ثم حرمها , والشيعة يجيزون زواج المتعة وهو دعارة دينية موجودة في الإسلام لكنها محرمة في كل زمان ومكان إلا في حالات خاصة جداً وقد حرمها النبي على المسلمين بعد غزوة خيبر . كل هذه الإباحات جعلت المسلمين في زمانهم الأول يتندرون على تلك الفتاوى بأبيات من الشعر تنسب الى الشاعر أبي العلاء المعري تقول :
الشافعي من الأئمة قائل اللعب بالشطرنج غير حرامِ
وأبو حنيفة قال وهو مصدق في كل ما يروي من الأحكامِ
شرب المثلث والمربع جائز فاشرب على منّ من الأيام
والحبر أحمد حل جلد عميرة وبذاك يستغنى عن الأرحام
وأباح مالك الفقاح تكرماً في بطن جارية وظهرِ غلام
وأرى الروافض قد أجازوا متعة بالقول لا بالعقد والإبرام
فاشرب ولط وازن وقامر واحتجج في كل مسألة بقول إمام
قد يسأل سائل : أمام كل هذا الكم من الفتاوى .. كيف نتصرف ؟ وردي على ذلك أن الإنسان إذا أراد الإلتزام حقاً فبفطرته السليمة يستطيع أن يعرف أين يقع الحق ولذلك قال محمد (( إستفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتَوك )) أما إذا كان السائل يريد أن ( يلعب ) فلديكم ( توب تين ) الفتاوي إختاروا منها ما تشاؤون .. ولعنة الله .. على كل من سنًّ سنة سيئة , وإن شاء الله .. عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة .



#ميسون_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصلاة ببدلة الرقص
- عزرا ﭙاوند
- بوريس پاسترناك
- سولزنچن
- تحت موس الحلاق
- فرانسواز ساگان
- سيمون دي بوﭭوار
- جورج صاند
- تكريس الهيمنة الأمريكية
- حرب ظفار
- سعدي
- مستنقع حرب اليمن / مجريات الحرب
- مستنقع حرب اليمن / المقدمة
- السبط الثالث عشر
- موسى والتوحيد
- حافظ شيرازي
- فلم / إضراب عن الطعام
- رحلة الى مكة
- السر الإسرائيلي النووي
- ويكيپيديا


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميسون البياتي - أمهات الفتاوي