أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ميسون البياتي - ويكيپيديا















المزيد.....

ويكيپيديا


ميسون البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 2814 - 2009 / 10 / 29 - 19:23
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الهدف من نشر الموسوعة ( ويكيپيديا ) على الإنترنت هو إعطاء الفرصة لكل إنسان على هذا الكوكب للوصول الى المعلومات التي يريدها . وهي تحتوي على كم كبير من المعلومات , وفيها ما يزيد على 2,5 مليون موضوع منشور ب 200 لغة مختلفة تغطي موضوعات مختلفة في كل ما يهم الإنسان .
لكنها خلافاً لبقية الموسوعات المعروفة فإن ( ويكيپيديا ) ليست مكتوبة بأيادي مختصين في البحث والكتابة , لكنها مكتوبة من قبل أناس عاديين , وهم يفعلون ذلك تطوعاً .. أي أنهم ينشرون دون أن يتقاضوا أجوراً .. كما أن أسماءهم غير منشورة , وهم ينشرون على صفحة هذه الموسوعة فقط .. لأنهم يريدون للمعلومة أن تنشر بين الناس من وجهة نظرهم هم , وليس أحد سواهم .
ألَّف الإنسان الموسوعات منذ عصور قديمة من الزمان , وقد تلفت أغلب هذه الموسوعات لأنها لم تكن مكتوبة على مواد تقاوم الفناء . وأقدم موسوعة نملكها اليوم تعود الى الفيلسوف الروماني ( پليني الأكبر ) الذي عاش بين سنتي 23 الى 97 ميلادية .

دُوِنَتْ الموسوعات بدايةً وهي تحتوي مختلف الموضوعات الموجودة في المعرفة البشرية , والكلمة نفسها ( إنسكلوپيديا ) هي كلمة يونانية إغريقية معناها : ثقافة معلوماتية عامة .

في الحقيقة .. لم تكن الموسوعات الأولى تستخدم ككتب ( مراجع ) مثلما نستخدمها اليوم , لكنها كانت كتباً ( للتعلم ) حيث كان الباحثون يدرسون موادها المختلفة للحصول على ما كان يعرف ب ( الثقافة الموسوعية ) التي يحتاجها العالِم والفيلسوف ليعرف بها كل شيء عن الحياة .

بحلول القرن 17 كُتِبَتْ موسوعات ضخمة كثيرة في أوربا والعالم .. بالأخص عند العرب وفي الصين , وكانت تلك الموسوعات مجرد ( مخطوطات ) مكتوبة أو منسوخة يدوياً ولهذا كانت أعدادها قليلة أو نادرة .
إختراع الطباعة .. وإبتداع أسلوب ( الألف باء ) لتنظيم البحث عن المعلومات في تلك الموسوعات , جعل الموسوعات تكون أيسر عند البحث عنها , وأسهل عند البحث داخلها , لكنها ظلت محصورة التداول بين طبقات المتعلمين وحدهم . وهذا ما جعل الموسوعة
البريطانية _ طبعة إيدنبرگ _ إسكوتلندا ومنذ العام 1768 وحتى العام 1771 تتضمن شروحات تقنية مطولة .

شعبية الموسوعات بدأت في القرن 19 في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية , عندما بدأ نشر موسوعات مختصرة تصلح للقراءة من عامة الناس . ثم صار من المألوف أن تحتوي مكتبة عائلة من الطبقة المتوسطة في القرن 20 على سلسلة من كتب الإنسكلوپيديا مقتناة في المنزل على رف طوووويل للكتب .

بحلول عصر الكومپيوتر , أصبحت الموسوعة التي تحوي نفس المعلومات لا تحتاج ذلك الرف الطويييييييييل في المنزل .. بل تخزنت جميع معلوماتها على ( دسك ) واحد أو إثنين .
ومع ثورة الإنترنت ........... وهي ثورة أقوى وقعا على الإنسانية من ثورة سپارتاكوس محرر العبيد , ستحررنا جميعاً من عبودية الحاجة الى المعلومة التي نرتقي بها , ولن يصار الى إستعبادنا بجهلنا ... بل الى حريتنا بعلمنا , أصبح من الممكن إبتداع شبكة معلومات على الإنترنت , قابلة للتحديث والتجديد يوما بيوم .

أخبركم شيئا ً ... الموسوعات المكتوبة على الإنترنت ... المجانية منها والمدفوعة الثمن .. كلتاهما لا تخلوان من الأخطاء .
موسوعة ويكيپيديا التي أسسها ( جيمي واليس ) وهو رجل أعمال من أهل شيكاغو الأمريكية في العام 2001 متصوراً بتأسيسها أنه قد يكون بإمكان العالم أن يستحدث موسوعة إنترنيتية تستطيع أن توفر معلومات موسوعية ( أونلاين ) للإنسان القاريء أينما يكون , بيسر وسهولة , وأن تكون تلك المعلومات مجانية وقابلة للتحديث والتعديل والتطوير على مدار الساعة لكي تكون مواكبة لحياة العصر , لأن واليس يؤمن أن هناك بشر كثيرون لهم الرغبة والقابلية المعرفية على المشاركة في عمل ضخم كهذا .

بدأ أولا بالإعتماد على بعض المتخصصين لتأسيس هذه الموسوعة , وحين تكونت له ( البذرة ) الكافية من المعلومات , فقد قام بوضعها على الإنترنت ليس من أجل قراءتها فقط , ولكن مع إمكانية الدخول على ملف معلوماتها للإضافة والتصحيح والتحديث , وربط المعلومة بمعلومات أخرى سواها بحيث تصبح مجمل المعلومات المنشورة في هذه الشبكة كلاً واحدا متكاملاً .

لتسمية هذه الموسوعة إختار لها إسم ( ويكي ) وهي كلمة بلغة أهل هاواي معناها ( سريعة ) ودمجها مع كلمة ( إنسكلوپيديا ) فتكونت الكلمة : ويكيپيديا وتعني : ( الموسوعة السريعة ) ونظام عملها بسيط جدا . فعندما تذهب الى گوگل أو ياهو أو أي موقع للبحث , وتطبع كلمة على سيرفر البحث ثم تضغط على زر ( إبحث ) عندها إذا كانت ويكيپيديا تمتلك معلومات عن الكلمة التي أنت تبحث عنها , فستقوم في الحال بإضافة خانة ( كاتيگوري ) الى نتائج البحث التي ستظهر لديك .. وعندما تفتح هذه الخانة سيكون بإمكانك القراءة والإستفادة .. وفي حالة عثورك على معلومات غير صحيحة أو قديمة وتحتاج الى التحديث .. عندها يكون بإمكانك شخصيا الدخول على ملف المادة لفعل ذلك . ومن شأن هذا الإجراء توسيع وتحديث ويكيپيديا الى ما لا نهاية .
عند نهاية أيلول عام 2006 كانت ويكيپيديا تضم 1مليون موضوعاً مختلفا ًباللغة الإنكليزية وحدها , في حين أن دائرة المعارف البريطانية تضم 65 ألف موضوع فقط .

لكن كل هذا لا يدعو الى الفرح .. فالمغامرة في هذا المشروع ما زالت قائمة ومتحققة .. إذ ليست كل المعلومات المنشورة على هذه الشبكة صحيحة تماماً وخالية من العيوب ولذلك يجب ملاحظة ما يلي :
أولاً : ربما لم يجر التحقق من المعلومات التي نشرها أشخاص مختلفون وأغلبهم مجهولون , وعليه فقد تكون المعلومات التي أضافوها الى الموسوعة .. غير صحيحة .

ثانيا : ويكيپيديا تثق بمستعمليها الذين يقومون بتحديث صفحاتها .. لكنها لا تمتلك وسيلة لمنع العابثين والمستهترين بصحة المعلومات من نشر إضافات مبطنة بالشر أو السخرية أو الإساءة أو أن يقوم بعضهم بإضافة معلومات مزيفة أو مسيئة الى تواريخ شخصيات إنسانية معروفة .

ثالثا : لا يمكن إستبعاد الكذب المتعمد حتى من قبل القائمين على الشبكة بأنفسهم خدمة لغايات وأغراض سياسية أو تجارية أو نفعية بطريقة ما , ملقين بتبعة الكذب على الآخرين الذين حددناهم في الفقرة السابقة . وبعد أن تؤدي الكذبة غرضها وتأخذ مداها .. يقوم القائمون على الشبكة بمسحها موضحين أنها كانت بفعل فاعل لم يتم تحديده بدقة .

جيمي واليس .. مؤسس الموسوعة نفسه يقول بأن المعلومات المنشورة على شبكة موسوعته ورغم أنها مفيدة ومهمة لأغراض شتى إلا أنها لا يجوز أن يعتمد على مصداقيتها عند القيام بالبحوث الجدية , طالما أن الموضوعات المنشورة عليها لم يتم فحصها من قبل متخصصين .

رغم هذا فإن مجموعة من المحررين في صحيفة علمية , ومن أجل التحقق من صحة المعلومات المنشورة على ويكيپيديا مقارنة بمعلومات دائرة المعارف البريطانية , فقد قاموا بإنتقاء 42 مادة من ويكيپيديا , ثم إستخرجوا نفس هذه المواد من دائرة المعارف البريطانية , ثم قاموا بإحالة كلتا المجموعتين من المواضيع الى متخصصين لكشف مقدار الأخطاء من أي نوع الواردة فيها .. فتبين أن مقابل كل 6 أخطاء واردة في موضوعات ويكيپيديا هناك 4 أخطاء ترد في دائرة المعارف البريطانية . وهذا يعني أن لا موسوعة في الوجود قادرة على تقرير الحقيقة بشكل مطلق , ولهذا وجب على الباحث الإطلاع على معلومات الموسوعة لتشكيل وجهة نظره .. لكنه حين يريد كتابة موضوعه .. فعليه التحقق من كل معلومة يدرجها في بحثه من مصادر أصلية غير الموسوعة .
هنا أحب الإشارة الى أن الموسوعات غالبا ما تكذب , خصوصا في المواضيع السياسية الحساسة , ومن خبرتي الشخصية في هذا المجال أود التأكيد على أنني بحثت ذات مرة عن سبب سقوط شاه إيران محمد رضا بهلوي , وكما هو معروف فإن عملية السقوط هذه تعتبر نقطة مفصلية في تاريخ وجغرافية الشرق الأوسط والعالم . لكني وجدت الموسوعات : البريطانية والأمريكية والكندية والأسترالية كلهن يغردن بصوت واحد ( ثورة شعبية عارمة أطاحت بالشاه ) لكن بحثي المتأني جعلني أكتشف فيما بعد أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية , وحلف شمال الطلسي هما اللذان قاما بتلك العملية .
من ناحية أخرى .. ما زلت أذكر ( حرب الأيام الأربعة ) حين قامت القوات الإيرانية التابعة لشاه إيران وقبل إسقاطه بشهرين بإحتلال الكويت , والبحرين , وقطر , والإمارات , وأجزاء من السعودية لمدة 4 أيام مهددا بإستعمال القوة النووية لكل من يجرؤ على مهاجمة تلك القوات , لكنني بحثت عن تلك الحرب في عالم الكتب , الى أن كللت ومللت من التعب , دون أن أعثر على نتيجة الى أن وجدت تفاصيل تلك الحرب مكتوبة وبالتفصيل الممل في رواية الباحث الإقتصادي الأمريكي ( بول إيردمان ) التي عنوانها ( تصدع 1979 ) .

هل إستطاعت كتب الموسوعات منذ بداية تأليفها وحتى اليوم من تغيير حياة البشر ؟ لنعتقد بعد ذلك أن الموسوعة الإنترنيتية ويكيپيديا ستتمكن من تحقيق ذلك التغيير ؟

ويكيپيديا ... ما هي إلا مثال واحد على محاسن ومساوىء الإنترنت , إبداع بشري لأناس يحبون مشاركة المعرفة مع الغير حيث تدخل على الخط نوازع بشرية يصفها الباريء عز وجل بقوله ( ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها ) لتجعل من حب مشاركة المعرفة , وسيلة لنشر الأنانية والكراهية والدوافع المريضة .
وهكذا هي الحياة .. أينما يوجد الخير .. فلا بد أن يرافقه الشر .. لكن أمل الخيرين هو مضاعفة الخير الى أقصاه ومناقصة الشر الى منتهاه , فهل نحن قادرون ؟





#ميسون_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشبكة العالمية
- مصرع الدولار
- سيمفونية الإبداع
- شاهنامة الفردوسي
- المرأة في مهرجان شكسبير الأسترالي
- معركة في سياتل
- الماء .. وأشياء أخرى
- قسمة ضيزى
- سيحون وجيحون
- باليبو _ Balibo
- القنبلة البشرية الموقوتة
- نوري باشا السعيد
- يهود كردستان
- الشهبانو فرح بهلوي
- يهود الفلاشا
- رد مهاتير محمد على خطاب أوباما
- الشاعر .. في سجن مجهول
- جزيرة العار
- حدائق الملك / الجزء الثاني
- حدائق الملك / الجزء الأول


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ميسون البياتي - ويكيپيديا