لماذا تكثر “المعجزات” والأساطير في سورية هذه الايام؟؟؟

أشرف المقداد

الحوار المتمدن-العدد: 2992 - 2010 / 5 / 1 - 11:42
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

في الأيام القليلة الماضية طالعتنا الصحف السورية( في داخل سورية فقط)
بقصص مشيقة وإسطورية “فشرت” قصص عنترة بن شداد والزير سالم من أن تشابهها
فعلى الأقل تلك الأساطير....أساطير “والحكواتية” في المقاهي( الممنوع التدخين فيها)
يمتعون “السهّيرة” بقصص الكل يعرف أنها خيالية (أو نتأمل أنهم يعرفون)
ففي مدينة السويداء خرجت علينا صبية تقص علينا أنها كانت مولودة “لغير” أهلها حيث ماتت ثم ولدت للمرة الثانية لأهلها “الحاليين” والقصة “تحلوّ” أكثر بالتفاصيل الممتعة التي جائت بها لا وبل استطاعت أن تتعرف على أهلها “الأوليين” من لبنان ووصفت لهم وبالتفاصيل قصة حياتها التي طابقت قصة تلك الفتاة ( أو نفس الفتاة …..احترت).
ثم “يسلخنا” موقع سيريا نيوز(نعم الأسم بألأنكليزي بلاصغرة) عن قصة أخرى
عن فتحة في حيط “مولانا”......مولانا في الزمخشري : الرجل الذي صارت عضامو مكاحل بس كان معروف بالآدمية......فهذا “المولانا” له ما لا يمكن وصفه إلا بالمعبد والمزار!!!!!! وهذه الفتحة في جدار هذا المعبد لا تتجاوز مساحة شباك “الحمام” ولكن هي ليست للحمام بل للدخولّّّّّ!!!!!!!! نعم الدخول أو الخروج …..الآن المعجزة أنه إذا قدرت الخروج منها فأنت بصادق وأمين وبريْء أما إذا لم تخرج فالله يعينك.....
وإجاك الموت يا تارك الصلاة.......
والضحايا بالطبع لهذه الفتحة هم من النساء الذين لا يذهبون إلى “الجيم” أو لا يقومن يالرياضة ويستمتعن بال”المسقسق” بالدهن والزيوت
وهناك على مايبدو فتاة جميلة و”آدمية” يرفض الجميع الزواج منها لأنها لم تستطع الخروج من هذه الفتحةّّّّ!!!!!!!!
وليس ذالك وحسب بل وفي هذا “المزار” شجرة تين “لا يعرف أحدا عمرها” ونبع مياه
اذا استحميت بمياهه تشفى من الجرب والحصبة ولازالت التجارب قائمة على الأمراض الأخرى كالأيدز والسرطان والخير لقدام!!!!!(ولهذا شباك الحمام على ما يبدو)......
ثم أحلى واحدة.......ففي القرداحة......نعم القرداحة …...مسقط راس حافظ الأسد
ومسقط جسده أيضا.........وقلب سورية النابض.......هناك طريق على ما يبدو نازل نزول (منحدرا) ولكن بقدرة من لاقدرة إلا له(هذه حزورة) في هذا المنحدر السيارة
بدل أن “تنحدر” أي تنزل نزول كما المنحدر يتطلب . السيارة ترجع للخلف وضد “الطلعة” …......الله أكبر الله أكبر........
بالطبع لم يقولوا لنا اذا هذا يحدث للمشاة أيضا......فبحيث لا يوجد أحد في القرداحة
يمشي مشيا …..والكل يسوق المرسيدس والحمد لله على هذه النعمة.......
ما يضحك ويبكي في هذا أن جميع هذه المواقع لم تبعث فريقا ليقوم بالتحقيق الصحفي لهذه”المعجزات” وطبعا لاتذكر “الحكومة” فهي “مشغولة بما أكبر من هذا ومو فاضية تحك راسها!!!!!
وأجهزة “الأمن” مشغولة أكثر بضيافة المتفزلكين السوريين وعلمانيها فترك الحبل على الغارب لكل أفاق لئيم ليلعب كيفما شاء.......لا وبل الصمت الكامل والتام من جميع العلماء والعارفين عن هذه الخزعبلات!!!!!!
ولا أستطيع إلا أن أتذكر قصة “سليمان المرشد” المتأله في القرن الماضي
والذي استطاع أن يقنع بعض مساكين وفقراء جبال العلويين بإلهيته مستخدما أضواء شجرة عيد الميلاد التي تضوي وتطفأ بالتناوب
وأصبح غنيا وإقطاعيا على أكتاف هؤلاء المساكين حتى جائت الحكومة الأولى بعد الإستقلال واضطرت لشنقه في الساحة العامة لتقنع أتباعه بعدم ألوهيته ومع ذالك يوجد اليوم أتباع لهذا “الرب”.... وإبنه يتمتع بكل الإحترام والتبجيل “ابن الرب” والنظام يكرمه ويحتفل به.....!!!!
هناك الأساطير والخرافات في كل البلدان . وبحسب تقدم وتأخر هذه البلاد تكثر أم تقل هذه الخزعبلات.
وحتى في نفس البلاد تقل هذه الخرافات بتقدم التعليم ووسائل الإعلام فالبديهي أن تقل بل وتنعدم هذه الترهات في سورية لا أن تكثر؟؟؟
فماذا يحصل في سورية؟؟؟؟
أهل عدم معرفة شعبنا بما تخبي له الأقدار سبباّ؟
أهل تساهل السلطة مع أي شيء يلهي هذا الشعب عن طريقة قيادته سبباّ
أهل إيمان البعض في أعلى مراكز السلطة بهذه الخرافات …..سبباّ
فمهما يكون السبب فهذا والله مشفق وحزين أن يتراجع شعبنا في غالبيته إلى الوراء
والمغضب سكوت السلطة عن هذا؟؟؟؟
أنا أعرض نفسي لهذه المسكينة التي لا يريد الزواج بها أحدا.....فلربما بقليل من الرياضة والحمية ستكون أكثر جمالا أو “لتمزط” من الطاقة؟؟؟؟
أما عن معجزة القرداحة.....فأنا أصدقها......نعم....فهذه القرداحة “ولاه”
بيطلع منها العجايب
المعجزة
أشرف المقداد

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل