أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي - سعيد علم الدين - القرآن وحقوق العمال














المزيد.....

القرآن وحقوق العمال


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2988 - 2010 / 4 / 27 - 21:57
المحور: ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي
    


في البداية لا بد من توضيح كلمة حق لقطع الطريق على البعض. الذين يمطون بالحقيقة حسب الطلب ويقصرون، ويطلعون منها ولا ينزلون، ويخرجون عنها ويدخلون. لماذا؟
لكي يبرروا وبأي وسيلة صحة ما يريدون، فيمتقع وجه الحق خوفا على جوهره مما يفعلون.
فحق العمال ليست كلمة عشوائية فوضوية يتم ليَّ رقبتها كما يفعل بعض الكتبة من اصحاب الحق الشمولي المطلق. حيث يتم بيع الناس:
وعظا جميلا طناناً بالأطنان، وغيوما زرقاء على مد عينك والنظر، وسمك في البحر. لا لا فكلمة حق التي نقصدها هي:
دقيقة جدا دستورية، محددة، يشرعها القانون ويجب على الدولة ان تسهر على تنفيذ بنودها، وتعاقب من يعمل عكسها او يحاول التهرب من تطبيقها.
ومن هنا عندما نقول حقوق العمال نعني نظاما مكتوبا بفقرات قانونية دقيقة وواضحة المعاني تعطي العامل حقوقا في تحديد الراتب وساعات العمل، والاستراحة والاجازة، وتحميه من الطرد العشوائي او القهر او الضرب او الاستغلال او التعسف او الاستعباد،
كيف لا وعلى اكتاف العمال البسطاء تأسست الحضارات، وانطلقت المجتمعات، ونهضت الأمم، وتوسعت الدول، ولولا عمل ومجهود وتعب العامل، لما استطاع الجندي في المعركة ان يحصل على الدعم المادي ويصمد ويقاتل، ولما استطاع القائد او الامبراطور او السلطان او الخليفة او الرئيس ان يدخل التاريخ من بابه الواسع.
ومن عرق العمال الغزير المتدفق من الأجساد على التراب استصلحت الاراضي الزراعية، وجُرَّتِ المياه وحفرت الآبار، فنبت الخضار، واثمرت الأشجار ودجنت المواشي، فشبع الناس الخبز واللحم والثمار وازدهر الاقتصاد وعم الرخاء وتكاثرت الشعوب وتبادلت البضائع والصادرات وتوسعت الامبراطوريات.
والعجيب ان هذة الطبقة الكادحة العاملة، والمهمة الفاعلة، والتي تمثل الشريحة الاوسع في المجتمع كانت دائما مسحوقة خلال التاريخ ومستغلة ابشع استغلال ومستعبدة الى درجة الرق تحت نظر رجال الدين.
حتى ان كل الاديان دون استثناء والتي تدعي الهبوط من السماء، خذلتها، ولم تلفت لمعاناتها، ولم تلحظ حقوقا لها في كتبها، ليس هذا فحسب، بل وتحالفت دائما السلطة الدينية مع الاقطاعيين والاغنياء من البكوات والاغوات والنبلاء واصحاب الرساميل، ومع الاقوياء كالامراء والملوك والسلاطين على تطويع العمال والفلاحين ابناء الدرجة السفلى وعلى وقع ترتيل الآيات. تصديقا للقول القرآني:
"وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ" الانعام 165.
ويعود الفضل الى انكلترا في بعث فكرة حقوق العمال الى الظهور لأول مرة في التاريخ البشري. حيث قامت فيها في القرون الوسطى عدة ثورات تطالب بحقوق للعمال. وفي عام 1833، مرر قانون ينص على أن أي طفل تحت سن التاسعة لا يحق له العمل، والأطفال ما بين سني 9-13 لا يفترض أن تتجاوز ساعات عملهم 12 ساعة يوميا.
الا ان بدأت مع قيام الحقبة الصناعية في اوروبا المطالبة بقيام نقابات عمالية وسن قوانين تحمي العامل من تعسف رب العمل له. وظهر هنا المفكر التاريخي كارل ماركس كابرز المناصرين لحقوق العمال ودعم مطالبهم العادلة في وجه جشع الطبقة الرأسمالية.
والعجيب هنا ان القرآن الذي يدعي انه فيه كل شيء ولم يغفل لا عن شاردة ولا واردة، كيف انه غفل عن هذا الموضوع الانساني المهم جدا لقيام دولة العدالة الاسلامية.
ولم يأت القرآن والذي هو دستور الدولة الاسلامية العتيدة على ذكر كلمة عمال مرة واحدة، فكيف سيتم التشريع لهم من خلاله؟
ام نستعين هنا بقوانين الغرب العمالية!
من السهل ان نحلم بدولة اسلامية دستورها القرآن. أي دين ودولة. وعند التطبيق ندمر الدولة ونشوه الدين.
ومن السهل ان نرفع شعار الاسلام هو الحل.
ولكن ما هو الحل وفي كل التجارب الفاشلة؟
هو فرض النقاب والحجاب، وتقييد حرية الناس وتكميم افواههم والتدخل في خصوصياتهم، وقتل الابداع وقطع يد السارق ومنع الخمرة وانشاء فرق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
اما حقوق العمال فليس لها أي بند في الشريعة
وهكذا وجدناها كيف تعززت حقوق العمال في دولة طالبان وغيرها من الدول التي ارادت تطبيق الشريعة كالسودان والصومال وايران وباكستان.
من السهل ان نقول ان الاسلام كفل حقوق العامل واذا بحثنا عن بنود هذه الحقوق فلن نجد لها اثرا في القرآن. ولكن من السهل الممتنع الحصول ان نعلن على الملأ انه صالح لكل زمان ومكان!



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقا خُلِقَ الإِنسَانُ مِن مّآءٍ دَافِقٍ؟(5)والأخير
- هل حقا خُلِقَ الإِنسَانُ مِن مّآءٍ دَافِقٍ؟(4)
- هل حقا خُلِقَ الإِنسَانُ مِن مّآءٍ دَافِقٍ؟(3)
- هل حقا خُلِقَ الإِنسَانُ مِن مّآءٍ دَافِقٍ؟(2)
- هل حقا خُلِقَ الإِنسَانُ مِن مّآءٍ دَافِقٍ؟(1)
- فتح باب الترشيح لجائزة ابن رشد للفكر الحر 2010
- نعم المشكلة في الفكر الإسلامي(2) والاخير !
- نعم المشكلة في الفكر الإسلامي(1)!
- لا يكفي ابطال مفعول فتوى ابن تيمية
- الْحَقيقَةُ تَصْفَعُكُم!
- قطارُ الحريةِ انطلقَ يا آلَ أبي جهلٍ؟
- هل حقا أخطأت قوى 14 اذار؟
- حزب الله يدعو بدل ان يفعل
- أين هي قوة لبنان الحقيقية؟
- من علامات قيام الساعة
- شعب العراق يكتب تاريخ العرب الجديد
- اين انتم يا حصى لبنان من صخوره؟
- مشايخ الجهل وقصر النظر
- نبيه بري يكتسح التاريخ ونجاد المريخ
- تهديد نصر الله أم صراخه ؟


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي - سعيد علم الدين - القرآن وحقوق العمال