أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد علم الدين - قطارُ الحريةِ انطلقَ يا آلَ أبي جهلٍ؟















المزيد.....

قطارُ الحريةِ انطلقَ يا آلَ أبي جهلٍ؟


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2950 - 2010 / 3 / 20 - 14:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا الخوف من الحرية وصم الآذان امام حقائق التاريخ المدوية وتطور المجتمعات والأمم والمعارف والازمان؟
ولماذا الاختباء خلف ستائر مظلمة وجدران سميكة من الرياء، ستعصف بها رياح العصر الحديث وتعريكم على حقيقتكم، اذ لم يكن الآن فغدا.
وغدا لناظره قريب واقرب اليكم يا اعداء الحرية وكارهي ثقافة الحياة من حبل الوريد!
كيف لا، وقطار الحرية قد علا صفيره في ارجاء الارض قاطبة، وارتفع بخاره الابيض النقي في عنان السماء، وانطلق بمحركاته العملاقة هادرا قادرا يشق طريقه رغم العوائق والحواجز وصحاري الفكر القاحلة، ولن يقف عاجزا على ابواب انظمة الاستبداد السياسي والديني واجهزة المخابرات والجلد والحقد والاعدام وسفك الدماء، ورفض حقوق الانسان بمبررات من صنع ثقافة الموت والفساد والغباء والجهل والتخلف والظلم والطغيان.
انتم بمحاولاتكم اليائسة في والوقوف في وجه الحرية يا آل ابي جهلٍ، انما تريدون وعن سابق تصور وتصميم حجب شعاع الشمس بالغربال.
انتم ستفشلون حتما وستتخبطون في مستنقع الضعة والفقر والفاقة والوبال خبط عشواء ومن اضمحلال الى زوال!
فالحياة للاقوياء في حريتهم والضعفاء يندثرون في استبدادهم.
هذا قانون طبيعي لا غبار عليه تؤكده وقائع هذا الزمان.
وفقط المجتمعات المبنية على اسس الحرية والديمقراطية هي المجتمعات المتينة المتماسكة الموحدة المزدهرة المنطلقة والقوية.
فقطار الحرية قد انطلق ولن يقف في طريقه عائق:
ليهد اصنامكم العالية فتذروها الرياح، ويصلح معتقداتكم الظلامية الواهية فتستنير بنور الصباح، ويهز ثوابتكم المتهاوية عليكم، ويغربل مجتمعاتكم من عادات وتقاليد بالية، ويقضي على انظمتكم الاستبدادية الدكتاتورية المستكبرة المتعالية على حضارة العصر.
فقطار الحرية هو قطار الحياة وازهار الربيع وزقزقة العصافير على الاشجار الخضراء.
وقطار الاستبداد هو قطار الموت واوراق الخريف ونعيق الغراب على يُبوس اشجار الزقوم.
وقطار الحرية انطلق في هذا العصر الالكتروني وبسرعة ثورة الانترنيت والعلوم والمعرفة والمعلومات التي اخترقت غرفكم والآفاق واسرع بكثير من البرق والبراق.
فدابة البراق ذات الجناحين احتاجت في طيرانها العادي الى وقت عادي لقطع المسافات والبوادي، اما البريد الالكتروني محملا بالصور والملفات، فانه يقطع عشرات، بل مئات الالاف من الكيلومترات وببرهةٍ وثوان ومن دون جناحان.
وان توقف قطار الحرية ففقط للحظات هي سنوات مما تعدون، وسيتابع سيره منتصرا على الطغاة بقوة الكلمة الحق، وصلابة الفكر الحر، وتقدم العلم وسرعة ثورة الانترنيت وتسارع انتقال الافكار النيرة والمعلومات.
فإحدى السمات التاريخية المتأصلة في المجتمعات العربية وباقي الشعوب والدول الاسلامية هو الاستبداد معطوفا على الخوف من الحرية.
وكانها البعبع الأكبر الذي سيفكك مجتمعاتهم المفككة اصلا بسبب التسابق ومنذ سقيفة بني ساعدة على السلطة الدنيوية: مذاهب وشيع وفرق ونحل وجماعات، والريح التي ستعصف بمعتقداتهم الدينية التي تهلعون خوفا عليها من حق الانتقاد، والحوت الذي سيبتلعهم الى غير رجعة ويتركهم فتاتا على موائد الامم المتقدمة والمزدهرة والقوية. والغريب في الامر ان احدي اهم الاسباب التي ادت بالامم الاخرى لكي تصبح متقدمة ومزدهرة وقوية هي الحرية والتزام مبادئ وقيم الديمقراطية.
فالى اين انتم هاربون من نور الحرية؟
والاجيال القادمة لن تسامحكم على جبنكم يا آل ابي جهل!
واعلانكم الحرب الضروس على الحرية لن ولن ينفعكم فهي لن تنفك تغزوكم في عقر دياركم وتهز اسس مجتمعاتكم بسلاسة الضوء العنيد، يبدد ظلام الليل الشديد ليبزغ فجر نهار جديد.
محاربة الحرية وفرض نظام استبدادي بالعنف والارهاب والقمع وخنق المجتمع بدين او مذهب او عقيدة او فكر واحد هو الارض الخصبة لولادة التطرف والجهل والتعصب، وايضا الارض الخصبة للثورة على واقع ميئوس لن يدوم ومهما استعملت للحفاظ عليه من مبررات وعمليات لف ودوران.
ومن الاستبداد يولد الفساد الذي يقود الدول والمجتمعات الى الأفول والفناء.
ومن الحرية تولد الديمقراطية التي تقود المجتمعات الى الحضارة والرخاء.
ومن هنا فقدر الأحرار ان يكونوا مشاعلها، والا كيف سيستطيع عالمنا العربي الخروج معافيا من الكابوس.
والا كيف ستنتصر الحرية على العبودية والبسمة على العبوس، الديمقراطية على الشمولية والعدل على الظلم، القانون على شريعة الغابة والنور على الظلام، التسامح على الحقد وثقافة الحياة والامل على ثقافة الموت والانتحار!
مع انه وبكل بساطة محاربة مسيرة الحرية والديمقراطية هو الدليل القاطع على الخوف والضعف والتقهقر والهزيمة وعدم الثقة بالنفس. وفقط ضعيف الشخصية، وفاقد الارادة، وضيق الصدر والخائف والمرتعب والمتكبر والمغرور والمتردد والموتور هو العديم الثقة بنفسه.
وما يقال عن الانسان يقال عن المجتمع. فالمجتمع هو اصلا انسان تكاثر مع الزمن ليتحول الى قبائل ومجتمع ودول.
فقدر الأحرار ان يكونوا مشاعل مضيئة لتزهو الحرية وتشرق شمسها في شرقنا الغارق في مستنقع القمع والاستبدادات بالجملة:
من الاستبداد الديني الى السياسي الى الفكري الى العقائدي الى الأبوي الى الأخوي الى العائلي الى القبلي الى العشائري الى الاجتماعي .... الخ.
انه مستنقع من الاستبدادات لا يبرره الا الخوف من الحرية.
والى اين أوصلت الحرية دول الغرب؟
الى ان تنعم بالسلام والأمان والوحدة وتقود العالم في جميع الميادين وتغزو الفضاء وتركب برق السماء وتصل الى القمر.
وماذا ادى الاستبداد بدول الشرق؟
الى ان تكون دول مفككة هجينة متقهقرة وغير قادرة على مواجهة تحديات العصر لافتقارها الى الحرية.
وبالتالى ان تتخلف عن باقي الامم والشعوب، وتغرق في متاهات الفتن والتشرذم والحروب، وتبقى رغم مواردها الهائلة عالة على الاخرين .
ليس هذا فحسب، بل وشعوب الشرق تنقل آفات التخلف ومرض الاستبداد يله يله وبكل جرأة ووقاحة الى المجتمعات الديمقراطية الحرة.
ولا عجب ان يكزدر النقاب مغرورا في الشانزليزيه الباريسي وان يتغندر الحجاب ذهابا وايابا في شارع الكودام البرليني.
ولا عجب ان يدك المرتعب من نور الحرية اسامة ابن لادن وباقي شلة العميان من بني طالبان ابراج نيويورك بالطيران.
ولا عجب ان يسكنوا المغاور والكهوف والسراديب والملاجئ والحفر والانفاق والثقوب فهذا مأوى آل ابي جهل وبئس المصير.



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقا أخطأت قوى 14 اذار؟
- حزب الله يدعو بدل ان يفعل
- أين هي قوة لبنان الحقيقية؟
- من علامات قيام الساعة
- شعب العراق يكتب تاريخ العرب الجديد
- اين انتم يا حصى لبنان من صخوره؟
- مشايخ الجهل وقصر النظر
- نبيه بري يكتسح التاريخ ونجاد المريخ
- تهديد نصر الله أم صراخه ؟
- نصر الله يتلقى الاوامر سمعا وطاعةً
- الشاعرُ الثائرُ
- انفلونزا عيد الحب يستنفر الهيئة
- لماذا شعلة ثورة الأرز لن تنطفئ!
- احسد الحيوانات
- نعزي اهلنا أقباط مصر
- الكويت تعلق وساما على صدر نصر حامد ابو زيد
- عندما يفتخر بعض ساسة لبنان بخجلهم(2)
- عندما يفتخر بعض ساسة لبنان بخجلهم(1)
- لا أقول عقبال مئة عام
- الإسلامُ السِّياسِيُّ والسُّقوطُ المدَّوي(6) الاخير


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد علم الدين - قطارُ الحريةِ انطلقَ يا آلَ أبي جهلٍ؟