مع كامل النجار وتأملاته في القرآن المكي

قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 18:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ان اول مايبيدأ النجار مقالته افتراض ان سورة الحمد ليست من كلام الله بدلالة ان المسلمين يقولون { آمـين } بأعتبارها صيغة دعاء كان يردده محمد ليس الا شكرا على ما أفاض به الرب من الاء ونعم يستحق الحمد والشكر عليها ولاندري هل اضافها محمد للقرآن لاحقا ام ان المسلمين توهموا فحسبوها من القران ولهذا نريد ان نناقش الامر مع الاستاذ الفاضل كامل النجار وفق مايلي
1 – ان ليس كل المسلمين يقولون كلمة {آمين} عقب قراءة سورة الفاتحة فلدى كل فرق الشيعة ان قول امين عقب قرائتها عموما وفي الصلاة بالذات هو مبطل لهذه الصلاة وانهم يعتبرونها دخيلة على قراءة القران وان كنت فتحت مصحفا واني متأكد انك فتحته سوف تلاحظ ذلك سوف لاترى لها اي وجود فهذا يعني ان ادخالها جاء متأخرا ولم يجرأ من ادخلها ان يكتبها ضمن القرآن
2- لاتوجد في بقية السور لفظة { آمين } فهل هذا يجعل تلك السور ليست من وضع محمد.
3- وكما لاحظت ان بعض المسلمين يقولون لفظة {آمين} عقب قراءة سورة الفاتحة وهي غيرمكتوبة فنفس هذا البعض لو بقي الاستاذ معي على نفس قوة الملاحظه التي يمتلكها لايقرأ البسلمة وهي مكتوبة في المصحف وكما اشرت حضرتك من ان سورة التوبة لاتوجد فيها آية البسملة وهذا يثبت ان البسلمة آية من كل سورة والواقع ان حجم التحريف الاموي الهائل للاسلام وصل حتى الى العبادات وليس الى العقائد فقط بحيث جعل فريق من المسلمين يستغنون عن آية في عباداتهم
4- ثم تترك محمد وتنصرف الى الله من ان هذا الاله الذي لوكانت هذه الآية منزلة من عنده فهو آله نرجسي وأنت اذ تدبرت معنى النرجسية لوجدت ان دلالتها توحي بالتفرد وعدم وجود المنافسة وهي بلاشك مواصفات الاله
5- { أياك نعبد وأياك نستعين } تقول انها لوكانت من عند الله لقال الله {اياي أعبد واياي استعين } اي اله هذا الذي يقول لعباده هذا الكلام ايعبد هو نفسه ويستعين بها ام العباد هم الذين يعبدونه ويستعينون به فلو قرأها المصلي في صلاته اصبحت وكأنها تعود للمصلي وليست لله وبالتالي فأن الصيغة التي وردت فيها الاية اقوم
6- تقول ان المفسرين قالوا ان اصل الاية تبدأ بقول { قل الحمد} اسوة ببعض السور الاخرى مثل {قل هو الله احد } او مثل { قل أعوذ برب الفلق} او مثل { قل اعوذ برب الناس } وانهم زعموا انها حذفت لو سلمنا بهذا القول فما الذي سيتغير في سياق السورة فسيبقى المصلي عندما يقول {اياي اعبد واياي استعين } يخاطب بها نفسه وليس ربه وهذا لايستقيم مع اصل العبادة
7- تتسائل عن الذي حذف كلمة { قل } من سورة الحمد ثم تجيب على تساؤلك بأن محمد هو الذي حذفها لان في القران غيرها وبالتالي ان محمد قد غير في كلام الله ... طيب ولماذا هذا الافتراض فما دام محمد هو صاحب القرآن ومؤلفه في نظرك فليس لك الحق بأتهامه بأنه حذف كلمة { قل } من سورة الحمد فمن حق المؤلف ان يحذف مايشاء من كتاباته وأن يضيف لها مايشاء فهذا ماغيره بنظرك هو ليس من عند الله فهل تؤمن بالذي لم يغيره محمد!!؟؟
8- ام ان الله هو الذي حذفها من دون مبرر منطقي هذا طبعا قولك انت ... طيب هل تعترف انت بأن القران هو من عند الله لأنك في كل كتاباتك تؤكد بأن القرآن هو كتاب مؤلف من قبل محمد فلماذا اذا هذا الافتراض
9-ثم تأتي الى البسملة وتقول انها ليست من السورة ولماذا ليست من السورة اليست سورة براءة من غير بسملة هل نسي الله ام محمد وضع البسملة فيها ثم تقول ان ورود السبع المثاني جاء في الاية 87 من سورة الحجر وبما ان سورة الحمد ترتيبها الخامسة في النزول بينما سورة الحجر ترتيبها 54 وتتسأل { فكيف يرمز الله في السورة الخامسة الى معنى سيذكره في السورة 54} كيف استدللت على معنى الترميز في سورة الحمد لاجاء نصا ولا اشارة ثم ان الاشارة في سورة الحجر الى سورة الحمد هو للتدليل العظيم على شأنها لكونها جزء لايتجزأ من صلاة المسلمين فهي عدل القرآن {{ ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم }}
10- اجمع جل المفسرين ان سورة الحمد مكية بدليل انها جزء لايتجزأ من القراءة في صلاة المسلمين وبما ان الصلاة شرعت بمكة فهو دليل حاسم انها مكية وليست مدنية وانها نزلت بشكل كامل ومرة واحدة وليس مرتين بمكة والمدينة هذا ما أجمع عليه كبار المفسرين
11- انت تعترف بأن بعض المفسرين وليس كلهم يطلقون تسمية الشفاء على سورة الحمد استنادا الى قول محمد { الفاتحة شفاء من كل سم } هذا نص ما أوردته من نص الحديث بينما اصل الحديث هو { هي شفاء من كل داء الا السام } والسام يعني الموت والفرق بين النصيين واضح وجلي
12- نأتي الى الاية الاخيرة من سورة الحمد { غـير المغضـوب عليهـم ولا الضـالين } فأنت تركن الى تفسير بعض المفسرين بأن الاية تشير الى اليهود والنصارى وبما أن مدارس التفسير كثيرة ومختلفة لكون كل مفسر يرى ماينسجم مع رؤياه ومصالحه فبالتالي لايمكن الركون الى ارائهم ولكننا نستطيع ان نتعرف على تعريف التوصيفين المذكورين بالاية من خلال القران نفسه جاء في الاية 106 سورة النحل { ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليه غضب من الله } والاية 2من سورة الفتح { ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم } والاية 112 من سورة آل عمران { وبآءو بغضب من الله .. ذلك بأنهم كانو يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق بما عصوا وكانوا يعتدون } هذا هو توصيف الذين غضب عليهم الله من القرآن نفسه فليس اليهود هنا وحدهم محل الغضب اما الضآلين فهي اشارة الى التيهان لا الاصرار على التضليل التي يدعو اليها الضالين ومن الممكن ان يدخل ضمن هذا التفسير فئات من الملل والنحل
13- ثم تفترض في تفسيرك لسورة المسد من ان عم محمد أبا لهب لم يؤمن بنبوته وتستنتج من أن هذا يؤشر على ادعاء محمد للنبوة لكون عمه لم يصدق نبوته وهذا يذكرني بمهازل المنطق الصوري الارسطاليسي طيب ياسيدي لو ظهر شخص الان وادعى النبوة وامن به اعمامه واخواله وبقية عشيرته بل وكل مواطنيه وحتى ممن ينتمي لنفس قوميته هل كنت ستؤمن به نبيا . ان هذه القضية بالذات تؤشر الى ان محمد جاء بشيء جديد ينسف كل حياة العرب ويبدلها وبالتالي انقسم العرب على انفسهم الابناء تمردوا على الاباء والعبيد على السادة ولو كان محمد حقا ذا نزعة تسلطية وسادية كما تصفه لقبل بالعرض الذي عرضته قريش من ان تجعله ملكا عليها وأن تمنحه من الاموال مايريد بحيث تجعله أغناها لكنه رفض بشكل قاطع مما دعى قريش ان تمارس ضده ابشع حصار ادى الى هلاك الكثيرين من اتباعه كزوجته خديجة وعمه ابو طالب .

#قاسم_السيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل