اذهبوا فأنتم الطلقاء

قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17 - 13:47
المحور: كتابات ساخرة
    

كان لحفل الغداءالذي اقامه مجلس الوزراء ظهر يوم الثلاثاء16/3/2010 مناسبة غير مفهومة لكثير من اعضاء مجلس النواب العراقي والذي انتهت ولايته في نفس ذلك اليوم لكنهم لبوا الدعوة ان لم نقل كلهم فجلهم وبعد ان بالغ المالكي في اكرام ضيوفه بأطايب الطعام ولذائذ الشراب والاصناف الفاخرة من الحلوى المستوردة وقف خطيبا فيهم وهو يجول بنظراته متفرسا في ملامحهم من خلال نظارته السميكة هاهم من ناكدوه طيلة أربع أعوام وعرقلوا مشاريعه وحطموا احلامه السياسية وهددوا زعامته هاهم بين يديه لاحول ولاقوة فهناك العشرات من هولاء النواب عليهم دعاوى قضائية في الارهاب واخرى في التزوير او في الاختلاس والرشاوى .....
بدأت الافكار التي تخطر في رأس المالكي تنتقل الى السادة النواب المحتفى بهم وأحسوا بما يجول في خاطره وبدت ملامح الارتباك والاضطراب تظهر على سحنات وجوه البعض منهم وكلما طال سكوته وتفرسه في وجوههم ازدادت حيرتهم واشتدت درجة اضطرابهم واخيرا فتح فاه ونطق
تعلمون انكم اليوم اصبحتم نواب سابقين اي متقاعدين الا من سيجدد له بعد اعلان نتائج الانتخابات ... ثم صمت
همهمة خافته واصوات هامسة تدور في القاعة { هلكتم ورب الكعبة }
تابع المالكي حديثه
اتعرفون ان على بعضكم دعاوى قضائية بتهم مختلفة .... صمت
بدأ الذعر يدب في صفوف الجالسين ..... ثم تابع حديثه
وأن حصانتكم البرلمانية هي التي منعت من تحريك هذه الدعاوى قضائيا ......
بدا الصوت المهموس يعلو شيئا فشيئا ويصبح مسموعا ....... ان الرجل مبيت للامر وانه لايضيع وقتا
عاود المالكي حديثه
وطيلة فترة رئاستي للوزراء عرقلتم عشرات مشاريع القوانين ومنعتم بل وحجبتم صرف تخصيصات لمشاريع تعلمون حقا ان ريعها للشعب وليس لي حتى لايقال ان حكومة المالكي انجزتها ...
علت الصفرة الوجوه وبدا الاكفهرار يظهر جليا عليها فها هو الرجل يمهد لاعلان قرارات انتقام ولقد ساهم في زيادة ذعر البعض انتشار العديد من موظفي الخدمة والحراسة بين ممرات القاعة فأصبح الكل مقتنع ان المالكي مقدم على امر لايعلمه الا الله
تابع المالكي
كل همكم كان ان لايقال ان حكومة المالكي قد نجحت في البناء والاعمار وكأنكم اعداء لهذا الشعب ولستم نوابا له
اطبق صمت مرعب ... لاأحد ينبس ببنت شفه فحتى الشفاه جفت واصفرت
نظر متفرسا فيه وتنهد بعمق بحيث سمع الكل صوت تنهيدته
قال المالكي
استغفر الله .... ماذا تظنون اني فاعل
قال الكل بصوت متكرر
مانقول الا ما قالت قريش لمحمد
أخ كريم وأبن أخ كريم
رفع نظارته السميكة ووضعها على منضدة الخطابة
ثم رفع ذراعيه وهويفتح يديه باتجهاهم
وأنا لااقول لكم الا كما قال محمد لقريش
أذهبوا فأنتم الطلقاء

#قاسم_السيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات