أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد قانصو - هل المهر حبرٌ على ورق ؟!..














المزيد.....

هل المهر حبرٌ على ورق ؟!..


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 08:29
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    



يستوقفني مفهوم شائع بين الناس ملخصه أنَّ المهر أو " الحق " ـ كما يسمونه ـ ما هو إلا "حبرٌ على ورق" ، ولذا يستسهل أولياء الخاطب الوقوف عند هذه المحطة الحقوقية ، وتراهم يبالغون في السخاء وإظهار الكرم عندما يسمّون مهر عروستهم آلافً مؤلّفةً من العملة الصعبة ، يقيناً منهم أنَّ تلك المبالغ الطائلة لن تكون يوماً دَيناً يتوجّب على ولدهم سداده بإلزامٍ قانوني أو أخلاقي أو إنساني ..
وما هذا الإلتباس أو الجهل إلا واحدٌ من إفرازات التكوين المعرفي الإلتقاطي الذي لا يستند إلى حجة علمية أو استدلال حقوقي ، ولا شكَّ أنَّ تطبيعه ينتج ظلماً وحرماناً للمرأة من حقوق مكتسبة لا يجوز تضييعها أو نكرانها بأي وجه من الوجوه ..
لذا لا بدَّ من تعميم المعرفة الكاملة في هذا الشأن دفعاً لجهل الجاهل ،وإلزاماً لمن يتوسّل التهرّب من الحقوق المتوجّبة عليه .
وبادئ ذي بدء ينبغي التعريف بالمهر أو الصداق لغةً واصطلاحا، فالصداق بفتح الصاد وكسرها هو مهر المرأة وجمعها في أدنى العدد أصدقة والكثير صدق، وأصدق المرأة جعل لها صداقاً ، والصدقات جمع صدقة .
واصطلاحا: هو مأخوذ من الصدق ضد الكذب لأنَّ دخوله بينهما دليل على صدقهما وسمي مهراً وطولاً ونفقة ونحلة ،وهو هدية لازمة وعطاء مقرر وليس عوضاً عن ملك الزوج الإستمتاع بزوجته بدليل ما ورد في القرآن من تسميته صدقة ونحلة يقول الله تعالى: "وآتوا النساء صدقاتهن نحلة" والنحلة هي الهدية الواجبة أو العطاء بلا مقابل .
وبناء على التعريف المتقدم فالمهر عطاء لازم للزوجة تنشغل ذمة الزوج به لحظة إبرام عقد الزوجية وهو ليس ثمناً أو بدلاً مالياً ، وعليه فإنَّ إطلاق كلمة " حق " على المهر ولو من باب التسامح العرفي يعتبر انتقاصاً من قيمة المرأة كإنسان له ما للرجل من مكانة ومنزلة مصونة .
يتبين لنا إذ أنّ المهر دين للزوجة في ذمة زوجها ، ولا يسقط هذا الدين إلا بالبذل او الإبراء عن طيب خاطر ، إذا فمقولة "حبر على ورق" ليست إلا وهماً أو جهلاً بحقيقة التعاقد الزوجي وما يرتبط به من حقوق وواجبات ، وعليه فإنَّ الشريعة الإسلامية لا تسمح بنكران مهر الزوجة وغصبه من قبل الزوج أو أوليائه فيما لو أصبح دفع المهر حالّاً بحلول أحد أجليه المقررين الموت أو الطلاق .
ومن هنا يحق للمرأة من الناحية الشرعية والقانونية أن تطالب بمهرها فيما لو تمنّع الزوج عن دفعه لها ولها أن تتخذ صفة الإدّعاء لدى الجهات القضائية المختصة ، ومن واجب هذه الجهات مساعدة الزوجة على استيفاء حقها ، كذلك فإنَّه يحق للزوجة المتوفى زوجها أن تطالب أولياءه وسائر ورثته بمهرها باعتباره من الدين الذي يستثنى من أصل التركة كما نصّ على ذلك الفقه الإسلامي .
كذلك فإنَّ المعاملة السيئة والتنكيل الذي يعمد إليه بعض الأزواج بغية إخضاع الزوجة وإجبارها للتنازل عن مهرها ما هو إلا شكل من أشكال العنف الزوجي وغصب للحق الثابت ، وأكل للسحت والمال الحرام المأخوذ غصباً وعدوانا ..
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الظاهرة المقيتة في آياته البينات حيث يقول تعالى : (الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً ).
ولعلَّ الكلام في المهر يقودنا في نهاية المطاف إلى ضرورة الإعتراف بسائر حقوق الزوجة المالية كحق النفقة الواجبة وما تتضمنه من متطلبات لازمة وضرورية ، كذلك حقها في الملكية الفردية والتصرّف بمالها الخاص ،فالإسلام يحفظ لها حقَّ التصرّف بمالها ، وهو لا يعفي زوجها من مسؤولياته المادية اتجاهها، حتى لو كانت منتجةً أو مالكةً أو وارثة ، والإسلام لا يبيح للزوج التسلّط على مال زوجته والتصرّف به دون إذنها ورضاها ..
وهكذا نستخلص أنَّ مقتضى العدالة الإجتماعية يتحقق باحترام الحقوق المتبادلة بين الرجل والمرأة سواء منها الحقوق المادية أو المعنوية ، وأنَّ ما نهدف إليه من خلال هذه السطور ليس إلا سعياً لتحقيق التكافؤ والمساواة ، واعترافاً للمرأة فيما تملكه من حقوق كفلتها لها الشرائع والديانات ..



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مشروع قانون لحماية النساء من العنف الأسري ..
- التخطيط الأسري في المجتمع الإسلامي
- مسرحية العريفي
- شلال الضوء
- الحب من منظور إسلامي
- الحوار
- عقوبة الإعدام .. رؤية إسلامية
- نعم ولا واخواتهما
- الإسلام والآخر
- يا التقاء الفرقدين !..
- آحادية الفكر صنمية العصر
- مكانة المرأة وموقعها في الإسلام
- الاسلام وثقافة الحياة
- النعجة الشاردة
- العصبية والتعصب


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد قانصو - هل المهر حبرٌ على ورق ؟!..