أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الفزاع - مش كاين هيك تكون 1/3














المزيد.....

مش كاين هيك تكون 1/3


علاء الفزاع

الحوار المتمدن-العدد: 906 - 2004 / 7 / 26 - 10:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


من الأعمال المتميزة جدا لفيروز و زياد الرحباني "مش كاين هيك تكون". هذا العمل المتفرد يثبت مرة أخرى عبقرية الإثنين: فيروز و زياد. ولعل التحليل الكامل لهذا العمل الفني يستغرق الكثير من الوقت ومن مساحة الكتابة، ولكنه يغري بالمحاولة، خصوصا مع راهنية هذا العمل رغم مرور عدة سنوات على ظهوره. وهذه المحاولة لمقاربته هي محاولة غير متخصصة وغير شاملة، وذاتية إلى حد بعيد، ومغرضة ومتحيزة سلفا!

(ضاق خلقي يا صبي)
غنت أم كلثوم رائعتها (الأطلال) في عام 1966. في تلك الفترة كانت مصر تتمزق بين حبها (للريس) عبد الناصر، وتجربته من ناحية، وبين الضيق المتعاظم من ثقل ضغط الأجهزة الأمنية و (زوار الفجر) من ناحية أخرى. ورغم المشروعية الاجتماعية للثورة ولنظام الحكم إلا أن التذمر كان كبيرا من حالة الاختناق السياسي. في ذلك الجو رأت (الأطلال) النور. القصيدة الطويلة جدا تمت غربلتها، واختيرت مقاطع قليلة منها لتناسب طول الأغنية. ومن بين تلك المقاطع كان أحدها يتميز بالغرابة، خارجا بنفس ثائر هادر محتج لا يتناسب مع الجو الحزين للأغنية. إنه المقطع الذي تسبقه موسيقى غاضبة ويبتدئ ب (أعطني حريتي أطلق يدي) وحتى (وإلام الأسر والدنيا لدي). لقد كان ذلك احتجاجا وعتابا مبطنين، موجهين إلى الزعيم المحبوب!
واليوم، وبعد مرور عقود على تلك الفترة، لا زالت البلاد العربية تعيش أجواء قمعية ضاغطة على أعصاب الجميع، مواطنين ومفكرين وفنانين... اختفى الزعيم –عبدالناصر- واختفت معه المحبة الشعبية للحاكم، وبقيت (الأجهزة) وبقي معها الكبت. إنها حالة لا ترتكز فيها أجهزة الحكم على أية ركائز، سوى سلبية المواطن وصبره السرمدي. ومن هنا خرج زياد الرحباني ليقول-بصوت فيروز- في وجه الجميع: (ضاق خلقي يا صبي من هالجو العصبي). وكأنه كان يتكلم عن كل المواطنين العرب. هذا الجو المتوتر المشحون المليء بالشك، والمخبرين الذين يرصدون كل شيء، ولا يرصدون شيئا حقيقيا، هو جو عصبي مرهق. والتململ واضح، تلمسه في طريقة نطق (الكورس) خلف فيروز لجملة (ضاق خلقي) في نهاية اللازمة. إن زياد يلتقط-بحس الفنان-جوهر المشكلة: "بتحكي وبتصير ما بتسمع، واذا جاوبتك مرة بتفقع". إنها أحادية النظرة. ولا شك أن مجتمعنا كله مصاب بها، وليس فقط حكوماتنا. فنحن لا نسمع الآخر، ونسعى لإلغائه وطمسه، ولا نحتمل الاختلاف، بل (نفقع) منه. إننا جميعا نمارس أنواعا من المونولوج الداخلي مع أنفسنا بمعزل عن باقي المجتمع.
إن الحكم الذي لا يتعلم من دروس التاريخ ولا يتعظ منها هو غرّ و (صبي)، ما دام غير قادر على فهم الرسائل المنطلقة من أسفل إلى أعلى، من الشعوب إلى القيادات (يا صبي ما بتفهم من نظرة ولا حتى حكي) فلا الرسائل الضمنية، ولا حتى (الحكي) المباشر كافيين لإفهام من يحكمون بأن هيهات أن يقف الزمان وتستمر الحال، فلا يمكن إيقاف فعل الحياة (مانعني إفعل أو إئتي أي حركة).
الكثير من الأنظمة وصلت نهاية الطريق المسدود. فقدت تمثيلها للمواطن، ولم تعد تستند إلى قاعدة، بل تجاوزتها مسيرة الحياة في الخارج، فأصبحت مؤهلة-هي وشعوبها-لتصبح خارج التاريخ، فبدأت بالشك في كل ما حولها، ولكن: (شكك ما بينفعك) ، وهنا الحيرة: (شو بينفع يا ترى؟؟). ولا تنفع الوعود الكاذبة بالديموقراطية والتغيير، ولا تنفع الإصلاحات الشكلية وتغيير الأشخاص، فلم يعد الشعب يثق بتلك الوعود: (وبتوعد إنو بتتغير، ما الهيئة والأمل زغير) فليس هناك بوادر حقيقية للتغيير، والدليل (امبارح بالوصلة مفتشلي غراضي ومفتحلي علبي).



#علاء_الفزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاعدة والاستثناء: ابن لادن والغوييم
- بروميثيوس خلف هويمل
- موسيقى الجنازير
- نشيد وتحدي
- تفاؤم
- أرض الآلام
- ما بعد الحداثة: مقاربة سوسيولوجية
- الفقسة
- دور الأحزاب في تعطيل الديموقراطية


المزيد.....




- الخارجية الصينية تعلن استضافة ممثلين عن فتح وحماس لإجراء محا ...
- كتائب -القسام- توجه رسالة ملخصة بصورة إلى أهالي الرهائن الإس ...
- الدفاع الروسية تكشف إنجازات الجيش على الجبهة خلال الـ24 ساعة ...
- إسرائيل تتحدى عالما مصريا
- بايدن يحث الكونغرس على تشديد الرقابة على الأسلحة النارية في ...
- الصين تعلن عن اختراق في محادثات -فتح- و-حماس- واتفاق على -ال ...
- قوات -الناتو- تتدرب في غابات لاتفيا على صد هجوم مفترض
- -يرتدون فساتين نساء غزة-.. صورة متداولة لجنود إسرائيليين تثي ...
- مصر.. عالم أزهري يرد على ميار الببلاوي بعد انهيارها بسببه
- الدفاع المدني في غزة: أكثر من 10 آلاف مفقود تحت أنقاض المبان ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الفزاع - مش كاين هيك تكون 1/3