أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود ابراهيم - ثورة المستقبل














المزيد.....

ثورة المستقبل


داود ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 906 - 2004 / 7 / 26 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المشكلة الحقيقية في قياس تجارب الماضي الثورية عبر رؤية عابرة للتاريخ تتجلى في التركيز على بريق الثورة وإهمال الظروف الأساسية الواقعية التي أدت إلى انبثاقها ...
والإسلام ، كأقدم ثورة عربية معروفة يتم التركيز على بريقها المتمثل بأيديولوجيتها وكأنها الوازع الحقيقي للثورة ..!!
كذلك الحال بالنسبة للثورة البلشفية ..ينظر إلى المسالة وكان الفكر الماركسي هو الدافع الحقيقي الأساس في تلك الثورة..ولعل هذا الجري وراء بريق ( النضال ) هو الخطأ الفادح الذي يقع به حملة الأيديولوجية أو الفكرة التي ينظر إليها في ما بعد وكأنها فكرة مقدسة ، والحقيقة إن ذلك من الأخطاء الشائعة في توجهات الاعتقاد البشري ..
لا توجد أيديولوجية على وجه الأرض مهما كانت سماتها قادرة على إحداث التغيير في المجتمع ما لم تتوفر الظروف المناسبة لذلك التحول ..
قد يكون في هذا الرأي بعض التطرف ..وربما الغرابة مع انه رأي موجود منذ ظهور التوجهات العلمية في دراسة علم الاجتماع، إلا إن الحقيقة الملاحظة تظهر في أن هناك ( معادلــــــة) إذا ما تمت تتحقق بموجبـها الثورة ..أي ثورة ، سواء أكانت ثورة العبيد القديمة أو ثورة الإسلام في جزيرة العرب أو الثورة البلشفية ..هذه المعادلة هي : إذا ازداد الثقل الاقتصادي والتأثير السياسي للطبقة الكادحة في المجتمع مقارنة مع الطبقة البرجوازية أو طبقات الأسياد التي يجب أن تمر في مرحلة من مراحل ضعف النفوذ في المجتمع ..هذا الخلل في التوازن يؤدي إلى حدوث الثورة..لكن أي ثورة تكون بحاجة إلى قائد ..ولهذا وفي ظل تلك الظروف ينبري لها احد المفكرين أو القادة فيلبسها ثوب أيديولوجيته.
واصدق مثال واضح على الثورة هي ثورة العبيد في روما إذ كان الجوهر هو ذات البريق..نضال الطبقة العاملة ..تأتي من بعدها ثورة الإسلام..التي ارتكزت على الطبقة المسحوقة شانها شان أي ثورة..إلا إن الثورة البلشفية هي أول ثورة في تاريخ الطبقة المسحوقة في المجتمع تأتي ضمن اطر التبشير بنضال الطبقة العاملة دون برقعتها بمفاهيم مغلفة بعيدة عن جوهر قضية الثورة..
الذي حدث في ظل الثورة البلشفية هو أن جوهر الثورة صورة مطابقة لبريقها ..!
وبرغم هذا كله ..وقع الثوار والمناضلين بنفس الخطأ البشري التاريخي ..ألا وهو تقديس الأيدلوجية الثورية ..!
لقد أصبح نضال الطبقة الكادحة ..ماركس ..وماركس أضحى هو الطبقة الكادحة ..!!
محمد هو أمل المستضعفين..والمستضعفين هم محمد !
وكمثال بسيط عن كل القيل والقال عن ( مقتدى الصدر ) في العراق..فان الطبقة المسحوقة في المجتمع العراقي هي التي قادت الثورة ..وبقيت تبحث لها عن قيادة منذ اليوم الأول للاحتلال الأمريكي الذي عزز معادلة اندلاع الثورة بإهماله للظروف المعيشية للطبقة المسحوقة التي أخذت تشكل نسبة عالية من المجتمع بعد حل الجيش ..حتى رسا مزاد الثوار على السيد مقتدى الصدر ..فكان هذا المد العارم الذي اثر في الساحة العراقية رغم بساطة الإمكانيات ..إلا إنها ( معادلـــــــــــــــــــــــــــــــــة) انبثاق الثورة التي لم تعر أهمية هذه المرة لعمر قائدها الصغير ..!
وما يجري من فوضى في العراق ما هو إلا امتداد طبيعي لنزق الثورة الأعمى الذي لا يهدا حتى يصل المجتمع إلى حالة توازنه الطبيعية..وعلى صعيد عالمنا العربي والإسلامي فان هناك توازنا بين الطبقات الاجتماعية المختلفة ..لا يتمثل بالعدد السكاني وإنما بالثقل والتأثير السياسي...وان اليوم الذي يصل فيه ( اللاتوازن الطبقي ) إلى حد العتبة الحرجة ( عتبة الثورة ) فهو آت لامحال..و الثورة العربية العارمة ستنطلق ..وسترتدي وشاحا ما ..وسيسجل التاريخ ( بالخطأ طبعا ) إن فلانا وأصحابه ...قد فجروا الثورة ..وإنهم بفكرهم النير العظيم قد مهدوا السبيل لإنقاذ البشرية..!
لماذا لا يدرك الناس أنهم هم فكر الثورة ؟ لم لا يفهمون أنهم هم من يغير التاريخ وليس المسيح أو محمد أو لينين؟؟
لماذا لا يدرك هذا الجيل أنهم هم الذين سيغيرون هذا العالم في عهد ( اللاتوازن ) العالمي القريب في أفق المستقبل؟؟
ستمر الأجيال ربما على هذا الكلام مر الكرام...لكن سيأتي اليوم الذي ستشرق به شمس الحقيقة.



#داود_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد بن عبد الله المصلوب في تاريخ الاسلام
- فلسطين في معادلة القدر
- الخطيئة الكبرى والخطيئة الصغرى


المزيد.....




- كيف نطيل عمر الهاتف الذكي؟
- بين أسرّة المستشفيات وتكايا الطعام: رحلة أطفال غزة المستحيلة ...
- مظاهرات في البرازيل لدعم تشريع الماريجوانا
- لأول مرة منذ 24 عاما.. بوتين في زيارة مرتقبة لكوريا الشمالية ...
- مظاهرات حاشدة في تل أبيب ضد حكومة نتنياهو
- تحذيرات في إسرائيل بعد إصابات خطيرة بـ-غرب النيل- في تل أبيب ...
- ما هي مدة الاستحمام المثالية؟
- 11 مهاجرا يلقون حتفهم في حادثتي غرق قاربين في البحر المتوسط ...
- الحجاج يواصلون رمي الجمرات في مشعر منى في أول أيام التشريق
- صحف عالمية: سكان غزة يعيشون -أضحى- كئيبا


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود ابراهيم - ثورة المستقبل