رفات الزمن الضائع

محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 16:57
المحور: الادب والفن
    

عتبات الطريق
رفات الزمن الضائع
1
ياساداتي
لا تحتقروا رموزنا
لاتسفهوا أحلامنا
فهم قلوبنا
وبوصلة جوارحنا
بهم نسبح ونحمد
ندعو لهم كل صباح
ونحمد الله كل مساء
أنهم مازالوا أحياء
ندعوا لهم بطول العمر
كل حين
ومع مستهل كل لقاء...
وأثناء كل وقفة........
ومع كل جلسة.....
في المقاهي ....في المقرات.....وعلى الأرصفة
2
نقدس أسماءهم
ونعلق صورهم الجميلة
في بيوتنا ،وسيارتنا ....
نحملها معنا كل وقت
كي لا ننساهم ....فينصرم الحبل السري
ننقش ملامحهم في شرفات سواعدنا
ألا تدرون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إنهم رمز وجـــودنا
وقوة نــــفوذنا
بهم نزرع البسمة والنسمة لدى أتباعنا
ليظلوا دوما عبيدنا
وليبقوا على وهم آمالنا
فالأصنام آلهة حواريينا
3
أرجوكم يا سادتي النبهاء
و يا رفــاق الدرب والحرب
لا تحرفوا أسماءهم
لا تحرقوا تاريخهم
فهم كرام....
أجلاء...أشرف الشرفاء
فهم لوتعلموا ياسادة
كنز لا يبلى
وموهبة لاتفنى
وسراج لا يطفى
شلال عطف منهمر
محبة شعب لا تندثر
نبع يفيض بهاء
ووضوحا ....وسخاء
تركهم لنا الأجداد
وسيرثهم الأحفاد
تاريخهم تاريخنا
ومصيرهم مصيرنا
لا... لا تقولوا لمزبلة التاريخ
فمزبلة الجغرافيا مازالت
تتسع لهم ولنا
وللقادمين من بعدنا على درب.....
4
لا تحرفوا أسمائهم في تجمعاتكم
بل ارفعوا صورهم قبل فوات الأوان
فبعد سنتين فقط سيغادروننا
لا تلوثوا .....القمامات بها
بل وزعوها في كل مكان
ليستمتع الشعب بها
انثروها ...كورود مقدم الربيع
لتزرع ريحا وريحانا
تأملوها جيدا ....ودققوا النظر
تفحصوا الحكمة جيدا
انظروا .....حدقوا بالمناظير
واكتشفوا.....
حب الشعب المرتسم على الشفاه المترهلة
اقرؤوا المصلحة العليا للوطن
على أعينهم المختفية وراء نظارات
تحجب عنهم ابتسامات المريدين
واحتجاج المظلومين
وغضب المشيعين
والأسنان ..... تهاوت كأوراق الخريف
من نهشها للمال العام
عفوا الحرص على النفع العام
بطن مترهل ....يصيح هل من مزيد ؟؟؟
حفاظات تحميهم من الأعين المترصدة لهم
أما الآذان مازالت مصونة
تسمع كل شيء عبرنا
رغم كثرة الوشايات الكاذبة من العمال
ومواويل الطبقات في الشارع
وأكاذيب وأباطيل الصحافة
لا تصدقوا ما يقال ......
وانتبهوا واحذروا من قناصي الترهات
لا يقولوا لكم مثلا أنهم
رمز المآسي
والحنظل القاسي
ذئاب بشعة
بأجساد نتنة
أوداج منتفخة
أصنام صدئة
ومافيات موجعة
عقول دنيئة
ووجوه بشعة
ولا تصدقوا
أن معهم استمر الخراب
وتحول الأمل إلى سراب
باعوا كل شيء حتى التراب
5
يا *أحبائي*
احترموا أسيادنا
فهم قداسنا
ونحن أيتام بدونهم
مالعمل إن لم نردد أسماءهم ؟
ونعلق أكفانهم على جماجمنا الصدئة
نلعق أحذيتهم
نتعلق في أظافرهم المخلبية
نشرب من عميق حكمهم
فما ضيركم
إذا كان كل شيء على ما يرام
هم يسبحون في النعيم
ونحن نرفل في الجحيم

#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات