أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد صفدي - عدو العلم














المزيد.....

عدو العلم


محمد صفدي

الحوار المتمدن-العدد: 2966 - 2010 / 4 / 5 - 07:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وبخ المعلم المؤمن تلميذه الذي تثاءب أثناء شرحه لدرس الكسور العشرية قائلا :
"إن التثاؤب هو دغدغة الشيطان للإنسان !!"
استهجن الطالب كلام معلمه ولم ينبس ببنت شفة . لكن طالبا آخر علق على كلام المعلم المؤمن قائلا :" لكن معلمة العلوم ذكرت لنا أن التثاؤب هو نتيجة حاجة الجسم للأكسجين وتعبر عن التعب و.."
هنا صرخ المعلم المؤمن بهذا الطالب "المتحذلق" قائلا: " مع احترامي الشديد لما تقوله أنت ومعلمة العلوم إلا أنكما لا تعرفان ما يحدث في جسم الإنسان أكثر من الله تعالى ، فانا لم اقل كلاما من خيالي الواسع وإنما لدي ما استند إليه في كتاب الله وسنة نبيه "
إلا أن الطالب المتحذلق لم يقتنع بكلام المعلم المؤمن فأصر على الاستمرار في النقاش فقال : "لكن يا أستاذ .."
فصاح الأستاذ المؤمن بتلميذه العنيد باسلوب ساخر: " ما رأيك أن نحول درس الرياضيات إلى درس في الدين؟!" وأردف :
" لا يمكننا الخوض فيما قاله الله وما أوحي إلى نبيه "
هنا سكت التلميذ "المتحذلق" عن الكلام ، بينما أدار المعلم المؤمن ظهره باتجاه اللوح ليستمر في حل تمرين في الكسور العشرية كان قد كتبه سابقا ، لكنه فكر في نفسه قائلا : "يجب أن أقنعه بما هو صحيح .. " ثم أدار ظهره وتوجه نحو التلميذ المتحذلق وقال له : "هل تعلمت في دروس الدين كيف خلق الله الإنسان؟ "
فقال التلميذ المتحذلق: " نعم ، تعلمنا ان الله خلق ادم من تراب ونفخ فيه من روحه وحتى انه طلب من الملائكة السجود له "
فقال المعلم المؤمن : " أحسنت ، كلنا نعرف أن هذا ما حدث ، لكن قل لي : من رفض السجود له؟ "
- الشيطان إبليس
- وهل تدري لماذا رفض؟
- لا ، لا ادري
ابتسم المعلم المؤمن ابتسامة معلنا انتصاره الفكري على تلميذه فقال موجها كلامه لبقية الطلبة :
" إن زميلكم يعرف ما يريد أن يعرفه فقط ، فهو يدرس العلوم جيدا ويعرف الهدف من التثاؤب كما يدعي.. لكنه يجهل الدافع وراء رفض إبليس السجود لآدم –
( موجها كلامه للطالب) يا لك من جاهل بدينك ، لن يغفر الله لك جهلك هذا !!! - من منكم يعرف الإجابة الصحيحة؟ "
ضحك التلاميذ ساخرين من جهل زميلهم وأشاروا إلى طالب آخر يعتقدون انه يعرف الإجابة الصحيحة لان والده شيخ احد مساجد المدينة ، فطلب المعلم المؤمن من ابن الشيخ أن يجيب قائلا: " علم زميلك ما لم يعلم "
ابتسم ابن الشيخ لإتاحة الفرصة له بالتحدث ووجه كلامه إلى زميله "الجاهل" قائلا : "إن الشيطان رفض السجود لآدم لان ادم من تراب وهو من نار والنار أفضل من التراب.."
هنا صرخ المعلم المؤمن بصوت عال : "أحسنت ، إجابتك صحيحة ، صفقوا له "
فصفق طلاب الصف لزميلهم ابن الشيخ وهم ينظرون بدهشة إليه ، فصوته لا يسمع في دروس عديدة ومنها الرياضيات ، فكيف له إن نطق أفصح وأصاب ؟!
أما التلميذ المتحذلق فطأطأ رأسه خجلا لعدم تمكنه من الإجابة عن سؤال استطاع زميله المشتهر بحمقه الإجابة عنه ولو أن حيرة وشكّا راوداه فيما اذا كانت النار أفضل من التراب أم العكس أم انه لا مجال للمقارنة.. ، ولما رفع رأسه في وجه معلمه ، بادر هذا بالحديث قائلا: " أرأيت كيف أن اضعف زملائك مطلع ويعلم أكثر منك ؟ لكنني سأشرح لك ما قصدته من سؤالي هذا ، فكما قال زميلك : إن إبليس رفض السجود لآدم لأنه خلق من نار بينما ادم من تراب ، لكن ما لا تعلمه أنت وزميلك ومعلمة العلوم هو أن الله خلق ادم من صلصال كالفخار وبما أن إبليس خلقه من نار فان الله سمح له بدخول جسد ادم والتجول فيه وذلك قبل أن يكسوه باللحم وقبل أن ينفخ الروح فيه ، فتمكن إبليس من معرفة مواطن الضعف في جسم الإنسان ، وإنما أردت أن أوضح لك انك حين تثاءبت ، كانت هذه دغدغة الشيطان بهدف الذود بك عن شرحي وإبعادك عن العلم الذي تناله مني ، والشيطان عدو للعلم ، فأنت حين تتثاءب تفتح فمك وتغلق عينيك ويتبدد تركيزك وبهذا يساهم إبليس في تجهيلك ، أفهمت؟ "
شعر الطالب المتحذلق بالتعب والملل من سماع هذا الشرح فأراد أن يتثاءب ، لكنه أمسك نفسه عن ذلك كي يتمكن من الرد على معلمه المؤمن فقال مستسلما:
"نعم ، فهمت "
ابتسم المعلم المؤمن وقد لاحت على وجهه بشائر النصر والزهو والخيلاء ، واستمر في شرحه عن الكسور العشرية ، لكن الطالب المتحذلق كان يحدق في معلمه بينما كان تفكيره منغمسا في سؤال حيره: " لماذا أراد الشيطان أن يبعدني عن شرح المعلم لمعنى التثاؤب ؟ ".







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امام المسجد يخشع
- حوار مع الله
- موضة جديدة
- هل يخلف الله وعده؟
- الوادي المقدس طوى واللغة العبرية
- الله معنا أم معهم؟
- فراغ القيادة والقيادة الفارغة في اسرائيل
- شعب الله القارئ
- لبنان - صغير وملان كفر
- وجود الله في اولاد حارتنا يحتمل التاويل
- ياسر العظمة - لم يفهمه العرب


المزيد.....




- البطريرك كيريل يؤكد الاستعداد للحوار مع الفاتيكان
- -رجل شجاع-.. إيهود باراك يدخل على الخط دفاعا عن غولان
- سلى ولادك طول اليوم.. تردد قناة طيور الجنة على النايل سات وع ...
- فرحي أطفالك في الإجازة.. تردد قناة طيور الجنة 2025 وخطوات تن ...
- طهران تحتضن المؤتمر العلمي لوزراء العلوم والتكنولوجيا للدول ...
- مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال ال ...
- بدء مراسم إحياء ذكرى استشهاد الشهيد رئيسي بحضور قائد الثورة ...
- ماما جابت بيبي..ثبتها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على ناي ...
- الاحتلال يواصل حصار بلدتي بروقين وكفر الديك في سلفيت
- كم تبلغ ثروة الكنيسة الكاثوليكية ومن أين تأتي؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد صفدي - عدو العلم